أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين المغربي - انت والخريف العابر














المزيد.....

انت والخريف العابر


ياسين المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2454 - 2008 / 11 / 3 - 06:41
المحور: الادب والفن
    


احكمت اغلاق غرفتي ....اسدلت الستائر الحمراء القانية ....واشعلت المصباح الجانبي بلون اصفر ....عبر النافذة كنت استطيع ان ارى لون السماء الفضية ثم الزرقاء ....الاشجار في الخارج تتهادى محدثثة اصواتا ...متباينة كاصوات الافاعي ...الاغصان ترتفع والاوراق تتطاير ايضا ...العصافير الشادية تسكن اعشاشها وتترقب مطرا هادئا ...كمطر خريف زاه قبل عشر سنوات من الان ..
من غرفتي كنت اكتفي بان ارى الناس دون ان يرونني غارقا في الكتابة ...مرة اسحب نفسا من دخان سيجارة ...وتارة ارشف من قهوتي التي كان يطالها البرد دائماااا....

الخريف فصل جميل وعابر ايضا يستدعي ذاكرتي ....منفاي القريب ...جروحي التي التئمت في اجساد اخرى ولم يحصل دلك في جسدي .
جسدي بيت الحياة هذا ....عاد مشتعلا كالنطف ...تتخذر رجلاي ...اقف امشي في الشارع لساعات تحت المطر ....بعد ان اكون قد احكمت اغلاق الباب مرة اخرى ...
يقولون ان اوراق الخريف رسالة ...
تلك التي بحجم كف اليد ...
حيث يمكنك ان تكتب امنية وتهديها لصديقتك البعيدة وراء الاجساد وراء البحار ووراء المسافات .
لكي تكتب امنية يجب ان تنتظر الخريف ...يعدما يكن الصيف قد اعطاها من سمرته مزيلا خظرتها ...بعدما تقتلعها رياح الخريف المزمجرة ...انذاك يمكنك ان تكتب ...على الورقة المنهارة التي تسلمتها يد فصلين ...امنية .
ان تكتب انهياراتك ايضا .....
بعدما يكون الشتاء القارس قد اشرف على الاحتضار ...

حكاية الفصول تلك حكايتي ...

وورقة الزيزفون المتسعة تلك قلبك ..
قلبك الدي لم تلفحه لاحرارة صيف ولا رياح خريف ...ولاهذايانات شتاء هادر .
قلبك انت كان ورقتي ...كنت اكتب عليها تاريخي ...قلبك كبير لكنه ليس ورقة خريف ...
هو كبير لانه ليس ورقة .. ..
اكبر ورقة لا يمكننا ان نسجل عليها تاريخ انسان ...
ببساطة الكلمات ...دون ان اتانق كالعادة ...ادع الكلمات تتحدث ....واظهر من الداخل كما أنا .....
قلبك قد يصير ورقة ...
ورقة خريف ..........
والخريف فصل عابر
الخريف الماضي ايضا ...لايشبه خريفنا الذي مر والذي سياتي ..

مالدي اقوله لك ....بعدما صرت انسانا يتعقب النهارات والليالي ....اجمل الانتظارات لا يمكنها ان تهب لي كفك مرة اخرى ...لامسك يديك ...وانظر في عينيك ..ونسير في الطريق ...

اشجار الصفصاف والسنديان والاوكاليبتوس والقصب ....اشجار تموت واقفة ...ولا تنحني ....ختى بعد موتها لا تستريح ...
اتذكر مطربا تونسيا قال ....انت شمسي ...
واتذكر اخر جزائري قال ....انت ياشمعة ...
اما انا فاقول كما قالها مغربي ....ليلي طويل ..
حكاية مغنينا هذه حكايتي ايضا ...حكاية البحث عن النور ...في ضل امراءة تاتي من مكان ما من زمان ماا ...في هذا العالم ....واذا داك تسكن اليها ....وليس الى كعبيها ...
شبح امراءة ما ...ينتشلك من الوحدة والموت يهبك بسمة اخرى ..و..روحا اخرى .....حياة اخرى ...
ارفع عيناي الــــــــــــــــــــى السماء انا اومن بها بين الحين والاخر...
الغيوم تزحف على مهل كما كانت تفعل دائما ...قبل شهر قبل سنة ...وللابد ..
احبك ......تلك الكلمة قلتها دات خريف مغربي مؤمنا بها ....

خريف مميز لانه يجعلك تجلس في مكان ما من غرفتك ...تمسك بيدك كتابا وبالاخرى كاس شاي ساخن ....تتذكر قلبا احبك ...قلبا احببته ....ووتذكر هروبا ....من منكما هرب من الاخر ....انا لا اعرف وكذلك انت ...وكذلك الاخرون ...
كلما اعرفه ....اني احبك ...ليس كلاما فارغا ....بل عهدا ...
يقال ان رؤية الاشجار عبر النافذة شي جميل

والاستمتاع بسقوطها ....شيئ مروع ...
ادن دعينا نستمتع فقط بسقوط الاوراق

ياسين المغربي ...
31اكتوبر 2008-
مدينة العرفان
الرباط



#ياسين_المغربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شروق الوطن-اذا اشهرت محبتي
- طريق الحب ....طريق النسيان
- قطرة من عشق
- حنا مينة صوت الحب والسلام والاشتراكية
- السفر الاخير قصيدة الى روح درويش
- بعض من كلام
- مقارنة بين المدرسة الواقعية والشكلانية في الأدب والفن2
- مقارنة بين المدرسة الواقعية والشكلانية في الأدب والفن
- هي ...أنا والغرفة رقم 2 /2
- هي... أنا ....والغرفة رقم 2 /1
- عشر اسئلة الى ريتسوس
- مفهوم التجارة ودورها في الحياة الاقتصادية للمجتمع –عند غوغول ...
- مع غيفارا
- هنا والان ...صدقيني
- هنا والان ...
- حديث في شعاب الزيتون
- ظل مرﺁة
- اليك
- نهاية
- هل قيلت جميع الكلمات


المزيد.....




- جامعة -الدون- التقنية الروسية تعمل على إنشاء مركز للغة الروس ...
- الضفة الغربية: إسرائيل تمنع جولة وسائل إعلام دولية في قرية ا ...
- تاء تأنيث النقد الأدبي العراقي.. في أمسية ثقافية
- وفاة الممثل جوناثان جوس عن عمر يناهز 59 عامًا إثر إطلاق نار ...
- مصر.. قرار للنيابة في فضيحة قصر ثقافة الأقصر
- المبادرة المصرية تطالب بإخلاء سبيل المخرج -عبد الرحمن الأنصا ...
- رحيل الكاتب الفلسطيني علي بدوان أحد أبرز مؤرخي الشتات في سور ...
- مخطط متنزه إسرائيلي يطرد سكان سبسطية من قريتهم التاريخية
- -إيروفلوت- الروسية تفوز بجائزة مرموقة في مجال التصميم والفن ...
- تكريم ليلى علوي في الدورة الـ 25 من مهرجان -روتردام للفيلم ا ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين المغربي - انت والخريف العابر