أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تغريد كشك - فوق الخارطة سربُ غيوم














المزيد.....

فوق الخارطة سربُ غيوم


تغريد كشك

الحوار المتمدن-العدد: 2454 - 2008 / 11 / 3 - 06:46
المحور: الادب والفن
    


كنتُ
أظنُ أني قد أضعتُكَ
كما يضيعُ الحلمُ
بين استفاقةِ جفنين
أو كما تضيعُ الذكرى
بينَ اغماضة أجفاني والذاكرة

كنتُ
أدخلُ غرفةَ الصفِ
أُطعِمُ أحلامي نوماً فتنمو
داخلَ غرفةٍ مغلقة الأبواب
أدخلُ المدرسةَ فأفقدُ خطوتين
تأسرني تلكً الحدودُ الملونة
والخطوطُ المتقطعة
وصوتُ معلمِ الجغرافيا
يعرفُ كيف يكشفُ سرَّ خارطةِ الطريق
وكيفَ يَشرحُ لغةَ الحدود
صوتُه قادرٌ
أن يهدينا فضاءً و وطناً
كان يعرفُ كيف يوقظ في داخلنا
احساسَ المسافة

كنا
صغاراً
تشتعلُ شموعُ الضحكِ فينا
وكانت خارطةُ الوطن معلقةً على الحائط
دَقَقتُ فيها النظر
خرجَ من الحائطِ سيفٌ
فصلَ شطريّ الرغيف
خرجَ من الخارطة جرحٌ
فصلَ شطريّ الوطن

على الحائط
جبلٌ نائم
يخافُ عند مرورِ الدبابات
على الحائطِ مدنٌ اصطفت في عناء
تنتُظر قدومَ الحقول
وصوتُ معلم الجغرافيا يعلو
ليكشفَ سرَّ الطريق
وفوق الخارطة يتململُ الهواء
يضطرب ..... يتقلب
يتطايرُ أكثر
يُحَرِكُ التراب
يلتقطُ أوراقاً صفراء
ثم يثور

بقعٌ زرقاء كبيرة
جاءَت بالماء إلى الحدود
بحثَت عن أرضٍ ترويها
وكان الحقدُ قد ابتلعَ كل الأشياء
فعادت المياهُ حزينة
وكان صوتُ معلمٍ الجغرافيا
يعلو قليلاً ثم يغيب

حقولُ النفط فوقَ الخارطة
جاثية على حصيرة
جالسة على حافةِ زبدِ المياه
تمضي عبرَ الدروب
إلى أن تعثرَ عليها يدٌ حاقدة
ترسمُ حدودها من جديد
وأوطانُنا كانت منازلَ مسكونة
بإخلاصِ أشواقِنا من بعيد

فوق الخارطة شريانُنا جرحٌ مسفوك
فوقَ أحلامنا الثلاثة
حلم الرغبة، حلم الشهوة
وحلم حور العين
كنا صغاراً
وكانت أحلامنا تختصر المسافة
بين الأرض والسماء
نعبر الحدود بهدوء
نغادر الخارطة بصخب
وصوت معلم الجغرافيا
يعلو قليلاً ثم يعود

بريق اللذة رغبة قادتنا
والظهور منحنية تحتَ شهواتهم الغريبة
تعبت عيونُهم من سؤال الأنوثة
وبحر الدماء أغرقَ سريرَ شهوتهم
فلم يعد لهم وجودٌ على خارطة الوطنين
ثورةٌ تُشعل رمادَ الجسدِ البارد
والخارطةُ تلتصقُ بلونِ الحائط
خوفاً من أن يوقظ أحدٌ وحدَتها

وطنُنا يستأنفُ سقوطَه
يسقطُ بين خطوطٍ واهية متقطعة
بين أنفاق مظلمة
يسقط بين أحضانِ اللذة المتمردة
ثم يسيرُ وحيداً
يستعيدُ وثائقَ ترحيله
ولا شيء على سواحل وحدتنا الداخلية
لا شيء صوبَ حقولِ التراب اليابسة
وصوتُ معلم الجغرافيا
يعلو قليلاً ثم يغيب

غيومٌ هناك
ذهبت لتسقي الصور
غيومٌ رحلت عن الشتاء
خوفاً من برد الانقسام
تاهت أمطارُها بين عالمين
وبدأ الهواءُ يتكسرُ
على لونِ جدارِ الفصل الاسمنتي
وآهاتُ غربتنا أغصانُ ياسمين
تتعربشُ جدار الخارطة
تحتاجُ عطراً كي تستفيق
وساسَتُنا إما خناجر وإما طبول

أنا لوّنتُ تشرينَ نصفين
النصفُ الأول أضاءَ الشمس
والنصفُ الثاني تسربلَ بالمطر
وفي ليلِ تشرين انقسم القمرُ نصفين
نصفٌ جاء مع السواد
ونصفٌ لا يشبه ليل الوطن
وكان صوتُ معلم الجغرافيا
يعلو قليلاً ثم يغيب

فوق الخارطة سربُ حمام
وفوق الخارطة سربُ غيوم
ترتاح قليلاً من مطر
تسيل كثيراً من دموع
حلمُ الرغبة مصابٌ بالموت
وحلم الشهوة مصابٌ بالذبول
وحلمُ حورِ العين
ينتظرُ أخباراً عاجلة
عن انفجار دموي جديد
وأنا تركت فوق الخارطة
نقطة ضوء
تعبر طيف الأمكنة
ثم تعود



#تغريد_كشك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرؤى الجميلة لا تكتمل
- فضاءات صقر
- حوارات أضاءت القلب
- أنصاف دوائر.............أنصاف حلول
- جسدٌ وجمال
- صرخة الموت
- عندما نبحث عن الوطن في الجهة اليسى من القلب
- الأنثى في داخلي متعبة
- حزن البنفسج الغائب
- لأول مرة أجرب العيش دون طقوس حبنا اليومية
- إلى بائع الأزهار
- ذاكرة فرح وراء القضبان
- ظاهرة العنف بين طلاب المدارس الفلسطينية
- فئرانهن وثقافة النوع الاجتماعي*
- وطن الجريدة كل صباح
- إلى لوركا بيراني الآتي من الشمال
- تطور المقاومة الفلسطينية خلال الأعوام من 1987 2004 / الجزء ...
- تطور المقاومة الفلسطينية خلال الأعوام من 1987 2004 / الجزء ...
- تطور المقاومة الفلسطينية خلال الأعوام من 1987 2004 / الجزء ...
- حق اللجوء إلى البوح


المزيد.....




- احتفاء وإعجاب مغربي بفيلم -الست- في مهرجان الفيلم الدولي بمر ...
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- افتتاح معرض فن الخط العربي بالقاهرة بتعاون مصري تركي
- عام فني استثنائي.. 5 أفلام عربية هزت المهرجانات العالمية في ...
- صناع فيلم -الست- يشاركون رد فعل الجمهور بعد عرضه الأول بالمغ ...
- تونس.. كنيسة -صقلية الصغيرة- تمزج الدين والحنين والهجرة
- مصطفى محمد غريب: تجليات الحلم في الملامة
- سكان غزة يسابقون الزمن للحفاظ على تراثهم الثقافي بعد الدمار ...
- مهرجان الكويت المسرحي يحتفل بيوبيله الفضي
- معرض العراق الدولي للكتاب يحتفي بالنساء في دورته السادسة


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تغريد كشك - فوق الخارطة سربُ غيوم