أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - تغريد كشك - صرخة الموت














المزيد.....

صرخة الموت


تغريد كشك

الحوار المتمدن-العدد: 2302 - 2008 / 6 / 4 - 10:43
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


في أيار 2005 سارت في شوارع مدينة رام الله الفلسطينية تظاهرةٌ ضمت نحو ثلاثمائة امرأة، و قد دعت التظاهرة إلى إجراء تعديلاتٍ تشريعية تحمي النساء من ما يُسمى "جرائم الشرف" بعد أن شهد أسبوعٌ واحد قتل ثلاث نساء، حيث أن رجلاً قتل شقيقتيه في القدس الشرقية في مثالٍ واضح على ما يسمى "جرائم الشرف"، كما أن أباً مسيحياً في مدينة رام الله اعترف بقتل ابنته فاتن لأنها أرادت أن تتزوج مسلماً من غير موافقته، وقد دعت المتظاهرات إلى اعتماد تشريع يحمي النساء من القتل، ولكن مسلسل القتل والاغتصاب ما زال يُصور مشاهدَه في شوارع الوطن.
وسرعان ما أصبحت الضحية فاتن رمزاً لفشل السلطة الفلسطينية في حماية النساء من القتل، فقد أكدّت قضيتها على أن جميع النساء والفتيات الفلسطينيات معرضات للخطر بصرف النظر عن دينهن، الوالد ضرب فاتن بقضيبٍ حديدي حتى ماتت، ومع أن السلطات الفلسطينية اعتقلته بعد ذلك، فقد أُطلق سراحه بكفالة مالية ولم يصدر حكم بحقه حتى بعد مرور سنوات على الجريمة، كما أن أحداً من المسئولين أو من زعماء العشيرة البدوية الذين توسطوا في قضية حماية فاتن لم يخضع لأي تحقيق أو لوم بسبب الامتناع عن حمايتها.
قُثلت فاتن يوم سبت النور عندما كانت مدينة رام الله تحتفل بقيامة السيد المسيح، الذي دعا إلى المسامحة والرحمة والغفران عندما قال: "من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر."

لم يَعُد في الوقت من متسع
أعدوا لها القبر البعيد
وكان الفجر قد أوشك
أن يرى نور الصباح

غداً يمر موكب الغياب
ابتعد الأهل والأقارب
ابتعد عن جنازتها الأحباب
الموت الآن مطمئن
خلف البوابات والأسوار

غداً سيعلو نقيق الضفادع
حول قبر فاتن
وأنوار شرفتها ستتأرجح
مثل قناديل أوهنها الظلام
ذاكرة الكلاب لن تنبح
اختفت فاتن خلف الزحام

النساء تتقلب في فراشها
لا تنام ككل ليلة
فقد انطلقت فوهة البركان
مدينتنا تتأرجح فوق أتون النار
النار تتوقد في كل مكان
العسكر آخى الحرامية
وانتشروا خلف الأبواب

في الطريق إلى المقبرة
سرٌ لا أجهله
وتعرفه شوارع المدينة
أن لم يبق سوى الندى
يرطب قبرها البعيد
أن لم يبق سوى التراب
يحفظ سرّها الدفين

ها هم قد عادوا الآن
جف الماء وغادرت عيون المدينة
لم يبقَ إلاّ الدمع
يسافر في الطريق إليها
لم يحن بعد الأجل
وبقيتُ أنا هنا
أُشكّلُ صورة لها
من الماء والطين
ثغرها الصغير سلّمها
لندوب الريح
شفتاها تكابد احتدام الكلمات
خلف لسانها

فاتن، حمامة سلام فوق زيتونة
تحمل البشارات
فاتن نسيت كيف يكون الشوق
وكيف يبحر الغروب
نحو شواطىء نجهلها
فاتن، أضاءت مشاعل النور الراعشة
يوم قيامة المسيح

في تلك الليلة الوحشية
ودّعها نقيق الضفادع
بعد أن استسلمت الأفاعي للفحيح
نشر الليل عباءته السوداء
وكانت أجراس الكنائس غائبة
فاتن، وما أداة الجريمة سوى
قضيب من حديد
استل لونه من تراب الأرض الناعسة

بلا تفكير
بلا تدبير
سارع إليها الموت
رماها بأحضانه الباردة كالصقيع
غادر المكان عبر قوافل الجاهلية
تسلل ما بين الضلوع

فاتن قالت مهلاً للموت
رد الموت
رفقاً بالمشاعر
رفقاً برقة نفس تنفض عنها
غبار الصمت
قي لحظة يأسٍِِ
لجأت فاتن للتعب
خدعتها الآمال وكانت خائفة
من شيء كبير هناك


أبي هبني غفوة النوم
أستنجدك أبي
بلغت صرخة الموت أعظمها
وها هي السنوات الثلاث قد انقضت
وفاتن ترقد تحت الثرى
ثلاثة وعشرون زهرة
أضحت رمزاً للموت
فاتن أضحت شجرة زيتون
تنام تحتها الأشجار

فاتن أضحت بريداً للهوى
يبعث رسائله للأنهار
لرياح السموم وللزيزفون
فاتن تنام على سرير أخضر
تهزه ملائكة الحصار
وحين تأتي مواسم البرد
يَحِنُ شتاؤها للمطر

حين يأتي موسم القيامة
ينهض من جسدها العبير
يمشي حافياً إلى ذاك القبر
شمسها الأخيرة تشرب
الآن رمان الفصول
ومراكب فاتن تنثني
لتعبرَ نحو الغروب



#تغريد_كشك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما نبحث عن الوطن في الجهة اليسى من القلب
- الأنثى في داخلي متعبة
- حزن البنفسج الغائب
- لأول مرة أجرب العيش دون طقوس حبنا اليومية
- إلى بائع الأزهار
- ذاكرة فرح وراء القضبان
- ظاهرة العنف بين طلاب المدارس الفلسطينية
- فئرانهن وثقافة النوع الاجتماعي*
- وطن الجريدة كل صباح
- إلى لوركا بيراني الآتي من الشمال
- تطور المقاومة الفلسطينية خلال الأعوام من 1987 2004 / الجزء ...
- تطور المقاومة الفلسطينية خلال الأعوام من 1987 2004 / الجزء ...
- تطور المقاومة الفلسطينية خلال الأعوام من 1987 2004 / الجزء ...
- حق اللجوء إلى البوح
- مدن خارج حدود النص
- خطوات الاصلاح الإداري الناجح
- السياسة الاقليمية لإيران
- طبق الََسَلطة الفلسطيني، ما بين خصائص المركب والمخلوط
- تطبيق مفهوم تقرير المصير على الحالة الفلسطينية
- فتوى فلسطينية تحرم استعمال معطر الغسيل


المزيد.....




- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - تغريد كشك - صرخة الموت