هل التاريخ القبطي هيغيلي والإسلامي مادي؟

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2440 - 2008 / 10 / 20 - 07:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

جاء عبر بريدي الإلكتروني كلام من خلال رسالة أرسلها قبطي يدعي أنني لا أعرف شيئا عن الأقباط والتاريخ وإنه عليّ أن أقرأ التاريخ جيدا .
وفي الحقيقة لم أكذب ذلك الخبر فأنا مازلت بحاجة للمعرفة ولست كالذي يتهمني بالمعرفة يدعي أن علم السماء والنجوم والكواكب وأحداث المعجزات جاء بها صبي وعمره عامين من أجل أن يزيح الغشاوة عن المصريين ألذين أبدعوا حضارة ثلاثة ألاف عام .
الصبي ذلك أحدث معجزات في مصر لم يستطع الفن المصري والعلم الفرعوني أن يعرفها إنها لا بد وأنها عقلية الفرد الذي من شدة الظلم والهوس الذي به رأى أشياء لا يمكن تصديقها أو كالذي مر على صحراء بقيع سحاب وبرك ونطف مائية كبيرة أقبل عليها وإذا بها رمال وخداع بصري .

إن الخداع البصري للأقباط هو خداع الروح والجوهر للتاريخ , فصحيح أنا مع القائل : بأن المسيحية دخلت مصر من خلال أحد الرسل العظام الذين جاءوا إلى مصر ولكن هذا الرسول المسكين لم يستطع أن يقاوم الثقافة الوثنية الفرعونية وحده ليقاتل الكهنة وليدافع عن المرتدين لوحده ,لولا وجود جهاز حكومي نشط ونشيط تبنى تلك الدعوة المسيحية وحمل النير على كتفه وصلب من أجل عذاب الناس فآمن به الضعفاء أولا وأخيرا ومن ثم لم ير الأغنياء بد من مقاومة الثقافة الجديدة فدخلوا بها من أجل الحفاظ على مصالحهم.
إن الذي أرسل لي برسالته متوهم من أن مرقص دخل مصر وبيده قنديل وعلى رأسه قنديل وقال للمسيحية إنتشري فإنتشرت !!!!
وهو متوهم أنه أمام فلم سينمائي من أفلام هوليود يأت المخرج بالأبطال ويضع كتاب السيناريو سيناريوه جاهزا للعرض والتمثيل وأن كل شيء حقيقة في الحياة القبطية وأن تاريخ الماضي غير القبطي تاريخ وهم وكذب وأفاكين ...إيه الكلام الفارغ ده؟؟

وأقول للسائل لماذا تصدق يا عزيزتي-عزيزي :أن الإسلام إنتشر بالسيف ولا تصدق أن المسيحية إنتشرت بالسيف ؟؟
هل التاريخ القبطي (على راسه ريشه )أو أنه تاريخ هيغيلي ؟والتاريخ الإسلامي تاريخ مادي؟
الأقباط لم يستطع أن يستغلهم أحد من القوى الخارجية ضد القضايا الإسلامية والعربية لأانهم لم يفقدوا وطنا ولم يطردهم المسلمون من وطنهم ولا يستطيعون إدعاء ذلك كاليهود أي أن توظيف الأقباط مستحيل .

والأقباط شعب مكافح ومهموم والأقباط مساكين يلوذون بأنفسهم هنا وهناك من أجل الحفاظ على هويتهم القديمة والتي يحاول الإسلام سلبها منهم بالإضافة للتطورات الحديثة وغزو العلمانية للشارع والبيت والمصنع والكنيسة فالكل اليوم يسقط ويتهاوى أمام العلمانية وأن الكاثوليكية رفعت يدها عن كل الأدوات المطبخية والصناعية والفكرية والعاطفية وأصبح الرب والله اليوم مشغولين بقضايا أعمق من قضايا المصري والقبطي فأمام الرب جملة من المخترعات أمامه غدا واليوم الإستنساخ وأمامه غدا تسريع أو تشغيل أكبر مسرع للجزيئات في العالم والذي من المحتمل أن ينتج عنه عالم جديد ودين جديد ومخلص جديد .

دعونا من الكلام الفارغ ولعب العيال وتعالوا معنا من أجل بناء مجتمع مدني لا نفرق به بين مسيحي ومسلم وبين شمالي وجنوبي وبين قبلي وبحري تعالوا معنا إلى الكلمة التي كانت من البداية تخلق المعجزات .فلماذا توقفت كلمة الرب عن خلق المعجزات فالرب ألذي أحدث المعجزات صغيرا لماذا لا يحدثها وهو في الثلاثين من العمر
إن أكبر مجتمع غربي دخل العلمانية والكنيسةتبارك خطواته فلماذا مازال الأقباط واهمون أنهم المدافع الوحيد عن حضيرة المسيح وماذا فعل المسيحيون للفقراء الذين يقفون أمام مائدة الرب ينتظرون من أحد قطعة خبز لماذا لا تقاوم المسيحية الفقر في العالم ولماذا مازال الرجل الثري الذي إتبع المسيح يرفض أن يترك خلفه ولو جزءا من الذهب والفضة (رأس ماله ) للفقراء ؟؟؟؟؟

ولم يدخل الملك في دين الأقباط وكذلك الأقباط ما دخلوا قط في دين الملك ولم يفسر نبي جديد رؤيا الملك أو رئيس الجمهورية ليضعه على خزائنه فيأت الأقباط من كل حدب صوب للدخول في المدينة القبطية الفاضلة .
الأقباط يصدقون العلمانية حين تكون ضد القضايا الإسلامية ولكنهم يكذبونها حين تلتف على الصليب لتلقي بضلالها على فكرة نشوء المسيحية في مصر ؟
كيف نشأت المسيحية في مصر ؟
ومن هم الأقباط؟
ولماذا يخافون جدا ومصابون بالفوبيا ..إن أكثر ملة عرقية في العالم مصابة بالفوبيا هي الأقباط , فهم يخافون من الآخر ويخافون من الشارع ومن دخول المحاكم ويتصورون أن كل عربي مسلم هو عدو لهم حتى وإن كان هذا المسلم علمانيا أو شيوعيا أو إشتراكيا وهم يتسترون بأسماء مستعارة للكتابة وهم ليسوا أقوياء في قلوبهم للمجابهة أو للمكاشفة مع أن المسلمين لا يعادونهم حتى وإن حصل ذلك تبقى قضيتهم محصورة بين الحكومة المصرية والنظام المصري السياسي والفكري والإجتماعي .

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل