أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد شرينة - الحجاب الخارق














المزيد.....

الحجاب الخارق


محمد شرينة

الحوار المتمدن-العدد: 2440 - 2008 / 10 / 20 - 08:07
المحور: الادب والفن
    


قطع غيوم تجمعت ساعة الغسق في الأفق الغربي كلهيبات النار المتصارعة على الظهور في موقد ثم سريعا يغمرها الفناء .

دخل مسعود الخمسيني داره بعد أن حدق طويلا في الشمس الراحلة عن العالم ، صلى المغرب في داره فقد أنهكه المرض الخبيث على أمل أن يصلي العشاء في المسجد و يسأل الدعاء لشفاء مرضه ثم جلس يفكر بالربيع الذي دهم العالم مبكرا هذا العام فبعد شهرين من البرد القارص بدا الجو ربيعيا رغم أن شباط لا زال له مع الزمان عدة أيام لم يستوفها بعد.
سأل نفسه: هل هذه آخر مرة أشهد فيها قدوم الربيع؟

عندما سلم الإمام منصرفا من صلاة العشاء انحنى أمامه يحيى صديق مسعود و قريبه ، الذي اصطحب مسعود معه إلى صلاة العشاء في هذا المسجد و همس في أذن الشيخ أشياء ، ثم جثي على ركبتيه و أشار إلى مسعود الذي قام من مكانه ، و بإعياء ظاهر مشى حتى جلس بينهما.
قرأ الشيخ و دعا لمسعود بالشفاء و نصحه نصائح كثيرة ثم زوده بحجاب و قال له:
هذا الحجاب فيه سر يدفع كل بلاء، امتدت جلستهم أكثر من ساعة ، انصرف بعدها يحيى و مسعود و عندما دخل مسعود داره ذهلت زوجته، فليس هذا هو نفس الرجل الذي غادر الدار منذ ساعتين و امتد السهر بالزوجين و هو يحدثها عن بركة الشيخ و دعائه و أنه عاد إلى الدار تملأه الثقة بالشفاء لقد قال الشيخ أن هذا الدعاء يقضي على أكبر داء و أخبث مرض أما الحجاب فهو حارق لا يدع علة إلا خرقها.

في اليوم التالي مر بهم يحيى و يا لدهشته فمسعود ذهب إلى عمله و استقبلته زوجة مسعود ببشاشة و تحدثا طويلا ثم ودعته قائلة:
جزاك الله خيرا أيها الصديق فالرجل كأنه لم يكن يشتكي من شيء فأجابها مسعود أكيد فالشيخ ذو سر باتع قاطع.
كانت الساعة تقترب من الثامنة صباحا و يحيى يهم بمغادرة منزله إلى العمل عندما رن الهاتف فرفع السماعة و إذا بزوجة مسعود على الطرف الآخر و صوتها يختنق .
سأل بلهفة : خير ماذا حصل؟
أجابته إنه مسعود في المشفى للتو أخبروني أن حالته حرجة جدا .
أ لم تقولي أنه تحسن كثيرا ماذا استجد؟
نعم إنه لم يتحسن فقط بل شفي و اليوم غادر مبكرا إلى عمله ... و اختنقت الكلمات في حنجرتها مرة ثانية .
هدأها يحيى و أقفل الهاتف و توجه إلى المشفى على الفور .

في أي غرفة يقيم مسعود أسعد مسعود من فضلك ؟ سأل يحيى عاملة استعلامات المشفى.
آسفة سيدي ، أجابت الممرضة و لا بأي غرفة ، فقد فارق الحياة قبل وصوله المشفى لقد احترق جسده كليا نتيجة انقلاب سيارته و اشتعالها.
تمتم يحيى سامحك الله سيدنا الشيخ لقد كان حجابك حارقا أكثر من المطلوب.



#محمد_شرينة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ها قد ظلل العالم الحائر المساء
- النوم ليلة العطلة
- لماذا يتشبث الناس بالأيديولوجية؟
- مدينتي الغافية
- الحرية و المطر
- لماذا لم تحقق العلمانية العربية الحديثة أهدافها حتى الآن
- الأديان الشمولية و تأليه الإنسان – النبي
- أيديولوجيا و حتمية


المزيد.....




- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد شرينة - الحجاب الخارق