|
النوم ليلة العطلة
محمد شرينة
الحوار المتمدن-العدد: 2428 - 2008 / 10 / 8 - 04:38
المحور:
الادب والفن
الظلام حالك و أنا أتململ محاولا أن أجذب النوم إلى عيوني ، ألاحقه و كلما أمسكت طرفه هرب مني . في الخارج جلبة لا أدري تماما ما هي سمعت أنهم يحتفلون باهتداء آخر ملحد لم يبق في العالم غير مؤمنين ، لم أفهم ما قال لي الفهيم لعلهم تجمعوا لشنقه. أشعر بأسى و سعادة ، لم يسألني أحد هل أنا مؤمن أو كافر ففي هذه الأيام الأخيرة سألو كل الناس ، لا طبعا ليس الناس كلهم فلم يسألني أحد . و لكنه قال لي أنهم سألوا كل الناس ، على أي حال لم يسألني أحد من الممكن أن أكون حزينا لأن أحدا لم يسألني و لكن لماذا أنا سعيد ؟ لا أدري ربما لأنهم لو سألوني لم أكن أعرف بماذا أجيبهم . هم في الأيام الأخيرة سألو كل الناس و أعطوهم هدايا و أموال كثيرة هذا ما قاله لي ، هل أنا حزين لأنني لم آخذ أي شيء و لكنني سمعت أنهم فعلوا لهم أشياء أخرى . على كل أنا أشعر أنني ممتن لأن أحدا لم يسألني ، ماذا لو سألوني فوجدوا أنني غير مؤمن؟ هل كانوا سيعطوني شيئا لأصير مؤمنا؟ أو كانوا سيفعلون لي شيء؟ ثم ماذا لو لم أستطع أن أصير غير ما أنا صائر ، من الإنصاف أن يعترف المرء ، أنا جامد و من المستحيل أن أصير أشياء كثيرة ، فأنا متقدم في العمر الآن ؛ و طوال حياتي لم أستطع أن أصير شيئا لقد فشلت في كل شيء . في المدرسة لم أستطيع أن أصير مجدا و بعدها فشلت في أن أصير زوجا ثم لم أقدر أن أصير يساريا و لا يمينيا و لا طبيبا و لا محاميا بل حتى معلما لم أستطع أن أصير و لا جنديا هل مشكلتي أنني لا أصير؟ و لماذا أنا هكذا و هل هناك من هو مثلي من الناس ؟ هذه أسئلة أقضي الزمن المتبقي لي لأجد لها أجوبة مع أنني أعلم أنني لن أصير واجدًا لها أجوبة .
بيتي غرفتين تدخل إلى الأولى ومنها إلى الثانية التي أنام فيها ، أنا أكتفي بإغلاق باب الغرفة التي أنام فيها و لا أغلق الباب الخارجي ، في الغرفة الخارجية أشياء عتيقة و سرير قديم ، يدخل الجيران و يأخذون أشياء أو يعيدونها .
لا زال النوم يتملص مني ، أسمع السرير الخارجي يهتز بانتظام كما أسمع أنفاسا وهمسات ، اعتاد جيراني و جاراتي الذين لا يسكنون نفس البيوت ؛ و في حالات نادرة البعض من غير جيراني ، أن يزوروا غرفتي الخارجية في مثل هذا الوقت ، ليس لدي شيء أقدمه للناس لعل هذه الفسحة تكون مساهمتي في سبيل الناس.
أحد جيراني الذين كثيرا ما يزورون غرفتي الخارجية يفاخر كثيرا بنشاطه و بطيبة سكان بيته ، كلهم يفعلون و لكنهم يأتون أزواجا فمن أين يأتي الثاني مع أن باب البناء الخارجي لا يُفتح أبداً في الليل ؟ !
غدا يوم العطلة الأسبوعية و يفترض أن أنام الليلة جيدا و لكن مثل ليلة يوم العطلة الأسبوعية الفائتة ، هناك هرج في الخارج لا يمكنني من النوم . يومها كان هناك حفل فآخر زانية قد اهتدت ، هكذا قال لي الفهيم .
#محمد_شرينة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا يتشبث الناس بالأيديولوجية؟
-
مدينتي الغافية
-
الحرية و المطر
-
لماذا لم تحقق العلمانية العربية الحديثة أهدافها حتى الآن
-
الأديان الشمولية و تأليه الإنسان – النبي
-
أيديولوجيا و حتمية
المزيد.....
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
-
باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح
...
-
مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|