أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد شرينة - الأديان الشمولية و تأليه الإنسان – النبي















المزيد.....

الأديان الشمولية و تأليه الإنسان – النبي


محمد شرينة

الحوار المتمدن-العدد: 2406 - 2008 / 9 / 16 - 00:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إذا كانت المسيحية التقليدية تعتبر المسيح ابن الإنسان إلاها فالإسلام التقليدي غير بعيد عن هذا الاتجاه .
مفهوم النبي مفهوم قديم و بالنسبة لما يسمى بالأديان السماوية أو الإبراهيمية فان مصدر هذا المفهوم هو اليهودية و لعل هذه الكلمة كانت تعني في اليهودية القديمة القائد أو الحكيم ثم تطورت لاحقا إلى المعنى المتعارف عليه.
من الملاحظ أن المانوية و المسيحية و الإسلام نشأت جميعها في المنطقة التي تعرف الآن بالشرق الأوسط في الفترة بين القرنين الثاني و الخامس الميلاديين ، هناك ديانة يتم إغفالها تماما عند الحديث عن الأديان التي تسمى بأنها سماوية ، هي الزردشتية التي نشأت في الشرق(فارس) قبل المسيحية بعدة قرون (حوالي 600ق.م) و كثير من أفكار اليهودية المتأخرة مصدرها الزردشتية وصات إلى اليهود أثناء فترات السبي في العراق ، و من اليهودية انتقلت هذه الأفكار إلى المسيحية ، على كل حال ما يهمني هنا بشكل رئيسي هو الإسلام و المسيحية و بالأخص الإسلام لأن الديانات الأخرى إما هي منقرضة أو لها عدد قليل من الأتباع أو حلت مشاكلها مع الحياة بطرق مختلفة (كالمسيحية) علما أن الإسلام كان على اتصال أكبر بالديانات الفارسية كالمانوية و الزردشتية بسبب الموقع الجغرافي و السياسي .
ما ذا يعني مفهوم النبي ؟
بالمعنى التقليدي الذي نعرفه نحن المسلمون مفهوم النبي غائم جدا ، لماذا؟
المسيحية تحل مشكلة كون الإنسان كاملا بجعله إنسانا إلاها ، بينما اليهودية القديمة تكاد تخلو من فكرة الإنسان الكامل فموسى و من سبقه و من تلاه من الأنبياء كإبراهيم و يعقوب و داود ينطبق عليهم مفهوم الإنسان الفاضل أكثر بكثير من مفهوم الإنسان الكامل ، حسب الرواية التوراتية.
من المرجح أن مفهوم النبي كما نعرفه يعود إلى الزردشتية و منها انتقل إلى اليهودية المتأخرة أثناء السبي ثم إلى المسيحية .
يمكن القول بدقة أن مفهوم النبي كما هو عند المسلمين يحتوي مفهوم الإنسان الكامل المعصوم مضافا إليه اتصاله المباشر بالمقدس و تلقيه التعليم منه مباشرة عن طريق الوحي فأين تكمن المشكلة ؟
المشكلة مبدئيا هي في افتراض أن شخص ما هو كامل و معصوم و يتلقى تعليمات مباشرة من الله و لكن المشكلة تتفاقم بشكل غير قابل للإصلاح بالقول أنه الصلة الوحيدة بين المقدس و البشر و بأن إتباعه فرض على البشر فهو الممثل الحصري للمقدس و هذه لمشكلة تتعمق بمفهوم خاتم النبيين الذي نجده عند زردشت لأول مرة، و الذي لا شك كان مطلعا على الأفكار التوراتية أو اليهودية القديمة ، إن المشكلة هي في كون النبي كامل و ممثل للمقدس و في نفس الوقت إنسان بما يعني أنه عند هذا الشخص تنتهي تماما الصلة بين الله و البشر و بما أن جميع تعاليم الأنبياء كما نعرفها لا تقف عند القضايا الروحية و الطقسية كقضايا الاعتقاد و العبادة بل تتجاوزها إلى قضايا الناس الحياتية اليومية كالاقتصاد و الاجتماع و السياسة فان المشكلة تتعقد بشكل خطير.
ما أقصده بتعقد المشكلة أن المشكلة موجودة حتى لو كانت تعاليم الأنبياء مقتصرة على العقائد و الطقوس و لكنها تصبح أكثر خطورة بتناولها قضايا الحياة اليومية للبشر ، حيث ما يتم عادة هو أن الأنبياء يزودون الناس بتعليمات حول دينهم و دنياهم قبل أن يغادروا هذا العالم ، و بعد ذلك ماذا يفعل الناس فيما يستجد من أمور و تطورات على حياتهم؟ و أي موقف يتخذون؟ و أي تصرف يجب أن يتصرفوا ؟
إن الإيمان بالمقدس ليس السبب في هذه المشكلة ، لأن من الممكن القول أن الإنسان هو خليفة الله في أرضه و بالتالي فان المجموع الكلي للفكر البشري هو إرادة الله و هو حكمه ، فعندما يتفق البشر يكون هناك حكما واحدا لله في المسألة ، و عندما يختلفون يكون هناك عدة أحكام و حتى الأحكام التي يتبين خطأها لاحقا يمكن النظر إليها على أنها كانت أحكاما مرحلية لله، بهدف تطوير البشرية لأنه حتى الأنبياء فعلوا ذلك و أخبرونا أن حكم الله تغير في كثير من القضايا حسب الحالة و الزمن ، فلماذا يصل هذا التعديل و التطور إلى يوم يتجمد فيه تماما؟
مع مفهوم النبي و خاصة النبي الخاتم يصبح الحل السابق ( اعتماد الفكر البشري للتعبير عن مشيئة الله) مرفوضا تماما و لحل المشكلة السابقة أوجد أتباع الأنبياء حلين:
الأول هو خليفة النبي (أو الإمام) المعصوم الذي يمكن الرجوع إليه فيما يستجد من أحداث و يعتبر رأيه مماثلا لرأي النبي مع اختلاف بسيط و المهم أنه يمكن الاعتماد على هذا الرأي- رأي الإمام المعصوم- على أنه من عند الله .
و الثاني هو الرجوع إلى إرث النبي الذي يعتبر في هذه الحالة حاويا لكل شيء ، لكل ما يمكن أن يحتاجه البشر في أي زمان أو مكان مهما امتد الزمن و بالتالي فهو يحوي كل شيء بمعنى الكلمة .
ما يهمني هنا أنه بهذا المفهوم و مهما حرصنا على الفصل بين الله و النبي و التأكيد أن النبي ليس بإله ، فإننا نظل عاجزين عن إغفال الفصل الذي يقوم في نفس الآن بين النبي و البشر فالنبي في هذه الحالة ليس بشرا مهما حاولنا التأكيد على العكس .
لأن و صول جميع علم الله الكلي الغير محدود الواسع المنزه الكامل إلى شخص ما (أو حتى كتاب ما) لا يترك مجالا للشك في الصفة فوق البشرية لهذا الشخص(أو الصفة فوق المخلوقية للكتاب) ، و حتى لو قلنا أن العلم الذي يصل إلى النبي هو ليس جميع علم الله بل ما يحتاجه الناس منه ، فان المسألة لا تتغير لأن ما يحتاجه البشر من هذا العلم هو مقدار غير متناهي و لا هو بمحدود و كيف يسع المحدود المتناهي ما هو غير محدود و لا متناهي إلا أن يكون هذا الشخص غير محدود بطريقة أو أخرى؟
و هذه صفة فوق بشرية بل فوق كونية بمعنى أنها حتما صفة إلهية.
كما أن كون هذا الشخص دون غيره هو المختار ليتعامل مع الله بشكل مباشر بحيث يتوجب على البشر جميعهم في عصورهم كلها تلقي أوامر الله و نواهيه و تعاليمه و حكمته و أقواله من خلال هذا الشخص هو أمر فوق بشري دون ريب .
لقد حاول المسلمون السنة التخلص من هذه المشكلة التي لا أشك أنهم أدركوها ، بنقل صفة العلم الشمولي من النبي إلى الكتاب(القرآن) و هذا هو السبب الرئيسي و راء المعركة الضارية التي دارت بين السنة و المعتزلة في مسألة خلق القرآن ، و لابد من إبداء ملاحظة في غاية الأهمية و هي أن الخلاف الرئيسي الثاني بين السنة و المعتزلة هو حرية الاختيار فبينما يقول السنة أن أفعال العباد يخلقها الله يقول المعتزلة أن الله يخلق في العباد القدرة على الفعل و يمنحهم الحرية ليفعلوا ما يريدون و المسألتان من وجهة نظر المعتزلة أعني القول بأن القرآن مخلوق و إثبات حرية العباد تصبان في اتجاه فصل الله عن البشر و تنزيهه و بنفس الوقت تكريس حرية الإنسان و قيمته ، فمهما وضعنا الإنسان في تماس مع المقدس أهنا الثاني و دمرنا الأول، و لكن هل يمكن حل هذه المشكلة بهذه الطريقة أعني نقل الصفة الإلهية من النبي إلى الكتاب؟
قبل الإجابة على السؤال لا بد من التأكيد على أن إعطاء أي موجود مادي بمعنى مخلوق سواء كان كتاب كالقرآن أو شخص كالنبي أي صفة يستحيل أن تكون صفة لأي مخلوق غيره هو بطريقة أو أخرى تشخيص للمقدس بهذا المخلوق ، لماذا ؟
عندما تصف مخلوق بصفة أو تمنحه مميزة يستحيل على بقية البشر الاتصاف بها فأنت تمنح هذا الشخص مرتبة فوق جميع البشر ،فإن لم يكن إلاها فهو على أقل تقدير يحتل مرتبة وسط بين البشر والإله و بالتالي فهو فوق البشر و لكن بكل بساطة لا يوجد فراغ بين الله و البشر فكل من يرتفع عن أن يكون بشرا يصبح إلاهيا حتما ، ببساطة فكر ؛ هل يمكن إيجاد مرتبة وسطى بين الحيوانية و البشرية ؟ هل يوجد نصف إنسان ؟ هل يوجد حيوان أعلى من سائر الحيوانات و لكن ليس إنسان ؟
في الفيزياء يحتل الإلكترون إحدى المدارين و لا يمكن أن يكون في الفراغ بينهما فهذا الفراغ ببساطة غير موجود .
نحن عمليا لا نهتم للإله بشكل رئيسي (ما يهمنا هنا الناحية العملية لا الفلسفية) لصفاته الذاتية بل لصفاته المتعلقة بنا فما هي هذه الصفات ؟
إنها أوامره و نواهيه و حكمته و بشكل عام تعليماته لنا و لكن بالدرجة الأولى ما يهمنا هو حمايته لنا و توفيقنا لتحقيق حاجاتنا و أهدافنا ، وبالتالي فنحن نهتم لتعليمات الإله من حكمة و علم و أوامر و نواهي ؛ لسبب واحد هو تحصيل حمايته و توفيقه و ليس أدل على هذا من هذه الآية من فاتحة الكتاب( إياك نعبد و إياك نستعين) فهما مترابطان بشكل غير قابل للفصل ، فإذا كانت هذه التعاليم تصل إلينا من خلال مخلوق فما الذي يهمنا من المقدس بعد؟
في الواقع تقريبا لا شيء و هذا المخلوق أقل ما يمكن أن يوصف به أنه ممثل الملك الذي يتمتع بكامل الصلاحيات الملكية غير القابلة للعزل أو المراجعة مع انعدام أي إمكانية للاتصال بالملك عن أي طريق آخر كليا ، فمن الملك ؟
بالطبع يمكن القول أن النبي قابل للمراجعة ، و لكن هذا أثناء حياته و هذا لا يهمني في شيء فقد انتقل النبي إلى الرفيق الأعلى و بالتالي قُضي كل شيء إلى آخر الدهر .
و بالعودة إلى السؤال السابق فان إجابته تقريبا أصبحت واضحة ، نعم إن الإجابة هي: لا ، لا يمكن أن يحل المشكلة نقل الصفة الإلهية إلى الكتاب بل يصبح لدينا تشخيصين للمقدس: أولهما الكتاب و ثانيهما النبي و يظل النبي هو التشخيص الحقيقي للمقدس ، إن نقل الصفة الشمولية إلى الكتاب لا يحل المشكلة لسببين: الأول أن هذا الكتاب إنما مر إلينا من خلال النبي و إذا كان الكتاب كلي(بمعنى غير محدود) فالنبي كذلك ، و الثاني أنه حتى افتراض أن الكتاب كلي (بمعنى غير محدود ) يفترض أنه –الكتاب- فوق كوني و بالتاي هو إلهي و لما كان الكتاب كما نعرفه مجسد فإن المسألة تعود إلى تجسد الإله في شيء و إن لم يكن شخصا هذه المرة ، و جميع التبريرات التي يمكن أن تساق لدحض هذه الفكرة كالقول أن الورق و الحروف مخلوقة و لكن القرآن غير مخلوق لا تؤدي إلى أي نتيجة و هي مشابهة للشروح المسيحية حول كيفية كون الثلاثة واحد .
و نقل الصفة الإلهية إلى الكتاب لا ينفيها مطلقا عن النبي كما هو واضح بين فيما سبق ، أضف إلى ذلك أنه هو الذي بلغ الكتاب و فسره و شرحه و بالتاي هو الممثل الحقيقي لله بالنسبة إلينا .
لا يمكن لأحد أن يكون هو ممثل الله، ما الفرق إذا كان هذا الشخص هو الله أو ممثل الله إذا كان مهما قال صُدّق ومهما طلب فعلنا ومهما أمر أطعنا، إن هذا انطباق تام لله على ممثله عمليا.
إن من يطيع كليا أي أحد يعبده بلا أدنى شك، لذا أقول أننا يجب أن نكون متحررين من ألأشخاص ونعبد الله فقط وما كان خلاف عمر وبعض الصحابة للنبي إلا دليلا أنهم عبدوا الله لا محمدا وأكاد لا أشك أن معظم الأمم إنما تعبد أناسا أو أي شيء و لكن ليس الله ، حتى إذا يأس الأكابر من الناس من أن يعبدهم أتباعهم قام دين الله الحق عند إذ.
إن التفريق بين آمر وبين ممثله الذي يحكم بأمره ممكن فقط بالرجوع إلى الآمر الأصل ولما كان لا يمكن الرجوع إلى الله إلا بواسطة العقل الحر فلا بد أن يعتبر العقل الحر مرجعا أساسا طليقا في الرجوع إلى الله دون واسطة ، ولهذا أظن أن الأمم الحرة فكريا هي الأمم التي تعبد الهط حقاً.
يقول ج. ه. ولز في كتابه موجز تاريخ الزمن أنه كان للعرب إشعاع حضاري قوي في القرن الأول ثم سرعان ما خبا هذا الإشعاع ، و السبب واضح فحين كان المسلمون يعرفون بوضوح الفرق بين الإتباع و العبادة ، و لنأخذ مثلا للمسلمين الأوائل عمر الذي كان له مواقف واضحة مغايرة لموقف النبي أثناء وفاة النبي و قبل وفاته و بعدها ، كانت الأمة حرة فعليا و بالتاي تعبد الله كما قال أبو بكر: ( من كان يعبد محمدا فأن محمدا قد مات و من كان يعبد الله فإن الله حيا لا يموت ) و هذا موضوع أفردت له بحثا خاصا.
برأيي يكمن أحد أسباب مشكلة فشل المسلمين في تبني أي نوع من أنواع الفكر الحر أو التعددية في هذه النقطة بالذات (سبق و أشرت في مقال آخر إلى ارتباط العنف بالعقيدة الجبرية لدى المسلمين السنة) فالعقيدة أقصد العقيدة الدينية تشكل الركيزة الأساسية الأشد عمقا و ثباتا و تأثيرا على شخصية الإنسان المؤمن ، إن الإنسان يتماهى لا شعوريا مع مثله الأعلى كما يفعل الولد مع أبيه و هذا تصرف سيكولوجي لاشعوري حتمي و بالتالي فقد عانى المسيحيون نفس المشكلة و لكن بدرجة أقل حيث المسيح بالنسبة إليهم إله و بالتالي هو غير صالح للتماهي معه فهو بالنتيجة ليس بشر مثلنا و لكننا نحن المسلمون نصر على أن النبي بشر .
إن لقول أن النبي يجب أن يكون مثلنا الأعلى و أنه بنفس الوقت معصوم و كامل تؤدي بشكل حتمي آليا إلى ميل المسلمين إلى اعتبار أنفسهم كاملين و معصومين مجموعات و أفراد و هذه آلية سيكولوجية حتمية لا يمكن عمل شيء حيالها ، و الدليل على ذلك هو واقع الحال الحاصل على الأرض.
حيثما يتم تشخيص المقدس فإن إهانة لا توصف و لا تغتفر تلحق بالمقدس و ضرر لا يمكن تجنبه يلحق بالبشر و إذا كان المقدس في ذاته لا يتضرر من أي شيء و لا يلحقه نقص من أي نوع فان المصيبة كلها تنهال في النهاية على الإنسان .
قال لي أحدهم أنه يصاب بانزعاج كبير حينما يشاهد في المساجد لفظ الجلالة – الله - بجانبها كلمة –محمد- حيث أنه لا يجب أن يقرن بالله أحد من الخلق لا نبي و لا غيره ، و برأيي الشيء نفسه ينطبق على الشهادتين فلماذا يحتاج المرء لشهادة أخرى مع شهادة أن لا اله إلا الله ، أ ليست الآية القرآنية شديدة الوضوح (إن الله لا يغفر أن يُشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) فهل شهادة أن محمدا رسول الله أعلى من ذلك !؟
ليس مصادفة أن تقبل الغرب المسيحي للتعدد و تحرره الفكري لم يتم إلا بعد تراجع المسيحية التقليدية.
تشخيص المقدس في بشر بمعنى اعتبار أن شخص ما هو كامل ،بأي شكل من الأشكال يؤدي حتما للتماهي مع هذا المثل الأعلى و يولد أناس و أمة يعتقد كل منهم بأنه كامل أو على الأقل يميل لهذا الاعتقاد .
تنزيه الإله بعدم تمثيل أحد من الخلق به بأي شكل هو حق للإله و عكسه إهانة بالغة له ، كما أنه بنفس الوقت حق و نعمة للإنسان لأن ذلك فقط هو الذي يحرر طاقات البشر إلى أوسع مدى ممكن إذ هم في هذه الحال يتنافسون مع بعضهم و ليس مع الله ، إنهم يتعلمون و يختلفون و يتماهون مع بشر و ليس مع المقدس الذي لا يمكن انجاز أي شيء مقارنة معه.
لا يمكن إقامة أي نوع من الحرية الفكرية أو التعددية مع الإيمان بمثل أعلى بشري كامل لأن الناس ينقسمون لا شعوريا إلى فئتين : فئة طموحة تتماهى مع هذا المثل الأعلى و بالتالي تعتقد أنها كاملة غير قابلة للخطأ و فئة أخرى تميل للتواضع و الدعة تعتقد بتفاهة ذاتها و بعدها عن أي شكل من أشكال الكمال و بالتالي تعتقد أنها تحمل كل شرور الدنيا و ليس لها طريق للخلاص غير استجدائه من المقدس و لما كانوا يشعرون بضآلة شديدة تجاه المقدس فإنهم يروحون يستجدون خلاصهم من ممثلي المقدس الكاملين ، كما أنك تجد الكثير من الناس الذين يشكلون مزيجا من الحالتين السابقتين و المهم أن الكل إما متصلب أو مشلول أو متردد أو يتقلب بين هذه الصفات الثلاثة حسب الحال و الزمن .
نحتاج إلى تحرير البشرية و في نفس الوقت تحميلها جمعاء مسؤوليتها الأزلية في عمار الكون و ذلك يتم ببساطة بالاعتراف الجلي الذي لا لبس فيه بأن البشر هم الذين يصنعون مصيرهم و هم المسئولون عنه و بالتالي هم وحدهم المخولون و ضع قوانين هذا المصير و تعديلها.



#محمد_شرينة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيديولوجيا و حتمية


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد شرينة - الأديان الشمولية و تأليه الإنسان – النبي