افق عربي ... لعراق مختلف

جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2432 - 2008 / 10 / 12 - 06:22
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

تقترب مؤشرات المعادلة العراقية من ملامسة عصب متغيرات دراماتيكية ، تضع حدا لمرحلة ، ونقطة انطلاق مرحلة جديدة ، اذا احسنت حكومة الرئيس نوري المالكي قراءة التحولات الاقليمية والدولية ، وامتلكت جرأة اتخاذ القرار .

فالزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ، والزيارة التي قام بها الملك عبدالله الثاني من قبل تجسدان توجها لتوفير حاضنة عربية ، تساهم في اخراج القرار العراقي من دائرة التاثير الايرانية .

وفي هذا السياق ياتي اعلان عدد من الدول العربية عن استعدادها لتبادل التمثيل الدبلوماسي مع العراق ، الامر يكرس الانفتاح عليه , و الاعتراف بحكومته .

ومن شان الاتفاقية الامنية المرتقبة مع الجانب الاميركي تهيئة بغداد لعلاقات مختلفة مع دول الاقليم والعالم اذا احسن التفاوض حولها.

اهمية هذه التطورات لا تكمن في تعبيرها عن اهتمام عربي ودولي باخراج العراق من دائرة العنف والتخبط السياسي بقدر ما تاتي من تزامنها مع ظهور قناعات لدى مزيد من الاطراف العراقية بضرورة مراجعة خياراتها .

وتطلب الوصول الى هذه القناعة سنوات من اسوأ استخدام سياسي ايراني للساحة العراقية ، بدءا من تغذية النزاعات الداخلية ، وتنمية نزعات التطرف الطائفي ، ومرورا بمصادرة سياسات البلاد ، وافساد العباد .

احدى تجليات القناعات التي تتشربها المناخات السياسية العراقية الاعتقاد بفشل المشروع الطائفي ، الذي عرف بنظام المحاصصة ، وما زال حتى هذه اللحظة سيفا مسلطا على وحدة العراق ، واحتمالات استقراره .

وتفاقم مازق المشروع الطائفي مع عجز النظام الايراني عن ادارة ازمات سياسته الخارجية بعدما حول العراق ولبنان وغزة الى طائرات مختطفة ، يساوم على ركابها لتحسين شروطه التفاوضية .

و بين مؤشرات العجز الايراني ، اعادة مهادني طهران النظر في مهادنتهم لها ، والتهديدات التي يوجهها نظام الملالي لدول المنطقة ، والتي لن يكون اخرها التلويح باعاقة الملاحة في مضيق هرمز ، وعرقلة تنفيذ الاتفاقية الامنية .

التوتر التي يعيشه نظام الملالي قد يدفعه الى اتباع سياسات اكثر عدوانية تجاه الحالات المرتهنة لديه، ومن بينها العراق ، الامر الذي يملي على الحكومة العراقية ادخال تغييرات على طريقة تعاطيها مع ايران .

وفي مقدمة هذه التغييرات اتخاذ مواقف اكثر جرأة في مواجهة التوغل الايراني في تفاصيل الحياة اليومية العراقية وتعزيز الانفتاح على المحيط العربي .

#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل