أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مايكل نبيل سند - آخر يوم فى حياة صابر















المزيد.....

آخر يوم فى حياة صابر


مايكل نبيل سند

الحوار المتمدن-العدد: 2426 - 2008 / 10 / 6 - 04:59
المحور: الادب والفن
    


لم يتحمل صابر الصدمة !! ... وقف أمام التليفزيون مبهوتا ، فمة مفتوحا عن آخرة و عيناة فقدتا كل بريق ... شعر و كأن صاعقة قد أصابتة فى أم رأسة ، و لة كل الحق فى ذلك ... كان التليفزيون تتوسطة مزيعة حمقاء تبشر الشعب المصرى بصدور نتيجة الأنتخابات الرئاسية ، معلنة فوز الرئيس و بدئة للفترة الرئاسية العاشرة !! ... زاغت الدنيا أمام عينية ، و دارت الدنيا حول رأسة ... بحث عن أقرب مقعد و أرتمى علية

أخذ يهذى : " فترة عاشرة !! ... هل يريد أن يحكمنا ستون عاما ؟؟ ... ألم يكفة النصف التى مرت و هو يحكمنا ؟؟ ... أعقمت مصر أن تنجب فحلا غيرة يحكمنا ؟؟ ... هل غار من القذافى إلى هذا المدى ؟؟ "

شعر بأختناق أنفاسة ، ففتح بعض أزرار قميصة .... كان يشعر و كأن جميع مشاعر القهر و القسوة و الحزن و الألم قد تجمعت من الكون كلة و أنغرزت فى صدرة ... شعر بالفشل و اليأس و الأحباط ، شعر بكل المشاعر السلبية و السيئة و المؤلمة .... و بالتدريج ، فقد كل أتصالة بالكون الخارجى ... لم يعد يسمع أو يرى شيئا ... كان ذهنة لا يردد ألا كلمة واحدة ... كيف !!؟؟

كيف !!؟؟ كيف !!؟؟ كيف !!؟؟ كيف !!؟؟ .... تجمعت الكلمة فى أعماقة حتى أصبحت بركانا هائجا ثار فى أعماقة بلا رحمة ، قاذفا من حممة و نيرانا راغبا فى حرق كل شئ حولة ، و لو حتى كان الكون كلة ... قام و سار فى أتجاة باب الشقة و أدار مقبض الباب ... حينها سمع صوت زوجتة تسألة إلى أين هو ذاهب ... نظر فى وجهها للحظات ... لم يستطع أن يتذكر من هى تلك التى تكلمة ، و ماذا يكون هذا المكان ... تركها و خرج دون أن يتفوة بكلمة

أخذ يمشى بغير هدى ، لا يدرى إلى أين تسوقة قدماة ... لم يكن هناك مكانا محددا فى ذهنة ... كل الأماكن واحدة ... و فى كل الشوارع رأى نفس المنظر

رأى شعبا أهبلا يهلل فرحا بفوز الرئيس الخالد الواعد الأزلى الأبدى الذى لا يموت
رأى شعبا خانعا يهتف للحاكم أيا كان ، مبتغيا عطفة و رضاة
رأى شعبا سلبيا ، لا يطالب بحق ولا يثور على ظالم
رأى شعبا لا آدميا ، يهتم بكل الغرائز الحيوانية و لا يفهم الغرائز الأنسانية من أمثلة الحرية و أستخدام الحقوق الأنسانية
رأى شعبا بلا تاريخ ، لا يتعلم من أخطاء الماضى ، بل عاجز عن تقييم الماضى ليعطية تقييمة العادل
رأى شعبا صلصاليا بلا هوية ، يشكلة الحكام ببنادقهم و أموالهم كيفما شائوا ... فمن يملك السلطة يطاع ، و من تزوج أمى فهو أبى و سيدى

كان لا يرى أمامة ألا السلبيات ... أختنقت فى تلك اللحظات كل الأيجابيات التى فى الكون ... أظلم القمر ، و أضربت النجوم عن الأضائة ... نعق البوم و هتفت الغربان ... أنة زمن النسور و الصقور ... زمن تتسلط فية الحداية على مملكة الطيور ، و يتسلط فية الخنزير على مملكة البقر ، عفوا البشر

رفع رأسة نحو السماء المظلمة ... تلك التى قالوا لة أن ثمة إلها يسكن فوقها ... تمنى أن يصعد لة و يتحاجج معة ... تمنى أن يملأ حضرتة صراخا و ضجيجا ... صراخ أنسان يحمل فى قلبة جميع آلام الأنسانية فى غياب كامل لجميع مشاعر الأمل و العدل ... تمنى أن يقف أمام قاضيا عادلا ، بعدما أكتشف أن وجودة أسطورة ... مد يدة نحو السماء و هو يصرخ : " كيف !!؟؟ "

" كيف تصمت كل هذا يا الله ؟؟ ... ألا تبصر ؟؟ ... ألا تنظر ؟؟ ... ألا تشفق ؟؟ ... لماذا أطلت فى حياة هذا الوغد إلى هذا اليوم ؟ ... ألست أنت الذى تحيى و تميت ، أم هو غيرك ؟؟ ... ألست أنت الذى تقبض الأروح و ترمل النساء و تيتم الأطفال ؟ ... ألست أنت من خلق الموت ؟؟ ... لماذا أطلت عمرة إلى هذا المدى حتى ظنناة أبليسا لا يموت ؟؟ ... لماذا تتسرع و تأخذ آباء حنونين ، لهم أطفال يحتاجونهم ، و تتعامى عن أشر كائن على الأرض ؟
أين عدلك يا الله ؟؟ ... أين سلطانك و جبروتك ؟؟ ... أين ميزانك و أسنان المشط ؟؟ ... ألا تبصر جرائمة ؟؟ ... ألا تسمع صرخات المساكين و أنات المسحوقين و تأوهات المقهورين ؟؟ ... ألا تشم رائحة الدماء الذكية و الأجساد المحروقة ؟؟ ... أم أن ملائكتك اضحوا غير أمناء فى إعلامك بما يجرى لنا ؟؟ ... لو كنت أنسانا مثلنا لظننا أنة يرشوك لترضى عنة !! "

وقف بعدها صامتا للحظات ، ثم ترك المكان و هو يخاطب نفسة : " كم أنا معتوها ؟؟ و منذ متى و الله يجيب علينا ؟ ... أنة لا يجيب ألا على رجالات الدين الذين يتعيشون مما يقولة اللة لهم "

وجد نفسة فوق أحد الكبارى فوق النيل ... كان الكوبرى يلتف فوق النيل كما يلتف العقد حول رقبة أيزيس ، أو كما تلتف الحية حول رقبة مصر !! ... ناجى النيل من قلبة : " و أنت يا أيها النيل العظيم ... أستظل صامتا هكذا للأبد ؟؟ ... ألن تعترض و تهيج و تثور ؟؟ ... أأنت سعيد و أنت ترى الأرض التى كان يعيش فوقها السادة ، أضحت بيتا للعبيد و سجنا للشرفاء و المواطنين ؟؟ ... أتقبل أن تسقى الظلمة و الطغاة و القوادين ؟؟ ... يا أبا الحضارة ، كيف ترضى أن تمر بأرض الدمار و العويل ؟ ... يا أبا السعادة يا من أسموك هابى " حابى Happy " ، مصر حزينة ، فكيف بك لا تغيرها ؟
هه ... أعرف أنك لن تثور !! ... طالما رضيت أن تسير فى المجرى المحدد لك ... طالما قبلت أن يغيروا مجراك كما شاءوا و أختاروا و أرادوا ... طالما قبلت أن يفكروا هم ، و أنت تحت الأمر و الطاعة ... فأى ثورة أرجوها منك ؟ و أى عصيان أتعشمة فيك ؟؟ ... لا أدرى لما ألهك جدودنا .... جدودنا الذين أخطأت منذ لحظات و قلت عنهم سادة ، بينما هم كانوا عبيدك ... عبيدك و هم لا يدرون أنك عبد ضعيف لطغاة هذا الجيل !! "

لحظتها رأى الكون حولة داكنا ، تتراوح فية الألوان ما بين الأسود و البنفسجى ... رأى القسوة و الظلم فى كل شئ حولة ... أصبح يكرة كل شئ يعرف لة أسما ... كرة الله و الناس و النيل ... كرة الحياة التى تفرض على من يحياها ، أن يحياها بلا حياة !! ... شعر أن هذا الكون لا يستحقة ... شعر أنة ينبغى أن يعلن عصيانة و تمردة على هذة الحياة الذليلة المقيتة ... شعر أن وجودة كصفر على الشمال و ككتلة مهمشة هو أهانة أكبر مما يستطيع أن يحتمل .... تخمرت الفكرة فى رأسة سريعا ، فصعد فوق سور الكوبرى ... و لم يرة أحد بعدها

http://ra-shere.blogspot.com/2008/09/blog-post_18.html



#مايكل_نبيل_سند (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوقفوا أهانة المسلمين فى الكنائس
- بكام ؟؟
- ثقافة القبيلة
- لأن الحياة مرّة
- الدين أفيون الضمير
- خائف من الحب
- تقدر تساعد المدونين أزاى ؟
- موقف محرج - من بريد القراء
- على وشك الأنفجار
- أمجاد يا ليبراليين أمجاد
- مش كفاية أزدواجية بقى ؟
- الكيبورد أقوى من المدفع
- نشرة أخبار القاهرة يونيو 2030
- يعنى أية عالمانية ؟
- حوار حول الملف الطائفى فى المنطقة
- هل أنت أفضل من الملك فاروق ؟
- أنا و حمارى فى القسم
- المولد النبوى و أغرب معايدات
- قمة الشئ نقيضةِ
- العربى التائة 3


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مايكل نبيل سند - آخر يوم فى حياة صابر