أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عربي الخميسي - القسم الثاني ....... تحركات القنصليه الامريكيه في البصره بعد ثورة 14/ تموز مباشرة















المزيد.....

القسم الثاني ....... تحركات القنصليه الامريكيه في البصره بعد ثورة 14/ تموز مباشرة


عربي الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2425 - 2008 / 10 / 5 - 01:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


القسم الثاني
اصطحبني الملازم الاول خالد طارق الى مقر امرية موقع العماره العسكري الكائن شمال المدينة في منطقة تقاطع نهر المشرح بنهر دجله ، والتقينا بالعقيد ... ( لم اتذكر اسمه الان ) آمرالموقع فرحب بي هذا الرجل كثيرا ، وعن طريقه ارسلت برقية مفصله واشعار الى آمرية موقع البصره بسلامة الوصول ، مع شرح الموقف والمستجدات وكانت الساعه حوالي الثانية عشره ظهر ذلك اليوم ثم وجه لي امر موقع العماره دعوة لتناول العشاء معه في نادي الضباط ، وكلف الملازم الاول خالد طارق بالتفرغ لآبداء العون اللازم لتنفيذ مهمتي .

رجعت الى المستشفى وانا مشغول الفكر كيف وباية طريقه يمكنني معرفة سر زيارة القنصل؟ واية امور اخرى كانت ضمن المهمات المكلف بها ؟
عند باب المستشفى كانت هناك غرفه صغيره على الجانب الايسر منه ، ورايت تواجد احد الاشخاص بداخلها ، ومن محتوياتها استنتجت ان صاحبها جعل منها مكان سكناه كما يظهر، فاقتربت منه وسلمت عليه فخرج لأستقبالي والترحيب بي ، وكان شابا بعمر حوالي الثلاثين وقد تبين لي انه معوق (اعرج ) جراء حادث حصل له ايام الطفوله ، فجلست واياه على مسطبه خشبيه كانت امام الغرفه ، وخلال تناول الشاي الذي اعده خصيصا لي بدأت استدرجه شيئا فشيئا عن الثورة وقادتها والوضع العراقي الجديد ، وكان هذا الموضوع هو موضوع الساعه آنذاك ، فابدى هذا الشاب تعاطفا وحماسا شديدين ، واظهر حسا وطنيا مخلصا حول ما اطرحه من افكار ، وقد طال جلوسي معه متعمدا، ونحن الاثنان نتناول الحديث الودي الهادئ الشفاف دون تعصب وبكل سذاجه اوشعور بكلفة الحوار بيننا اثناء الحديث المتبادل ، حتى شعرت انه قد اطمأن لي تماما ووثق بي ، ومن خلال الاسئله واجوبتها عرفت انه يشتغل بصفته حارسا ثابتا على بوابة المستشفى ، وقد مضى على عمله هذا مدة تزيد عن خمسة سنوات ، وهو على اطلاع كلي وملم تمام الالمام بما يخص المستشفى وادارته واشخاصه وزبائنه وطبيعة اعماله الطبية ، وكان اهم شيئ عندي هو محاولة معرفة العلاقات التي تخص الامور غير الطبيه بين ادارة المستشفى وجماهير اهل العمارة ، ان كانت هناك علاقات ربما لها صله بزيارة القنصل.
استمر الحوار بيننا اكثر من اربعة ساعات ، وفي رأس كل ساعه كنت اتظاهر بالذهاب الى الحمام لأسجل باختصار شديد خلاصة ما حصلته من معلومات او بينات ، وحيث قد مضى عليها خمسون سنة ، وبسبب تقدم العمر يتعذرعلي ادراجها بشكل كامل في الوقت الحاضر، الا ان اخطر ما افاد به ذلك الحارس ان المستشفى كان يعطي معونات (كما يسميها ) ماليه او رواتب شهريه الى اشخاص من غير المرضى ، لم يوضح لي ماهية تلك المساعدات ومن هم اؤلئك الاشخاص ، وما هي صفاتهم او اسماؤهم اوعلاقاتهم مع المستشفى ؟ رغم اسألتي المتكرره بقدر ما افاد به انهم اصدقاء للمستشفى وبعضهم محتاجين على حد قوله ، اضافة الى تقديم الخدمات الطيبه لهم ولعوائلهم مجانا .
وخلال هذه الفتره خرج سائق سيارة القنصل الذي كان يرافق الثاني من دارسكن مدير المستشفى ، وجلس معنا على المسطبه الخشبيه بعد دعوته من قبل الحارس ليشاركنا شرب الشاي ، ومن ثم بادرني بالسؤال حول ما حدث لنا عند جسر كرمة علي ، فاجبته بالملابسات التي رافقت الحاله كما شاهدها هو ، وسالته بدوري عن انطباع القنصل في ذلك الوقت الحرج ؟ فقال ان القنصل كان يراقب الحاله عن كثب ، وقد شعر بحراجة الموقف ، وسالته ثانية هل انتم مسلحين تحسبا للطوارئ ؟ اجابني نعم ان القنصل فقط كان يحمل مسدسا شخصيا .. ثم اجابني على اسئلتي له من اي بلده انت ؟ وهل تتكلم الانكليزيه ؟ وما هو تحصيلك العلمي ؟ وما اسمك ؟ الى آخره من الاسئله .. قال لي انا فلان ابن فلان من اهالي البصره .. اقدر اتفاهم باللغه الانكليزيه الى حد ما .. تعلمتها عن طريق السمع والممارسه بشكل بسيط .. وانا خريج المتوسطه .. وغيرها من الاجوبه عرفت من خلالها بانه ينتمي للاخوة الاكراد الافيليه ، وقد مضى عليه بوظيفته في القنصليه بالبصره قبل كذا سنة . وبقينا نتحدث نحن الثلاثه وحتى الساعه السابعه مساء حين حضرالملازم الاول خالد طارق ليسطحبني الى نادي الادارة المحلية بدلا من نادي الضباط كما كان مقررا ، معللا ذلك برغبة متصرف اللواء السيد رشيد.... للتعرف علي ، فقلت له لا مانع لدي وذهبنا مباشرة الى هناك ورايت ثلاثة اشخاص جالسين اعرف منهم امر الموقع فقط ، اما الاثنان الاخران فاحدهما كان متصرف اللواء المدعو رشيد .... والثاني ضياء شكاره مدير تسوية اراضي العماره كما قدمهما لي امرالموقع ،
ومن خلال الحديث عرفت ان متصرف اللواء السيد رشيد .... الذي لا اتذكر اسم ابيه الان هو من اهالي قضاء المسيب ، وكان احد الضباط المشتركين بحركة رشيدعالي الكيلاني سنة 1941 وقد تعرض للاعتقال في حينه ، واحيل على التقاعد فاعادته ثورة 14 / تموز بوظيفه مدنيه تكريما له كما قال لي ، اما السيد ضياء شكاره مدير تسويه اراضي العماره فكان كما يظهر خائفا من الثورة ولا اعرف سبب خوفه ، وبعد تناول العشاء على شرف مائدة المتصرف طلبت منهم السماح لي بالانصراف ، فنهضت مبكرا لأتمام ما خططته لتنفيذ مهمتي المكلف بها ،
فعدت فعلا للمستشفى بحوالي الساعه الثامنه ، وجلست ثانية مع الحارس والسائق على المسطبه نتحدث بامور شتى ، الا اني كنت احاول جرهم للحديث عن الثورة والوطنية والاخلاص والاستعمارالاجنبي وغيرها ، من مواضيع ومفاهيم سياسيه يتداولها الشارع العراقي آنذاك ، و كلها كانت تؤلف محاور أحاديثنا !!

وعند الساعه العاشرة سألت الحارس عن مكان ملائم لقضاء هذه الليله ، وصار الراي كما خططت له ان انام على سرير فحص المرضى بغرفة الطبيب مدير المستشفى حيث تتوفر بها مروحه سقفيه ، وكان الجو حارآنذاك ففتح الحارس الغرفه واعطاني المفاتيح وخرج ، وكانت الغرفه تبعد عن غرفة الحارس بحوالي ثلاثين مترا ، وانتظرته حتى نام وبحوالي الساعه الحادية عشرة قمت من نومي ، واخذت احاول بفتح خزانات ومكتبة الطبيب ومجارير منضدته ، كما حاولت ان افتح خزانه حديديه (قاصة حديديه ) كانت داخل الغرفه ولم افلح ، وقد باشرت بقراءة بعض الاوراق وجدتها بالاضابير مكتوبة باللغه الانكليزيه وبعضها بالعربيه ، فقمت باخذ بعضها بعد الفرز وكانت تحتوي على وثائق قد تبدو مهمه ، وربما تشير الى بعض المعلومات ذات الطابع السري منها على سبيل المثال اسماء اشخاص من اهالي مدينة العماره ومن شيوخ العشائر المحيطه بها ، دون ان اعرف سر هذه العلاقات وسببها فقط مجرد قوائم بالاسماء حسب الحروف الابجديه .
وفي صباح اليوم التالي وحوالي الساعه الثامنه خرج القنصل الامريكي من دار مدير المستشفى ، وتحرك ركبنا على نفس الطريق وعلى غرار نمط مجيئنا ، وهو ان تتقدم سيارة القنصل احدى سيارتي الشرطه المسلحة ، والثانية التي اقلها تسير خلفها ، وبعد مسيرة حوالي الساعتين اذ كانت سرعة سيرنا بطيئه نسبيا حتى وصلنا مدينة البصره دون اي عائق او حادث يذكر، فتوجهنا مباشرة الى مقر القنصليه وبعد دخول القنصل البنايه عدنا الى مقرمتصرفية البصره ، وقد انتهى كل شيئ بسلام ولم يبق سوى كتابة التقرير ، الذي تضمن فقرتين الاولى وصف حالة الشارع العراقي ودرجة فهم الجماهير للثوره واهدافها والثانية كانت التنويه ولو من باب الاستنتاج عن العلاقه العضويه بين ادارة المستشفى وبين اؤلئك الافراد المدنيين من العامة وفقا للقوائم التي حظيت بها ، وكان التقرير مسهب ومفصل ، وقد احتوى على كل كلمة افاد بها الحارس وسائق القنصل كشاهدي عدول ، ارسل هذا التقرير الى مديرية الاستخبارات العسكريه وهي الجهة المسؤوله عن مثل هكذا امور ، مع اعلام الحاكم العسكري العام بها
عربي الخميسي
ضابط عراقي متقاعد
يتبع



#عربي_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحركات القنصليه الامريكيه في البصره بعد ثورة 14 / تموز مباشر ...
- العراقيون المندائيون بخير ! بس عايزهم الحام والطعام
- الى / الكاتب السيد مصطفى القره داغي وعلى هامش مقالته ( مجزرة ...
- وقائع قصر الرحاب يوم 14 / تموز
- ليلة القبض على العقيد الركن عبد الغني الراوي
- المرأة المندائيه حررها الدين المندائي وظلمها المجتمع
- انا والقائد الكردي الخالد المرحوم ملا مصطفى البارزاني
- يخت صدام حسين ويخت الملك فيصل الثاني
- ايها المندائيون ناصروا المظلوميين .. ! ويقينا سيناصرونكم غدا
- ايها المندائيزن وقعوا
- هل للاقليات مصلحة قي تقسيم ا لعراق ؟
- خذوا الجنة ... خذوها ... ودعونا نعيش ....!
- اطلقوا حرية المرأة لتبدع ..!!
- يوم المثقف العراقي .. والمواقف الخجوله
- ردة الثامن من شباط /1963 ومذكرات السياسي التقدمي المحامي الق ...
- الصابئة المندائيون ومنجل اصويحب
- خطاب موجه الى النسوة البرلمانيات العراقيات بمناسبة حلول عيد ...
- أليس من حقي المطالبة بحقيبة وزارية ؟
- أتعتقد لسنا مضطهدون ؟؟ . شهادة ودليل اثبات
- الاقليات معنية بأتخاذ الموقف الموحد من التكتلات والتحالفات ل ...


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عربي الخميسي - القسم الثاني ....... تحركات القنصليه الامريكيه في البصره بعد ثورة 14/ تموز مباشرة