|
الاقليات معنية بأتخاذ الموقف الموحد من التكتلات والتحالفات لضمان حقوقها
عربي الخميسي
الحوار المتمدن-العدد: 1333 - 2005 / 9 / 30 - 10:55
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
أفرزت العملية السياسية التي جرت وتجري على الساحة العراقية منذ الاطاحة بالحكم البائد حتى اليوم ، دروسا قاسية وسلبية لمجموع الاقليات وحقوقها وما على الاخيرة الا التوقف عندها بتمعن تام ، وبعمق رؤية ، وبعد نظر في اجندة المراحل التالية التي تعتبر مصيرية بالنسبة لها وهي فرصة تاريخية لن تتكرر .
ورغم ما إعتاد البعض تسمية تلك المكونات الاساسية للشعب العراقي بالاقليات نسبة لتعداد نفوس ابنائها ، إلا انها كبيرة بانجازاتها و بعطائها الذي لا ينضب سابقا ولاحقا، وهي تشكل قطاعات مهمة وعريقة تنتسب عضويا وتاريخيا لهذا البلد العتيد، فالاخوة الاشوريين والسريانين والكلدانين والفيلين والايزيدين والشبك والصابئة المندائيين واهل الحق - الكاكائين وغيرهم ، هم من بناة حضارة وادي الرافيدن على ممر الازمنة والعصور منذ نشؤ الدويلات – المدينة في بلاد ما بين النهرين ، كما يروي لنا التاريخ وحتى العهود الاخيرة يوم نشؤ الدولة العراقية في اوائل القرن الماضي .
تشترك جميع هذه الاطياف بقواسم عديدة ، و بأمور كثيرة هي مصيرية ، أولها أحقية ابناءها بالاعتراف بهم قانونا من خلال تمتعهم الكامل بحقوق المواطنة ، باعتبارهم عراقيون اقحاح طالما جرى اقصاءهم و تهميشهم عمدا ، وابعدوا عن شرف نيل هذا الوصف وهذا الاستحقاق ، وثانيهما تعرضهم للغبن والظلم والمعاناة وفقدان العدل والمساواة في ظل الحكومات المتعاقبة ، بسبب إختلاف الدين والعقيدة وبدعوى حكم الاكثرية للاقلية ، هذا المفهوم الخاطئ الذي لا يتفق مع الاخلاق ولا مع العرف ، والمخالف كليا للأعراف الدولية والقوانين والمعاهدات والاتفاقيات ، وخير دليل هو تجاهل الدستور المطروح حاليا للاستفتاء ، من ذكر بعضهم رغم المطالبة الملحة وحتى الذين ورد ت اسماؤهم ذَكرت بصيغة خجولة من باب التفضل لا الاستحقاق . ولا ننسى إبعاد قطاعات واسعة منهم من الادلاء باصواتهم يوم الانتخابات الماضية دون وجه حق ، وغيرها من التصرفات التي تحد من ممارسة حقوقهم المشروعة باعذار واهية واسباب غير مقنعة .
إن كافة القيادات السياسية لهذه الطوائف تدرك جيدا ، وهي مؤمنة تماما بهذا الادراك، أن نيل حقوقها كاملة وتوفير الوسيلة لضمانها مستقبلا ، مرهونا كليا بانبثاق حكومة عراقية ديموقراطية بحق وحقيقة ، في دولة ذات مؤسسات دستورية وقانونية ضامنة .
ومن هذا المنطلق يجب على قياداتها الواعية ان تفتش من الان وقبل موعد الانتخابات القادمة ، عن الصيغة المناسبة لدخول هذه الانتخابات ، وبمعنى آخر ضرورة إيجاد نوع من الترابط ووحدة العمل فيما بينها لتوحيد خطابها السياسي وفق برنامج سياسي طويل الامد ، يًتفق عليه ، وليس مرحليا ينتهي بانتهاء الانتخابات ، ومن ثم الانضمام الى القوى العلمانية او التيار السياسي الديمقراطي اللبرالي المطروح على الساحة السياسية الان مع الاحتفاظ بخصوصيتها . والتعلم بأنها بمجموعها تؤلف قوى لا يستهان بها ذات وزن سياسي ، تملك قواعد جماهيرية واسعة ، وثقل له اهميته في كافة الميادين السياسية والثقافية والاعلامية ، وهي قادرة على أن تلعب دورا فاعلا ومؤثرا بمجمل النشاط الوطني السياسي ، وقوى ضاغطة تتصدى لكافة المحاولات الهادفة لعرقلة العملية المحورية لمجموع الشعب من اجل نيل حقوقه بكل اطيافه نساء ورجالا ، والوقوف بوجه التيارات المعوقة والواقفة من الضد لبناء وترسيخ الديموقرطية وحقوق المواطنة وحقوق الانسان وحقوق المرأة بشكل خاص .
ومن هنا يفترض بهذه الطوائف التي سميت بالاقليات ان تاخذ عبرة من هذه الدروس ، وأن تعمل بجدية لأيجاد نوع من الترابط فيما بينها وعلى مستوى القيادات التي تمثلها رسميا ، إبتداء من تنسيق انشطتها السياسية والاعلامية وتبادل المعلومات فيما بينها، كخطوة اولى نحو توحيد العمل والممارسة ، تعقبها خطة كاملة تتفق عليها الاطراف توضح فيها الاهداف العامة والخاصة والاسلوب الموحد للعمل الجماهيري ، وحشد الجهود والطاقات وتوجيهها لتصب في الجهد العام لباقي القوى العلمانية والديمقراطية الفاعلة في الساحة السياسية . كما عليها دراسة طبيعة واهداف التكتلات والاتلافات والتحالفات والموقف من شعاراتها المرفوعة ، ومما تضمره من توجهات دينية طائفية أو عنصرية قومية التي هي في المحصلة النهائية ، لا تخدم أهداف وحقوق الاقليات ذات المصلحة في التوجهات الديمقراطية الحقيقية التي هي وحدها تحقق الاهداف دون غيرها .
وهذه الدعوة ، إنما هي دعوة مخلصة موجهة لكل الاقليات وقياداتها الشجاعة للمبادرة الفورية لأتخاذ القرار الصائب في هذا الشأن وقبل فوات الاوان ، بغية َلم الصف الوطني وتوحيد القوى ، وعدم التفريط بالجماهير صاحبة المصلحة ، وضم صوتها الى كافة الاصوات الشريفة من القوى العلمانية او الديمقراطية ، التي تضع مصالح الشعب بكافة الوانه ومكوناته فوق كل المصالح ، والتي تعمل بامانة واخلاص من اجل عراق حر ومستقل وآمن واعادة البنية التحتية للبلد ، وتأسيس الدولة العصرية ذات المؤسسات القانونية ، بمساهمة الفرد والمجتمع كل من موقعه ، إنطلاقا من مبادئ حقوق المواطنة ، وعلاقات الاخوة العراقية الصميمية ، دون تمييز او تفريق لأي سبب من الاسباب ولينعم الفرد بالحياة السعيدة الكريمة له و لمستقبل الأجيال القادمة .
مع خالص الاحترام والتقدير لكل الاقليات العراقية وقياداتها الحكيمة
عربي الخميسي
المشاور القانوني لأتحاد الجمعيات المندائية في المهجر
آب /
#عربي_الخميسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حقوق الاقليات ومفهوم المقاعد التعويضية في قانون الانتخابات ا
...
-
التعسف باستعمال الحق - ودكتاتورية الاكثرية في فرض دستور العر
...
-
دستور طائفية ومحاباة لا دستور حكم و حقوق وواجبات
-
وحدة القوى الديمقراطية واليسارية والعلمانية وحقوق الاقليات ف
...
-
مهمات المرأة النائبة
المزيد.....
-
صراخ ومحاولات هرب.. شاهد لحظة اندلاع معركة بأسلحة نارية وسط
...
-
-رؤية السعودية 2030 ليست وجهة نهائية-.. أبرز ما قاله محمد بن
...
-
ساويرس يُعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-: حسن النية أل
...
-
هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية بعد سنوات من التعثر؟
-
الحرب على غزة| وفد حماس يعود من القاهرة إلى الدوحة للتباحث ب
...
-
نور وماء.. مهرجان بريكسن في منطقة جبال الألب يسلط الضوء على
...
-
الحوثي يعلن استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين في البحر الأح
...
-
السودان: واشنطن تدعو الإمارات ودولا أخرى لوقف الدعم عن طرفي
...
-
Lenovo تطلق حاسبا متطورا يعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي
-
رؤية للمستقبل البعيد للأرض
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|