أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعاد خيري - الشهرستاني يبيع حاضر ومستقبل العراق في مساومة امريكية ايرانية لاقتسام الهيمنة على العراق














المزيد.....

الشهرستاني يبيع حاضر ومستقبل العراق في مساومة امريكية ايرانية لاقتسام الهيمنة على العراق


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2422 - 2008 / 10 / 2 - 09:14
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


قاتلت الادارات الامريكية من اجل الهيمنة على العراق ونفطه منذ اكثر من نصف قرن فدبرت الانقلابات وبنت القواعد السياسية والاجتماعية لهيمنتها من انظمة دكتاتورية وبرجوازية بيروقراطية تابعة وصولا الى احتلاله . ولكن اصعب ما واجهتته هو توطيد هذه الهيمنة وادامتها وما كلفته من خسائر وتضحيات خلال اكثر من خمس سنوات ، يجمع الخبراء الاقتصاديون على انها كانت السبب الرئيس فيما تعانيه اليوم من ازمة عامة: اقتصادية وسياسية وعسكرية واخلاقية . وبدلا من الاستماع الى نصائح الكثير من الخبراء السياسيين والاقتصاديين وحتى العسكريين وتلبية المطالبة المتصاعدة للشعب الامريكي بالانسحاب من العراق ، تصعد الادارة الامريكية وتنوع جميع اسلحتها وادواتها لتوقيع الاتفاقية الاستعبادية لتضمن ادامة وتوطيد احتلالها للعراق ونهب ثرواته . و ترى اليوم وهي في قعر ازمتها العامة بان الهيمنة على العراق وثرواته النفطية الهائلة، الضمان الرئيس لاستمرارهيمنتها على العالم ولموقعها كقطب اكبر في الاقتصاد العالمي، وعوائد نفطه المتعاظمة منقذ لها من ازمتها. واذ اضطرت الادارة الامريكية الحالية تحت ضغط تكاليف تركيع الشعب العراقي الى تأجيل شن الحرب للهيمنة على ايران وسوريا استكمالا لاسترتيجيتها الشرق اوسطية فان الازمة الحالية المحتدمة اجبرتها على الدخول في مساومات مع الحكومة الايرانية لاقتسام النفوذ في العراق. على ان تكون لايران الهيمنة السياسية من خلال ادواتها المسيطرين على الحكومة والاحزاب الاسلامية المسيطرة على المراقد الدينية وتحقيق اهدافهم في تقسيم العراق، وللاحتلال الامريكي الهيمنة العسكرية والاقتصادية من خلال توقيع الحكومة على الاتفاقية الاستعبادية وتمرير اتفاقية نهب النفط والغاز.
وازاء تصاعد مقاومة الشعب العراقي لقانون نهب النفط والغاز، تهافت باعة الضمير والوطن على تجاوزه وفي مقدمتهم وزير النفط في حكومة كردستان ووزير النفط العراقي الشهرستاني . فعقدت حكومة كردستان عشرات الاتفاقيات مع شركات النفط الاحتكارية ولاسيما الامريكية منها متجاوزة قانون النفط وبعقود تتجاوز في اجحافها اسوأ العقود في العالم، هادرة لحقوق الشعب العراقي عموما والشعب الكردي خصوصا وراهنة لحاضره ومستقبله لشركات احتكارية لايهمها سوى استنزاف دماء الشعوب واستمرار تدفق ارباحها.
وتعالى صوت الشهرستاني احتجاجا على تخطي حكومة الاقليم على صلاحيات الحكومة المركزية وقانون نهب النفط والغاز وارغى وازبد ليس دفاعا عن ثروات العراق بما فيها ثروات كردستان وانما لانها اضعفت موقعه كممثل ليس للشعب العراقي بل للحكومة الايرانية، في المساومة الكبرى بين الحكومة الايرانية والامبريالية الامريكية على حساب شعبنا والشعب الايراني وعموم شعوب المنطقة بل والانسانية عموما. ولتقديم العربون للمحتلين على مقدرته في تجاوز قانون النفط والغاز وما يمكن ان يحققه، بعقد عشرات الاتفاقيات التي تتجاوز فيما تمنحه للشركات الاحتكارية ولاسيما الامريكية كلما تحلم به. متجاوزا كل القوانين التي ناضل شعبنا من اجل تحقيقها عشرات السنين وقدم الالاف الضحايا. بدءا من قانون تأميم 9, 99% من اراضي العراق التي كانت مستباحة للشركات الاحتكارية للتنقيب عن النفط، وتأسيس شركة النفط الوطنية الصادرعام 1960 والذي كان ثمنه راس المناضل الوطني، رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم كما صرح السفير الامريكي في بيروت حينذاك. و قانون تأميم الثروة النفطية عام 1972 وكل ما قدمته الطبقة العاملة العراقية وعلماء العراق ومهندسيهم من جهود واستبسال في حماية الثروة النفطية واستمرار تدفقها وتطور وسائل استثمارها في مواجهة جميع الصعوبات والعقبات ومؤامرات الامبريالية وادواتها من الحكام المحليين .
ويجري كل ذلك وفق مراحل تفرضها الشركات الاحتكارية الكبرى على الجانب الاضعف . فقد انجز الشهرستاني في المرحلة الاولى عقود مع الشركات الاحتكارية التي غادرت جنتها في العراق منذ عام 1972 على منابع النفط والغاز المكتشفة والواعدة بانتاج غفير ولا تزال غير مستثمرة، ولعشرات السنين قابلة للتمديد . وايغالا في الابتزازلتحقيق المساومة تم انجاز المرحلة الثانية وهي العقود السخية لاستثمار الحقول المنتجة للنفط والغاز والتي تديرها شركة النفط الوطنية وتعمل بكفاءة وقادرة على تطوير الانتاج وزيادته بكفاءات عراقية وتمكنه من تلبية جميع متطلبات التنمية واعادة الاعمار في ظل حكومة وطنية .
ورهن الشهرستاني تشريع هذه العقود بعد انجاز المساومة بين عدوي الشعب العراقي الحكومة الايرانية والامبريالية الامريكية لاقتسام الهيمنة على العراق ، ويجري الاعداد لعقد المفاوضات الامريكية الايرانية لانجاز المساومة على ارض العراق، دون أي حساب لحقوق الشعب العراقي ولوعي قواه الوطنية وتجارب شعبه الذي مزق الاف عقود النهب لثرواته واصدر ونفذ اقسى العقوبات بحق اعتى اعدائه وخونته. فرغم كل وسائل الارهاب التي اخذت قوات الاحتلال بتصعيدها حينا وتهدئتها حينا وفقا لمتطلبات الضغط من اجل توقيع الاتفاقية الاسترقاقية والتضليل بتحسن الوضع الامني بالمقارنة مع الوضع الامني الذي فرضته قوات احتلالها قبل سنة اوسنتين وليس بالامن الذي تعيشه بلدان العالم . ورغم كل الكوارث والازمات المعاشية، تتصاعد مقاومة الشعب العراقي ضد القوانين والاتفاقيات التي تريد تكبيل شعبنا بها بالاعتماد على ادواتها من قادة العملية السياسية ووكلاء الحكومة الرجعية الايرانية ولاسيما الشهرستاني الذي فضح خيانته للشعب العراقي عمال النفط في البصرة ومحاولته قمع اضراباتهم واعتصاماتهم ضد قانون نهب النفط والغاز . وسيقبر شعبنا كل هذه الاتفاقيات والعقود وسيعاقب كما عاقب اسلافهم من خونة الشعب والوطن ويبني العراق الديموقراطي المزدهر.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الازمة العامة المحتدمة للراسمالية تعيد الثقة بالماركسية وطني ...
- حرمان البشرية من ترليونات الدولارات من احتياطيات الشعب الامر ...
- الراسمالية المحتضرة تخنق البشرية بازماتها في غياب القيادة ال ...
- من اجل استعادة الحركة الطلابية واتحادها العام لدورها الطليعي ...
- انجازات وحقوق الطبقة العاملة العراقية رهن بالتحرر من الاحتلا ...
- الالوسي يسبق اقرانه في كشف وتنفيذ احد بنود الاتفاقية الاستعب ...
- رفض الاتفاقية الاستعبادية دعم للتحدي العالمي للهيمنة الامريك ...
- بوش يمضي في ابادة الشعب العراقي ويراهن على دعم احزاب سياسية ...
- الخطوة الاولى لانقاذ شعبنا: استعادة الهوية الطبقية للحزب الش ...
- تصاعد مهمة ادوات الاحتلال في خلق مختلف المشاكل لاشغال الشعب ...
- قتل قوات الاحتلال للرفيق كامل شياع تحذير لقيادة الحزب الشيوع ...
- لتنهض الطبقة العاملة العراقية بدورها الطليعي في النضال ضد ال ...
- التوقيع على الاتفاقية الامنية مع المحتلين مساهمة بما اقترفوه ...
- الاتفاق بين المالكي وبوش على ادامة الاحتلال بربط الانسحاب بم ...
- ليس دفاعا عن البشير وامثاله وانما المطالبةاولا بمحاكمة اعتى ...
- لنحفل بذكرى ثورة14/تموز بتصعيد جميع اشكال مقاومة الاحتلال وا ...
- نصف قرن وثورة 14/تموز تستنزف طاقات الامبريالية الامريكية دون ...
- استحضار ملاحم شعبنا المحتدمة هذه الايام يؤجج طاقات شعبنا لاج ...
- ابهج ايام حياتي يوم 14/تموز/1958
- الشعب الكردي اقوى واشجع من ان يحتمي بالاحتلال الامريكي واتفا ...


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعاد خيري - الشهرستاني يبيع حاضر ومستقبل العراق في مساومة امريكية ايرانية لاقتسام الهيمنة على العراق