أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد خيري - رفض الاتفاقية الاستعبادية دعم للتحدي العالمي للهيمنة الامريكية-لا لتبديد الطاقات في مناقشة بنودها














المزيد.....

رفض الاتفاقية الاستعبادية دعم للتحدي العالمي للهيمنة الامريكية-لا لتبديد الطاقات في مناقشة بنودها


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2405 - 2008 / 9 / 15 - 10:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يتصاعد التحدي العالمي للهيمنة الامريكية التي فاقت جرائمها جميع الامبراطوريات التاريخية والانظمة الدكتاتورية بما فيها الفاشية الهتلرية واصبحت خطرا يهدد البشرية بل والكرة الارضية . فهي تملك من اسلحة الدمار الشامل ما يمكنها من تدمير الكرة الارضية عدة مرات ومن اسلحة القتل وابادة الشعوب ما يمكنها من ابادة البشر عدة مرات . واصبح كل ذلك مبررا لاستعباد جميع البشر وتحويلهم الى ادوات صماء مسلوبة الارادة ومشلولة الوعي ، ومبررا لارجاع البشرية قرونا الى الوراء. واذ عانت الكثير من شعوب العالم على امتداد قاراته من جرائم الهيمنة الامريكية فان جرائمها في العراق اخذت تكشف للعالم الخطر المحدق بالبشرية اذا ما اطلق العنان لهيمنتها. فقد تحول العراق في غضون خمس سنوات من هيمنتها من بلد حضاري يتمتع بمستوى متوسط من التطور على الصعيد العالمي وشعب حيوي طموح الى بلد يحتل المواقع الاوطأ في سلم التطور العالمي. فقد دمرت كل معالمه الحضارية وقواعده الثقافية والاقتصادية حتى بات من يزور العراق اليوم لا يتعرف عليه فما اوسع الخرائب وركام الابنية والمستنقعات واكداس النفايات. واطفال عراة حفاة يفتشون عن لقمة عيش او ملجأ، ونسوة مكفنات بالسواد تكدح يهددها الجوع والقتل . مناظر لا يمكن ان تغطيها قصور المنطقة الخضراء في بغداد وفي كل محافظة من محافظاته، ولا جلوس عدد من النسوة في البرلمان، مناظر تجاوزها العراق منذ اكثر من قرن. واصبح العراق الاول في الفساد والجريمة المنظمة فضلا عن الفقر والامية ووفيات الاطفال والتخلف. وعملت على تحويله الى غابة من الوحوش يقتل الاخ اخاه يتخدير وعيهم بالطائفية واشكال من السلفية واثارة ابشع الغرائز الوحشية . ورغم كل ذلك لم تستطع قتل السليقة الثورية للشعب العراقي ومن وسط كل هذا التدمير المنظم تصاعدت مقاومة الشعب العراقي على اختلاف وسائلها وسبلها للاحتلال ومخططاته وكبدته الخسائر الفادحة التي ارهقت قدراته الاقتصادية وساهمت في اندلاع اخطر ازمة اقتصادية تهز النظام الراسمالي العالمي . وعرقلت مقاومة الشعب العراقي مخططات الامبريالية الامريكية الاجرامية في الهيمنة على المنطقة من خلال الحرب على ايران وسوريا وعرت زيف ادعاءاتها بالحرية والديموقراطية وحقوق الانسان وعززت ثقة الشعوب بقدرتها على تحدي جبروتها العسكري والسياسي والاعلامي .
فهاهي اليوم شعوب امريكا اللاتينية التي ذاقت الاهوال من الهيمنة الامريكية تتحدى الجبروت الامريكي وتعلن فنزويلا وبوليفيا طرد السفير الامريكي من بلادهما لما لمجرد الوجود الدبلوماسي الامريكي من نشاطات اجرامية ومخططات لاعادة الهيمنة الامريكية على شعوبهما فهي تنظم الفرق الارهابية ومليشيات مسلحة وتمول حركات مناهضة للتقدم الاقتصادي والاجتماعي وفرق دينية ومنظمات تتستر بشعارات مدنية مضللة وتشجيع الحركات الانفصالية .
واليوم وقد اعلن القائد العسكري للاحتلال الامريكي في العراق عن نهاية اللعبة، لعبة ابادة الشعب العراقي او تركيعه من خلال عقد الاتفاقية الاستعبادية، ينغمر الكثير من السياسيين العراقيين في مناقشة بنود الاتفاقية، التي لايمكن لاي صيغة من صيغها ان تغيير من محتواها فهي اولا واخيرا وثيقة لادامة استعباد شعبنا ونهب ثرواته وتسخير كل ذلك لتمديد هيمنتها واستعباد المزيد من شعوب العالم. فقد اثبتت تجارب شعبنا خلال القرن الماضي وتجارب جميع شعوب العالم بان جوهر كل الاتفاقيات بين المستعمرين والشعوب هي اتفاقيات استعبادية مهما كانت صيغتها ومهما احتوت بنودها من وعود ومعسول الكلام . ولم يحصد شعبنا اسوة مع شعوب العالم المبتلية بالتبعية من هذه الاتفاقيات سوى دوام الاستعباد والفقر والتخلف من خلال التلاعب بالفظها والتعسف في تطبيقها وتقديم التضحيات الغالية من اجل التحرر منها . واستعارت الاتفاقية الامريكية الحالية جميع ما احتوته الاتفاقيات التي فرضتها برطانيا على شعبنا، معاهدة 1930 ومعاهدة بورتسموث من الفاظ معسولة وحقوق وحريات والتزامات متبادلة بل وطورتها . ووضعت بعض النقاط التي تستثير النقاش كالحصانة لجنودها الذين لم يتورعوا عن اقتراف ما لم يقترفه عتاة الارهابيين، والفترة الزمنية لادامة احتلالها، التي ستتحكم بها بعد عقد الاتفاقية. بهدف اشغال الراي العام وتبديد طاقاته فضلا عن اظهار اتباعها في العملية السياسية كمناضلين وطنيين . فالزيباري الذي فاق نوري السعيد في اندفاعه في الترويج للاتفاقية لا يمل من تكرار ان الاتفاقية تعقد بين طرفين سياديين وليس بين طرف قوي وطرف ظعيف!! متوهما بان الارصدة المتصاعدة التي راكمها تمده وامثاله بالقوة وتحميه من حكم الشعب.
فشعبنا اليوم، الذي حمله الاحتلال وادواته من اقطاب العملية السياسية والمنظمات الارهابية والمليشيات الطائفية من الكوارث والمآسي ما يهد الجبال يمر باخطر مرحلة في حياته تقرر مصيره لاعوام قادمة. فاما الى عراق حر ديموقراطي واما الى مزيد من الكوارث والالام .
فلا، والف لا لاتفاقية الذل والاستعباد . ولا، والف لا لتبديد الطاقات في مناقشة بنودها . والى نضالات جماهيرية واسعة تربط بين النضال من اجل تحرره من كل ما يعانيه بالنضال ضد الاتفاقية. فلا امن ولا ديموقراطية ولا تحرر من الفقر ولا مجالات للعمل ولا حماية للطفولة ولا حقوق للمرأة ولا نفط ولا كهرباء مع استمرار الاحتلال الذي تضمنه الاتفاقية بكل صيغها وبنودها. وكما اسهمت مقاومة شعبنا للاحتلال الامريكي خلال خمس سنوات، في تعزيز ثقة الشعوب بقدرتها على تحدي جبروت الامبريالية الامريكية، فان رفض الاتفاقية يدعم التحدي التاريخي الاول لجبروت وهيبة الامبريالية الامريكية من قبل شعبي فنزويلا وبوليفيا بطرد سفيريها مجللين بعار الجرائم التي اقترفوها بحق الشعبين.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش يمضي في ابادة الشعب العراقي ويراهن على دعم احزاب سياسية ...
- الخطوة الاولى لانقاذ شعبنا: استعادة الهوية الطبقية للحزب الش ...
- تصاعد مهمة ادوات الاحتلال في خلق مختلف المشاكل لاشغال الشعب ...
- قتل قوات الاحتلال للرفيق كامل شياع تحذير لقيادة الحزب الشيوع ...
- لتنهض الطبقة العاملة العراقية بدورها الطليعي في النضال ضد ال ...
- التوقيع على الاتفاقية الامنية مع المحتلين مساهمة بما اقترفوه ...
- الاتفاق بين المالكي وبوش على ادامة الاحتلال بربط الانسحاب بم ...
- ليس دفاعا عن البشير وامثاله وانما المطالبةاولا بمحاكمة اعتى ...
- لنحفل بذكرى ثورة14/تموز بتصعيد جميع اشكال مقاومة الاحتلال وا ...
- نصف قرن وثورة 14/تموز تستنزف طاقات الامبريالية الامريكية دون ...
- استحضار ملاحم شعبنا المحتدمة هذه الايام يؤجج طاقات شعبنا لاج ...
- ابهج ايام حياتي يوم 14/تموز/1958
- الشعب الكردي اقوى واشجع من ان يحتمي بالاحتلال الامريكي واتفا ...
- انتفاضة الشعب المغربي تسجل نقلة نوعية في قدرة الجماهير على ت ...
- النضال الجماهيري السبيل الوحيد لقبر اتفاقية الذل والاستعباد ...
- مؤدلجو الاحتلال واتفاقية تشريعه
- المالكي بين ولائين يحمل الشعب العراقي اتفاقيتي استعباد دفاعي ...
- نحو حملة وطنية شاملة تحت شعار-لا لعقد اية اتفاقية مع الولايا ...
- الانتفاضة الطلابية في المغرب والعمالية في مصر نقلة نوعية للع ...
- مؤتمر العهد الدولي لاعادة اعمار العراق نموذج لفشل قطب العولم ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد خيري - رفض الاتفاقية الاستعبادية دعم للتحدي العالمي للهيمنة الامريكية-لا لتبديد الطاقات في مناقشة بنودها