أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم اسماعيل - سنوات النار... شهادة حية على زمن الخوف وأبادة شعب!















المزيد.....

سنوات النار... شهادة حية على زمن الخوف وأبادة شعب!


جواد كاظم اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2422 - 2008 / 10 / 2 - 04:51
المحور: الادب والفن
    


الجرائم التي أرتكبها النظام البعثي المباد بحق سكان الأهوار في جنوب العراق هي جرائم أبادة جماعية لاسيما الجريمة الكبرى التي أقدم عليها هذا النظام الدموي الأ وهي جريمة تجفيف الأهوار, ففداحة هذا الجرم بالأضافة للجرائم الأخرى والتي تواصلت وتنوعت طوال عقود من الزمن لايمكن أن نوجزها بأسطر أو بمقال, فهي أكبر حتى من الكلام وأكبر من أن يقال عنها جريمة أو جرائم كون الأفعال الجرمية التي مُورست بحق الهور وبحق ساكنيه تجاوزت كل القوانين السماوية والقوانين الوضعية والأخلاقية, فمنذ عقد الثمانينات الفترة التي نشبت خلالها الحرب العراقية الأيرانية صب النظام المقبور جامَ غضبهُ على الهور وسكانيه مستخدماً أدوات وأساليب مختلفة من العقاب بحق هذا الجزء المهم والحيوي من جغرافية العراق., فقد أجمع كل قوتهُ وقواته في سبيل القضاء على هذه المنطقة وأزالتها من خريطة البلاد , فقد حَولَ جزء منها الى منطقة أعدامات مثل ما حَصَلَ في منطقة( محمد) وهي المنطقة المحصورة بين ناحيتي الفهود والحَمارْ في محافظة ذي قار حيث شهدت هذه المنطقة عمليات واسعة من الأعدامات أشترك فيها حزب البعث المجرم وأجهزة الأمن والجيش أضافة الى مواقع أخرى وزعها على محافظتي البصرة وميسان , وقامَ أيضا بأرسال مجاميع من زمره الى عمق الأهوار لمطاردة الناس المساكين الذين لاناقة لهم ولاجمل في كل عبثياتهِ وأفعالهِ الجنونية وقد أرتكبوا هؤلاء الأوباش أبشع الجرائم بحق الناس العزل من النساء والرجال وأضرام النار في منازل عدد من القرى التي كانت مشيدة على جباشة الهور حتى الحيوانات لم تسلم من فعلهم الأجرامي فقد أبادوا العديد من الجاموس والأبقار بنيران بنادقهم الشيطانية ولم تسلم منطقة من مناطق الهور من تلوث وجودهم ووباء فعلهم ,, فهذا النظام الفاشستي تفنن بأساليب الظلم والأجرام ,, وعلى أمتداد هذه المرحلة حتى منتصف عقد التسعينيات شهدت مناطق ( بصية , العبرات , أل جويبر , ال أسماعيل,, الجزيرة , الصافية, ال عريثم , غضيرفة , أهوار الفهود ,, أهوار الجبايش , نقطة وانة ,, صليل , ال بو عايش , الخاوية ,, الطار,) ومناطق كثيرة أخرى شهدت هذه المناطق معارك طاحنة بين الجيش ومعارضي النظام تارة وبين اجهزة الأمن ومليشيات حزب البعث ومعارضي النظام أيضا تارة أخرى , حيث كان الهور الملاذ الأمن لكل المجاهدين والمعارضين للنظام مما دفع بهذا النظام المسخ أن ينثر السموم في وسط الأهوار والذي راح بسبب ذلك الكثير من الناس الأبرياء ولازالت أثار سمومه فاعلة للأن , لكن هذه الأفعال التي مارسها هذا النظام بحق سكان الأهوار لم تقضِ على الحياة في الهور مما دعى به أن يقدم على أكبر جريمة شهدها التاريخ وهي تجفيف الأهوار وتحويل مناطق الأهوار بالكامل الى صحاري قاحلة ثم قامَ بعدها بتهجير سكان الأهوار بعد أن قام بتصفية جزء كبير منهم بواسطة الأعدامات الجماعية ودفنهم بالشفلات ولازالت اثار هذا الفعل مائلة الى الأن... هذه الأفعال الأجرامية التي سقتها في سطور مقالي هذا كان العالم كله غافل عنها ولم يتحرك أزاء أي جريمة منها ولم نسمع ولم نشاهد منظمة دولية تعنى بحقوق الأنسان أو بجرائم الأبادة قد حركت ساكن تجاه ما يحصل حيث كان النظام يمارس أفعاله بكل حرية ولا من رادع يردعه وبقت هذه الجرائم الى اليوم يُعَتًم ْ عليها رغم أن النظام قد زال وزال حكمه الى الأبد... وبقوا سكان الأهوار ضحايا كل العهود وكل العصور فهؤلاء البسطاء الذين عشقوا الوطن بفطرتهم وأعطوه كل شيء فأنهم لم يحصلوا من هذا الوطن على أي شيء,, لقد كنا نتأمل من الحكومة الحالية أن تفكر جديا بمأساة الأهوار وتنظم مؤتمرات محلية ودولية للتعريف بجسامة الجرم مثلما فعلوا الأخوة الكورد مع جرائمهم التي عقدوا الكثير من المؤتمرات لأجلها حتى أنهم تمكنوا من تعريف العالم بمظلوميتهم التي وقعت عليهم أبان حكم بن العوجة وحصلوا بعدها على مصادقة مجلس الرئاسة على أن الجرائم التي أرتكبت بحق الكورد تعتبر جرائم أبادة جماعية,,, فمن ياترى يعتبر الجرائم التي أرتكبت بحق الأهوار جرائم أبادة جماعية...؟؟ أم أن أهل الهور ليسوا بعراقيين أو من البشر أو كما يسميهم البعض ب( المعدان ) والمشكلة الكبرى حتى الأعلام الحكومي تجاهل هذه الجرائم وأقصد بالأعلام الحكومي هو ماتمثله شبكة الأعلام العراقية هذه الشبكة التي أثبتت ضعفها وفشلها في التعامل مع كل القضايا التي تخص الشعب العراقي في حين بادرت مؤسسات أعلامية مستقلة أخرى في تسليط الضوء على بعض من أيام زمن الخوف مثلما فعلت قناة البغدادية ذلك وخلال عامين فقط ففي رمضان الماضي عرضت مسلسل ( أمطار النار) وهو مسلسل يتحدث عن مرحلة مهمة من تاريخ العراق وهي مرحلة الحرب العراقية الأيرانية . كما أنها في رمضان هذا العام عرضت مسلسل( سنوات النار) وهذا المسلسل يتحدث عن حقبة زمنية مريرة من تاريخ العراق الحديث وهي مرحلة غزوا العراق للكويت وما أعقبها من أحداث خطيرة على كل المستويات

ففي سنوات النار التي احرقت الأخضر واليابس وفتكت بالكثير من أبناء الجنوب بشكل عام وأبناء الأهوار بشكل خاص لاسيما خلال الانتفاضة الشعبانية ففي هذا المسلسل قد برع بشكل واعي وبنجاح الكاتب المبدع” صباح عطوان” حيث تقمص و تلمس ذلك الاحتراق من أجل الوطن عبر حوار يلتزم جانب الحقيقة ويعيد الى الأذهان سمات ملحمة الخلود التي عبرت عن رفض العراقيين الشرفاء لنظام دموي فاشستي .
المسلسل أجتهدت وتميزت به قناة البغدادية حيث قدمت لنا نماذج من فنانينا المبدعين الذين استطاعوا ان يثبتوا قدراتهم الادائية لنجد المرأة الجنوبية التي صورت حالة البطولة والصمود الأسطوري وقد جسدت بدورها المتميز واقع قريب لازالت مرارته على اللهاة ...هذه الشخصية التي تؤديها باتقان رائع هي فنانتنا المبدعة عواطف السلمان حيث أجادت بشكل نادر اللهجة الأهوارية حتى كانت الأقرب الى النفس ونحن نشاهد أحداث هذا المسلسل الذي لازال يعرض لحد الان
المخرج / عزام صالح/ حاول أن يعطي لحركة الوجوه وملامحها مايعمق عند المشاهد شخصيات المسلسل...كمالم يكتف بوضع كل فنان ضمن الشخصية المختارة فهو حاول ان يمزج مابين روح المواطن والارض عندما ادار كاميراته باتجاه زوايا هذا المزج الخلاق...
واذ أردنا المرور بكل الأسماء التي أشتركت بهذا المسلسل ( سنوات النار) فلابد أن نهتف لأداء الفنان الكبير( د.ميمون الخالدي )..والفنانة سوسن شكري والفنانة هند طالب....والفنان الرائع/ عدنان الحداد/



وقبل أن أن نسدل الستار على مرورنا هذا لابد من وقفة مع مخرجي هذا المسلسل حيث ساهم كل من المخرج عزام صالح الذي أختلف مع منتج المسلسل وترك العمل بعد أن أنجزء جزء كبير منه فجاء بعده زميله المخرج الرائع هاشم ابو عراق ليكمل حلاقات ما تبقي من المسلسل فعند هذا التبادل حصل مزج بين خبرتين وبين رؤيتين اخراجيتين أعتقد ساهمت أيجابا في نجاح المسلسل والعمل ككل... فألف تحية لهما من كل أبناء الأهوار على هذا الجهد الوطني الجاد.....

وخلاصة القول أن أحداث هذا المسلسل (سنوات النار) هي نقل واقعي للصور المفجعة والكارثية التي لحقت بأهلنا في مناطق أهوار الجنوب .......


أنني هنا وأذا أقبل يد الكاتب وأعانق المخرجين أدعو شبكة الأعلام العراقي أن تتبنى مثل هكذا مشاريع فنية مهمة طالما أنها مدعومة دعم كبير من ميزانية الدولة كما أدعو قناة البغدادية السباقة أن تطرح مشروع مسابقة لكل كتاب القصة والرواية وكتاب السيناريو لغرض توثيق أهم الأحداث التي مرت بالعراق خلال العقود الثلاث التي أنصرمت من عمر العراق وتخصص جوائز تشجيعية للأ عمال الثلاث الفائزة ويجرى للفائزين أحتفاء خاص تخصص له القناة برنامج خاص يساهم فيه كل المهتمين بالشأن الثقافي العراقي لغرض أثراء المكتبة الفنية والثقافية العراقية وتكون خطوة مشجعة للأخرين حتى نكون بهذا أنجزنا ما علينا من رسالة أعلامية شريفة بحق وطننا العزيز العراق الجريح ...!



#جواد_كاظم_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصيحة..........
- ,,,سوادين ,,,
- كانت عايزة ألتمت ..!!
- تراتيل في محراب الكهرباء...
- أماني خضراء من أصدقاء الشجرة على باب البرلمان العراقي....... ...
- أزمة خانقين ولعبة جر الحبل....!!!
- سؤال بريء جدا من سرق منا الكهرباء ؟؟؟
- أيها الشعب تظاهروا ضد الكهرباء....؟؟
- كهرباء يامحسنين.....!!!
- حوار صريح جدا مع الأمين العام لحزب الأمة العراقية......!!
- طوفان......!!
- أحبكِ موتاً....!!
- ترانيم أستوائية.....!!
- الى أمرأة...!!
- متى نتخلص من ثقافة التقارير....؟؟
- الرحلة الأخيرة...!!
- بطاقات ملونة من مهرجان المربد الخامس....!!
- قصص قصيرة جدا: لوحة
- أما أن لهذا العراق أن يستريح...!!؟؟
- أنا العراق حين يموت....!!!


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم اسماعيل - سنوات النار... شهادة حية على زمن الخوف وأبادة شعب!