أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - -إنانا في دمشق- لوحة تصور امتهان عراقيات للدعارة بدمشق















المزيد.....

-إنانا في دمشق- لوحة تصور امتهان عراقيات للدعارة بدمشق


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2424 - 2008 / 10 / 4 - 07:55
المحور: الادب والفن
    


قيل يوماً "ولأنه حدث أن دخلنا إلى الغرب عن طريق الشرق ، فإذا قدر لنا أن نخرج فليس ثمة إلا المخرج ذاتهُ "...هاهي إذن ، مظاهر أخرى من تناقضاتنا المؤلمة قد امتدت إلى أسمى مفاهيمنا ، والآن لم أستطع أبداً ترويض نفسي دون الكتابة عن تلك اللوحة التي شاهدتها يوم الأربعاء 24 رمضان 1429هـ - 24 سبتمبر 2008م ، من على أحدى المواقع المعروفة ، اللوحة لمنظر يلوح بفكرة غريبة ، كأنهُ يصف لنا طقوس كريهة ، تبعث لنا بألوان جديدة وفكرة وأسم جديد ، ولكي أستطيع تسليط الضوء عليها ، أود بعرض محتوى موضوع اللوحة كما نشر ، حيث بدأ الموضوع بهذه السطور " حظيت لوحة فنية ، تحمل اسم "إنانا في دمشق" ورسمتها فنانة كندية من أصل عراقي، باهتمام المراقبين في كندا والولايات المتحدة ، وتظهر فيها امرأة عراقية عارية في دمشق في دلالة على النساء العراقيات اللواتي أجبرتهن ظروف بلادهم الصعبة من حرب واحتلال على امتهان الدعارة ، ورسمت لوحة "إنانا في دمشق" الفنانة سندس عبد الهادي المقيمة في كندا منذ 15 عاما مهاجرة من الإمارات، وهناك درست تاريخ الفن والفنون الجميلة وأقامت عددا من المعارض. وإنانا هي آلهة الحب والجنس والخصب عند السومريين ..كما وأوضحت سندس عبد الهادي سبب تسمية لوحتها بهذا الاسم قائلة "كثير من النساء العراقيات أصبحن لاجئات في دول مجاورة وبشكل خاص سوريا، وتذهب المرأة بدون أب أو رجل ويكونا قد قتلا، وتجبرهن الظروف على الدفاع عن أنفسهن ودعم عائلاتهن، كما يُجبرن على ممارسة الدعارة". وتضيف "إنانا ترمز للعراق.. ومشكلة كبيرة تواجه المرأة العراقية وأنا كنت في سوريا وسمعت الناس يقولون إن الكثير من العراقيات يعملن بالدعارة". وقالت "لم أرسمها لأصدم الناس، وإنما لأعلمهم بماذا يجري، وأن الفتاة العراقية أجبرت على الدعارة، خاصة الفتاة دون 15 عاما".وتحكي سندس عبد الهادي تفاصيل اللوحة قائلة:" في ( ملهى الحرمان) .. امرأة عارية بين رجلين .. وقربهما جندي أمريكي، ويعبر عن الاحتلال الذي تسبب أصلا بهجرة النساء من العراق ونظرته الدونية للمرأة العراقية والعربية منذ قديم الزمان. وعلى يمين المرأة رجل غير معروف القومية والهوية وهو يدخن ويرمز للدول العربية الأخرى التي لا تدافع عن العراق وتستفيد ماليا من أزمته، وشخص وقف أمام المرأة يرتدي زيا خليجيا ويده على فمها، وتؤكد الفنانة العراقية أنها لا تسعى لبيع لوحاتها، ولكنها تعرضها في كندا لتطلع الناس عليها، مشيرة إلى أنها عرضتها على بعض الناس في العالم العربي ، وأنها عندما رسمتها لم تفكر بالعواقب وإنما قررت أن الموضوع مهم ويجب أن تعبر عنه ، وأشارت سندس عبد الهادي إلى أن البعض في العراق والعالم العربي اعتبر لوحتها تسيء لشرف العراقيات ، مضيفة "لكن أنا أرى أن الدعارة ليست سرا والعراقيات لسن الوحيدات في العالم، و هناك حالة حرب في العراق تسببت في جعل العراقيات في هذا الوضع. يشار إلى لوحة "إنانا في دمشق" حظيت باهتمام الأعلام الأمريكي مثل صحيفة "" أمريكان كروني كل"، كما نالت اهتمام الجمعيات والمؤسسات الفنية في كندا والولايات المتحدة.
حقيقة ، لا أدري لماذا تهتز المرئيات أمامي وتتبدل الصور ، ولا يبقى إلا سرب من نساء العراق يدور ويتهادى بانكسار في سوق الجواري والناس حولهُ بين مزايد وبائع ! لا شيء سوى طعن آخر لجسد الوطن ، يخنقني الأسى ، لهذا التصفيق والتهليل ؟ وتلطمني الجروح لأجرجر جسدي من تحت كومة رمل سئمت دفنه في طياتها ، لأحدق وأتألم ، لأقول ببساطة ابتسامة معجونة بدموع الوجع متسائلة : ما معنى أن ترسم فنانة عراقية لوحة تصف فيها حال المرأة العراقية بأنها تمتهن الدعارة ؟ هل يزيد ذلك في جمال لوحتها ؟ أم أنها ستحصل على جائزة نوبل ؟!! وماذا يعني أن لا تحصل على تلك الجائزة ؟؟ سألت نفسي ، ولماذا اختارت العراقية بالذات ؟؟ ربما لأن العراقية أقل وقاحة من نساء العالم !! ثرتُ بغضب على تلك الفنانة التي رسمت اللوحة ، والتي فسحت المجال للسخرية وهي تتهافت على طعن العراقية ..
أعلمي ، أنها أسطوانة تقليدية ، تصرفكِ هذا يدل على أنكِ كاذبة ، كل ما في اللوحة يصرخ أنكِ كاذبة ، اللوحة التي استخدمت ليست عراقية والريشة والألوان والأصابع ، أيضا ، كلها من أصل كندي ، وذلك الوشاح الذي رُسم لتغطية جسد العراقية في اللوحة ، ما هو إلا وشاح مهرج اختير من قبلكِ لإبراز موهبتكِ كبقرة حلوب ، الجميع يعرف أنها تكذب ، وأنها جاءت بهذه اللوحة ، كي تستجدي لقباً أي لقب ..
أنا برأيي إنسانية المرأة ترفض أن تكون موضع تقييم تجاري ، والانتماء للوطن عالم ضبابي الحدود ، لا يخضع لمقاييس النظرات المتطفلة على جسد ابنة الوطن والتي تبحث عن ألهيه ، ولا تكفي أضواء كندا للكشف عنها ..
ومؤكداً أن كل من يرى اللوحة ينفعل ، وطبعا ، هذا حسب شخصيتهُ وحساسيتهُ وطاقة انتماءه للوطن .. من المعقول أن تنتقى هذه اللوحة أجمل لوحة وتحصل على أعلى جائزة ، لكن جمالها لا يتجاوز ذلك السطح الناعم الملون ، ونحن عندما نطبق هذا الأسلوب نفسهُ على المرآة ، نكون قد افترضنا (ضمناً) إنها مجرد ضحكة لتكوني أنتِ أمرآة راضية بهذا ألإذلال الضمني ، الفنانة العراقية التي ترضى أن ترسم ضمن لوحاتها ما يسيء إلى أخواتها العراقيات ، تثير نفوري وألمي .. لأن العراقية أصبر إنسانة على وجه الأرض ، وأفضل من أن تحملين بسببها لقباً وجائزة ، وأنبل من أن تصفي نساء العراق بهذا الوضع المهين الذي يجعل تفكير كل من يرى هذه اللوحة ، على أن نساء العراق تباع في سوق الدعارة ، لأن كبرياء العراقية ، يرفض الرخص ، أن مداواة الدمامل المتقيحة لا يكون عن طريق دهنها ومعالجتها سطحياً ، ولكن عن طريق معرفة أسبابها الداخلية ثم مداواة تلك الأسباب .. وهكذا تزول هذه الدمامل ، التي لم تكن سوى نتائج مرئية للداء الخفي ..
أنها ليست دعوة لهدم الفن ، ولكنها دعوة لدعم الفن ، ببناءة على أسس حقيقية بعد كشف القناع عن حقيقة بشاعتها ، أن هناك أشياء رائعة للفن دون أن يكون لها علاقة بنهش جسد العراقية ، لكن ماذا أقول لفنانة تعيش في مجتمع غربي لا يقدم فيه للرجل سوى المرآة على جسد عاري ، لا يمكن أن نلومكِ ، أن ظننتِ أن المرأة ليست ألا جسداً ، لكننا نلومكِ أذا لم تسمحي لها بأن تكون ألا كذلك ..
هذا جزء من الذي أردتُ أن أقولهُ للتي سطحت المشكلة إلى حد جعلت المرأة العراقية الصابرة محط سخرية واستقباح من العالم ، إلى حد جعلت المرأة العراقية تُفٌرق عن نساء العالم ، ودليلاً يدعم الأخطاء الفادحة بحق العراق والعراقيين ، وبعد ، فلنصل من أجل إنسانيتنا الضائعة بين تميع تفكير البعض وتحجر تفكير البعض الأخر ، ولنطالب بإسقاط الجنسية العراقية لكل من ينهش في جسد أرض الوطن ...



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عطش الروح
- من اجل أن لا يبتلع الحوت القمر
- اجسادنا غادرتها ارواحنا
- المتنزهات العامة والعشاق
- ازمة سكن حادة
- هل شوه الاعلاميون اللغة العربية؟
- اعترافات عاطل بدون عمل
- الهجومية والشراسة
- من أنتِ .... احتمال يكون القصد بها ( أنا )
- جهاز كشف الكذب
- الدهر
- شهادات للبيع
- منظمات أمريكية تُجنِّد الشباب المصري للعمل بالعراق
- من انتِ ؟؟ من تكونِ ِ ؟؟
- خلف الذاكرة
- (أبو حقي ) يمس كرامتنا ويسقط الزمن منا
- ( 2) ثقافة العنف وجذوره / الدين لا يشجع على العنف وسفك الدما ...
- الحب وسيلة البقاء والخلود
- ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الأول )
- شبكة الإنفاق تهدد المسجد الأقصى


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - -إنانا في دمشق- لوحة تصور امتهان عراقيات للدعارة بدمشق