أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - عن التحدي والاصرار الفلسطيني - لا عاش الجبان














المزيد.....

عن التحدي والاصرار الفلسطيني - لا عاش الجبان


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2420 - 2008 / 9 / 30 - 09:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


شحادة الزلموط فلاح فلسطيني من بلدة بيت فوريك الواقعة شرقي مدينة نابلس تجاوز المائة من عمره وما يزال في قمة نشاطه وعطائه، يحب الأرض أكثر من أبنائه، ويحرص على خدمتها ويهتم بشئونها أكثر من اهتمامه بأي شيء آخر، راح أخاه محمد ضحية جريمة قتل شنيعة ارتكبها مستوطنو ايتمار قبل عدة سنوات-- حينما حطموا جمجمته بالحجارة أثناء عمله في أرضه المجاورة للمستوطنة-- وشحادة الزلموط مثل أخاه الشهيد محمد واصل تحدي الرعب والخوف وإرهاب المستوطنين، وواظب بثبات على التوجه يوميا إلى نفس الأرض التي قتل فيها أخاه، ليحرثها ويقلم أشجارها ويرعاها ويحنو عليها وكأنه عاشق والأرض معشوقته، وفي موسم القطاف يشد الرحال إليها مبكرا ليقوم بجني ما يستطيع من ثمارها..
في يوم خريفي وصل شحادة الزلموط إلى أرضه مبكرا راكبا حماره، وبدا عمله بحرث الأرض مستخدما الحمار، وفجأة وأثناء انشغاله بالحراثة وصل إلى المكان واحدا من غلاة المستوطنين ووقف قبالته بغرور واستعلاء وسأله بلغة عربية ركيكة: ما الذي تفعله هنا بجانب المستوطنة..؟؟ فأجاب الزلموط وهو يواصل الحرث: أنا في ارضي وأقوم بخدمتها، فقال المستوطن باستهزاء أنت رجل على حافة قبرك وتأتي لتحرث ارض لن تنجح أبدا في جني ثمارها، فلماذا تأتي وتعرض حياتك للخطر..؟؟ فأوقف الزلموط حماره وأجاب بلغة واثقة سأظل آتي إلى هنا ولن أتوقف عن خدمة ارضي حتى أموت.. فعاود المستوطن الاستهزاء قائلا: انك تضيع وقتك يا عجوز ولن نسمح لك بقطف حبة زيتون.. عندها قال الزلموط بهدوء: أنا اعرف أنكم ستمنعوني من قطف الزيتون، ولكن هذا لا يجعلني أتوقف عن حراثة الأرض وخدمة أشجاري، لأني إذا توقفت عن خدمة الكرم وأهملت بعملي ستنمو الأعشاب البرية وتكبر، وسيكون من السهل عليكم التسبب بحرق الكرم كله كما اعتدتم أن تفعلوا، ثم إنني أحاول إبقاء أشجاري حية حتى يأتي يوم وتنقلعون فيه-- ليس من ارضي فقط بل ومن كل ارض فلسطين.. وأضاف الزلموط لن أخاف منكم ولن ارضخ لتهديداتكم ولا عاش الجبان.
************************************
خرجت يوما بجولة على احد مشاريع الإغاثة الزراعية في بلدة كفر اللبد في محافظة طولكرم وكان المشروع عبارة عن حفر آبار لجمع مياه الأمطار لأغراض الزراعة، بالإضافة إلى بناء جدران استنادية وعمل شبكة مياه جماعية لري الأراضي وتنشيط الزراعة.. كانت المنطقة جميلة جدا، سرت مشيا على الأقدام اسأل عن مواقع الآبار، فإذا بعدد منها إلى جانب الأسلاك المحيطة بمستعمرة ( افني حيفتس )، سالت مهندسي الإغاثة الزراعية من الذي اختار مواقع الآبار فقالوا إنها خيارات المزارعين وان سياسة الإغاثة الزراعية تشجيع مثل هكذا خيارات .. بحثت عن مالك الأرض التي حفر فيها احد تلك الآبار حتى وجدته، فكان فلاحا تظهر عليه علامات الجدية والصلابة أيديه خشنة متشققة ووجهه قد لوحته الشمس،؟ فقلت له لماذا اخترت أن تحفر البئر بجانب سلك المستوطنة..؟؟ فقال لي: لأنني أريد أن اعمر تلك الأرض وأحييها، خوفا من توسع المستوطنة ونهبها المزيد من ارضي.. سألته: الم تكن خائفا من قدوم المستوطنين أثناء عملك وقيامهم بالاعتداء عليك وعلى العمال..؟؟ فقال لي نعم كنت خائف، ولكن ليس إلى حد الجبن والرعب-- فلا عاش الجبان-- ولكنني أيضا كنت مصمم على تنفيذ ما خططت له وبدعم الإغاثة وأهل بلدي واصلت العمل حتى أنجزت حفر البئر وقمت بزراعة عشرات أشجار الزيتون واللوزيات واحلم باليوم الذي تتحول هذه الأرض الوعرة إلى كرم يشكل سد في وجه توسع المستعمرة كما أنني اعتقد أن قيامي بهذا التحدي سيشجع آخرين من أهل بلدي إلى فلاحة أرضهم حتى آخر شبر بالقرب من المستوطنة.



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع تأجيل قضية اللاجئين
- الصحة مش بخير يا دولة الرئيس
- مجانية التدريس يا دولة الرئيس
- لو كان الفقر رجلا لقتلته
- عيش يا قديش
- أي ثقافة يا لميس..؟؟
- فرح الابناء ووجع الاباء
- لم نفقد الحب بعد
- انت المسك يا نعلين
- دور المؤسسات في زمن الانقسامات
- صرخة عجوز فلسطينية
- صوت العقل يقول لا بديل للحوار
- مسكينة يا هالقضية
- لا للاعتقال السياسي .. لا للتجريم السياسي
- نحو الهاوية نسير
- كلمات تعزية ورثاء الى روح الفقيد الراحل فايق وراد
- ما الذي تريده نابلس ..؟؟
- وللجرافة وظيفة أخرى
- اعتداء عنصري - مستوطنة تهشم ركبة مواطنة فلسطينية
- قصة صمود فلسطينية - ام عمّار الجيّوسيّة


المزيد.....




- مشاهد تخطف الأنظار لأشجار معمرة على قمة جبلية في سلطنة عُمان ...
- هل وافقت إيران على إنهاء الحرب مع إسرائيل؟
- -بعدما وبخها-.. ترامب: إسرائيل لن تهاجم إيران وطياروها سيلقو ...
- هكذا فاجأ ترامب كبار مسؤوليه بإعلان وقف إطلاق النار بين إيرا ...
- قمة لحلف الناتو لرص صفوف الحلف واسترضاء ترامب
- ترامب -يفجّر مفاجأة- بوقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.. ...
- أكثر فعالية وأقل كُلفة من القُبة الحديدية: ما هي منظومة الشّ ...
- إيران: تزايد القمع خلال الحرب تحت غطاء -مطاردة الجواسيس-
- بلدة قصرنبا اللبنانية.. موطن الورد ومائه
- التحول العظيم في العالم ونظرية النهايات


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - عن التحدي والاصرار الفلسطيني - لا عاش الجبان