أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالد منصور - لم نفقد الحب بعد














المزيد.....

لم نفقد الحب بعد


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2379 - 2008 / 8 / 20 - 10:49
المحور: حقوق الانسان
    


ما أن وصل نبا اعتقال ولدي البكر ساري من على حاجز زعترة الاحتلالي، إلا وعشرات الاتصالات الهاتفية تنهمر على منزلي للسؤال والاستفسار عن الأمر.. وعلى الفور تحول منزلي إلى مزار للأهل والأصدقاء للتعاطف والتضامن معنا، حيث حاول الجميع تبديد قلقنا والتخفيف من وقع الحدث علينا، من خلال سرد عشرات القصص عن حالات مشابهة تعرض فيها الشبان للاعتقال من بيوتهم ومن أماكن عملهم ومن على الحواجز.. وكان كل المتحدثين يحاولون إسقاط ما يتمنون علينا بالقول لنا انه ربما يتم إطلاق سراح ساري بعد يوم أو يومين على ابعد حد.
صدق المشاعر كان جليا.. وبوضوح تام كان التعاطف الحقيقي يظهر على وجوه وتصرفات كل من هاتفنا أو زارنا ببيتنا أو قابلنا في طرق وأزقة المخيم، ولم يشذ عن ذلك احد من السكان من كل العائلات ومن كل الاتجاهات السياسية والفئات العمرية.
توقفت طويلا أمام هذا السيل المتدفق من التعاطف، الذي أبداه أهل مخيمي تجاه قضية اعتقال ولدي، وحاولت أن أفسر التناقض الكبير بين مشاعر المودة والتالف والتعاضد التي أبداها الناس، وما بين أجواء الصراع والتناحر والتنافر التي رسختها حالة الانقسام السياسي في بلادنا-- والتي وللأسف الشديد تعمل بقوة على تعزيز عملية استبدال التلاحم الشعبي والوحدة الشعبية والتضامن الاجتماعي بالحقد والكراهية والبغضاء.. وعندها أدركت جيدا أن الجوهر الطيب والمعدن الأصيل للجماهير مازالا موجودان، وان الناس في مخيمنا-- كما هم في عموم قرانا وفي أحياء مدننا-- يعتبرون أنفسهم أسرة واحدة متماسكة، يتألمون لآلام بعضهم، ويتسابقون لنجدة ضعيفهم والوقوف إلى جانبه إذا ما وقع بمصيبة أو تعرض لازمة..
لم تتزعزع ثقتي بشعبي في أي يوم من الأيام، ولكن هذه الثقة تعززت اليوم أكثر فأكثر وتعمقت لدي القناعة بأننا لم نفقد الحب في داخلنا كفلسطينيين تجاه بعضنا البعض رغم كل ما حصل وما تقطع من خيوط كانت توصلنا، وان قلوبنا مهما قست وتحجرت سرعان ما ستعود الى طبيعتها والى ما فطرت عليه، فالحزن دوما كان يوحدنا، والخطر كان يقربنا، بينما عملت السياسة على تفريقنا وتقسيمنا إلى معسكرات متناحرة..
اسأل نفسي باستمرار-- هل البسطاء من أهل بلدي مختلفون حقا..؟؟ وإذا كانوا مختلفين فعلى ماذا يختلفون..؟؟ لكنني وأمام كل الشواهد التي المسها واراها من خلال تعايشي مع الناس في الأحياء الشعبية أجد نفسي مقتنعا جدا بان لا خلاف حقيقي بين الطبقات الدنيا من الناس.. ودليل ذلك وقوف هؤلاء إلى جانب بعضهم البعض وقت الشدائد وتراحمهم وتكافلهم حين وقوع المصائب، وتؤكد تصرفاتهم تجاه بعضهم أن لا خلافات عميقة بينهم-- لا في المصالح الوطنية ولا في القضايا المعيشية-- فهم جميعا يئنون تحت وطأة الاحتلال وممارساته، ويتعرضون يوميا لجرائمه، إضافة إلى أنهم غارقون في أزمات البطالة والفقر والغلاء، والاهم من ذلك كله تنامي شعورهم بأنهم مهملين مهمشين من قبل ساستهم وطبقة المسئولين في بلادهم.. الذين يختلفون فيما بينهم على مصالح ليست أكثر من مصالح أنانية ذاتية يقومون بإلباسها عباءات الوطنية والفصائلية وينزلون بها إلى الجماهير ليخلقوا اصطفافات تخدمهم في معاركهم.



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انت المسك يا نعلين
- دور المؤسسات في زمن الانقسامات
- صرخة عجوز فلسطينية
- صوت العقل يقول لا بديل للحوار
- مسكينة يا هالقضية
- لا للاعتقال السياسي .. لا للتجريم السياسي
- نحو الهاوية نسير
- كلمات تعزية ورثاء الى روح الفقيد الراحل فايق وراد
- ما الذي تريده نابلس ..؟؟
- وللجرافة وظيفة أخرى
- اعتداء عنصري - مستوطنة تهشم ركبة مواطنة فلسطينية
- قصة صمود فلسطينية - ام عمّار الجيّوسيّة
- رجل ولا كل الرجال
- يوم في المقاومة الشعبية على حاجز حوارة
- كل الجهود لحماية شعبنا من الارتفاع الجنوني للأسعار من اجل ال ...
- حزيران عدوان لم ينتهي بعد
- المقاومة الشعبية نهج الخلاص من الاحتلال
- حكاية لاجئ - اقتلعوه من ارضه فاسكنها في قلبه -
- قصة صحفية بمناسبة الذكرى الستين للنكبة - ليعد كل منا إلى ديا ...
- محتال.. والضحايا ذوو الأسرى


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالد منصور - لم نفقد الحب بعد