أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - انت المسك يا نعلين














المزيد.....

انت المسك يا نعلين


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2376 - 2008 / 8 / 17 - 06:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


نعلين بلدة فلسطينية جذورها كنعانية.. تاريخها يروي انها على الغزاة ظلت عصية.. لم تلن لساكنيها قناة.. وفي وجه الطغاة ظلوا اباة.. لم يفرطوا بشبر واحد من ارضهم.. لفظوا السماسرة وقاوموا التطبيع وشقوا للمجد طريقهم.. بلدة فلسطينية لم تنتظر المدد لياتيها من بعيد.. جندت كل طاقاتها ووحدت كل اطيافها.. لتدافع عن وجودها.. ولترسم لاجيالها مستقبلا آمنا سعيد.. بلعين بلدة ابية رفضت الخنوع والاستسلام.. قررت التحدي والسير في طريق الكفاح.. نعلين كانت تدرك مسبقا انها ستثخن بالجراح.. وكانت تعرف ان دربها شاق مخضب بالدماء.. وبالرغم من كل ذلك اصرت على حمل اللواء.. وسارت بشمم وشموخ حاملة شعلة الامل.. لترسخ نهجا في المقاومة والصمود.. نهجا يقوم على اشراك الجماهير.. ويسير ويتطور بارادة الجماهير.. نعلين قالت اليوم لا للجدار.. كما قالت منذ بدء الاحتلال لا للاستيطان.. ادرك اهلها منذ البداية جيدا ان خطر الجدار يتهدد كل وجودهم.. وانه لابد لهم من الشروع في اعمال المقاومة الشعبية ضد ذلك الجدار اللعين.. حتى يعيقوا تنفيذ مخططات المحتلين.. ويفهموهم ان شعبنا لن يركع او يستكين.. لانه حقيقة شعب الجبارين.
نعلين تفجرت في لحظة فلسطينية سوداء.. لحظة انحرفت فيها بوصلة الكثيرين حتى لم يعودوا يميزوا بين الاعداء.. واستنزف الجهد الوطني في غير وجهته واقتتل الاشقاء.. لكن نعلين اصرت على المضي في درب النضال.. ووجهت بوصلتها نحو الاحتلال.. نعلين جندت كل طاقاتها.. نعلين وحدت كل قواها.. نعلين عرفت طريقها واخلصت لقضيتها.. نعلين قبلت الدعم والمساندة.. وفي نفس الوقت اصرت على ان المعركة معركتها.. هي من يقودها وهي من يرسم تكتيكاتها..
سارت نعلين في طريقها شامخة.. واحتلت بقوة قلوب الناس في كل الارض الفلسطينية.. وهذا قبل ان تحتل بجدارة صدارة الاخبار في القنوات الفضائية.. وصار كل فلسطيني يتمنى لو يشارك ولو بيوم واحد في انشطتها الكفاحية.. واصبحت نعلين مع الايام قبلة للمتضامنين الدوليين.. وعنوانا اخر من عناوين الكفاح الفلسطينية.. تقدمت نعلين بسرعة وتصاعدت وتيرة كفاحها وكرست نموذجا اخر في المقاومة الشعبية.. الامر الذي دفع بالمحتلين للارتباك والجنون.. فقد واجهوا في نعلين جماهير لا تكل ولا تتعب.. فالناس هناك يلملموا جراحهم بعد كل معركة.. ويبدءوا فورا بالتخطيط للمعركة القادمة.. لا الهراوات وتكسير العظام والاطراف يرهبهم ولا الاعتقالات تثنيهم عن دربهم.. لا الرصاص الحي والمطاطي ولا قنابل الصوت ولا الغاز السام يوقفهم.. سقط اثنين من الشهداء وجرح العشرات والمئات، لكن المعركة لم تنتهي ولم يتوقف الفلاحون اصحاب الاراضي، ولا اصدقاءهم المتضامنين عن تنظيم الفعاليات..
لكن عبقرية الشر لا تستكين وتنضح دوما من جوفها افكارا واساليب شيطانية.. فقد قرر المحتلون تجريب اساليب جديدة-- اعتقدوا انهم من خلالها قادرون على تفتيت عضد الجماهير بالتصويب على مواضع الكرامة والشهامة والعنفوان الفلسطيني-- فاحضروا من اجل ذلك صهاريج مملوءة بالمياه العادمة الممزوجة بمواد كيماوية ( رائحة الظربان ).. وشرعوا برشها على وجوه واجساد المتظاهرين بواسطة الخراطيم والمضخات.. ملوثين بذلك البشر والشجر والحجر بروائح نتنة مقرفة تتسبب بالتقيؤ والاغماء ويدوم مفعولها لايام طوال..
لقد خطط المحتلون لازالة رائحة المسك عن نعلين.. كي يزيلوا الرائحة المنبعثة من دماء الشهداء الذين سقطوا بدم بارد على ايدي جنودهم.. ويبدوا ان غطرسة القوة مازالت تعميهم عن الادراك بان احتلالهم سائر حتما الى زوال-- مهما طال الزمن او قصر.. وان اهل نعلين كما هو كل شعب فلسطين سيواصلون النضال حتى تحقيق كامل حقوقهم الوطنية المشروعة.



#خالد_منصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المؤسسات في زمن الانقسامات
- صرخة عجوز فلسطينية
- صوت العقل يقول لا بديل للحوار
- مسكينة يا هالقضية
- لا للاعتقال السياسي .. لا للتجريم السياسي
- نحو الهاوية نسير
- كلمات تعزية ورثاء الى روح الفقيد الراحل فايق وراد
- ما الذي تريده نابلس ..؟؟
- وللجرافة وظيفة أخرى
- اعتداء عنصري - مستوطنة تهشم ركبة مواطنة فلسطينية
- قصة صمود فلسطينية - ام عمّار الجيّوسيّة
- رجل ولا كل الرجال
- يوم في المقاومة الشعبية على حاجز حوارة
- كل الجهود لحماية شعبنا من الارتفاع الجنوني للأسعار من اجل ال ...
- حزيران عدوان لم ينتهي بعد
- المقاومة الشعبية نهج الخلاص من الاحتلال
- حكاية لاجئ - اقتلعوه من ارضه فاسكنها في قلبه -
- قصة صحفية بمناسبة الذكرى الستين للنكبة - ليعد كل منا إلى ديا ...
- محتال.. والضحايا ذوو الأسرى
- أم علي تنجو بأعجوبة


المزيد.....




- أفغانستان: حكومة طالبان تكافح الجفاف بانشاء قناة على نهر أمو ...
- إسرائيل - إيران: من الحرب المفتوحة إلى حرب الظل
- طهران تنفي العودة إلى محادثات جديدة مع واشنطن
- بعد ثلاثين عاما من الصراع : اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراط ...
- نجل أحد الرماة السنغاليين يرفع دعوى قضائية ضد فرنسا بتهمة إخ ...
- بزشكيان يدعو لوقف -التساهل- مع إسرائيل
- الاتحاد الأوروبي: عنف المستوطنين بالضفة يجب أن يتوقف فورا
- حماس تطالب بتحقيق دولي في قتل المجوعين بعد تقرير هآرتس
- عاجل | كاتس: وجهت الجيش لإعداد خطة بشأن إيران تضمن الحفاظ عل ...
- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - انت المسك يا نعلين