أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الانباري - تذكير لادباء العراق














المزيد.....

تذكير لادباء العراق


علي الانباري

الحوار المتمدن-العدد: 2416 - 2008 / 9 / 26 - 09:11
المحور: الادب والفن
    


لم اكن اريد ان اكتب في هذا الموضوع احتراما لمشاعر بعض الاصدقاء وحبا في عدم المزايدة على احد
في الولاء للوطن الذي انا متيقن في ان الجميع يحبونه مهما تناءت بهم الديار واشتطت الدروب وتفرقت.
ان الالاف من الادباء والفنانين ومن شتى المشارب والنحل بدأوا من هنا من ارض العراق وانا اتحدى
من ينكر ذلك فاشعراء كانوا ينشرون قصائدهم في الصحف والمجلات العراقية وكانت اكثر مجاميعهم تصدر
عن دار الشؤوون الثقافية التي لم تفرق بين هذا وذاك في النشر والقصاصون حالهم كحال الشعراء ملاوا الصحف
والمجلات بقصصهم ورواياتهم اضافة الى ما تنشره لهم دار الشؤون وفي هذه الاجواء ظهر المطربون والممثلون
والفنانون التشكيليون والموسيقيون وغيرهم من كل الوان الابداع......
ولا احد ينكر ان هناك تسييسا للفن ولا سيما من الثمانينيات وصاعدا ولكن هذا التسييس لم يكن الزاميا والدليل
هو آلاف القصائد والقصص والروايات والاغاني والمسرحيات التي كان مبدعوها احرارا في اختيار الشكل والمضمون
ولا احد ينكر وجود العين الرقابية ولكنها لم تكن تتدخل الا في حالة يعرفها الجميع الا وهي المساس بالنظام بشكل
مباشر وكان اكثر الادباء والفنانين في غنى عن الوقوع في هذا المطب.
ان اعدادا لا باس بها من الادباء والفنانين تركوا العراق لسبب او آخر وهم احرار في ما يفعلون لكنهم ما ان يتركوا البلد
حتى يبداوا بصب حمم النقمة وقطران اللعنات على كل من لم يغادر البلد لسبب او آخر ووصل الاتهام ان البعض طالب
بقتل واعدام كل من كتب في الصحف العراقية في زمن النطام السابق والقوائم موجودة لمن يريد ان يطلع عليها والمضحك
المبكي ان اغلب الخارجين من العراق كانوا يبدعون في طل النطام السابق ولكنهذا حلال لهم حرام على غيرهم.
وكانت اللطمة الكبرى وام الدواهي لاصحاب هذا الاتجاه الرافض ان العهد السعيد الذي كانوا يبشرون به كان لهم بالمرصاد
فقد كم افواههم وحرم عليهم ان يكتبوا ما يريدون او يغنوا او يمثلوا انطلاقا من مبدأ المحرم والخارج عن الاعراف والدين
فما كان لمن بقي من فناني العراق الا ان يهربوا فرارا من الكبت والموت ورغم هذا ما زال بعض الفارين يطبلون ويزمرون
للعهد الجديد متناسين ان هذا العهد لا يعير لهم بالا ولا يهتم بهم ويعدهم من سقط المتاع فدهاقنة العهد الجديد لا يشترون الشعر
والغناء والفن بعقب سيكارة لانهم نفوس ميتة كما يقول المرحوم غوغول.
نحن ايها المحترمون لا نطالبكم بالمكوث حيث الموت والدمار.
بل نخاف عليكم لانكم اصدقاؤنا واحبابنا.
نحن نطالبكم ان تغيروا خطابكم في النظر الى الامور فما كنتم تقولونه قبل عشر سنوات لا يصلح البتة الان.
عليكم ان تنصفونا -نحن المحشورين في جحيم الداخل- ولا تحملونا ما لا طاقة لنا به
فالذي اجبركم على الهروب من قبل هو اخف بكثير مما نعانيه الان ولكن اين المهرب؟ وقدرنا يفرض علينا ان نشرب الكاس
ونصعد الجلجلة لا لكي نكون ابطالا بل لان هول الفاجعة اكبر بكثير مما ترونه انتم من بعد ايها الاحباب.
ان العراق الذي كنتم تعانون الكوابيس في ليله الطويل اصبح الان بقايا عراق وعليكم ان تفهموا هذا وضمائركم تلزمكم الدفاع
عن الحاضر من اجل المستقبل اما الماضي فقد مات وانا اعني ما اقول فكفاكم نبشا لجثته الهامدة والبكاء على اطلاله البائدة
وقولوا لمن كنتم تتوهمون بانهم المخلصون من الظلم والكبت والدكتاتورية .... ان ينظروا بعين الانصاف لكم ويدعوكم الى
رحاب الوطن لكي يكون لكم دور في بناء حتى ولو حصاة صغيرة في ارضه الضاجة بالشكوى والعويل



#علي_الانباري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار للتمدن خير زاد
- خرائب آدم
- رسائل قد لا تصل الى........
- عجيب امر من ساسوا
- البرلمان والكوليرا
- كردستان عذرا!
- الكتابة من خارج الاتون
- رحلة الى كردستان تنتهي بالخذلان
- انا مثلك يا حلاج
- نشيد الماذن
- ارى وطنا تناثر كالمرايا
- وداعا كامل شياع
- ما احوج قلبي لشموسك
- تمخض الجبل فولد خرابا
- رحلة.....
- لم اكن هكذا
- قتل المرأة ........مجازا
- الوجد سر حكايتي
- سبحان من سواك بلبل فتنتي
- هجائيات ابي دلامة


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الانباري - تذكير لادباء العراق