هشام اعبابو
الحوار المتمدن-العدد: 2409 - 2008 / 9 / 19 - 05:54
المحور:
الادب والفن
إنه أحد الأناس الذين كانوا فيما مضى من المعروفين و المشهورين, و الذين انقلب عليهم الزمن بغدره و تجاهله, بعدما كانت الأضواء مسلطة عليهم, فالزمن و علاماته و أثاره معروف بغدره و تقلبه, لكن هذا الغدر يزيد و جرحا و ظلما,عندما نشارك نحن المتتبعون و المتلقون و المحبون السابقون , في نسيان و تناسي من كنا نسفق لهم و تخفق قلوبنا لرؤيتهم و نستمتع بجهدهم و كدهم الفني و الفكري ,منسي هذه المرة ليس سوى الفنان المطرب الكبير أو كما كان يطلق عليه في الستينات و السبعينات و بداية الثمانينات مطرب الشباب إنه المطرب المغربي العربي " الطاهر جيمي", مطرب كان يلهب عشق و حب المغاربة للفن و الأغنية المغربية, مطرب استطاع آنذاك التمركز بين عمالقة الغناء المغربي ليكون بينهم كبلبل مغربي كان له طابعه الخاص به, طابعه الطاهري و الذي كان يميزه عن بقية الأسماء القوية في الأغنية المغربية أمثال عبد الهادي بلخياط و عبد الوهاب الدكالي و المرحوم عندليب المغرب محمد الحياني رحمة الله عليه..
الطاهر جيمي كان له صيت و مكانة داخل و خارج المغرب, حيث كان يتواجد أيضا بالديار المصرية و يمتع بصوته و ألحانه الأشقاء المصريين, مطرب و ملحن عميق الإحساس و التعبير أنيق في مظهره و تعامله, مطرب شباب الأمس مطرب شباب أبائنا السيد الطاهر جيمي إنسان خجول و ذو عزة و كرامة, فرغم انتقادات العديد من زملائه و أصدقائه لوسائل الإعلام المغربية التي تناسته و تناست تواجده على الساحة الفنية الغنائية المغربية في زمن كانت للأغنية المغربية مجدها و عنفوانها و عشاقها..,
فرغم مطالبتهم إياه باستمرارمطالبة و سائل الإعلام بواجباتهم اتجاهه, إلا أنه و بزهده و بعزة نفسه المعهودتين, يرفض ذلك و يجيبهم بابتسامته الخجولة و الأنيقة " أللي نساك انساه ,هذا حال الفنانين فبلادنا.."
أقول لمطرب جيل أبائنا و المنسي من قبل إعلامنا,هذا الإعلام الذي يتخمنا دائما بنفس الوجوه و الأسماء,أقول للسيد الطاهر جيمي, نحن أبناء محبيك و جمهورك نحبك من خلال ما يحكيه آباؤنا عنك و عن فنك و نقول لك حفضك الله من كل تكريم في قنواتنا المغربية فإنهم كلما كرموا أحدهم كرموه أيضا بالمعنى الذي تعني لنا عاميتنا المغربية, فأنت مكرم من لدن من كانوا يحبوك و لازالوا و رغم نسيان أو تناسي الإعلام المغربي لك فنحن و أباؤنا نحبك و لن ننساك ..
#هشام_اعبابو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟