أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - دارا كيلو - الحديقة الناصرية في تاريخ وجغرافيا كردستان















المزيد.....

الحديقة الناصرية في تاريخ وجغرافيا كردستان


دارا كيلو

الحوار المتمدن-العدد: 741 - 2004 / 2 / 11 - 04:24
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الحديقة الناصرية في تاريخ وجغرافيا كردستان .
تأليف: علي أكبر كردستاني
 ترجمة: جان دوست
دار آراس للطباعة والنشر, أربيل. 232 صفحة قطع متوسط. الطبعة الأولى 2002

مصدر جديد في التاريخ الكردي 
في البداية لا بد من التنويه بأن المكتبة الكردية فقيرة بشكل عام , وأي إضافة عليها يشكل مناسبة للاحتفاء, وهذا الفقر ناتج عن التخلف المتعدد الوجوه الذي هو سمة المجتمع الكردي  بشكل عام, وهذا التخلف له جانبه الثقافي الواضح.
  يعيش الكرد في منطقة سمتها العامة هي تخلفها العام وضعف إنجازها الثقافي والفكري, بالإضافة إلى ذلك فإنه في اللحظة التي انطلقت فيها الشعوب المجاورة باتجاه بناء وبلورة شخصيتها القومية ثقافيا وسياسيا, فإن الكرد تعرضوا لأشكال متعددة من الإقصاء والإبادة, مما أثر على مقدرتهم على تحقيق تراكم فكري معرفي يدعم شخصيتهم القومية. لقد حرم الكرد من حقهم في تقرير مصيرهم السياسي, ومع سايكس بيكو أصبحت كردستان ملحقة بأربع دول بعد أن كانت مقسمة بين دولتين. وإذا كان التقسيم الأول لكردستان لم يؤثر كثيرا على شخصيتهم أو تكوينهم القومي المميز, نظرا لأن تلك الدول لم تكن دولا قومية بالمعنى الحديث للكلمة, فإن التقسيم الثاني أخضع كردستان لأربع دول تتطلع إلى بناء الدولة الأمة ذات الخلفية العرقية أو القومية الواحدة أو المتجانسة قوميا, وهذا شكل كارثة على رؤوس الكرد, فالوضع الكردي ليس احتلالا أو استعمارا بالمعنى التقليدي , ولكنه أبشع من ذلك بكثير, فبالإضافة إلى الممارسات الإحتلالية أو الاستعمارية, كنهب الخيرات وتغيير المعالم الثقافية والجغرافية والبشرية, تعرض الكرد إلى ما يمكن تسميته بالإبادة الثقافية, أي المنع الرسمي لممارسة أي نشاط علني بلغتهم- حتى الآن عندما يسأل أحد ما كرديا هل لديكم لغة وكتابة وأدب....قد يتهرب من الإجابة خوفا من العواقب الأمنية- أو ممارسة أي نشاط ثقافي بلغة أخرى يتعلق بكرديتهم .
      هذا بالإضافة إلى التشظي الجغرافي الذي يعاني منه الكرد, والذي يشير إليه المترجم بحق, و ربما عوامل أخرى, يشكل خلفية وسببا للوضعية الحالية للذات الكردية ( التي بعثرتها الجغرافيا ولم يستطع التاريخ لملمتها)ص13(1)  والتي تطرح قضية كانت تشغل ذهن المترجم عندما قام بترجمة الكتاب, والتي يتوسم أن يساهم الكتاب بحلها, وهي:( قضية الانقطاع المعرفي الذي نعانيه عموديا وأفقيا, زمانيا ومكانيا .......ثمة انقطاع بيننا وبين تراثنا, وثمة انقطاع بين الناطقين باللهجات المتعددة )ص6/7(2)   وكذلك فإن ( التراث الكردي .....على الرغم من ضآلة حجمه لم ينشر حتى الآن على نطاق واسع, والمثقف الكردي يجهل تراثه ولا مرجعية ثقافية له, وقلما تجد كاتبا كرديا يستطيع الاستشهاد ببيت من الشعر الكلاسيكي حتى ضمن نطاق لهجته) ص11(3) . 
      ورغم أن الكتاب موسوم بالحديقة الناصرية في تاريخ وجغرافيا كردستان, والناصرية نسبة للشاه ناصر الدين القاجاري, فإنه يبحث بشكل خاص( تاريخ بني أردلان الذين أسسوا إمارة دامت مئات السنين ...وانتهت في سنة 1867م) ص5(4), والنطاق الجغرافي لكردستان بالنسبة للمؤلف, أو على الأقل نطاق دراسته, هو نطاق ولاية كردستان ضمن الدولة الفارسية, والتي مركزها مدينة سنندج.
      الكتاب وكما يقول المترجم : ( يقدم تفاصيل دقيقة عن تاريخ الكرد قد لا نجدها في أي مرجع آخر ) ص5(5), وكما يقول محقق الكتاب محمد رؤوف توكلي:( الكتاب يعتبر مصدرا قيما لمن يرغب في الإطلاع على كردستان وماضيها, فقد توخى المؤلف الدقة في المعلومات التي بثها في كتابه, كما أنه استطاع أن ينقذ جزءا هاما من تاريخ كردستان من خطر النسيان ) ص24(6), أما هاجس المؤلف, والذي يوضح طبيعة الكتاب أكثر, فيرد في قوله:( تسنى لي قراءة يضع مجلدات من الكتب القديمة والحديثة عن جغرافيا العالم, وأمعنت فيها النظر, فلم أجد ذكرا عن جغرافية ولاية كردستان فشمرت الساعد للكتابة عن ذلك . وقد بدأت ببيان موقعها, ثم عرجت على بيان أوضاعها في العصور السالفة, وأظهرت الممالك التي أخضعت كردستان لحكمها, والسلاطين الذين ضموا هذه البلاد إلى ممالكهم, ثم كتبت عن جغرافية كردستان ) ص28(7).
      يبدأ تأريخ  المؤلف مع أردلان الذي تولى( مع جماعته الحكم لمرات عديدة في الموصل ودياربكر, وهاجر بسبب تقلبات الدهر مع جمع من قومه وأتباعه وأرسى دعائم حكومة مستقلة في شهرزور سنة 564هـ=1168م ...) ص92(8) وستنزاح الإمارة فيما بعد باتجاه العاصمة سنندج . أما مختصر التوصيف الجغرافي للمؤلف فهو كما يلي:( تقع كردستان سنندج – التي هي إحدى ولايات دولة إيران- في منطقة جبلية من ولايات إقليم الجبال) ص29(9) ويتابع المؤلف:( وعلى كل حال فإن سنندج هي من بلاد – ميديا الكبرى – تتصل جنوبا بأرض كرمنشاه  وشمالا بأرض كروس وشرقا بهمدان وغربا بالسليمانية التي تقع حاليا تحت سيطرة الدولة  العثمانية. وتبلغ المسافة من الجنوب إلى الشمال أربعة وعشرين فرسخا, ومن الشرق إلى الغرب ستة وخمسين فرسخا. وهي تتضمن مدينة واحدة وسبع بلدات وسبعة عشر نهرا وسبع عشر طائفة من القبائل التي تسكن الخيام وبعضها تسكن القرى حاليا. كما تتضمن بضع جبال عظيمة أيضا)ص34(10).
      يتضمن الكتاب مدخلا بقلم المترجم ومقدمة بقلم المحقق وتسعة فصول هي كما يلي: إقليم ميديا, سنندج, بلدات كردستان, أنهار كردستان, جبال كردستان, عشائر كردستان, في تفصيل نسب بني اردلان الذي هو بداية سلسلة ولاة كردستان, حكام كردستان غير المحليين, ملحقات الكتاب. والكتاب مزود بهوامش توثيق وتوضيح علمية تزيد في فائدته وموثوقيته, وأيضا بقائمتين بالمراجع التي اعتمدها المحقق والمترجم حسب الأصول العلمية الأكاديمية. وهو مؤلف باللغة الفارسية في القرن التاسع عشر.
      بقي أن نشير أن الكتاب جدير بالقراءة والاقتناء بالنسبة للقارئ العادي وبدرجة أكبر للباحث الأكاديمي, لأنه يسد جزءا من فجوة الفقر التي تعاني منها المكتبة الكردية, وتخلق جسرا للتواصل مع الكرد في كردستان إيران يفتقده قارئ العربية في سوريا بالدرجة الأولى, وكان هذا الاستعراض البسيط فقط للفت النظر إليه. والمفارقة الملفتة للنظر التي يمكن الإشارة لها في الختام هو أن كلمة كردستان لا تثير أي مشكلة في إيران في الوقت الحالي , أما في تركيا وكذلك سوريا فإنها تثير ليس الحساسية فحسب, وإنما تفتح أبواب جهنم, رغم أن كردستان مذكورة في الكثير من المراسلات العثمانية؟! وربما كان السبب يكمن في استخدام تسمية محافظة كردستان حتى الآن في إيران, والتي تشمل فقط المنطقة الجغرافية التي حصرها علي أكبر كردستاني تقريبا, وقد تستبطن انتقاصا من الحقوق الكردية, حيث إن كردستان إيران أوسع من ذلك بكثير, فمهاباد مثلا لا ترد ضمن تلك المحافظة وغير ها الكثير.


ملاحظة :
كل ما يرد بين قوسين مأخوذ من الكتاب المذكور, والهوامش من 1 إلى 5 مأخوذة من مقدمة المترجم, والهامش 6مأخوذ من مقدمة المحقق, أما بقية الهوامش فمأخوذة مما كتبه المؤلف .  



#دارا_كيلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف والسياسي الكردي ...الإشكالية المزيفة
- هولير وقنابل الارتزاق الانتحاري
- الكرد والشيوعي العراقي .....وكهنة الفكر الشمولي
- العمامة والسياسة.....رب ضارة نافعة
- العقيد القذافي ... داعية كردستان الكبرى ؟
- صداميــــــات كردية
- الشمعة الثانية في بيتنا الآمن
- استئصال الشعوب...... صحوة الليث شبيلات
- كردستان سوريا ....الوطن السوري أم كردستان الكبرى
- الحوار الكردي في إطار الحوار الوطني السوري
- سليمان يوسف يوسف من أوهام الحوار الوطني إلى حقائق الإقصاء وا ...
- هل دشن البراعم عودة الحركة الكردية إلى السياسة ؟!
- نعم مولانا الخزنوي إنها متاهة ....ولكن......
- لا فرق بين أموات لالش و مكة إلى الكاتب هوشنك بروكا
- ماذا تريد الولايات المتحدة من الحرب على النظام العراقي ..؟


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - دارا كيلو - الحديقة الناصرية في تاريخ وجغرافيا كردستان