قرارات الحكم الصادرة من المحكمه العسكريه للنظام السوري بحق السيد خدام ! هل لها من اهميه ?

جوزيف شلال
(Schale Uoseif)

الحوار المتمدن-العدد: 2396 - 2008 / 9 / 6 - 07:29
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    

السيد عبد الحليم خدام اقصي من منصبه الحكومي والحزبي عام 2005 في اجتماع للحزب القائد , بالرغم من انه خدم السوريين والحكومه لاكثر من ثلاثون عاما , لا يقوم نظام دكتاتوري بهذه العمليه الا عندما يلمس ويشاهد بان هناك خطرا يفوق في الافق من هذا او ذاك , النظام العراقي عودنا الى مثل تلك الاعمال .
ما يقارب الثلاث سنوات مضت على انشقاق السيد خدام وترك النظام , اتت الان صحوة النظام تجاه السيد خدام لكي يشكل محكمه هزليه عسكريه من ازلام النظام وشلته , المحكمه كانت برئاسة محمد اسد .

نقول لمن لا يريد ان يعرف ان هذه المحكمه ليست شرعيه لكونها عسكريه خاصه , وقراراتها لا تسري في الدول الاوربيه والديمقراطيه وباريس خاصة , لا عن طريق المقايضات ولا عن طريق الانتربول والاستدعاءات والمساومات وغيرها .
العديد والعشرات من هذه الحالات وجدت على الساحه الاوربيه واصبحت مجرد لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت تلك الاحكام بحق المعارضين بمختلف تصنيفاتهم .

علينا ان نرد ونقول ; اذن لا زالت مغامرة السيد خدام كما وصفها البعض قائمه وستبقى في اوجهها ضد النظام السوري ومن يقف معه ويؤيده ويسانده من الذين يدعون بانهم معارضه للنظام , ولكن في حقيقة الامر ماهم الا من مناصري النظام تحت الطاوله والسريه التامه .
هناك التفاف واسع ومنقطع النظير حول الجبهة والمعارضه التي شكلها السيد خدام من قبل الشعب السوري ومن خارج سوريا .

من يقول ; كيف تعولون على شخص امضى عمره وحياته في ظل النظام ? , نقول ; بداية ان لكل عمليه وتجربه لها من الايجابيات والسلبيات , التجارب العلميه والمختبريه علمتنا وتعلمنا بالاعتماد والتمسك بكل عنصر وماده ومركب يقودنا الى افضل النتيجه وانجاح التجربه او على الاقل المساعده للوصول الى الهدف .

الواقع العملي اليومي في الحياة وجدنا المئات والعشرات من امثال السيد خدام قد انشقوا وغادروا وتركوا انظمتهم لاسباب عديده بعد ان توصلوا الى قناعات بان النظام بدا ينحرف ولا يخدم البلد والمواطن كما ينبغي .
مثالا بسيطا نذكره هنا هي حالة العراق في ايام حكم الطاغيه الصدامي وعشرات من الذين تركوا وانشقوا عن النظام وغادروه .
اليوم نراهم من اوائل المساهمين في بناء العراق الجديد الديمقراطي في المنطقه بحسب رؤيتنا كعراقيين وليس حسب منظور ونظرة الفاسدون من الاشكال التي وقفت وساهمت لابقاء النظام السابق لاكثر من اربعون عاما وتلك الجرائم التي حلت بالعراق وشعبه , وهؤلاء الان يتحملون جزءا من الارهاب والقتل سابقا وحاضرا .

تلك المعارضه المنشقه كنا نؤيدها الى ان تم اسقاط وازالة ذلك النظام الهمجي الارهابي ومن يقف معه .
اليوم نقف على بعد طرف واحد من جميع المعارضات السوريه في الداخل والخارج وعلى حد سواء , ولا تهمنا توجهات المعارضات مهما كانت لان ذلك يعتبر تدخلا في الشؤون الداخليه وهذا ما لا نرضاه ونقبله , سواء كانت هذه المعارضه من اعلان دمشق او التجمع القومي الموحد او جبهة الخلاص .

ما يهمنا هو ازالة النظام والتخلص منه باي طريقه كانت , لان لابد من تقديم التضحيات والخسائر اي لا يمكن الحصول على الحريه دون التضحيه وثمن .
في هذه الحاله شاهدنا ان السيد خدام ربح كثيرا من تصرفات النظام السوري وتلك المحكمه الهزليه العسكريه , الشارع السوري ومن المعارضين ومن العرب يقفون اليوم معه وبقوة , بالرغم من ان السيد خدام ليس بحاجه الى هكذا امور من مكانته السياسيه والشعبيه ووزنه في الشارع السوري وكما ارادها النظام لكي يقلل من اهميته ومكانته .

سؤال يطرح للنظام ; اذا لم يكن هناك تاثير واضح من معارضة خدام ومن سياسته ومن اعلامه وقناة فضائيته الجديدة على سلطة الامر الواقع في سوريا واعوانها في الداخل والخارج ومن يقف ويساند النظام ! اذن لماذا قام النظام وبهذه السرعه للتشويش على المحطه وبعد ذلك تشكيل المحكمه العسكريه المضحكه ويصدر احكاما بالعشرات بحق السيد خدام للنيل من معارضته ? , ولماذا لم يقوم النظام بنفس التصرفات تجاه بقية المعارضات وهي لاكثر من عقدين من الزمن تدعي بمعارضتها النظام ولديها كل الوسائل الاعلاميه ? اضافة ان تلك المعارضات تتلقى دعما من هنا وهناك وهذه الجهة وتلك .

لا اعتقد ان النظام سيكون قادرا على مساومة قضية خدام لا مع فرنسا ولا مع غيرها ! المحكمه التي اصدرت حوالي 13 حكما جائرا بقرار 456 يوم 17 / 08 / 2008 ببصمة الاغلبيه اقصد بالاجماع كان حدثا لا ياتي الا من نظام مهزوز وعلى ابواب الهاويه والسقوط .

لا فرنسا ولا اي دوله اوربيه اخرى سوف تنظر او تبحث بمثل هكذا مواضيع على اراضيها التي تخالف قوانينها ودساتيرها , هناك العشرات كما قلنا من هذه الامثله حصلت على اراضيها واصبحت في طي النسيان .
اما مذكرات الاستدعاء من قبل الانتربول فيها فوائد وفيتامينات فيما اذا لو / تم تنقيعها ووضعها بكاس من الماء وقليلا من الملح / ويتم شربها ! .

لا ننسى ان النظام القمعي السوري كان قد اصدر العديد من الاحكام العقابيه ضد السوريين ! وغلق العين العوراء الاخرى ضد من يدعي بانه من المعارضه على الطريقه السوربعثيه .
ماذا يتوقع المرء من نظام يطلق النار على العزل في السجون السوريه ! وقام بعشرات الاعتقالات والممارسات البوليسيه والارهابيه ضد الشعب السوري والمعارضه الشريفه ! .
نعرف كم يخاف النظام من الاعلام الموجه ضده ويرتعب امام الكلمات الحرة التي تكشف جرائم النظام واعوانه والتي تنادي خاصة بالتغيير والاصلاح وازالة النظام .
من هنا ياتي هذا الخوف من معارضة السيد خدام وامثاله الحريصين على الشعب السوري وسوريا .
سوريا الان تعيش في ظل استبداد وقمع الحريات بجميع انواعها , والنظام قضى على الحقوق الشخصيه والوطنيه , وانتشر الفساد والارهاب وغاب القانون والعدل , ونهبت الاموال العامه , وانتشر الخوف في قلوب جميع المواطنين بواسطة اجهزة الامن والمخابرات .

منذ احتلال الجولان والى قصف اسرائيل للمواقع السوريه العسكريه والمدنيه وتحليق الطائرات فوق القصور الرئاسيه , ان يقوم النظام بالرد وحسب ما يقول بانه / سيرد في الوقت والظرف والساعه و اللحظه المناسبه / ! ولكن مازال البعير على التل واقفا !! .
اخيرا ; مهما عمل النظام وتحرك صوب المعارضات السوريه سوف لا يزيدها الا قوة وعزما لمواجهة الفاسدين لكي تكون هناك دولة القانون والديمقراطيه والوحدة الوطنيه والحريه والتقدم والازدهار .

#جوزيف_شلال (هاشتاغ)       Schale_Uoseif#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل