أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - منذر مصري - عراقي 6 من 5 منذر مصري : أخي كريم عبد... ابق أنت... وأنا أعود إلى العراق!















المزيد.....


عراقي 6 من 5 منذر مصري : أخي كريم عبد... ابق أنت... وأنا أعود إلى العراق!


منذر مصري

الحوار المتمدن-العدد: 737 - 2004 / 2 / 7 - 05:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عراقي... ( My Iraq )
( ما يشبه ملفّاً شخصياً )
6من 5
منذر مصري : أخي كريم عبد... ابق أنت... وأنا أعود إلى العراق!

- ليس لأنني أردُّ عليك أو أجيب على سؤالك، أخي كريم، بل لأني، إذا قرأت ما كتبته في الحلقة الثانية من ملفي الشخصي ( عراقي ) عن مهدي محمد علي، سبق وقلته له، وللكثيرين من الأصدقاء العراقيين الذين يهتفون لي كلما حطّّوا في دمشق أو يراسلوني على البريد الالكتروني. ولو من باب مزاحٍ المخلوط بجد، ليس من السهولة توضيحه: نعم.. أذهب معك إلى العراق، أو على حد تعبيرك، نعم أعود! معك إلى العراق، أو مع صلاح فائق أو هشام شفيق أو شاكر لعيبي أو سعدي يوسف، بغض النظر عن خلافاتكم... أو حتى مع مهدي الطيب ذاته..
أعود للعراق... مع أنه، معروف عني، لا أغادر اللاذقية إلاَّ لأسباب اضطرارية حقاً، وحقيقةً لست واقعاً في غرام دمشق أو بيروت أو أي مدينة أخرى، حتى باريس. لكني أريد أن أعود للبصرة، أريد أن أعود لبغداد، ولو كزيارة. لدي أصدقاء ذهبوا قبل الحرب، ودفعوا ثمن هذه الزيارة الكثير من الاغتيابات والنمائم، ولا أدري لو طلبوا مني أن أذهب معهم حينها، إن كنت فعلت أم لا. لأني ملتصق بالمكان على نحو مرضي. قلت مرة هذا لسعدي يوسف وأذكر أنه غبطني وقال لي ماذا يريد أي إنسانٍ أكثر.
أعود للعراق... وربما أمرٌ كهذا أسهلُ عليَّ من كثيرين منكم، فلا أخ لي قُتِل أرى فيه العراق الذي أحب، ولا أم لي ماتت وهي تضم إلى صدرها صورتي. أعود للعراق وليس لدي فيه لا أهلٌ شردوا ولا بيتٌ تهدم ولا ذكريات... على أن تكون أنت أو عبد الرحمن الماجدي أو علي مزهر أو أحمد عبد الحسين أو أي منكم أهلي وبيتي و... أمّا ذكرياتي، فلدي منها ما يكفيني لحياتي الباقية في أي مكان. ولكن هل لي حقيقة أن أطمع بأن يكون العراقيون لي أهلاً وبيتاً، أو على الأقل أصدقاء وجيراناً كما كان السوريون واللبنانيون وغيرهم من العرب، وأنتم تبدون كل هذا السخط، والنفور، والعداء.
- عن السوريين، عن الناس في سوريا، أريد أن أخبرك، وإن كانوا إلى هذا الحد أو ذاك مؤيدين لما يسمى المقاومة العراقية، فهذا لأنهم، يقيمون تلك المعادلة: الاحتلال = المقاومة. وهم راق هذا للعراقيين أو لم يرق لهم، مهتمون، بالعراق،وبالشأن العراقي، كما كانوا دائماً مهتمين بفلسطين والقضية الفلسطينية، وكما كان العراقيون مهتمين بفلسطين والقضية الفلسطينية، كما كنت أنت مهتم بفلسطين والقضية الفلسطينية، وأنا لست بجاهل إلى أين أوصل اهتمامنا هذا فلسطين والقضية الفلسطينية!! ولكن ما يحدث يحدث بعرفهم لعرب إخوانهم، لعرب منهم، وإذا كان هذا، أفترض افتراضاًً، ليس عرفك! فعراقك على طول حدودهم، وعلى مرمى حجر من بيوتهم. إلا أنهم يوماً لم ينظروا لصدامك كبطل قومي عربي، فليس هم من دبَّجوا القصائد وكتبوا روايات وصنعوا الأفلام عن انتصارات صدام، يوماً لم أجد شعوراً شعبياُ سورياً مؤيداً للحرب على إيران، أو لاحتلال الكويت. أو لضرب الأكراد وقمع الشيعة، رغم التعتيم الإعلامي السوري والعربي عن تفاصيل وحقيقة ما كان يجري في العراق آنذاك. بالتأكيد يوجد من يرى ويفكر هكذا، ومن يصيح ويخبط برأسه على الحائط هكذا. هذا طبيعي في أي مكان، ألا يوجد في العراق مثلاً؟ ولكن السوريين ليسوا فقط هؤلاء. والآن عموم السوريين ينظرون للعراق، كأخ جريح يصارع كي تندمل جراحه ويشفى، ينظرون إليه كأمل وغد...لكنهم أيضاً قلقون عليه، وأنا أيضاً قلقٌ عليه... أمّا أنت...ومتابعة لأسئلتي الاعتراضية... أ لست قلقاً أبداً؟؟؟
-  أما عن العرب والشعوب العربية، حتى وإن تقمصتَ شخصية العالم النفسي كارل يونغ وشمرت عن أكمامك وشخصت مرضها بحالة الخذلان الروحية والمادية الجماعية التي تعانيها هذه الشعوب جرَّاء تسلط أنظمة ( ديكتاتورية- عروبية - ثورية ) شبيهة، فأنا أستغرب منك سهولة أن تحكم أنها مصابة بتشوه شعوري. ليس سهلاً أن نقول هذا عن شعوب، يا كريم. وذلك لأسباب كثيرة كثيرة، وربما آخرها أنك بذلك تردد حرفياُ ما يتهم البعض به الشعب العراقي، هم الذين يرددون ما معناه أن الشعب العراقي، قد رضي بالاحتلال والخذلان والتبعية للولايات المتحدة الأمريكية التي لا غاية لها في العراق سوى مصالحها النفطية والاستراتيجية، إضافة للقضاء على أي مصدر للمخاوف الإسرائيلية، مهما بعد ومهما تضاءل، وذلك بسبب إصابته بذات المرض الذي شخصته، التشوه الشعوري. أي حالة الخذلان الروحي والمادي الذي عاناه بسبب تسلط نظام صدام حسين وبقية الأسباب المعروفة. وبما أن الاستثناء يثبت القاعدة، فهم يستثنون من العراقيين أولئك المقاومين.
- أما عن قولك: (ولكن عندما يختار الشعب المعرض للاحتلال الطريق السلمي لإنهاء الاحتلال، فلماذا يكونون ملكيين أكثر من الملك؟! ) فهم ببساطة لا يرون إن الطريق السلمي سينهي الاحتلال، وكذلك لا يصدقون أن المقاومة ولو بجزءٍ منها ليست أحد الخيارات العراقية من بين الخيارات العراقية والأمريكية والسورية والتركية والإيرانية المطروحة على الأرض، أي لا يصدقون إلا أنها خيار عراقي في حال ثباته وتطوره وسيره بالطريق الصحيح، قد يجمع كل العراقيين حوله لخلق العراق الجديد. أنقل لك هذا لأنه ما يُردُّ به علي كلما واجهت الآخرين بذات كلامك.
- كريم، لا أقبل منك هذا التجني لا على السوريين ولا على غيرهم.ولا هذا الهزأ وربما الشماتة بما سقته عن فرحتهم بعودة الجولان والتحولات الديموقراطية الجديدة والتحديث المصرفي!فحتى وإن اعتبرتنا إبلاً!! فليس هكذا تورد الإبل. ثم كيف تستطيع أن تقول دون تردد، أنت الذي تعرفهم، وعشت معهم مهما كانت الظروف اثني عشر عاماً، إنهم ينتظرون الخلاص على يد الديكتاتور، ينتظرون أن ينقذهم مجرم، من كان يكون!! هل الشعب السوري كذلك؟ كيف أقبل منك أن تقول عيونهم مفتوحة على خيرات العراق، هل تعتبرنا شعباً من اللصوص! أ لهذه الدرجة يذهب بك ما لا أعرفه عنك من حمق؟ ثم تسألهم لماذا لا يفتحون عيونهم على خيراتهم... وهل كان العراقيون تحت حكم الطغمة الصدامية يفعلون أكثر ما يفعله السوريون الآن، هل استطاعوا أن يفعلوا ما تطلب من السوريين الآن أن يفعلوه؟ أن يجمعوا فمهم وينفخوا على النظام، نفخة عزيز مقتدر، فيقلبوه! ماذا تريدهم أن يفعلوا أكثر مما فعلوه وأنت تعرفه؟ وما يفعلوه الآن وأنت تعرفه أيضاً؟ هل كان في داخل العراق ما هو في سوريا الآن من حراك فكري وسياسي معارض وأنت من تصف النظام السوري بما تصفه! ( حديد ونار وظلم وطغيان على حد تعبيرك ) هل تريدهم أن يمدوا رؤوسهم أكثر فأكثر إلى الطاقات التي تصنعها حبال المشانق!! ألا يكفي كلُّ من مات وغيب وسجن ونفي!!! أم أنك لا تقصد هذا، فأنت تعرف قلة جدواه، فتوصينا باحتلال محرر آخر!! لا... لا أظنك تفعل! أما بالنسبة لي، ورغم ما يراه بعضهم بأني مسخ عولمة نموذجي! فتستطيع أن تعدني خارجاً عن دعوة لاحتلال وحرب ومآسي وفظائع... مما نراه يحدث كل يوم في العراق المحرر. وهو ما يجب أن يعمل الجميع، جميع العراقيين!! وغير العراقيين، ممن يعزُّ لهم دم العراقيين وأرواحهم، أن يضعوا حداً له بأية طريقة من الطرق. ما عدا الاستبدادية والدموية منها، إذا كان يحق لي أن أبدي رأيا ما. وفي المقابل، وعلى أية حال، لن أعتبر رأيك هذا وحكمك هذا، يا صديقي، مهما كان ومهما كان دافعه، تدخلاً في شؤوننا على الإطلاق، ليس لأنك عاشرتنا وصرت منا ما يقارب المئة وعشرة مرة، بل لأنه لا شيء يدفعنا نحن السوريين لنكون إلى هذه الدرجة التي لا تطاق من الحساسية.
-   أشكرك.. بصدق وبمحبة على تحيتك لي على موقفي من النظام العراقي وعلى رفضي للجرائم وو...ما كنت دائماً حريصاً على أن أفهم العراقيين بأنه ليس كل السوريين كل العرب كل المثقفين على شاكلة عبد الباري عطوان ومطاع الصفدي وعلي عقلة عرسان وسيد نصار و صديق لي أوده رغم خلافي الشديد معه اسمه بشير دواي ... وغيرهم. وأشكرك أيضاَ على أسفك من أجلي وعلى قولك أن مضمون جوابك يخص آخرين أكثر مما يخصني. ورغم أنه كان يستهويني أن أبرر ما فعلته وما قلته، بكونه جزءاً من إيماني وعقيدتي السياسية والإنسانية لا أكثر، وهو في النهاية من أجلي وأجل بلدي سوريا وشعبي، بالتأكيد تسمح لي أن أفعل شيئاً من أجل كل هذا، غير أني حقيقة أفعله أيضاً من أجل حبي للعراق وأهله، الحب الذي وجدت نفسي عالقاً به، ولا أريد كثيراً أن أعرف السبب، لأني أريده أن يكون مثل كل حب، لا أسباب محددة مؤكدة له. ولكنك، وكما يحدث دائماً عندما يفكر المرء بأن هناك في الخفاء سبباً ما، أو خلف الستارة أحداً ما، دفع هذا الذي يقف أمامنا للوقوف هكذا وقول كلاماً كهذا. تخطئ حين تقول إنها جاءت بإلحاح من الآخرين، من هم أولئك الآخرون الذين يخيل لك أني مدفوع بإلحاحهم؟ هل تظن أن هناك إلحاحاً آخر  يدفعني لخوض كل هذا سوى إلحاحي أنا! هل تتخيل حقاُ أن هناك حولي من يضيق بكم في سوريا؟ من قبل ومن بعد، فما بالك بأن هناك حولي في اللاذقية من يضيق بكم في فرنسا أو إنكلترا؟؟؟ هل هذا تفكير سليم؟
- أ لهذه الدرجة تصل حساسية العراقيين ونفورهم من أي مخاطبة أو حوار! أ لهذه الدرجة يصل العراقيون بالحساسية لاعتبار دعوة سمعت مراراً عراقيين ومؤيدين كثيرين للعراق ولمجلس الحكم وأعضاءً منه يرددونها، بأن على أبناء العراق في الخارج، وهم على ما هم عليه من علم ومعرفة وثقافة وخبرة وكثرة... أن يعودا ويشاركوا في بناء عراق الغد، عراق العراقيين كلهم!! دعوتي التي بمجملها، إضافة على ما ذكرته عن جملي الوطنية الرومانسية، أنت الشاعر كما أعرفك! لا أكثر من صدى لنداء يخيل لي أن سمعت عراقك الغريق، أمك التي أنت واثق بأن نعلها فيه من العزة والكرامة أكثر من جميع رؤوس المثقفين العرب الذين...وأخاك الذي وحده يشبه العراق الذي تحب، ومدينتك الديوانية الحزينة الموحشة وحارتك وبيتك يرددونه!! فتقول إنها ابتزاز واستفزاز؟ ابتزاز واستفزاز من يا كريم؟ أنت وهاشم وعبد القادر وسعدي وجمعة ومهدي وصموئيل وسركون وأحمد وهاتف وخالد... أو الثلاثة ملايين عراقي الذين لا أعرفهم! ولأي غرض! لأي غاية في نفس يعقوب، هل أنا مجنون أم مجنون! وتزيد بأن  هناك الكثير من المفارقات ولكن أسوأها، أسوأها قاطبة! أن ينجر إنسان نبيل ومؤدب مثلي لهذا الابتزاز!! وأعترف لك أن أكثر ما همَّني فيما ذكرته هنا، هو ليس حكمك على دعوتي بما حكمت، فقد سبق لك وأطلقته في الفقرة الثانية من مقالتك، بل حكمك علي بكوني نبيلاً ومؤدباً، وما أرجوه حقاً أن أبقى كذلك في نظرك، ولكن أعترف لك أيضاً بأني لست نبيلاً ومؤدباً لهذه الدرجة، وأظن في هذا تبرئة كل ما أكتبه عن العراق وعن أصدقائي العراقيين من تهمة أني بسبب نبالة لا أدعيها وتأديب مشكوك به، أفعله.
- ثم يذهب تفكيرك إلى أننا نحن السوريين، المثقفين منا خاصة يدافعونكم أنتم العراقيين بالأكتاف على طبع كتاب في وزارة أو اتحاد كتاب أو يشعرون أنكم تثقلون عليهم في بلادهم، وينظرون إليكم بعيون محملقة بسبب ظنهم أنكم تقبضون رواتب!! وإن الأمر يذهب حتى يصل إلى أن يضيقوا بكم وأنتم في الخارج، فتقول لي محاججاُ أن هذا يدل يا عزيزي منذر مصري بأن وجود الأدباء العراقيين في مغترباتهم أمر نافع لكم فلماذا نتلقى منكم الأذية والتدخل غير المبرر حتى في شؤون حياتنا الخاصة!! أولاَ وأخيراً أؤكِّد لك ولجميع من دفعه الفضول لقراءة حوارنا الثنائي المكشوف هذا، أني لم أعرف، لم أسمع، لم ينقل لي عن أحد، بأن هناك سورياً واحداً يشعر بهذا، ما بك يا رجل كيف تسمح لنفسك بدق هكذا أسافين، كيف لك أنت الشاعر الذي أحب ويحبه أيضاً الكثيرون ممن أعرف ومنهم زميلي محمد فؤاد الذي استنكر أيما استنكار ما ذكرته عنه، أن ترمي هكذا بذور شقاق ومباغضات! ألا يكفي ما يفعله الآخرون الذين أنت تعرفهم وأنا أعرفهم!. ألا يكفي أن الجواهري الكبير، الذي قبل السوريون وتفهموا منه كل ما قال وفعل، وعبد الوهاب البياتي أبو علي الطيب الشاحب، وعبد الرحمن منيف الكبير أيضاً اختاروا دمشق بالذات، هم الذين يستطيعون إختيار أي مكان آخر، ليعيشوا آخر سني أعمارهم ويموتوا فيها! دونك من استغرقهم عبورهم بها سنين وعقوداً مثلك ومثل سعدي والكثيرين، وذلك ليس بسبب إلاَّّ لأنهم يشعرون الشام شامهم وأهل الشام أهلهم... أما عن أن العراقيين لم يعملوا في مؤسسات سورية ولم يطبعوا كتباً في سوريا، فلا أظن مؤسسة كبيرة كمؤسسة المدى تصير الصرح الذي صارت إليه لولا سماح السلطات السورية لها وقبولها بذلك، وليس لدي على هذا أي شيء توحي به ملاحظتي رغم أن الكثيرين وأعرف منهم عراقيين لم يوفروا الأستاذ فخري كريم من هكذا قصص، وكذلك لولا إقبال السوريين على شراء مجلتها وكتبها، عدا عن عشرات لا بل مئات السوريين الذين كتبوا فيها دون أجرٍ كما تعلم، فمجلة المدى، ليس كالمعرفة أو الموقف الأدبي ولا بالطبع كنزوى العمانية، لا تدفع شيئاً مقابل القصائد والقصص والمقالات، عدا عمن عمل في المجلة منذ بداياتها كممدوح عدوان الذي كان مشرفاً على تحريرها ثم بعد ذلك ولغاية اليوم نزيه أبو عفش! ليس الأمر مِنَّة أو رد الكيل كيلين ولكن ما أعرفه أن هاشم شفيق ( أقمار منزلية + إعادة نظر ) وصلاح فائق ( رهائن ) وشوقي عبد الأمير ( حدود +مجموعة أخرى لا أذكرها ) ومهدي محمد علي ( رحيل 78+خطى العين + ضوء الجذور+ شمعة في قاع النهر ) وفايز العراقي وشعراء وكتاب عراقيين آخرين مثل يوسف الصائغ ( المسافة ) وفاضل عزاوي ( القلعة الخامسة ) وعبد الرحمن الربيعي ( عيون في الحلم ) ومن لا تحضرني أسماؤهم الآن، طبعوا في اتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة بدمشق، وهذا كما ذكرت ليس منَّة لنا عليهم ولا أحد في سوريا ينازعهم ويحسدهم عليه، على الإطلاق، وربما العكس. أما عبد المنعم فقيه وأسعد الجبوري وأنت ومحمد مظلوم و عبد الحميد الصائح فلقد نشرتم باكورات أعمالكم في سوريا، كما فعل عشرات العراقيين غيركم بباكوراتهم وما أتى بعدها، و لا أدري إلى أي قدر يهمُّ أو لا يهمُّ إن حصل ذلك في مؤسسة عامة أو خاصة، في دور نشر سورية أو فلسطينية تطبع في سوريا أو تطبع في بيروت. فبيروت ما تزال تمنن كلَّ المثقفين والكتاب العرب بطبعها لبعض كتبهم واحتضانها لهم لمجرد تشردهم في مقاهيها ونومهم في أرخص فنادقها. هل سمعت عن عراقي أو سوري أو فلسطيني، رغم أن السوريين، محتلون!! والفلسطينيين متوطنون!! يعمل في إحدى مؤسساتها الثقافية الحكومية أو الخاصة، ما عدا رياض الريس الذي هو صاحب شركة نشر، والذي لم يستطع رغم سوريته وظهوره على شاشات التلفزيون السوري بالحصول على موافقة السلطات السورية على إعطائه ترخيصاً لإعادة إصدار جريدة أبيه ( القبس ) في دمشق. وما أريدك أن تقوله لي... ويا حبذا لو تستطيع أن تعدني به، ما إذا /أطاحت بنا الأيام/ والأيام طوَّاحة/ وحللنا في العراق نبغي الرَّاحة/ في بغداد والبصرة والموصل الواحة/ كما حلَّ الكثيرون منكم في دمشق، أن يتاح لنا شيئاً كهذا.
- نعم أوافق، رغم أنه يبدو وكأنك تريد مني العكس، أن نيبال قد فعلت الشيء الكثير للأدب والشعر العربي، فأنا لا أظن في العالم من ينافس صموئيل شمعون في لطفه وكرمه، سوى قاسم حداد، كيف أنسى‍! وكذلك دار الجمل، مع أنك لا تستطيع أن تقول، وهذا من حقها، إنها كذلك بالنسبة للسوريين، وأيضاً مواقع الإنترنيت العراقية، جميعها قبلت بنا وفتحت لنا ولهذرنا صدورها، وأجد من السخف الإشارة حتى مجرد الإشارة فكيف بالتشكيك والسؤال عن وطنيتها وأهدافها. ولا أجد بالمقابل في هذا داعياً للغرابة، لأنه دائماً دائماً، وربما الآن أكثر من أي يوم مضى، السوريون والعراقيون أخوة، فهناك بيننا زيادة على كل الروابط المرابطة على صدورنا، رابط... لا يشاركنا به أي شعب عربي مضروب على رأسه آخر...وأنت تعرفه.
- تقول عن وطنيتي بأنها رومانسية، جميل والله هذا، وليس لي عليه اعتراض فأنا رغم كوني شاعراً له مشاكله مع الرومانسية، أرى أن الوطنية، بطريقة ما، نزعة رومانسية. أما أنتم العراقيون، والقول لك أيضاً، فتعيشون بواقعية فادحة دفعتم ثمنها غالياُ وما زلتم تدفعون. جزاكم الله خيراُ, فنحن السوريين نحيا وطنيتنا، مستلقين على جنباتنا فوق أرائك من ريش النعام ندخن الأراكيل بنكهة التفاح، وفي بحبوحة ( أنت وصفتها بكلمة لم أفهمها!:شظف! ) من العيش تحسدنا عليها أغنى الشعوب، نتمتع بكل ما يتمتع به السويديون، ومن بينهم أخي رفعت المستوحد هناك، الذين رفضوا الانضمام للإتحاد الأوروبي كأعضاء، ونحن نلقي كل آمالنا على مجرد الشراكة مع الاتحاد الأوروبي المشروطة والمتدرجة، من حريات عامة، سياسية على الأخص، في ظل نظام ديموقراطي متعدد الأحزاب، تتداول به السلطة كل قرن...أقصد كل أربعة أو سبعة أعوام. أو كلما عنَّ للشعب، بسبب أو بدون سبب، أو من باب الضجر وحب التغيير، أن يغير... عفواً أقصد حكامه وولاة أمره. وتقول، يا سوري يا نيالك، إنكم العراقيين تحيون بوطنية فادحة. ثم لم تجد ما تقدمه دليلاً عليها أفضل من نشرك بعض قصائد، أحببتها، عن العراق، ونحن نحيا وطنية ...رومانسية!! 
- للأسف لا أستطيع مساعدتك، لا في معرفة مصير من أختطف من العراقيين في لبنان الشقيق، سوريون كثيرون حصل معهم هذا، وفي الحقيقة لم يخطر على بالي أن أسأل أي لبناني عنهم، ولا في التفتيش وانتشال جثث من غرقوا في عرض البحار وهم يحاولون الهرب من جحيم البطل القومي، وأيضاً هناك سوريون حصل معهم هذا، ولا في البحث عن أكرم عبد الصاحب الذي يتشارك مصيره مع مصير آلاف السوريين كما تعرف. نعم للأسف لا أستطيع، ولكن إذا كنت تشترط لعودتنا معاً اصطحاب كل أولئك، فهذا يعني أنك تسحب دعوتك الكريمة لي بالعودة معك ولا تريد لا أنا ولا أنت أن نعود!.
- تذكُر مرتين أني وضعت اسمك أول الأسماء، مرة تشعرني بأني فعلت هذا بشبهة قصد ما، ومرة تشكرني!! وأحسب أنه من الواضح أني لا أستحق لا هذا ولا ذاك، فلقد ذكرت اسمك أولاً بهذه الفقرة،كما ذكرت أسماء أخرى أولاً بفقرات أخرى دون كثير تفكير. ولكني قلت عنك في مقالتي ( المنفى والأرض والموت...   ) : ( أنك جيد في كل ضروب الكتابة وهذه مشكلة ) فأمّا من ناحية ( جيد في كل ضروب الكتابة ) فأنا أقرأ الآن ما كتبته على الصفحة الأولى من ( ثم نُهدي الكلام- دار النديم – سوريا) : ( أقرؤه مرة ثانية لأتأكد من ذلك الانطباع الجيد عنه.) كما أحببت مجموعة قصصك (الهواء يوشك على الوجوم ) والتي كان لدي ولا أدري كيف وصلت لي ولا كيف فقدت، النسخة التي أهديتها للمفكر السوري الراحل الياس مرقص! أما من ناحية ( هذه مشكلة) فأظن مقالك هذا هو المثال الذي كان ينقصني عليها.
- تسألني لماذا لا أدعو السوريين المنفيين أن يعودا، فها أنذا أتقبل ملاحظتك، رغم المفارقة التي لم تنتبه إليها، وهي أن دعوتي للعراقيين جاءت بعد، وليس قبل ولو بيوم واحد من ، إسقاط نظام صدام حسين واحتلال العراق الذي هو كما قلت الحرب الرابعة التي أوقع بها ذلك النظام الشعب العراقي . المهم ... ها أنذا أقبلها وأدعوا كل السوريين للعودة إلى سوريا، مهما كانت الظروف ومهما كانت النتائج، نعم أبتزهم واستفزهم ليفعلوا ذلك! الكثيرون منا يستطيعون اختيار العيش خارجاً، ليس مستحيلاً أن تجد طريقة لتدبق هناك على أخت أو صديق أو مؤسسة إنسانية ما. وبالتأكيد ستكون هناك الحياة أفضل، أي معتوه يماري في هذا! وستستطيع في باريس أو لندن أو بروكسيل، إذا رغبت، أن تتكلم بحرية كما تشاء، وتنشر ما تشاء، وتخدم وطنك، الذي يحيا في قلبك ،أكثر من العديدين في داخله ، ولكن... أيها السوريون، ولا أخص المثقفين والسياسيين فحسب، بل الجميع الجميع، ومن بينهم، بل أولهم ابني شكيب وأختي مرام وأخواي ماهر ورفعت ومصطفى عنتابلي، وزياد عبد الله وندى منزلجي وسعد ربيع و... يا الله كم هناك من أحباب وأصدقاء، ويا الله كم حياتنا هنا ناقصة، كم تنقصها الألوان، كم ينقصها المعنى، بدونهم! ... عودوا. أناديهم وأنا أعلم أن ندائي هذا ليس إلا جزءاً من صوت يهدر ليل نهار في رؤوسهم ويكاد لولا... أن يصمَّ آذانهم : عودوا .  
- أعود لبغداد... ربما كما كنت أعود لبيروت، كما كنت أحجُّ إلى بيروت! نعم أحلم أن تصير بغداد حجاً يشبه حجي وحج الكثيرين من الشعراء والكتاب إلى بيروت. لماذا لا. وجيد أن يمرَّ على اللاذقية أحد الأصدقاء العراقيين ويأخذني معه، أو حتى يدعوني بإلحاح كما يفعل عباس بيضون أو يحيى جابر وسواهما كثيرون، اليوم أو غداً، آمَل... ولكن إن لم يحدث هذا فأستطيع الذهاب لوحدي. وما دامت دعوتي لك غير مبررة لهذا الحد، وما دمت بنظرك ابتزُّ واستفزُّ وأصادر حقاً من حقوق الإنسان! رغم كل ما أنا عليه من براءة! وكل ما استسمحت لنفسي من أعذار وكل ما قدمت من توطئة! وبما أنه، وأنا لا أستطيع إلا أن أوافقك، لا حق لأحد بمصادرة حق الآخرين بالسفر والعيش حيث يرغبون ويريدون، وخاصة إذا كان ذلك أفضل لهم. كما أنت قلت. وأنه يوجد عراقيون خارج جغرافيا الوطن يحيون في قلب الوطن روحاً وضميراً أكثر من عراقيين في داخل جغرافيا الوطن وخارج كل قضية أو مسؤولية وطنية ! إضافة لأنه يمكن أن يخدم العراقيون في الخارج العراق ويكونوا أكثر فائدة له من العراقيين في الداخل، وأنه لكل منهم مأساته وظروفه التي تحول دون عودته، أفهم هذا وأقبله وليس لدي أدنى رغبة بالمزاودة عليه والثرثرة حوله، كما يبدو أني صرت أتهم، وأظن أدان. ولكن بعد هذا كله أجد إن هناك ما يلح علي لأنهي ثرثرتي بقولٍ، أتمنى أن لا تعامله بذات الحساسيات، ولا تأخذه على ذات المحاميل، أرجوك. وهو:
- أخي كريم عبد... ابق أنت... وأنا أعود إلى العراق!
ـــــــــــــــــــــــــــــ اللاذقية/‏6‏/2‏/2004



#منذر_مصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراقي - 5 من 5 الحرب: ابق حياً- ليس سهلا إسقاط التمثال-احتفا ...
- عراقي - 4من 5- رسالة شاكر لعيبي
- عراقي 3من 5- المنفى والأرض والموت وقصيدة النثر العراقية
- عراقي 2من 5- الشعر: سعدي يوسف- مهدي محمد علي
- عراقي - 1من 5- المحتوى- المقدمة- نداء
- معادلة الاستبداد ونظرية الضحية - في الذكرى الثالثة عشر لوفاة ...
- محمود درويش : أيُّ يأسٍ وأيُّ أملٍ ممزوجين معاً في كأسٍِ واح ...
- عادل محمود لَم يخلق ليكون شاعراً !
- علي الجندي قمر يجلس قبالتك على المائدة
- أي نقدٍ هذا ؟
- بوعلي ياسين مضى وعلى كتفيه شال من شمس شباطية
- يوم واحد من حياة إيفان دنيسوفيتش- للروائي الرجعي عدو الحرية ...
- كتابٌ أكرهُهُ وكأنَّه كتابي
- دُموعُ الحَديد
- حجر في المياه الراكدة - مقابلة مع وكيل مؤسسي الفرع العاشر لل ...
- على صَيحة ... يَعقِدُ جمميعَ آمالِه - مقدمة لمختارات من شعر ...
- محمد سيدة ... هامش الهامش
- احتفاءً بحق الموت العربي
- رقابة في ملف مجلة الآداب عن الرقابة
- الحرب والشَّعب والسُّلطة والمعارضة في سوريا


المزيد.....




- -كيف يمكنك أن تكون حراً إذا لم تتمكن من العودة إلى بلدك؟-
- شرق ألمانيا: حلول إبداعية لمواجهة مشكلة تراجع عدد السكان
- -ريبوبليكا-: إيطاليا تعرض على حفتر صفقة لكي ترفض ليبيا العمل ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تواجه عطلا بمدرج مطار اسطنبول وتهبط ...
- الرئيس الروماني يكشف موقف بلاده من إرسال أنظمة -باتريوت- إلى ...
- -التعاون الإسلامي-: اجتياح رفح قد يوسع نطاق التوتر في المنطق ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد لا يتبنى موقفا موحدا بشأن الاعتراف بال ...
- الشرطة الألمانية تقمع تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في جامعة برلي ...
- دونيتسك وذكرى النصر على النازية
- الجيش الإسرائيلي يعلن حصيلة ضحاياه منذ 7 أكتوبر


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - منذر مصري - عراقي 6 من 5 منذر مصري : أخي كريم عبد... ابق أنت... وأنا أعود إلى العراق!