أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سيار الجميل - مشروع الارهاب المجنون ينحر العراقيين : هل من ادانات عربية وعالمية ؟؟















المزيد.....

مشروع الارهاب المجنون ينحر العراقيين : هل من ادانات عربية وعالمية ؟؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 735 - 2004 / 2 / 5 - 04:56
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


     ساقتطع مقدمات من دراستي الموسومة ( صناعة الموت في العراق : من الارهاب الفاشي الى الارهاب المجنون ) التي تنشر حاليا في موقع ايلاف  لأنني اجد من الضرورة بمكان ان يدرك اولئك البلهاء بأن الارهاب المجنون الذي بدأ في العراق حال سقوط النظام السياسي السابق ما هو الا مشروع منّّظم لتمزيق العراق ونحر العراقيين الذين كانوا وما زالوا يؤمنون بالحرية وبناء وطنهم واستعادة مشروعه الحضاري بكل تنوعات سكانه وتعددياتهم .. وضمن اية صيغ واساليب ديمقراطية يتفقون عليها ! ان ما حدث ويحدث في العراق وفي كل عموم العراق في شماله ووسطه وجنوبه بقتل ونحر العراقيين من خلال تفخيخ السيارات والشاحنات والاشخاص والحيوانات .. وتفجير المؤسسات والاجهزة هو جزء من خطط منظّمة تشترك بها مجموعات متنوعة من الارهابيين الذين وجدوا في العراق بيئة صالحة لعملياتهم ليس ضد الامريكيين وحلفائهم بقدر ما وجدوها لعبة صالحة لتمرير اهدافهم الشريرة ضد العراق والعراقيين .. وهم بهذا وذاك يلقون دعما معنويا واعلاميا قذرا من اخواننا العرب الذين يعتبرون هذه العمليات الدموية الارهابية اعمال مقاومة شريفة ويخلطون بين كل ما هو عراقي بامريكي .. وكأنهم استرخصوا دماء العراقيين بهذه الوسائل التي يبررون بها غاياتهم المتعددة ؟؟ مهما كانت تلك الغايات .
    ان ما حدث على امتداد عشرة اشهر من سقوط النظام السابق من تفجيرات واعمال عنف قاتلة ضد المؤسسات العراقية وضد العراقيين .. او حتى ضد الامم المتحدة والصليب الاحمر وبعض السفارات ومراكز الشرطة ودوائر المحافظات ومقرا أحزاب .. الخ   وآخرها ما حدث في اربيل من اشنع مأساة ضد العشرات من المدنيين ومصرع هذا العدد الكبير من  العراقيين الاكراد انما هو جريمة لا تقّرها لا الاعراف ولا الشرائع ولا الدين الاسلامي ولا اي عقائد ونظم واخلاق .. ان هذه الجرائم الارهابية التي اتخذت لها من العراق بيئة صالحة لتحقيق مآربها هي التي لابد ان تدان من قبل كل الشرفاء .. وهذا ما يطالب به اليوم كل شرفاء العراق وكل الشرفاء العرب .. ان مصرع العشرات من الناس من دون جرم ولا سبب هو جريمة بحق مستقبل العراق والعراقيين .. وقد هزّت هذه التفجيرات الاخيرة مشاعر كل العراقيين .. الذين لم يسمعوا حتى اليوم اي ادانة عربية ازاء هذه العمليات !
الارهاب .. مشروعا مؤجلا : لماذا في العراق ؟
    ان هذه الظاهرة التاريخية التي يتفاقم أمرها بشكل متّهور في هذا العالم وعند مفتتح القرن الواحد والعشرين قد جعلت من العراق – كما يبدو – بيئة حقيقية لها اليوم وخصوصا بعد ذاك الذي حدث في التاسع من ابريل 2004 .. وكانت اولوياتها قد حدثت في نهايات عهد الرئيس كلينتون ووصلت الى ذروتها يوم 11 سبتمبر 2001 .. وكان المفروض ان تغدو افغانستان بيئة صالحة للارهاب وتصفية حساب صراع الحضارات هناك عام 2002 ، ولكنها لم تكن مؤهلة لا من الناحية الحضارية ولا من الناحية التاريخية ولا السكانية ولا الاستراتيجية كما حدث في العراق  ، اذ غدت هذه الظاهرة مشروعا مؤجلا حتى تبلور تداعيات الحرب وسقوط نظام صدام حسين عام 2003 .. وغدا العراق الذي لم يستطع الامريكيون احكام قبضتهم عليه وعلى حدوده وكأن النظام والقانون مشروعا مؤجلا .. وسوء ما اتخذوه من قرارات قد فتحوا الباب امام الانتقال من اسوأ الحالات الى اكثرها سوءا  .. فهل من المعقول ان يسقط نظام حديدي قوي مثل نظام صدام حسين في العراق وقياس وضعه كسقوط حكومة طالبان الهزيلة في افغانستان ؟؟ وهل من العقل ان يغدو العراق من دون سلطة ولا قانون ولا ضبط ولا ربط لشهور من الزمن ؟؟ هل من المعقول التعامل الامريكي مع الوضع تعاملا طبيعيا ؟ هل من المعقول ان تنفتح ابواب العراق امام كل من هب ودب للدخول اليه والخروج منه من دون اي مسائلات ؟؟ هل يعقل ان يغدو العراق خلال عشرة شهور من الاحتلال وادارة التحالف بيئة صالحة لتحرك الارهاب واستقطابه وجذبه وتصفيات حسابات العالم مع الامريكان على ارضه ؟
ايها العالم الراكد واللامبالي : من يدفع الثمن الحقيقي اليوم ؟
     لماذا يدفع العراقيون ثمن الصراع العالمي ضد الامريكيين ؟ لماذا يصّفي العالم الاسلامي حساباته ضد الغرب على التراب العراقي ؟ هل هناك من مغفلين واغبياء حتى يومنا هذا ينادون بالحوار بين الحضارات ؟ اليس ما يحدث اليوم في العراق خصوصا هو تعبير حقيقي لصراع الحضارات الذي لا يعترف به المسلمون حتى الان ؟ اليس جريمة ان يجلس كل هذا العالم العربي والعالم الاسلامي يتفّرج على ما يحدث من دون ان يحّرك حتى شفتيه كي يدين الارهاب تحت اي ذرائع ضد اي خصم من الخصوم ؟ لماذا اختارت الولايات المتحدة الامريكية العراق كي يكون بيئة يستقطب الارهاب العالمي ؟ لماذا يسكت العالمين العربي والاسلامي على دعوات الشيخ ابن لادن وجماعاته وحلفائه في ان يجعل من العراق منطقة جهادية دموية ضد الامريكان .. ومن يقتل ؟ ان الذي يقتل هم اهل العراق وابناء العراق وشيوخ واطفال ونساء ورجال العراق ! لماذا يسكت الاعلام العربي على ما يحدث من ارهاب فاضح واضح على التراب العراقي ؟ لماذا تفّسر عمليات التفجير وتفخيخ السيارات ضد المصالح العراقية الصرفة عمليات مقاومة ضد الامريكان ؟ لماذا يقتل الابرياء العراقيون مهما كانت ملتهم ومهما كانت اعراقهم واديانهم وطوائفهم  واطيافهم ؟ لماذا سكتت القنوات الفضائية العربية عن هذا الذي حدث بقتل العشرات والمئات من العراقيين من قبل المفخخين الارهابيين ؟؟
مطالبات ومناشدات من اجل وقف مسلسل الرعب
      انني اطالب هذه الاقوام العربية جمعاء ان تعلن اليوم بكل جرأة وشجاعة وضمير حي بايقاف مسلسل الارهاب ضد العراقيين جهرا قولا وفعلا .. اطالب كل الصحافة العربية الشريفة والقنوات الفضائية الاعلامية ان تعالج مسألة الارهاب في العراق بتداعياته الخطيرة التي لم يشهدها اي بلد عربي  بمثل هذا الحجم من العنف والاستمرار ! اطالب كل الاقلام العربية والكتاب العرب  ان يقفوا وقفة رجل واحد ضد هذا الطوفان الذي ان لم يتوقف لا سمح الله ، فسوف يسري نحو كل العالم .. اناشد رجالات الدين وعلماء الاسلام ومراجع المسلمين وهيئات الوقف ومنظمات الفكر ان يعلنوا جميعا حربهم ضد الارهابيين ! اطالب الحكومات العربية والاسلامية باعلانات رسمية وشعبية في الوقوف ضد ارهاب الشعب العراقي بدل التفّرج على العراقيين وهم يقتلون ! اطالبهم بادانة تفخيخ السيارات وتفخيخ اجساد الرجال والنساء وتفخيخ حتى الحيوانات ..
     اطالبهم ان يقفوا ضد مشروع القتل والارهاب المنظم ضد العراقيين ليكونوا فعلا اصحاب اخلاق واصحاب مبادىء واصحاب قيم عليا .. لا يمكن ابدا ان يبقى الاعلام العربي يزاوج عن عمد وسبق اصرار بين ما يسميه المقاومة المسلحة وبين الارهاب المنظم ! لا يمكن ابدا ان نقبل ان يسكت الشرفاء على ما يجري في العراق ! ان العراق مسألته اليوم أمنية بالدرجة الاولى وليس لدى العراقيين اي هم آخر ! وكل من يقول عكس ذلك فهو كذاب اشر لا يستحي من ربه ولا يحترم القيم والاخلاق . لقد انتقل العراقيون من عهد الارهاب الفاشي الذي عانوا منه الامرين ايام دولة الرعب القاتلة الى عهد الارهاب المجنون الذي اخذ اليوم له ابعادا جد خطيرة لابد للعالم كله ان يوقفها مهما كان الثمن .. قبل ان تنفلت الامور وتختلط الاوضاع وتشتعل كل الاوراق . واناشد كل العراقيين بمختلف طبقاتهم والوانهم واطيافهم واديانهم وطوائفهم واعراقهم وكل اتجاهاتهم السياسية والفكرية ان يقفوا صفا واحدا  ضد الارهاب وضد مشروع نحرهم وقتل حلمهم باستعادة مشروع العراق الحضاري ، فالمسألة الامنية لابد ان تكون في المقدمة اليوم .. وعلى مجلس الحكم الانتقالي والحكومة العراقية الانتقالية ان تكون المسألة الامنية من اولوياتها .. فكل شيىء يتحسّن الا الامن الذي بات هاجسا لكل العراقيين . عزاؤنا لكل العراقيين بهذا المشهد المحزن من تاريخهم المعاصر.

 



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الرحمن منيف الروائي البارع يرحل عنّا من دون وداع !
- الحريات الشخصية قبل غيرها ! هل يفهم العرب معنى الصداقة والعل ...
- هل للعرب المعاصرين فلسفة وفلاسفة؟ ام انهم انتجوا كلام اللواغ ...
- قانون الاحوال الشخصية في العراق ليست ورقة عادية
- ليس من حقكم أبدا الغاء قانون الاحوال الشخصية في العراق يا اع ...
- في ذكرى البروفسور ألبرت حوراني العاشرة: رجــل -أقــلــيــات ...
- التفسّخ العربي ازاء محنة العراقيين واحتقاناتهم تفكيك نموذج ر ...
- النظام التربوي والتعليمي في العراق : التطور.. الفاشية والدما ...
- العراق : احتلالهم سينتهي ووصايتكم لن تنتهي !! قصة حوار ساخن ...
- الثورة الديمقراطية : هل يدركها العرب ؟ مشروع من اجل التغيير ...
- احمد صدقي الدجاني المؤرخ والمفكر والسياسي الراحل ذكرى شاهد ا ...
- جامعة الدول العربية أزاء العراق والعراقيين تساؤلات عراقية نق ...
- مشهد العراق بين العروبة الوطنية والقومية العربية ..كيف يفهمه ...
- العولمة : الموضوعي والذاتي في المشهد العربي الراهن
- زعماء العراق : نهايات تراجيدية وقبض على صدام ذليلا عند الفجر ...
- النخب العربية بين السلطات والجماهير الطوباوية والانغلاق
- العراق الجديد هل من توظيف حقيقي لدروس الدولة الراحلة ؟
- الحوار المتمدن : رؤية تقويمية براغماتية
- المدينة العراقية زحف التناقضات بين ضراوة الدولة وارتباكات ال ...
- الدولة العراقية الجديدة هل من مؤسسات مجتمع مدني بعيدا عن كل ...


المزيد.....




- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعتقل 4 مواطنين و9 إثيوب ...
- اجتياح إسرائيل لرفح قد يكون -خدعة- أو مقدمة لحرب مدمرة
- بسبب استدعاء الشرطة.. مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للت ...
- روسيا تستهدف منشآت للطاقة في أوكرانيا
- الفصائل العراقية تستهدف موقعا في حيفا
- زاخاروفا: تصريحات المندوبة الأمريكية بأن روسيا والصين تعارضا ...
- سوناك: لندن ستواصل دعمها العسكري لكييف حتى عام 2030
- -حزب الله-: مسيّراتنا الانقضاضية تصل إلى -حيث تريد المقاومة- ...
- الخارجية الروسية: موسكو تراقب عن كثب كل مناورات الناتو وتعتب ...
- -مقتل العشرات- .. القسام تنشر فيديو لأسرى إسرائيليين يطالبون ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سيار الجميل - مشروع الارهاب المجنون ينحر العراقيين : هل من ادانات عربية وعالمية ؟؟