أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سيار الجميل - زعماء العراق : نهايات تراجيدية وقبض على صدام ذليلا عند الفجر الاحمر !!















المزيد.....

زعماء العراق : نهايات تراجيدية وقبض على صدام ذليلا عند الفجر الاحمر !!


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 684 - 2003 / 12 / 16 - 07:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 لقد كان السقوط المخزي لصدام حسين ليلة الرابع عشر من ديسمبر 2003 نهاية دراماتيكية سيذكرها التاريخ على امتداد السنين .. ولم تكن تلك " النهاية " التي سقط فيها واحدا من اعتى حكام العراق على امتداد التاريخ ، الا كالنهاية التي سجلها عهده الكريه عندما سقط نظامه سقوطا ورقيا واضمحل من الوجود بين عشية وضحاها ! سألني أحد الاصدقاء عند اندلاع الحرب : ماذا تتوقع من صدام ان يفعل عندما تفلت بغداد من بين يديه ؟ اجبته : الهروب والاختفاء لأنه تربّى على ان يهرب ويختفي ثم يعود من جديد ! ثم عاد الصديق نفسه ليسألني قبل اسبوعين من اليوم : ماذا تتوقع مصير صدام عندما ستطوقه القوات الامريكية ؟ اجبته : انه سيستسلم لهم صاغرا ! عاد ليسألني : الا تعتقد انه سيقاوم حتى آخر نقطة من دمه كما كان يتبجح طارق عزيز ؟ قلت : لا ، ستكون نهايته درامية وكوميدية في آن واحد ! قال : وما ادراك ؟ قلت له : لأنني اعرف بأن اغلب زعماء العراق عبر تاريخ طويل كانت نهاياتهم لا تسر ابدا .. منذ القدم وهم لا يعرفون كيف يحتفظون للتاريخ بنهايات مشّرفة لهم تحفظ كراماتهم وتعز اسماءهم وتبقي على قدر معين من مصداقية ما كانوا يقولونه في خطاباتهم او ما يذيعونه من تصريحاتهم عن الشجعان والرجال والصولات والقتال ..
نهايات تاريخية
     اعود بكم الى التواريخ العتيقة ، ونحن نعرف ما الذي فعله الزعماء الامويون بغيرهم  فنرى كيف كانت نهايات اولئك الزعماء على ايدي رجالات العباسيين وكيف حصدوا حصدا مع كامل اسرهم ولم ينج منهم الا واحدا فر بدينه الى الاندلس !؟ ونحن نعرف كيف كانت نهاية كل زعيم من الزعماء العباسيين بين قتل وسمل بتأثير الفتن وما فعلته السلطة بهم على امتداد عصورهم الثلاثة بدءا بالسفاح وانتهاء بسقوط بغداد ؟ فهناك من الخلفاء من كانت نهايته مخنوقا تحت مخدة ، ومنهم من راح ضحية حبس طويل الامد ، ومنهم من سملت عيونه ومات موتا بطيئا .. الخ وكلنا يعرف ما الذي حل بالاسرة العباسية وزعمائها على ايدي المغول عندما سّلم الخليفة العباسي المستنصر بالله نفسه وكل زوجاته واهله واولاده وبناته .. وآخرين الى هولاكو فذبحهم ذبح الشياه جميعا ، ولم يبق على روح واحدة من الاسرة العباسية الحاكمة ! وجاءت عصور واعقبتها اخرى على العراق كان يوّدع من حين الى آخر زعمائه باسوأ الاحداث الدراماتيكية سواء في العهد الايلخاني او على عهود السلاجقة والبويهيين والتركمان وصولا الى الصفويين والعثمانيين وبدايات القرن العشرين .. كم وجدنا من نهايات مؤلمة وتراجيدية لزعماء طيبين ذهبوا ضحايا غدر او شهداء كر وفر كذاك الذي دهن جسده بالسمن والعسل وربط عاريا على عمود في صحراء ايام الصيف القائضة ليموت موتة شنيعة عندما اجتمعت عليه الحشرات .. او نهايات حتمية لزعماء طغاة حكموا العراق بقسوة متناهية وكانت تلك النهايات سوداء كالحة كذاك الذي اقتحموا عليه قصره وجروه من رجليه حيا وربطوا احدى رجليه بحبل وسحبوه في الشوارع والازقة حتى مات !
زعماء معاصرون ونهايات مفجعة
    قبل خمس واربعين سنة من اليوم ، ثار العسكريون من الضباط العراقيين على نظام الحكم الملكي في العراق  ، وابيدت الاسرة المالكة العراقية ولم تسلم حتى الملكة نفيسة العجوز من القتل الى جانب حفيدها فيصل الثاني وولدها ولي العهد الامير عبد الاله ورئيس الوزراء نوري باشا السعيد  ومن معهم .. ولم يقاوموا الثائرين ابدا حقنا للدماء وسلموا انفسهم ليقتلوا ، وقد سحبت جثة كل من عبد الاله ونوري لتسحلا في شوارع بغداد وتقطعا تقطيعا في يوم 14 تموز / يوليو 1958 .. لم يختبأ الملك وخاله واسرته بل نفذا امرا بتسليم انفسهم للعراقيين وصار الذي صار .. اما نوري ، فلقد هرب من قصره وكشف عن شخصه بعباءة نساء ولما احس ان امره قد كشف سحب مسدسه وقتل نفسه .. فسحلت جثته ومثّل بها وديست بالسيارات .. وقد حدث كل ذلك على ايدي العراقيين ! وقبل اربعين سنة بالضبط ، اي في العام 1963 ، قاد البعثيون انقلابهم الدموي ضد حكم الزعيم عبد الكريم قاسم قائد ثورة 14 تموز / يوليو 1958 ضد الملكية ، وبقي قاسم يقاوم من وزارة الدفاع حرمة الانقلابيين ، ولكنه قبل ايضا الاستسلام وهو يدرك بأن خصومه سوف لن يرحمونه ابدا .. وحتى يومنا هذا يثير استسلامه تساؤلات عدة ، كيف قبل ان يسّلم نفسه حيا لجلاديه وبطريقة مهينة .. وكالعادة ، اجرى الانقلابيون الدمويون محاكمة صورية مزيفة وحكموا على قاسم وثلاثة من اعوانه بالاعدام رميا بالرصاص واعدموا فورا في استديوهات الاذاعة العراقية ، وحملت جثثهم ودفنوها ليلا ، ولكن كان هناك من نبش قبر قاسم واخرج جثته ورماها في مياه دجلة .. وكما لم يعرف لنوري السعيد قبرا ، لم يعرف لعبد الكريم قاسم قبرا بين القبور !
نهاية مذلّة ومهينة عند الفجر الاحمر
     نعم ، لقد اعتقل صدام حسين اليوم وهو لا يمكن ان يقترب ابدا  في التشبيه من زعماء آخرين  حكموا العراق في القرن العشرين نظرا لبشاعة ما اقترفه بحق العراق والعراقيين .. وسجل في هذه اللحظة التاريخية اسوأ موقف مذل لدكتاتور طاغية لم يكسب الا الحقد ولم يحصد الا الكراهية من قبل ابناء شعبه .. اذ تبين منذ وصوله للسلطة انه عدو لدود للعراق والعراقيين ، واذا كان الامريكيون قد قبضوا عليه في ليلة الفجر الاحمر من دون العراقيين ، فهذا موقف افجع بكثير مما لو وقع بايدي ابناء شعبه ! ان سقوطه اليوم قد فتح اليوم عليه جملة من الصفحات التي ستزيد من فضائحه التاريخية . ان نهاية الطاغية صدام حسين التي جاءت اليوم على طبق من ذهب بعد حوالي ثمانية شهور من سقوط النظام وانهيار الدولة انما هي نهاية اعتقد بأن ملايين العراقيين كانوا ينتظرون هذه اللحظة التاريخية النادرة التي لم يكن احد ليصدق قبل عام من اليوم بأنها ستحدث امام عينيه خصوصا وانه كان يسمع صدام ليل نهار وهو يتبجح بكل صلافة ويهدد ويتوعد ليس من يقف يعارضه من ابناء شعبه ، فابناء شعبه لا يعرف مصيرهم اذا ما شم بأنهم يخالفونه ، بل انه كان يتوعد الامريكان ويهددهم حتى في عقر دارهم ، وكان يعلن مرارا وتكرارا بأنه سيمحق الاعداء في صبح ومساء ويدعو جنرالات جيشه بالثبات بوجه العدوان .. ويوزّع النياشين والانواط على الرجال الشجعان .. بل ويعد نفسه شجاعا لن يستسلم ، وكم انتقد غيره من القادة والزعماء العرب واستخدم ضدهم اسوأ الاوصاف باعتبارهم لا يقاتلون ولا يناضلون ولا يقفون بوجه الاجنبي .. وكم سمعناه في خطاباته ينفخ نفسه بالامجاد والقوة والعزة والكرامة .. الخ
ستبقى صورته مشّوهة
     وأخيرا ، سقط صدام حسين سقوطا مضحكا ومذلا لا يمكننا ان نتخّيل هذا الرجل الذي شكلّ رعبا مخيفا للعراقيين يغدو بكل بساطة بايدي الجنود الامريكيين ؟؟ هل عجز ان يقف ولو مرة واحدة وقفة شريفة امام التاريخ ليقاتل ليس دفاعا عن وطن قاده سنوات طوال وجعله حطاما .. بل دفاعا عن كرامته كزعيم عراقي حكم العراق لمدة اربع وثلاثين سنة .. فهل من المعقول ان يحدث هذا لرجل حقيقي بين الرجال ؟ وهل حدث مثل هذا لقائد عرفنا بأنه كان يجهل طبيعة بلده واصالة اهله قبل معرفة العالم ومتغيراته .. ولكننا لم نكن نعرف بأنه يمتلك مثل هذه النفس الانوية الانهزامية المجردة من كل معاني الكرامة والعزة التي وجدوها بمثل هذه الصورة  وقد حشرت نفسها في قبو حقير ! الم يكن بمقدوره وهو الذي كان يتمثل دوما متبجحا بابطال تاريخنا ان يقاتل في شوارع بغداد حتى يقتل ؟ الم يصدّق كل اتباعه والمعجبين به حتى اليوم ان الهارب جبان ولم يمتلك ذرة واحدة من الشجاعة !؟ وكلمة واحدة ينادي بها كل العقلاء المنصفين متسائلين : الم يكن بمقدوره ان ينهي حياته قبل ان يقع في قبضة اعدائه ؟ لماذا لم يفكر ولو لمرة واحدة بصدق وشجاعة ؟ ماذا لو كان على صواب ولو لمرة واحدة في حياته المليئة بكل المفاجئات ؟  لقد جاء سقوطه مذلا مهينا .. ولم يكن ذلك على توقعاتي بأمر غريب ، وانا واحد من الذين توغلوا في تاريخ العراق .. ولم اطلب منكم الا ان تتوقعوا المزيد وتتساءلون قائلين : كيف ستكون نهاية هكذا زعيم اسمه صدام حسين !



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النخب العربية بين السلطات والجماهير الطوباوية والانغلاق
- العراق الجديد هل من توظيف حقيقي لدروس الدولة الراحلة ؟
- الحوار المتمدن : رؤية تقويمية براغماتية
- المدينة العراقية زحف التناقضات بين ضراوة الدولة وارتباكات ال ...
- الدولة العراقية الجديدة هل من مؤسسات مجتمع مدني بعيدا عن كل ...
- متى يلد التاريخ عراقا جديدا ؟ بلاد بسبعة ارواح بحاجة الى كار ...
- محمد أركون مفهوم - الانسنة - ومشروع - الاسلاميات التطبيقية - ...
- مزامنات التحّدي الامريكي والاستجابة العربية اثر تجربة عراق م ...
- الثقافة العربية اليوم تأكل ابداعاتها !! عفونة واوبئة وابتذال ...
- شحوب الفكر العربي المعاصر رؤية معمقة من اجل استعادة الامل ال ...
- نقد كتاب عبد الرحمن منيف العراق : هوامش من التاريخ والمقاومة ...
- رموزنا العراقية : علم ونشيد وشعار هل تؤسسون بدائل لها ام تست ...
- خصوصيات العراق ومتغيراته متى تفهمها الدواخل وتدركها الاطراف ...
- اعادة اعمار العراق اقتناص الفرصة التاريخية السانحة
- تحية خاصة الى الدكتور محمد صادق المشاط شاهد الرؤية العراقية ...
- كم بدت السماء قريبة منكن يا نسوة العراق ! المرأة : الاغتراب ...
- نعم ، العراق في مأزق حقيقي .. ولكن ؟؟ تحليلات معمّقة ومعالجا ...
- هل من مشروع استعادة حقيقية للحداثة العراقية ؟؟ المؤجل والطمو ...
- الثقافة العراقية : من الاغتراب السياسي الى التأصيل الاجتماعي ...
- العراق والعبث باخلاقيات مهنة الصحافة !! رسالة الى رئيس تحرير ...


المزيد.....




- Lenovo تطلق حاسبا متطورا يعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي
- رؤية للمستقبل البعيد للأرض
- درون روسي -يصطاد- الدرونات الأوكرانية بالشباك (فيديو)
- صحيفة أمريكية تشيد بفاعلية درونات -لانسيت- الروسية
- الصين تستعد لحرب مع الولايات المتحدة
- كيف سيؤثر إمداد كييف بصواريخ ATACMS في مسار العملية العسكرية ...
- ماهي مشكلة الناتو الحقيقية؟
- هل تغرب الشمس ببطء عن القوة الأمريكية؟
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /30.04.2024/ ...
- كيف تواجه روسيا أزمة النقص المزمن في عدد السكان؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سيار الجميل - زعماء العراق : نهايات تراجيدية وقبض على صدام ذليلا عند الفجر الاحمر !!