أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سيار الجميل - جامعة الدول العربية أزاء العراق والعراقيين تساؤلات عراقية نقدية مشروعة عن مهمة وفد الامانة العامة !















المزيد.....


جامعة الدول العربية أزاء العراق والعراقيين تساؤلات عراقية نقدية مشروعة عن مهمة وفد الامانة العامة !


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 693 - 2003 / 12 / 25 - 12:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


    تابعت مؤخرا بين يوم وآخر جولة وفد جامعة الدول العربية الى العراق وقد مثّله بعض الشخصيات من الموظفين الذين يعملون في الامانة العامة للجامعة .. ولا ادري ما فائدة زيارة هذا الوفد للعراق ؟ سمعت انه جاء كي يتقّصى الحقائق ؟ واي حقائق ؟ لا ادري ! وكأن بيده مقاليد الشرق الاوسط !  وسمعت بأنه جاء يلتقي اعضاء مجلس الحكم الانتقالي في العراق رسميا وانطلق كي يلتقي الاحزاب والجماعات والقوى السياسية ! وسمعت بأن مهمته ليست سياسية ولا تحمل معها اي مشروع  او افكار .. وسمعت وقرأت غيرها من الاسباب الساذجة وحاولت بعض اجهزة الاعلام العربية وبعض الفضائيات الداعرة ان تلعب لعبتها ايضا بخلق فجوة او جفوة بين الوفد ومجلس الحكم الانتقالي ، فلم تفلح اذ رد رئيس الوفد بقوله : انه قد منح والوفد المرافق له حرية التنقل في ارجاء العراق والالتقاء بمن يريدون ! ولكن ؟
ماذا يريدون من العراق والعراقيين ؟
       أكد السيد أحمد بن حلي نائب الامين العام لجامعة الدول العربية رئيس وفدها الى العراق ان الزيارة الحالية الي العراق تندرج في اطار تضامن الجامعة الكامل مع الشعب العراقي في أزمته الحالية، معترفاً بتأخر الجامعة العربية في الاضطلاع بدور فاعل في العراق ! واوضح في حديث خاص للصحف العربية : ان الجامعة العربية تقف الي جانب الشعب العراقي في اطار المشاركة في العملية السياسية لنقل السلطة الي العراقيين مشدداً علي ضرورة توخي مصلحة الشعب العراقي في هذا الاتجاه وما يراه مناسباً. مذكراً بالقرار الصادر في التاسع من ايلول (سبتمبر) الماضي الذي طالبت فيه الجامعة العربية بوضع جدول زمني لنقل السلطة وإنهاء الاحتلال. ورأي بن حلي ان اربعة محاور اساسية تعمل الجامعة علي تحقيقها حالياً اولها عمل الجامعة لتمكين العراقيين من استعادة السلطة والثاني انهاء وسحب قوات الاحتلال وفق جدول زمني محدد والثالث المساهمة في اعادة اعمار العراق في شتى مجالات الحياة اما الرابع فهو المحافظة علي وحدة العراق وسلامته الاقليمية وهويته العربية. واشار الي ان جولة الوفد تأتي في خضم التداعيات الحالية في الساحة العراقية وبقصد كشف النقاب عن كثير من القضايا العالقة في اذهان العراقيين، قائلاً ان الوفد يعتزم الاستماع عن كثب لطروحات تمثل جميع اطياف الشعب العراقي من شماله الي جنوبه كي يتسني للوفد اجمالها بتقرير موحد لوضعه علي طاولة القمة العربية المقبلة. ورداً علي سؤال بشأن عدم اعتراف الجامعة العربية بمجلس الحكم الانتقالي ثم عادت الي الاعتراف به بعد حين وصف بن حلي الامر بحاجته الي المزيد من المداولة والنقاش ومن ثم اتخاذ القرار المناسب بشأنه بعد ان تبلورت آراء اثنين وعشرين دولة عربية بهذا الاتجاه. مشيراً الى دور الجامعة في فتح الطريق امام مجلس الحكم الانتقالي بالمشاركة في مؤتمر الدول الاسلامية والامم المتحدة. وفيما يخص محاكمة صدام حسين شدد بن حلي علي ان رأي الجامعة يتوافق مع رأي الشعب العراقي في محاكمة صدام حسين سواء كانت محكمة عراقية او دولية مؤكداً ان القرار يخص الشعب العراقي.
مناقشة النص لاكتشاف مدى مصداقيته
    انني اسأل الاخ بن حلي : هل انتم من القوة والمقدرة السياسية على ان تثبتوا للعالم انكم اهلا للعراق والعراقيين بعد كل الذي فعلتموه باسم الجامعة العربية بتأييدكم المبطن او خشيتكم او تذبذبكم ازاء صدام حسين وكان العراقيون يواجهون الحرب مع اعتى جيوش العالم ؟ جئتم متأخرين يا اخي بن حّلي .. ولكنكم اضعف من ان تنقلوا السلطة الى العراقيين ، اذ اعتقد انكم اضعف بكثير من العراقيين بالتحدث الى الامريكان في شأن يخص العراقيين اصلا ! وسواء اصدرتم قراركم في سبتمبر الماضي ام لم تصدروه حول سيادة العراق ، فثمة اجندة متفق عليها سوف لا يقّدم قراركم ولا يؤخر من ذاك الذي رسمه المحتلون ، فجدولكم الزمني لا يرجى منه اي فائدة بانهاء الاحتلال وجامعتكم صفر على الشمال ! لقد اضحكتني جدا محاوركم الاربعة التي استوحيتها كما يظهر من الاخ عمرو موسى ودعني اعلق على كل واحد منها ما دامت جامعتكم العتيدة تعمل على تحقيقها حاليا : اولا ، ما هي الياتكم في تمكين العراقيين من استعادة السلطة اذا ما بدأ العراقيون اساليبهم الجديدة في حياتهم السياسية في ضوء الدستور والانتخابات ؟ هل تريدونها سلطة عسكر او سلطة عائلة ام سلطة حزب واحد ام سلطة دكتاتور .. الخ ثانيا اسألكم بالله يا اقطاب الجامعة العربية هل باستطاعتكم انهاء وسحب قوات الاحتلال وفق جدول زمني محدد ؟ فدول العالم كلها واقعة في خضم العصر الامريكي الا اذا كنتم اقوى من ذلك العصر !  لماذا كنتم وما زلتم تقولون عكس ما تفعلون ، فانتم اضعف من ان تتنفسون في ضباب هذه المرحلة الصعبة ! فلماذا خداع الجماهير العربية والعراقيين في مقدمتهم ؟ ثالثا : كيف يكون باستطاعة الجامعة العربية ان تعمل في اعادة اعمار العراق في شتى مجالات الحياة وانتم اوهى من فعل عشر معشار ذلك ، فمليارات عراقية لم تزل في بنوك دول عربية لم تستطع جامعة الدول العربية حتى في تقديم مساهمة من نوع ما وتصريح لصالح العراقيين من اجل ارجاع ثرواتهم المنهوبة الى اليهم ، فكيف تعيدون اعمار العراق ؟ رابعا : لا ادري اي السبل التي ستتبعها الجامعة في المحافظة على وحدة العراق وسلامته الاقليمية وهويته العربية .. اذا كانت جيوش دول عربية لم تستطع ان تحافظ على وحدتها وعلى سلامتها الاقليمية .. فهل نصّدق اكاذيب جامعة الدول العربية ؟
   الحقيقة ، انكم جئتم لتستطلعوا الاوضاع وتكتبوا تقريركم الانشائي ( الذي نحرص نحن العراقيين ان نتفحص معلوماته كاملة  ) لكي تضعونه على طاولة القمة العربية المقبلة .. وليكن ، لماذا لا ؟ ضعوه ولكن ما فائدته اذا كنتم سابقا قد اسهمتم عن قصد وسبق اصرار في منع ادراج مبادرة سمو الشيخ زايد في مؤتمر شرم الشيخ في محاولة لسحب البساط من حافات الحرب ؟؟
ما نفع هذه الزيارة البائسة ؟
    انني أسأل هذه الجامعة العربية وامانتها العامة قبل كل شيىء : ما نفع مجيىء وزيارة هذا الوفد بمن مثّله من رئيس واعضاء الى العراق اليوم ؟ جاء الوفد وانتقل من مكان الى آخر ليلتقي هؤلاء ويجتمع باولئك واستمع واصغى وهز اعضاؤه رؤوسهم  ولكن لم اجد بيد اي عضو من اعضاء الوفد قصاصة ورق يسجل عليها ملاحظاته أو أي معلومات وافكار ومقترحات ..  جاء من اجلها لكي يسمعها من العراقيين في دارهم .. لم اجد الا رئيس الوفد علي بن حلّي وهو مساعد الامين العام يبتسم لهذا وذاك ويستمع الى مجموعات لا تعد ولا تحصى من قوى سياسية ودينية عراقية ظهرت للوجود بعد التاسع من ابريل 2003 ! ومن المؤكد ان الوفد العربي جاء في زيارة لدولة عربية لم تكن اصلا عضوا مؤسسا في منظمة كهذه الجامعة فحسب ، بل جاء للعراق الذي انبثقت منه فكرة الجامعة نفسها في العام 1945 على ايدي رجالاته الاوائل وما كان المؤسسون العراقيون الاوائل من التفاهة والسذاجة والبلاهة والبلادة حتى يتخيلون يوما بأن وفدا من هذه المنظمة جاء ليؤدي مهمة دعائية وكأنها اسقاط فرض لا نفع فيها ابدا للعراق المحتل !
    وأسأل بدوري ايضا : هل جاء الوفد كي يطمئن على ان في العراق حكومة انتقالية نصبها الامريكيون لمرحلة معينة حتى يتم انتخاب الشعب لحكومته الجديدة ؟ وهل استطاع هذا الوفد المبّجل ان يسجل امنيات العراقيين بمختلف اطيافهم وامالهم السياسية لينقلها الى ردهات الجامعة وصالة المؤتمرات وغرف العمليات فيها من اجل ان تتفانى هذه الجامعة العربية بكل جوارحها في ايجاد حلول عملية لمشكلات لا تعد ومعضلات لا تحصى في حياة العراق والعراقيين ؟ وهل جاء الوفد وبيده مقترحات ومشروعات ليعرضها ويناقشها ان كان قد حمل عشر معشار ما يمكننا تصوّره ؟ فالمعروف ان هناك قوى تحالف دولية تهيمن على مقاليد الامور في العراق ولا يمكن لا لهذه الجامعة ولا لغيرها ان تقدم حتى مجرد مقترحات تافهة لن يسمعها أحد  !
اين كنتم من تفعيل مبادرة الشيخ زايد ؟
     وأسأل جامعتنا العربية بعد خراب البصرة : لماذا بقيت مواقف الامانة العامة رجراجة تافهة ومسطحة ازاء العراق والعراقيين في مواجهتهم للحرب ، وهي تدرك انها حرب ليست اقليمية او حدودية كبقية الحروب ؟؟ لماذا لم تبادر الجامعة بتقديم اي مقترح او تفعيل اي مبادرة من اجل ان تكون صاحبة قرار ملزم من قبلها وهي التي تضم كل الدول العربية لايجاد مدخل لأي حل عملي او محاولة ايجاد حل عملي بازاحة صدام حسين وحكومته عن السلطة او منفذ لخلق اي سلطة مؤقتة بديلة ( حتى لو جاءت الجامعة العربية نفسها بديلا ) ؟؟ اسئلة عدة لابد ان نواجه بها هذه الجامعة الماكرة وخصوصا عندما تغاضت عمدا عن مشروع دولة الامارات العربية المتحدة لتجنب الحرب ! فالكل يسأل الجامعة العربية اليوم : لماذا نجحت في تغييب مبادرة الشيخ زايد الشهيرة في قمة شرم الشيخ الأخيرة التي سبقت الحرب الأميركية على العراق، إذ قدم الاخوة الإماراتيون من خلال تلك القمة العربية مبادرة الشيخ زايد الوحيدة لحل الأزمة العراقية. وكانت المبادرة تقضي بأن يتخلى الرئيس العراقي صدام حسين عن القيادة هو وأركان حكومته ، مقابل توفير ضمانات شخصية، أمنية ومالية وقضائية لهم، ونقلهم للعيش في مكان آمن، واقتراح بدائل عملية عربية وضمانات سياسية دولية للعراق من اجل تجّنب الحرب.. لكن المبادرة لم تدرج من قبل الامين العام في جدول أعمال القمة للنقاش، فأعتبر ذلك موقفاً سلبياً تجاه دولة الامارات من قبل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بالذات . ولعل السيد الامين العام قد صادف من المشكلات بينه وبين عدة دول عربية بسبب مواقفه وتصريحاته السياسية ما جعله يختلف بذلك عن غيره من الامناء العامين السابقين الذين سبقوه في هذا المنصب الذي يستلزم ان يكون مستقل الارادة والقرارات استقلالا كاملا . فهل سيضطر عمرو موسى لأن يتنقل بين عاصمة عربية وأخرى، حتى يصلح من المشكلات التي يوقع الجامعة فيها بتصريحاته الكثيرة غير الحيادية ، ومواقفه التي تتجاوز دور الأمين العام للجامعة.
احتضار جامعة الدول العربية !
    بقي العراق ابان النظام السابق وخلال عقد التسعينيات على وجه الخصوص  يناشد هذا وذاك في ان يزوره الامين العام السابق للجامعة الدكتور عصمت عبد المجيد .. وكان الاخير يزور الكويت دوما ولا يزور العراق وبدوره لم يستطع ان يحل او يربط اي شيىء  .. وكنت اسمع حتى في بعض مؤتمرات بيروت من كان يطالب علنا بتلك الزيارة للعراق ولا مجيب ابدا .. وكنت ادرك بأن النظام السابق كان يطمع بالتعاطف العربي لتوظيف ذلك اعلاميا ليس الا .. وحسنا فعل عصمت عبد المجيد .. وعندما تسّلم عمرو موسى مسؤولياته ( الضخمة ) للجامعة والتي عّول فيها الناس من مسؤولين وساسة واعلاميين ومثقفين عرب على الرجل في احداث تبديل جذري فيها .. كتبت في جريدة النهار وقت ذاك مقالة عنونتها بـ " احتضار جامعة الدول العربية " ، فقامت قيامة البعض وهاجمني البعض الاخر باعتبار ان الجامعة نشيطة وممتازة وتمارس قوتها الفعلية ، وكانت قناعتي  معاكسة ، فمنذ اربعين سنة فقدت الجامعة مصداقيتها عربيا ودوليا ..
     ومرت الايام وبرغم ما بذله  الاخ عمرو موسى الا ان آماله خابت لأنه ببساطة لم يكن حياديا في معالجة الوضع العراقي ابدا ، وثمة قناعة لابد ان يعتمدها الناس متخلصين من اوهامهم بأن هذه الجامعة برغم سمو اهدافها ونبل غاياتها ، الا انها لا تستطيع ان تبلغ الحد الادنى من ذلك كله . وان قضايا ومشكلات ومعضلات عربية مزمنة وعتيقة بحاجة الى جامعة الدول العربية.. ولكن لا يمكن لمثل هذه الجامعة الميؤوس منها ان تفعل شيئا غير اطلاق تصريحات ساخنة واطلاق بيانات لف ودوران وانشطة دعائية لا تصلح الا كاريكاتيرات صحف سياسية ! بدليل ان واقع هذه الجامعة لم يعد السكوت عليه ابدا ، فهي جزء لا يتجزأ من واقع عربي تعيس في جوانبه السياسية وليس له اليوم اي مكانة معتبرة ولو بسيطة في كل ارجاء العالم على الاطلاق !
     وعليه ، فلقد سمعت مؤخرا بأن ندوة اقيمت في بيروت قبل ايام من اجل اصلاح جامعة الدول العربية .. ولكن هيهات ان يصلح العرب ما افسده الدهر ، وليس امام العرب الا تشييع هذه المنظمة الكسيحة الى مثواها الاخير بعد ان اثبت الواقع عجزها عن الاداء والفعالية والحيادية والشفافية .. وان يقوم العرب مباشرة بترتيب شؤونهم  من جديد من اجل تأسيس منظمة مستحدثة لها دور من نوع آخر تمثلها الحكومات والشعوب معا .. فلقد كانت جامعة الدول العربية تمثلها الاجهزة الرسمية العربية وتعكس عليها كل تبايناتها .. ووصل الامر اليوم الى ان العرب الرسميين لم يعد يعلقوا اي امل على هذه المنظمة ، فثمة ما يخيف العرب اليوم ومنذ الحادي عشر من سبتمبر 2001 !  وعليه ، اعيد واكرر ما كنت قد نشرته سابقا بأن جامعة الدول العربية في حالة احتضار ، ولم يعد لها اي فاعلية سياسية او فنية على المستوى المؤسسي او المستوى القومي ! 
ما الذي يمكنني قوله للعراقيين ؟
    حسنا فعلتم اخوتي العراقيين ، وحسنا تصّرف مجلس الحكم الانتقالي باتاحة الفرصة للوفد ان يملأ رحلته بالزيارات والمقابلات وعقد اللقاءات بكل القوى السياسية والوان الطيف العراقي  .. وشكرا للعراقيين الذين قاموا باداء واجب الضيافة للاخوة العرب من اعضاء الوفد الذين استعجلوا الوصول الى ارض بلاد الرافدين ليحسموا الامور المعّلقة والتي كانت تنتظرهم بالفعل .. ولم يغادروا حتى عاد العراق حرا طليقا بكل سيادته ومكانته بين الامم .. ذلك ان مكانته لم تزل مهزوزة  في اروقة الجامعة العربية ! وكان على العراقيين ان يشكروا الوفد الذي تجشم عناء السفر ليقف على حقائق عراقية .. وانا واثق كامل الثقة بأن المساكين من اعضاء الوفد الذين اخذوهم يمينا وشمالا ما زالوا لا يميزون بين المقاومة والارهاب ! كما وانهم لم يفرزوا مشكلات المثلث السني او المربع الكردي او المستطيل الشيعي .. وهم يتعاملون  ليس مع مصطلحات بل مع حقائق متشابكة ومختلطة ومعقدة لم يفهمومها اصلا ، فكيف باستطاعتهم ايجاد حلول لها !
     واعود اليكم ايها العراقيون الذين ما زال منكم من هو ساذج سياسيا حتى اليوم ويا للاسف الشديد : هل تعتقدون بأن احاديثكم الجادة ولقاءاتكم المكثفة واهتماماتكم التي فاقت التصور بهذا الوفد الذي يقوده بن حّلي .. انه قد فهم شيئا يذكر من اختلاط الاوراق العراقية بالشكل الذي هي عليه الان ؟ وهل تعتقدون بأن جامعة الدول العربية لها من القوة والشجاعة السياسية على المستوى العربي والاقليمي والدولي ان تبارك اعمال ( المقاومة ) ضد الولايات المتحدة الامريكية وقوى التحالف معها ؟ وهل تعتقدون – كما يعتقد الساذجون السياسيون – من شتى اصناف التيارات المتنوعة في هذا العالم  العربي ان باستطاعة الجامعة تقديم حلول ومشروعات سياسية متكاملة يمكن ان تعد اجندة عمل للعراقيين في تشكيل العراق الجديد ؟؟ ايها العراقيون : ثقوا بأن اعضاء الوفد قد نسوا وهم يغادرون حدودكم كل ما سمعوه من طنينكم وتذمركم  .. بل وربما قالوا : ما لنا وهذا الوضع ؟ او تضاحكوا في ما بينهم كالعادة السمجة التي يشتهر بها العرب ازاء نكباتهم في ما بينهم .
      كونوا اذكياء كما عهدكم تاريخكم ايها العراقيون ، فأنتم الوحيدون الذين ستحققون امنياتكم .. وانتم فقط الذين يمكنكم العمل السياسي او غيره من اجل نيل سيادتكم واستقلالكم .. وانتم وحدكم فقط الذين ستعملون على حل مشكلاتكم .. ان جامعة الدول العربية ممثلة بوفدها المحترم سوف لن تفعل شيئا ما عدا اللهم  كتابة تقرير انشائي مليىء بالاخطاء ووجهات النظر لا المعلومالت الحقيقية .. ناهيكم عن اخبار صحفية وسحب صور تذكارية او اذاعة اخبار تلفزيونية ملونة كما جرت العادة العربية .. وما كانت لتصنع شيئا ذي بال حتى لو تشّرف الامين العام نفسه السيد عمرو موسى بترأس الوفد واعتقد بأن هذا هو جزء من واجبه ازاء الامة العربية وقضاياها المصيرية ، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه ابدا مع العذر .. وهنا لابد من اسداء الشكر والتقدير على الجهود التي بذلتها جامعة الدول العربية وعلى مواقفها من الشعب العراقي في مسيرته المنكوبة على امتداد اربعين سنة ومواقفها من شعوب اخرى  .. ووصيتي للاخوة العراقيين ان يترفعوا جدا في التعامل مع من لم يقف معهم في محنتهم ، بل ومع من لم يتجرد ليدرج مبادرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي تعتبر الوحيدة والشجاعة العربية وسط صمت رحاب تلك الجامعة التي لا تمثلها الا الاصنام المتحجرة والمتخشبة ! وكذلك اناشد العراقيين ان كانوا بحاجة لأمر ما من العرب وجامعتهم فليسألوا من دون ان يكلفوا انفسهم طرق الابواب العربية .. ليسألوا اصحاب الشأن الامريكان ، فهم الوحيدون الذين باستطاعتهم املاء الشروط على تلك الجامعة وممثليها .. وان التاريخ سيسجل باحرف داكنة سوداء مواقف جامعة الدول العربية منذ تأسيسها حتى اليوم من شعب العراق وقضاياه .. فالشعب هو صاحب المصالح الحقيقية والمصيرية مع تبدل السلطات والانظمة السياسية .. وهذه المعادلة لم تدركها حتى يومنا هذا تلك الجامعة الهزيلة التي عاشت حياتها كلها في ظل الوصاية عليها .
واخيرا : ماذا اقول ؟
     وآخر ما يمكنني قوله للعراقيين والاخوة العرب : انكم لابد ان تكونوا بانتظار نتائج زيارة هذا الوفد الى العراق ، وهل باستطاعة هذا الوفد ان يوصي منظمته بما سمعه وشهده من العراقيين الذين صحيح كونهم يرزحون اليوم تحت الاحتلال ، ولكنهم كانوا يعيشون الى امد قريب في ظل حكم جائر رحل بعد ان ترك تركة ثقيلة لا يمكن تخيلها وتخيل اوضارها ، متمنين ان تتحقق امنيات العراقيين باعادة بناء العراق واستعادة دوره الحيوي في المنطقة والعالم باسره وخلق الاستحقاقات الموعودة وتكوين النظام السياسي الدستوري الجديد .. والوقوف الى جانب الشعب العراقي في الخلاص من كل آثام الحروب المأساوية والانتصار على كل التحديات وصيغ الاحتلال من خلال الاستقلال والسيادة والدستور وتحقيق فرص الديمقراطية والاعمار وتجديد كل المؤسسات في المجتمع المدني .. فهل سيتحقق ذلك من قبل جامعة الدول العربية ؟ انني اشك في ذلك !
        



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشهد العراق بين العروبة الوطنية والقومية العربية ..كيف يفهمه ...
- العولمة : الموضوعي والذاتي في المشهد العربي الراهن
- زعماء العراق : نهايات تراجيدية وقبض على صدام ذليلا عند الفجر ...
- النخب العربية بين السلطات والجماهير الطوباوية والانغلاق
- العراق الجديد هل من توظيف حقيقي لدروس الدولة الراحلة ؟
- الحوار المتمدن : رؤية تقويمية براغماتية
- المدينة العراقية زحف التناقضات بين ضراوة الدولة وارتباكات ال ...
- الدولة العراقية الجديدة هل من مؤسسات مجتمع مدني بعيدا عن كل ...
- متى يلد التاريخ عراقا جديدا ؟ بلاد بسبعة ارواح بحاجة الى كار ...
- محمد أركون مفهوم - الانسنة - ومشروع - الاسلاميات التطبيقية - ...
- مزامنات التحّدي الامريكي والاستجابة العربية اثر تجربة عراق م ...
- الثقافة العربية اليوم تأكل ابداعاتها !! عفونة واوبئة وابتذال ...
- شحوب الفكر العربي المعاصر رؤية معمقة من اجل استعادة الامل ال ...
- نقد كتاب عبد الرحمن منيف العراق : هوامش من التاريخ والمقاومة ...
- رموزنا العراقية : علم ونشيد وشعار هل تؤسسون بدائل لها ام تست ...
- خصوصيات العراق ومتغيراته متى تفهمها الدواخل وتدركها الاطراف ...
- اعادة اعمار العراق اقتناص الفرصة التاريخية السانحة
- تحية خاصة الى الدكتور محمد صادق المشاط شاهد الرؤية العراقية ...
- كم بدت السماء قريبة منكن يا نسوة العراق ! المرأة : الاغتراب ...
- نعم ، العراق في مأزق حقيقي .. ولكن ؟؟ تحليلات معمّقة ومعالجا ...


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سيار الجميل - جامعة الدول العربية أزاء العراق والعراقيين تساؤلات عراقية نقدية مشروعة عن مهمة وفد الامانة العامة !