أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - عام الخسارات الفلسطينية والعربية/ العظماء يرحلون بصمت!!!















المزيد.....

عام الخسارات الفلسطينية والعربية/ العظماء يرحلون بصمت!!!


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2371 - 2008 / 8 / 12 - 10:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


في حصاد عام غير مكتمل خسر العالم العربي عامة والشعب الفلسطيني خاصة،ثلاثة من عمالقة السياسة والفكر والثقافة،ثلاثة لهم بصماتهم الواضحة في هذه المجالات،وهم بحق رواد وحملة مشاريع سياسية وفكرية وثقافية،وبفقدانهم سنلمس ونرى حجم الفراغ الكبير الذي تركه غيابهم على مستقبل هذه المشاريع،وكل واحد من هؤلاء العمالقة،هو بحد ذاته مدرسة جامعة في الفكر والسياسة والثقافة والنضال.
وأول من ترجل من هؤلاء العمالقة في بدايات العام الحالي،هو الرفيق القائد والمؤسس الحكيم جورج حبش(حركة القومين العرب ولاحقاً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)،هذا العملاق الذي بقي مسكوناً بهاجس العودة لفلسطين وحب فلسطين،حتى وهو على فراش الموت،كان يحلم بتحقيق حلمه بالوحدة وإزالة الحواجز المصطنعة التي أقامها الاستعمار قسراً بين أقطاره،وبقي ملتحماً بهموم وقضايا شعبه،وكان بمثابة الضمير والبوصلة لهم،وكان صلباً وعنيداً في مواقفه والدفاع عن قضايا شعبه وحقوقه،ربط عودته لفلسطين بعودة أبناء شعبه لقراهم ومدنهم اللواتي شردوا وطردوا منها، ورفض بكل عنفوان دخول فلسطين تحت راية العلم والبوابة الإسرائيلية،ولم يهضم العودة لفلسطين من بوابة أوسلو،والذي رأي فيه مشروع لتصفية القضية الفلسطينية،واستثمار متسرع لانتفاضة الحجر الفلسطيني،سيدفع شعبنا الفلسطيني ثمناً باهظا ًله،وها نحن نتلمس نتائجه حالياً،والحكيم الذي بقي طوال عمره قومياً ووحدوياً،اختلف كثيراً من أجل فلسطين وحقوقها وثوابتها مع رفاق دربه ورفاق حزبه،ولكن الحكيم كان دائماً يضع مصلحة فلسطين والهم الوطني العام والمصالح العليا للشعب الفلسطيني،فوق أية اعتبارات ومكاسب حزبية وفئوية ضيقة،ولم يقوده هذا الخلاف أو الاجتهاد،الى تجاوز الثوابت والمحرمات في الشأن الفلسطيني،والتي انتهكها البعض حالياً بشكل سافر وفظ في سبيل وهم سلطة ليس لها من مقومات السيادة شيء،وفي سبيل أهداف ومصالح وامتيازات شخصية وفئوية،ففي ذروة الخلاف مع القيادة الرسمية والمتنفذة لمنظمة التحرير الفلسطينية،ورغم كل الضغوط التي مارستها العديد من الأطراف العربية والإقليمية على الجبهة الشعبية،والتي كان جزء منها متصل بالجغرافيا السياسية،أصر الحكيم على أن تكون منظمة التحرير الفلسطينية العنوان والهوية والبيت الجامع للشعب الفلسطيني،وفي الاقتتال الفلسطيني الداخلي عام 1983 ،أدان بشكل قوي أي استخدام للسلاح في الخلافات والحسم الداخلي الفلسطيني، واعتبر الدم الفلسطيني خط أحمر،
فكانت هذه مبادئ وثوابت الحكيم،وكان يرى أن فلسطين أكبر من كل الأحزاب والتنظيمات،وتحريرها هو مسؤولية عربية جماعية،وهذه كانت قناعته وأفكاره ومشروعه السياسي ،وكان مؤمناً حتى التصوف بأن الصراع مع العدو الإسرائيلي،هو صراع وجود وليس صراع حدود،وأن أية حلول مؤقتة،تتجاوز حق العودة،جوهر البرنامج الوطني الفلسطيني،لن يكتب لها النجاح ولن تصمد أبداً.
والخسارة الثانية والتي كانت في منتصف هذا العام،هي تغيب الموت لأحد أبرز قادة الفكر القومي العربي،المفكر العربي المصري عبد الوهاب المسيري،والذي كان أحد أبرز قادة الفكر المعارض لسياسات وتوجهات النظام المصري، ليس على المستوى السياسي والاقتصادي،بل والفكري والثقافي،وناضل ضد سياسات وتوجهات النظام السياسية،وبالتحديد في قضايا غياب الحريات والديمقراطية والتعددية والفساد وغيرها،من خلال دوره البارز في حركة كفاية المصرية،وكان مدافعاً عنيداً ضد التطبيع والعلاقة مع العدو الإسرائيلي،وكان يرى في هذا الكيان نبتة غربية في خاصرة الوطن العربي،هدفها احتجاز تطوره والسيطرة على مقدراته وثرواته،ومنع أية أشكال وحدوية بين أقطاره،وضرب قوى ممانعته ومقاومته ومعارضته،وإعادة رسم جغرافيته بما يخدم المصالح الإسرائيلية والأمريكية والأوروبية في المنطقة،وكان هذا المفكر إنسان موسوعي في الشأن اليهودي واليهودية والصهيونية،وكأن أحد أبرز وجوه الصراع العربي الإسرائيلي في هذا الجانب،ولعل دراسته في هذا الجانب والمجال من أعمق وأغنى الدراسات التي تكشف حقيقة وأهداف ومرامي ومقاصد الحركة الصهيونية وأطماعها في المنطقة،والتي تغذيها أساطير ومثولوجيا وأيدلوجية دينية وتوراتية مغرقة في العنصرية والتطرف،
وجهده ونضاله الدائم والدؤوب هذا أثمر عن مجموعة من الدراسات الهامة جدا،منها موسوعة"اليهود واليهودية والصهيونية،التي صدرت في ثماني مجلدات،بالإضافة الى موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية التي استغرقت منه نحو ربع قرن،ونشرت تحت عنوان موسوعة"اليهود واليهودية والصهيونية:نموذج تفسيري حديد"،وكذلك"البروتوكولات واليهودية والصهيونية " وغيرها الكثير الكثير.
ومواقف وأراء وأفكار المسيري جعلته هدفاً وعرضه لملاحقات النظام وأجهزته،حيث اعتقل أكثر من مرة نتيجة مواقفه واحتجاجاته على إجراءات وسياسات النظام، في الحد والاعتداء على الحريات العامة وتوريث الحكم وغياب الديمقراطية،وفشل السياسات الاقتصادية وتنامي الفقر والبطالة والجهل والأمية في المجتمع وغيرها.
أما الخسارة الثالثة الكبرى،والتي كانت في شهر آب اللاهب،فكانت خسارة على أهم جبهة في الصراع مع العدو الإسرائيلي،أنها الجبهة الثقافية،والتي كان الشاعر الكبير الراحل محمود درويش أحد أركانها وأعمدتها ،فدرويش كان شاعر الوطن والثورة،شاعر الأرض والحياة،رمز الثقافة الفلسطينية،وأحد رموز الهوية الوطنية لشعبنا،بل أحد أبرز رموز الثقافة الإنسانية المعاصرة ،وهو أحد اهم الشعراء الفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن،وهو من الشعراء الذين ساهموا بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه،وفي شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى ،والشاعر الكبير أمضى سنوات عمره مدافعاً عن الثقافة الوطنية التقدمية لشعبنا،في مواجهة محاولات التبديد والطمس للهوية والثقافة الفلسطينية،ورغم انحيازه الواضح وكفاحه الطويل من أجل تجسيد هوية شعبه وحقه في الحرية والاستقلال،إلا أن إنسانيته العميقة التي ملكت الأرض وأبعادها،ظلت دوماً هي الرابط بين درويش ابن فلسطين البار ودرويش شاعر الإنسانية المعاصر.
ودرويش الذي أدخل مصطلح،عدنا الى المتاح لنا من الوطن،والذي قال رأيه في اتفاق أوسلو،بأن أعلن استقالته من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احتجاجاً على هذا الاتفاق،وحتى لا يغضب الرئيس الراحل أبو عمار،في أثناء حديث له عن اتفاق أوسلو جمعه معه،قال أنا لاجيء وأعيش في فلسطين التاريخية،وهناك الكثير من الأقوام والشعوب توالت على فلسطين وزالت،وهذا مصير الاحتلال وأنا بهذا القول، لا أخرق اتفاق أوسلو يا سيادة الرئيس،والراحل الكبير كان يقول لنا أن نناجي الشهداء،عندما يذهبون الى النوم، بالقول تصبحون على وطن،وكان لديه عشق وحنين للوطن ،وهو الذي قال أحن الى خبز أمي وقهوة أمي،وهو الذي أدان الاقتتال الداخلي وحروب الأخوة الأعداء،وهو الذي صاغ لنا وثيقة إعلان الاستقلال في الدورة التوحيدية في الجزائر 1988،وهو من أوائل الشعراء الذين بشر بهم الأديب الراحل غسان كنفاني كأحد شعراء المقاومة،وهو الذي قال في رحيله الأمين العام للجبهة الديمقراطية نايف حواتمه" يا أخي المقتلع من فلسطين،المترحل من فلسطين....العائد الى فلسطين.... ها أنت ترفعها نحو اللا متناهي،من مبتدأ التاريخ...من آثار الأجداد...من حروف الضاد...عودة اللاجئين المقتلعين للديار".
ان تراث وأفكار هؤلاء القادة والعمالقة،يجب أن تكون جزء من مناهج الدراسة لطلابنا الفلسطينيين والعرب في المدارس والجامعات،ونحن واثقون أن الأمة التي أنجبت هؤلاء العمالقة،رغم الفراغ الكبير الذي سيتركه رحيلهم،إلا أننا واثقون أن هذه الأمة رغم قسوة وصعوبة المرحلة،وما تشهده الأمة من حالة ارتداد وانهيار وتراجع، فلا بد لها من أن تنهض ،فما زالت جذوة الأمل موجودة فيها،ولديها من الإرادات القوية،والقيادات القابضة على مبادئها كالجمر،والتي تحقق المزيد من الانتصارات في العراق ولبنان وفلسطين.
ولكل عمالقة أمتنا وشعبنا الفلسطيني نقول" لم يترجل البرتقال الفلسطيني... لم يترجل الزيتون الفلسطيني...لم يترجل ورق العنب بعد، وأنتم عشاق الوطن وفلسطين الحبيبة.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اطلاق سراح نواب ووزراء حماس/ مقدمة لانجاز صفقة التبادل بي ...
- لقاء عباس - -أولمرت- في الوفت الضائع !!
- برسم حسن النوايا الاسرائيلية / الافراج عن خمسة أسرى فلسطينيي ...
- مفارقة / ما بين-أولمرت- والزعامات العربية !!
- تصفيات....اغتيالات.....هدم.....اعتقالات فلسطينية واسرائيلية
- بين سعدات والبرغوثي
- حزب نور وتيار مهند
- أمريكيا ليس لها أعداء دائمين/ فهل يتعظ المعتدلون العرب؟؟؟
- الأسرى القدماء/ ملف -شاليط- والفرصة الأخيرة
- من نصر تموز /2006 الى نصر تموز/ 2008
- ويبقى الوطن مستباحاً/ العراق....فلسطين....السودان....ف...
- بلعين الجدار..... بلعين الحوار...... بلعين أشرف أبو رحمة ... ...
- المطلوب ميزانية خاصة للأعراس والمناسبات الاجتماعية الأخرى!!؟
- نابلس......اقتحامات....القدس.....استيطان....غزة حصار رغم الت ...
- من ذاكرة الأسر 35
- الصحفي الاسرائيلي-روني شكيد-والتحريض على الأسرى الفلسطينيين
- فتح المعبر.... سكرالمعبر... ودفعوا الرواتب .... وقطعوا الروا ...
- مفارقات غزة- المكبر - صورباهر
- من ذاكرة الأسر 34
- من ذاكرة الأسر 33


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - عام الخسارات الفلسطينية والعربية/ العظماء يرحلون بصمت!!!