أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ويبقى الوطن مستباحاً/ العراق....فلسطين....السودان....ف...















المزيد.....

ويبقى الوطن مستباحاً/ العراق....فلسطين....السودان....ف...


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2346 - 2008 / 7 / 18 - 02:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.....بناء على طلب من الخارجية الأمريكية،والتي أصبحت المشرع والبديل والأمر النهائي بشأن المؤسسات الدولية،وتحديداً بعد أحداث أيلول/ 2001،أصدر مدعي عام محكمة الجنايات الدولية"لويس مورينو أوكامبو" أمراً باعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير،بحجة وذرائع ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في دارفور،والشيء اللافت للنظر هنا أن تلك الأوامر والقرارات والتعليمات الصادرة عن هيئات ومؤسسات دولية في هذه القضايا بالذات، تختص بشكل خاص بالعرب والمسلمين الخارجين عن عصا الطاعة الأمريكية والأوروبية الغربية،وكذلك حال قادة الدول المتصادمين والرافضين للمشاريع والأهداف والرؤى والتوجهات الأمريكية على المستوى الدولي،حيث جميعنا نعرف جيداً، سبب الحصار الذي تفرضه أمريكيا على كوبا حتى اللحظة الراهنة،والمصير الذي آل إليه الرئيس التشكي"مليوسفيتش"، وماذا ينتظر قادة أمريكيا اللاتينية وعلى رأسهم القائد الثوري الرئيس الفنزويلي"هوغو تشاقيز"،وكذلك حال كوريا الشمالية وإيران والمصنفات أمريكياً ضمن ما يسمى محور الشر.
ومن هنا فالذي يحكم ليس القانون الدولي،وما يتفرع عنه من مبادئ وقيم،فهذه القيم والمبادئ والتمسح بها،فقط يكون عندما تخدم الأهداف والمصالح لدول الاستكبار والظلم العالمي،وفي مقدمتها أمريكيا،والتي لا تتورع عن ارتكاب مجازر حرب وإبادة جماعية،كما حدث ويحدث في العراق وأفغانستان،وجرائم الحرب تلك محظور على المؤسسات الدولية مسائلة ،أو حتى إدانة واستنكار ما تقوم به أمريكيا وحلفاءها الغربيين من جرائم حرب وتطهير عراقي،حتى أن الحكومات المنصبة أمريكياً في هذه الدول ، لا يسمح لها باعتقال أو استجواب، أي من جنود وقادة تلك القوات،عند ممارستها وارتكابها لتلك الجرائم،ولعل الجميع يذكر كيف، لم يستطع بل ومنعت أمريكيا بالقوة مجلس الأمن الدولي، من إصدار بيان إدانة هزيل، للمجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في بلدة قانا اللبنانية،أثناء حربها العدوانية على لبنان في تموز/2006 .
إن استباحة الوطن العربي أرضاً وشعوباً وقيادات، والنهب المستمر والمتواصل لخيراته وثرواته، وعملية التقسيم والتجزئة والتذرير بحق جغرافيته،ونشر سياسة الفوضى الخلاقة والحروب الطائفية والقبلية والعشائرية والجهوية بين شعوبه على المستوى القطري والقومي، هو من أجل تعميق حالة الانقسام والخلافات فيما بين شعوبه، ودفعها نحو المزيد من الضعف والذل والهوان، وبحيث غدا استدخال الهزائم واستجلاب القوات الأجنبية ومنحها القواعد والتسهيلات،من أجل شن عدوانها على قطرعربي آخر نصراً مؤزراً وخدمة للقضايا والأمن والمستقبل العربي.
إن التطاول والتعدي الأمريكي والغربي السافرين على الحقوق والشعوب العربية ومحاكمة وإعدام قادتها ورؤسائها، ليس نتاج قوة وجبروت أمريكيا وحدها ،بل هو نتاج حالة الضعف والانهيار العربي الشاملين،والتي لم تطال فقط الأنظمة الرسمية،بل أيضاً كانت وما زالت هناك حالة من العجز القاتل تنخر جسد قوى البديل ،مجتمعة القومية والوطنية والثورية والإسلامية منها،وفقدان الإرادة والارتهان للخارج وليس لشعوبها من أجل توفير الحماية والدفاع عنها،وسياسة الاستجداء والارتهان والتخلي عن خيار المقاومة،هو العامل الأساس الذي قوى من سطوة أمريكيا والغرب الاستعماري،على الاستباحة الشاملة للوطن العربي.
فما كانت أمريكيا وحلفاءها الغربيين قادرين على احتلال العراق وتدميره ونهب خيراته وثرواته،وقتل وتهجير أبناءه،لولا ما توفر لها من تغطية ومشاركة وتسهيلات من الكثير من الدول العربية،وهذا الانهيار والعجز العربي،والذي وصل حد المهانة واعتبار الأمة العربية،أمة خارج الحسابات الدولية،حتى في وجودها وقضاياها المصيرية،وعدم مراعاة أية قيمة أو حرمة لها حتى في مناسباتها الدينية والوطنية،ولتقم تلك القوات وبأدوات محلية نصبتها على الشعب العراقي،بإعدام الرئيس الشهيد صدام حسين،ليلة عيد الأضحى المبارك، وبطريقة تقشعر لها الأبدان،وفي رسالة واضحة للحكام العرب قبل شعوبهم،بأن من يشق عصا الطاعة الأمريكي،سيكون مصيره مصير الشهيد صدام حسين،والذي رفض بكل عزة وعنفوان وكبرياء المساومة على بلده،وليكون كبيراً في مماته ،كما كان كبيراً في حياته.
إن عملية إعدام القائد الشهيد صدام حسن،كان يجب أن تشعل الضوء أمام كل القادة والزعماء العرب،وأمام أحزابها وقواها الثورية،بأن حماية الأوطان والدفاع عنها،لن تكون إلا بتقوية وتصليب العامل الذاتي، ورفع شأن خيار المقاومة والدفاع والأمن العربيين المشتركين،ولكن بدلاً من ذلك كنا نشاهد ونرى، أن النظام الرسمي العربي أوغل في الإذلال والاستكانة ،وخطى خطوات نحو تعميق وتعزيز الارتهان والخضوع للأمريكان والغرب،الى حد التحالف معه ضد القضايا والحقوق العربية،ففي الوقت الذي كانت تحاصر فيه القوات الإسرائيلية الرئيس الشهيد عرفات في المقاطعة في رام الله لم يجرأ أي زعيم عربي على مهاتفته،ورفضوا حتى السماح له بمخاطبتهم في القمة العربية عبر الهاتف،ولاحقاً عندما أقدمت إسرائيل على قتله بالسم،لم تطلب أية دولة عربية،ليس محاكمة قادة إسرائيل كمجرمي حرب،بل وحتى التحقيق في عملية القتل تلك،في حين ولأهداف لا نخالها تخفى على أحد،عندما جرت عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري،كيف جرى الاستنفار الأمريكي- الأوربي الغربي،من أجل إجراء تحقيق دولي في اغتياله،وتشكيل محاكم دوليه لهذا الغرض.
واليوم مع ازدياد الوضع العربي بؤساً وذلاً،ووصول حالة الانهيار والتراجع والانكسار أبعد وأعمق مداياتها،وهي التي دفعت بالعديد من قادة النظام الرسمي العربي ،للقول باستجداء أمريكيا،ووصف عملية حزب الله بأسر الجنديين الإسرائيليين،والتي أثمرت عن تحرير القنطار ورفاقه من الأسرى اللبنانيين،وأكثر من مئة وتسعون جثة لمناضلين عرب وفلسطينيين،بأنها خطوة غير مدروسة ومتسرعة،ووصفت تصريحات قيادة حزب الله،بتحقيق انتصار على إسرائيل بالأحلام الوردية والشيطانية.
إن التخلي عن خيار المقاومة،وسياسة الاستجداء والارتهان للخارج،وقمع الشعوب وإذلالها،هي التي تجعل استباحة الوطن العربي شاملة،فالرئيس البشير والذي يدافع عن وحدة أرضه وشعبه،ورفض التدخلات الأجنبية فيها،يعني أن يصبح في العرف الأمريكي والغربي مجرم حرب ومرتكب لأعمال قتل وإبادة جماعية،ومطلوب اعتقاله وجلبه للمحاكم الدولية.
أما الذين يرتكبون المجازر وجرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العراقي في فلسطين والعراق وأفغانستان من أمثال"بوش وشارون وبارك وموفاز ورامسفيلد وتشيني وغيرهم"فالعواصم العربية تفتح لهم ذراعيها ويستقبلون استقبال الفاتحين ورجال السلام الشجعان،ونرقص معهم بالسيوف العربية.
واذا ما استمر الحال على ما هو عليه،فكما قال الزعيم الليبي معمر القذافي في قمة دمشق الأخيرة،فالدور قادم على جميع الزعماء العرب،وليس أحد منهم في مأمن،وحتى لو كان خادم أمريكيا الأول،فأمريكيا في سبيل مصالحها وأهدافها،مستعدة للتضحية بهم وجلبهم واحداً واحد للمشانق والمحاكمات،من ليس بدعم"الإرهاب" المقاومة،والوقوف ضد الأهداف والمصالح الأمريكية،فبتهم الفساد وعدم إشاعة الديمقراطية،فحجج وذرائع أمريكيا دائماً جاهزة وخادمة لمصالحها وأهدافها، فهل من متعظ.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلعين الجدار..... بلعين الحوار...... بلعين أشرف أبو رحمة ... ...
- المطلوب ميزانية خاصة للأعراس والمناسبات الاجتماعية الأخرى!!؟
- نابلس......اقتحامات....القدس.....استيطان....غزة حصار رغم الت ...
- من ذاكرة الأسر 35
- الصحفي الاسرائيلي-روني شكيد-والتحريض على الأسرى الفلسطينيين
- فتح المعبر.... سكرالمعبر... ودفعوا الرواتب .... وقطعوا الروا ...
- مفارقات غزة- المكبر - صورباهر
- من ذاكرة الأسر 34
- من ذاكرة الأسر 33
- ملاحظات نقدية على مقالة الرفيق عطا مناع/ الجبهة الشعبية في ب ...
- المصالحة الوطنية الفلسطينية وقطع الحيل السري مع الدول المانح ...
- رسالة مفتوحة الى سماحة الشيخ حسن نصر الله
- من ذاكرة الأسر
- في التهدئة والحوار وصفقات التبادل
- حكومة المالكي تعتبر احتلال العراق ضيافة !؟
- الواقع الفلسطيني والمخاضات الجديدة
- مرة أولى وثانية وعاشرة يا عرب ومسلمين / حرب شاملة على الوجود ...
- الأسرى وأجهزة الهاتف الخلوي / ايجابيات وسلبيات ..
- رايس واتفاق نهاية الخدمة ..
- هل اليسار الفلسطيني قادر على الخروج من -شرنقاته - الذاتية وا ...


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ويبقى الوطن مستباحاً/ العراق....فلسطين....السودان....ف...