أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلقيس الربيعي - ما حكاية المسلسلات المدبلجة ؟ !














المزيد.....

ما حكاية المسلسلات المدبلجة ؟ !


بلقيس الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2364 - 2008 / 8 / 5 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كثرت في الآونة الأخيرة المقالات حول المسلسلين التركيين " نور " و " سنوات الضياع " . فقد كتب الأخ مهدي قاسم وعلماء دين في مصر والأردن و عُرضت على شاشات التلفزيون مقابلات مع بعض مشاهدي هذين المسلسلين يشيدون بأبطال المسلسلسن . ففي التاسع من يوليو جاء في موقع صوت العراق " إنتقد عدد من علماء الدين في مصر إنتشار ظاهرة الطلاق في المجتمع العربي بسبب غيرة الرجال العرب من حالة الهوس المسيطر على زوجاتهم تجاه " مهند " بطل مسلسل " نور "الذي يُعرض على قناة أم بي سي ، فالنساء يطلبن معاملة لا تقل رومانسية عن تعامل مهند مع نور . " ومقال آخر بعنوان " مهند يتسبب في طلاق زوجين في الأردن " وذلك بسبب وضع الزوجة صورة بطل مسلسل " نور " على شاشة تلفونها النقال واخرى علّقت صورته في غرفة نومها و .. و . ورغم إني لا ارغب متابعة المسلسلات وخاصة الطويلة منها ، لكن من باب الفضول تولدت لدي الرغبة لمتابعة بعض حلقات مسلسل " نور " ، ووجدت أن المسلسل لايستحق كل هذه الضجة والهوس .فبطلة المسلسل " نور " ليست بالمرأة المثالية ولا حتى رومانسية و " مهند " شخصية متذبذبة ومثل ما يقولوا " يلعب على الحبلين " وعجبي كيف يصبح فتى أحلام الفتيات ( حسبما ورد في معظم المواقع )

في رأيي إن عرض مثل هذه المسلسلات هي نوع من الأفيون يٌراد به تخدير المجتمع العربي برمته سواء كان رجلا أو إمرأة ، من أجل ان لا يفكر المرء بما يحصل في مجتمعاتنا من تردي في الأوضاع الأقتصادية والأجتماعية والسياسية وغيرها ،بالضبط مثلما كان يحصل في التسعينيات حين كانت تُعرض المسلسلات المكسيكية والبرازيلية المدبلجة والتي قد يصل عدد حلقاتها الى اكثر من مئتين حلقة أحيانا .و متابعة مثل هذه المسلسلات هو نوع من الهروب من الواقع المرير الذي تعيشه الجماهير العربية . فقد ملّت هذه الجماهير من نشرات الأخبار والحوارات التي لا تغني ، كما أن معظم المسلسلات العريبة تتسم بالعنف والقسوة وتفتقر الى الرومانسية .و المسلسلات المدبلجة تعطي بعضا من الراحة وبعضا من الصدق الذي طالما تفتقدها الجماهير العربية في سياسيها .فالهوس لم يصب النساء فقط بل تعداه الى الرجال والأطفال . ففي إحدى المرات وفي عطلة نهاية الأسبوع ، كنت في زيارة لإحدى العوائل، ولاحظت كيف كان الزوج يترقب بفارغ الصبر عرض مسلسل " سنوات الضياع " لأته معجب ببطلة السلسل " لميس " . ما أن إنتهى المسلسل ، ارتدى ملابسه وغادر المنزل دون مراعاة لمشاعر زوجته التي كانت تحلم بأوقات جميلة تقضيها مع زوجها في نهاية الأسبوع وهذا يعني أن الهوس أصاب الجنسين . .

المرأة في المجتمعات العربية تعاني من الكبت والحرمان ومنذ طفولتها تتعرض لضغوط اجتماعية ونفسية وأحيانا يمنعها خجلها من الأفصاح عن مشاعرها ، فتهرب الى عالم الخيال والرومانسية التي تجدها في الأفلام والمسلسلات . وفي احيانا كثيرة يتجاهل الرجل هذه المشاعر مما يؤدي بالمرأة الى الأحباط الذي يظهر في صور سلبية شتى ليشعر بها الرجل ، وهذا ما حصل حين وضعت إحدى النساء صورة مهند على تلفونها النقال واخرى علّقت صورته في غرفة نومها ( كما ورد في موقع صوت العراق ) .

وفي حديث لمديرة اعلام تام لتنمية المرأة السيدة سهير فراح حذرت فيه من " ان وسامة مهند الذي بات حلم كثير من الفتيات ستسبب في مشاكل جمّة مستقبلية للبنات عن هذا النموذج .... " وفي رأيي إن تهافت الفتيات العربيات على بطل مسلسل " نور " ليس لوسامته ، فهناك العديد من الممثلين العرب من هم اكثر وسامة وجمالا من" مهند "، لكن المرأة العربية التي تفتقد للحب الصادق والرومانسية تجد ضالتها في هذه المسلسلات لتملأ الفراغ العاطفي الذي تفتقده . فهي لا تريد رجلا يشبه " مهند " بل تحتاج الى رجل يتلهف عليها و يحبها ويلاطفها كما يفعل " مهند " مع " نور " في المسلسل .والرجل الشرقي بشكل عام يفتقد الى المعرفة في التعامل مع عواطف ومشاعر المرأة فهو غير متفرغ للحب والرومانسية ، لأن لديه ما هو اهم من ذلك وهو توفير لقمة العيش .


إن مفتاح السعادة يكمن بيد المرأة، لأنها نبع الحنان الذي يستمد منه الرجل سعادته و الحوار الهاديء بين الزوجين هو مفتاح التفاهم والأنسجام .و على المرأة أن تتعلم كيف تبوح لزوجها بمشاعرها مع الحفاظ على إحترامه ، من اجل الحفاظ على العلاقة الزوجية ومن الضروري جدا القيام بحملات توعية بين الشباب من كلا الجنسين للتعريف بمعنى الزواج الحقيقي وكيفية الحفاظ على العلاقات الزوجية على اساس الأحترام المتبادل ومبدأ الأخذ والعطاء .

وكلمة أخيرة اقولها لفتياتنا العربيات بأن الجمال والوسامة ليست بالمظهر الخارجي بل ما يحمله الرجل من ثقافة وافكار تقدمية حول المرأة .و على الفتاة أن تبحث عن الرجل المتحرر من قيود التخلف والرجعية والذي لا ينظر اليها كقطعة اثاث .



#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى ليست خاصة
- حين يصبح المرء وحشا كاسرا
- اقوال مأثورة ( 3 )
- أقوال مأثورة ( 2 )
- أقوال مأثورة
- أحبكِ يا بغداد
- من رسائل شهيد بطل
- الثامن من آذار ( مارس )
- الدكتور ابو ظفر ..حس إنساني ..إخلاص مهني
- زكية خليفة رائدة المسرح الريفي العراقي
- لقاء مع سلام عبود مؤلف كتاب - نشؤ وتطور القصة القصيرة في الي ...
- يوميات من عتق ( 2 )
- غفوة
- يوميات من عتق
- من رسالة دافئة الى شهيد بطل
- الأنتهازية
- دور المثقف في المجتمع
- خاطرة
- أدب الأطفال
- قصة قصيرة الوفاء


المزيد.....




- تواصل القصف بين إسرائيل وإيران وترقب لقرار حاسم من ترامب
- قائد القوات البرية العراقية يوجه الجيش بالاستعداد القتالي وا ...
- الجيش الإسرائيلي يحقق في استخدام صاروخ إيراني برأس متفجر يزن ...
- سفارة الصين لدى إسرائيل: هناك حالة ضبابية بشأن الوضع مع استم ...
- بعد فشل القبة الإسرائيلية.. الدفاعات الأمريكية تعترض الموجة ...
- -أكسيوس-: شكوك في ذهن ترامب بشأن فعالية القنابل الخارقة للتح ...
- كوريا الشمالية: الهجمات الإسرائيلية على إيران تصرف غير قانون ...
- -إيه بي سي-: الولايات المتحدة تستعد لشن هجوم على محطة -فوردو ...
- ?? مباشر: ترامب يترك الباب مفتوحا أمام العمل العسكري ضد إيرا ...
- ترامب ينهي اجتماعه بشأن إيران بلا بيان ومجلس الأمن الدولي يج ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلقيس الربيعي - ما حكاية المسلسلات المدبلجة ؟ !