أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - مطعمٌ شبهُ أميركيّ














المزيد.....

مطعمٌ شبهُ أميركيّ


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2361 - 2008 / 8 / 2 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


كان المطعمُ، شِبْهَ أمَيركيٍّ، في كِنْجزْ سِتْرِيت، بهامَرْسْمِث
King’s Street in Hammersmith
المطعمُ كان يقدِّمُ مَشويّاتٍ :
أجنحةً، وضلوعاً، وإلخ ...
ويقدمُ أنبِذَةً ليستْ غاليةً
وأرائكَ جِلْداً ...
لم أعرفْ إسمَ المطعمِ
لكني أسرعتُ لأدخلهُ ...
أُجْلِسْتُ إلى المائدةِ الرابعةِ .
............................
............................
............................
المرأةُ قد تتأخّرُ
المرأةُ قد تأتي
المرأةُ جاءت ...
جاءتْ ضبطاً في السابعةِ .
المعطفُ أسودُ
خُصلةُ شَعرٍ فاحمةٌ تتدلّى فوقَ جبينِ الفضّةِ .
قالتْ ناديةُ العَجلى : لم أتأخّرْ .
ألقت بحقيبتها الرقطاءِ على كرسيٍّ
غاصتْ في دفءِ أريكتِها
واختارتْ أن تجلسَ، نصفَ مُلاصِقةٍ، جنبي ...
قالت ضاحكةً :
كان قطاراً مزدحماً ...
.............................
.............................
.............................
لم أدْرِ لماذا أحسستُ بغيمةِ أدخنةٍ تتدلّى من سقفِ المطعمِ
ولماذا كان هديرٌ من طيَرانٍ يخترقُ الجلسةَ ...
قلتُ لها :
ناديةُ ...
المطعمُ مختنقٌ !
قالتْ لي ضاحكةً :
وحدَكَ أنتَ المُختنقُ الآنَ ...
ضحكتُ ...
..........................
..........................
..........................
بعد الكأسِ الأولى لنبيذٍ إسبانيٍّ مجهولٍ
بدأتْ ناديةُ العزفَ على وترٍ منفردٍ :
ما أجملَ أن نسكنَ في الوطنِ!
العائلةُ
الشايُ صباحَ العيدِ
الفاكهةُ الأحلى
طَعْمُ الماءِ
المطرُ المُوحِلُ
تلك الشمسُ القاتلةُ ...
الحشراتُ،
الثلجُ على القِمَمِ
السمَكُ الفضّةُ في الوديانِ ...
أتعرفُ أني الآنَ أُحِسُّ بأني امرأةٌ أُخرى؟
حقاً، قد عُدتُ إلى بيتي بالضاحيةِ البيضاءِ
ولكنّ البيتَ هنا لم يَعُدِ البيتَ ...
البيتُ هنالكَ حيثُ الأسلافُ ينامون طويلاً!
.............................
.............................
.............................
هل تعرفُ، يا سعدي، أني في لندنَ أختنقُ؟

لندن 29.02.2008



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهوَ التّطابقُ المعهودُ ؟
- مراجعةأم محاكمة ؟
- ثلاث قصائد
- الشعب الأميركي سيحرر العراقيين من جلاّديهم المحليين
- الإدّعاء الشعبيّ
- دخانُ اتفاقيةِ المستعمَرة الأبدية
- ثلاث قصائد
- مقام عراقي مع اغنية وبَسْتة
- نعومي كامبل في البلدة
- طويريج ، وما أدراك!
- ثقافةُ عراقٍ بين سيفَينِ
- رسالة إلى حسن الخياط
- جائزة الإبداع تُمنَح إلى سعدي يوسف
- لماذا نقرأ لك ؟
- الله صامتٌ أيضاً
- إعدام مقتدى الصدر
- قصائد فورتَيسّا
- منظّمة العفو الدولية
- ولاية الفقيس الذمّيّ
- نشيدٌ للبصرة


المزيد.....




- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - مطعمٌ شبهُ أميركيّ