مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 2356 - 2008 / 7 / 28 - 10:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عادت أجساد الشهداء أخيرا , من وراء الحدود , من وراء الأسلاك , و عاد النظام لاحتفاليته الخاصة بالشهداء , احتفالية تصر على تجيير دماء هؤلاء الشهداء لصالح قضية النظام الوحيدة : استمراره حاكما مطلقا لسوريا..بدأت لعبة النظام مع الرئيس الأب , بين "كلمات الرئيس" التي حولها إعلام النظام إلى "شعارات" – أقوال مأثورة تكرر مرة تلو الأخرى بصوفية تأله الزعيم , كان للشهداء نصيب بينها , لكن النظام الذي لم يقم بأية تضحية على الإطلاق كان يستخدم مفهوم الوطن و الشهادة ليبرر قمعه و إصراره على فرض السمع و الطاعة على كل السوريين أمام سياساته و نهبه للبلد..سقط آلاف السوريين جنودا مهملين لا معنى لحياتهم بالنسبة لآلة النظام البيروقراطية و الأمنية كما لا معنى لحياتهم كسوريين يعلمون و يعيشون على هذه الأرض , نذكر أن العسكريتاريا اليابانية قد استخدمت في الحرب العالمية الثانية مفهوم العمليات الانتحارية لكن كان هذا تحديدا "في سبيل الإمبراطور" , مرة أخرى أراد النظام أن يجير تضحيات الشهداء لحساب الإمبراطور هذه المرة أيضا!!!إن الشهادة كنهاية للإنسان ليست مشكلة بالنسبة للنظام , لأن الإنسان السوري لا يعني النظام , بل إن النظام يرحب بأي فكرة تعتبر الإنسان السوري في مرتبة وضيعة أمام فكرة ما , خاصة و أنه يماهي الوطن به و بوجوده , أي أنه في النتيجة الأخيرة يريد النظام أن يقول أن لا قيمة للإنسان السوري أمام وجوده هو نفسه الذي يختصر بزعمه كل سوريا , أنه الوطن و السوريون أنفسهم هم لا شيء..يصر النظام على عزل الشهادة عن غايتها : الحرية , الحرية للوطن و للناس و للأرض...تختلف الرؤية تماما ما أن نرى سوريا كناس كبشر كشعب يدافع عن حريته الجماعية كما عن حرية كل فرد من أفراده..يصبح كل سوري , كل حبة تراب , كل أطفال الوطن من شماله إلى جنوبه , أمهات الشهداء , الشوارع و الأزقة , بيوت الفقراء , السجون , أماكن الكدح , كلها تصبح الوطن , إلى هنا يعود الشهداء , إلى أحضان الوطن.....
مازن كم الماز
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟