أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدى - غزة منكوبة ... ارحموها ، صالحوها ، أنقذوها !!!















المزيد.....

غزة منكوبة ... ارحموها ، صالحوها ، أنقذوها !!!


طلعت الصفدى

الحوار المتمدن-العدد: 2351 - 2008 / 7 / 23 - 11:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


الحياة متلاحقة، متتابعة ، متناقضة ، متصارعة ، تتراكم الأحداث ،والوقائع وتنفى الظواهر بعضها بعضا ، لا شيء يماثل الشيء الآخر ،الشيء هو نفسه وليس نفسه في نفس الوقت ، أنت ليس أنت في نفس اللحظة ، لا تستطيع أن تسبح في النهر مرتين مختلفان في الزمان والمكان ، وما يجرى في لبنان لا يمكن اعتماده كنسخة كربونية أو فاكسية في فلسطين، ولكن يمكن الاستعانة بالتجربة اللبنانية ، والتكتيك اللبناني، والموقع اللبناني على الخريطة الشرق أوسطية ، والشراكة اللبنانية - الفلسطينية في الدم والمقاومة.

يتمايل ، يترنح الفلسطيني في غزة ، أصيب بالدوار .. وصل الدوار حتى قدميه اللتان عجزتا عن حمل همه الكبير ، لم يعد قادرا الإمساك بوسطه ، فالانقلاب الدموي على الوطن لا زالت تداعياته الخطيرة على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية ، انسداد الأفق السياسي ، وغزة الآن ليست في رحم الوطن ، الشهداء يرحمهم الباري رغم ألم الفراق ووداع الأمهات والآباء والأبناء والجيران لهم . والأسرى قابعون في زنازين القهر وغياهب المعتقلات الإرهابية ، وجرا فات الاحتلال تسرح وتمرح في الضفة الغربية ، وتهويد القدس ومحاصرتها ، وإقامة جدار الفصل العنصري .

البطالة ، والجوع ، كالطاعون يتغلغل في الجسد الفلسطيني . الاعتقالات والمداهمات والملاحقات مستمرة دون رقيب أو حسيب .. الاستيلاء على المقرات والمؤسسات والنوادي والمراكز الثقافية والتربوية على قدم وساق ، لا يمض يوم دون مداهمة وتكسير عظام الأبواب والاستيلاء على المقرات والمقتنيات والكمبيوترات الخاصة والعامة ، وتحويلها لمراكز للأجهزة غير الشرعية، البنزين بالكوبونة ، والغاز والكاز ، والحملات المسعورة من شركة الكهرباء التي تهدد بقطع التيار الكهربائي رغم انقطاعه المستمر ولا يملك المواطن المسحوق سوى قراءة الفاتحة على الأحياء والأموات ، المرضى بلا علاج ، الطلاب بلا سفر ، والعائلات تقطعت بها سبل الاتصال والتواصل بمعيلهم في الخارج مع انتهاء أقاماتهم في تلك البلدان ،واستمرار الحصار وإغلاق معبر رفح الحدودي ، والتهدئة لم تجلب لهم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي ، وأولئك البدون الذين ينتمون للوطن والشعب ولكنهم بلا هوية ، ومشاكل الخريجين الشباب وأصحاب الشهادات الجامعية ، والتقارير الكيدية لرام الله لقطع رواتب البعض ، وقرارات منع التوظيف لأبناء القطاع ووقف الترقيات ، ومنع المسيرات والمظاهرات وحتى إقامة الأفراح تحتاج لمأذون شرعي وإذن سلطوي بإقامتها ، والبضائع مشوهة كالمجتمع الفلسطيني وقواه السياسية تراها على واجهات المحال التجارية يجرى تهريبها عبر الإنفاق حتى الموبايلات بكافة أنواعها ، ويا خوفنا من تهريب الفتيات والنسوان وربما يجرى التعامل معها عبر الكوبونة وعلى عينك يا تاجر ، وسماسرة العصر يمتشقون السلاح على أبواب الأنفاق للسمسرة وانتزاع المعلوم ، فإذا لم يدفع التجار والصناع والمهربون ،والعاطلون عن العمل للشرطي والضابط والمدير العام والحاكم المزيف فمن يدفع ، وإلا كيف يديرون أمارتهم ؟؟ أليست غزة منكوبة بعد هذا؟؟

أشجار الزيتون والحمضيات والخضار سحقت عن بكرة أبيها وأمها ، وجرفت الاراضى بما عليها وما تحتها ليصبح ثمن كيلو الليمون الغزاوى أكثر من 10 دولارات ، وسكتت بعدها الصواريخ محلية الصنع ، والديون المتراكمة على الموظفين والمزارعين والتجار ، والأبناء والبنات ونتائج الثانوية العامة التي محقت وسحقت ورفعت ، وسبحان مغير الأحوال ، تبحث عن جواز سفر فليس لك سوى صاحبة الجلالة المعظمة ، ولا تسال عن المرافقين ،وزعيق السيارات التي تنهب الأرض والمال والحكم والسلطة ، وهم في غيهم سائرون ، وصوت على بن أبى طالب لا يسمعه سوى الفقراء والضعفاء لكن القهر والرعب يشل تفكيرهم فلا ينفذون والعلم الفلسطيني بألوانه الأربعة على الدوائر المغتصبة مهترىء ، تحول لخرقة من شدة الغضب ، لا احد يعيد الاعتبار ، والانتماء ، والوفاء إليه كأحد رموز الوطن الهامة ، والجندي المجهول ينتظر من يعيد إليه رأسه الشامخ ، فهل يمكن اعتبار غزة منكوبة طبقا للمواصفات العالمية ؟؟

التلوث البيئي يلف كل محافظات الوطن من بيت حانون حتى رفح، ومخلفات الإنسان والحيوان تصب في نهاية مشوارها في بحر غزة باستمرار، ومخلفات المستوطنات من شرقها ، والحيوانات البيئية قد انقرضت في غزة ولم يتبق سوى الضباع الآدمية ، والذئاب البشرية ، وثعالب تجار السلاح والمخدرات وسماسرة الإنفاق وتجار الفتن والسولار تعمل ليلا ونهارا وعلى عين الإسرائيليين والعرب .

ودعوة أبو مازن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية للحوار الوطني الشامل على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني واتفاق القاهرة وتنفيذ المبادرة اليمنية منذ أكثر من شهر تراوح في مكانها وزمانها ، تتوقف في صحراء التيه والسراب تبحث عن مغيث من الفلسطينيين أو العرب ، وتحاول جبهة اليسار الفلسطيني أن تقوم بدورها الوطني وتبحث عن توافق لآليات تطبيق المبادرة اليمنية لم تنضج ، ومبادرات هيئة العمل الوطني والقطاع الخاص ، التي ينقصها جميعا حركة جماهيرية وشعبية للضغط على معيقي الحوار الوطني لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية .


غزة دائخة من الوجع ، وتدور في التيار المعاكس ، ضد قوانين التطور والطبيعة ، والجاذبية الأرضية ، ورائحة الكراهية والتعصب صناعة محلية ، فقدت غزة سلطان العقل والتسامح والوحدة الوطنية ، وقواعد التنوير ، فمن يدعى أن الشمس تدور حول الأرض كمن يردد عنزة ولو طارت ، إنهم جزء من اللعبة الدولية والإقليمية يشاغبون في زنزانة غزة إحدى زنازين الكون التي صنعها الامبرياليون والصهيونيون فهل سمحوا لأنفسهم أن يتسلقوا على حيطان الوطن ، ويغتصبوا غزة كما يغتصبها الإسرائيليون ؟ غزة تعيش في مرجل ذرى وحراري ، والانفجار قادم لا محالة ، والعاصفة ستهب في كل الاتجاهات شرقا وغربا شمالا وجنوبا . غزة منكوبة من الداخل والخارج، فمن ينقذها من الدمار و الموت السريرى ؟؟

طلعت الصفدى غزة – فلسطين [email protected]









الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة بين البحر ، والنفق !!!
- الزمن والسياسة وواقع الحال الفلسطيني ...!!!
- المرابطون بين وسام الشهادة.... والمأساة الحقيقية !!
- فن الكاريكاتير ومقلاع النقد الساخر
- هل يمكن الاستفادة من التجربة اللبنانية ، وإنهاء حالة الانقسا ...
- غزة والحصار والخديعة الكبرى
- كلمة هيئة العمل الوطني
- رسالة عاجلة إلى قادة حماس...!!!
- السابع عشر من نيسان(ابريل) يوم الأسير الفلسطينى!!
- أحذروا المخطط الصهيوني لإلقاء غزة على كاهل مصر الشقيقة!!!
- نتاج الاحتلال الاسرائيلى ، والانقلاب على الوطن!!!
- معركة الأرض .. معركة الشعب يوم الأرض 30 مارس ( آذار ) 1976
- شدوا الهمة.. وارفعوا راية الوطن والحزب..4/4
- بين التهدئة والتصعيد
- شدوا الهمة.. وارفعوا راية الوطن والحزب .. 3/4
- شدوا الهمة... وارفعوا راية الوطن والحزب 2/4
- شدوا الهمة .. وارفعوا راية الوطن والحزب ...!!! 1/4
- عشية انعقاد المؤتمر العام الرابع لحزب الشعب الفلسطيني أي حزب ...
- رسالة الخداع والزيف الأمريكية/ رد على رد فريق التواصل الالكت ...
- لماذا رحلت أيها الرفيق د.جورج حبش دون موعد ؟؟


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدى - غزة منكوبة ... ارحموها ، صالحوها ، أنقذوها !!!