أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العالي الحراك - ضرورة تقويم الخطاب السياسي اليساري














المزيد.....

ضرورة تقويم الخطاب السياسي اليساري


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2351 - 2008 / 7 / 23 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يلاحظ المتتبع للاحداث في العراق , ارتباكا واضحا في عموم الخطاب السياسي لليسارالعراقي ,مبتعدا عن الهدف الاساسي في ضرورة توعية الناس ورفع مستوى استيعابهم للوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والمطالبة بحقوقهم والتركيزعليها حسب الاولوية والاهمية. فهناك خطاب سياسي كلاسيكي قديم اخذ يبتعد شيئا فشيئا عن جوهر ومادة اليسار, يركزعلى مواضيع اصلاحية ليبرالية التوجه والفهم , بحجة الاعتدال في الموقف والطرح ويستخدم اسلوب الوعظ وتقديم النصائح العائمة وبعضها موجه الى الحكومة العراقية مثلا, مع علمه بان الحكومة لا تعطي اهتماما لمقالات من هذا النوع , خاصة وهي تعتبرها صادرة من طرف علماني على اقل تقدير وتعتبرهذا العلماني خارج عن الدين والملة ,وتحاربه في ادبياتها واعلامها الحزبي وبين عموم الناس . وخطاب اخرليبرالي ايضا يدعي اصحابه بأنهم كانوا يساريين في يوم ما وان الزمن تغير فيجب ان يكونوا ليبراليين ديمقراطيين يعتبون على ابناء الشعب العراقي لانهم ليسوا ديمقراطيين , ولا يريدون ان يستوعبوا الديمقراطية , وركزوا جهدهم على التطبيل للاحتلال الامريكي والتسويق لمفهوم (الديمقراطية) بعيدا عن الواقع العراقي الذي تقتل فيه الديمقراطية , ونفي اية ممارسة امريكية سلبية في العراق بل تجميلها وتلطيفها واجبار العراقي على تقبلها وعدم رفضها . وخطاب اخرقد يغضب صاحبه اذا قلنا عنه انه خطاب ليبرالي ولكنه اشد قبحا وخطورة من الليبرالي , لانه ضائع في مدح الحكومة العراقية حين يقول(بفضل الحكومة الوطنية توطد الامن في البلاد وانحسرالارهاب) ناسيا التركيبة الطائفية التي تشكلت بها الحكومة وعدم القدرة على الفكاك منها , وناسيا ايضا المستوى الثقافي والسياسي وانعدام الخبرة للغالبية العظمى لوزراء الحكومة وعدم الانسجام بين اطرافها , ثم انه لا يريد ان يصرح علانية بدورالقوات الامريكية وقوات الصحوة التي شكلتها ودعمتها في تحجيم دورالارهاب في مناطقها , مقابل الدعم المادي والسياسي الامريكي المباشر, والوعود بمواقع مهمة في العملية السياسية التي يتعمق تطييفها ومنطقيتها وعشائريتها , ولما لهذا التوجه من تأثير سلبي على نمو وتطورالمجتمع حاضرا ومستقبلا . فهل هذا خطاب يساري مفيد وهو يبتعد عن الامورالاساسية في ضرورة توعية الناس على معرفة حقوقهم وواجباتهم والمطالبة بالاولى وتأدية الثانية بالصورة المطلوبة ؟ ثم ان صاحب هذا (الخطاب اليساري المتهالك) يؤكد ( بان العشائر اصبحت قوة ضاربة تطارد الارهاب في كل المحافظات) اذن اين القانون؟ واين الدولة؟ واين اجهزتها الوطنية التي تحفظ الامن وتديم النظام؟ واين وعي اليساري الذي يدعو الى التقدمية والتمدن الذي استبدله بدعوته الى العشائرية وتمجيد دورها في القضاء على الارهاب كما يقول؟ بينما الحقيقة تقول ان هذه العشائرثأرت لأبنائها ودعمت من قبل الامريكان بسبب ضعف الحكومة وطائفيتها وليس قوة الحكومة ووطنيتها؟ من هنا يشعر الانسان العراقي ببؤس خطاب يدعي اليسارية وهو بهذا المستوى.( النجاحات الكبيرة التي حققتها حكومة دولة رئيس الوزراء لم تلق اذنا صاغية من الصحافة العربية) هل هذا خطاب يساري ان يطلب صاحبه من الصحافة العربية ان تمجد اعمال الحكومة العراقية وهي في معظمها صحافة تجارية ورجعية وقومية شوفينية او اسلامية سلفية؟ الم يجد موضوعا هذا اليساري الا ما وقع فيه من تخبط وتهافت؟ والاسوء في هذا الخطاب اليساري ان يصل الامر بصاحبه ان يقول(الاوساط العربية ممتعضة من الالتزام الامريكي امام العراق بعد ان حرره من النظام البعثي وسلطته الطاغية) هذا القول لا يحتاج الى تعليق.. فالالتزام الامريكي امام العراق , حقا انه التزام ما مثله التزام.. والتحرير من نظام البعث , ما مثله تحرير. ولكنه لم يستطع تحرير بعض هؤلاء (اليسار) من عقدة صدام وطغيان نظامه, بحيث أي ظلم ودماروهتك اعراض وكرامة شعب ووطن , اهون عليهم من طغيان صدام.. مع ان الاثنين بعضهما اشد سوءا من الاخر وتتناوبان في سوئهما. ثم ان هناك خطاب يساري اخرمنعزل ومنغلق على نفسه , يدور في نرجسية المباديء العائمة في الهواء, يتداوله بعض المنظرين في اليسارية الثورية الخارقة في ثوريتها النظرية التي لم تحقق في الواقع العملي خطوة واحدة ناجحة. تبقى هناك بعض الاقلام الوطنية اليسارية الصادقة والهادفة في خطابها السياسي الوطني , ولو انها مفردة , تسعى جاهدة للم الشمل وتوحيد الجهد وتنسيقه , تركزعلى موضوع مواجهة الاحتلال وتوحيد قوى اليسار والوحدة الوطنية وضرورة مراجعة الذات واستخدام النقد الذاتي من اجل التصحيح والتقويم ونسيان سلبيات الماضي والاهتمام بالحاضر والنظر الى المستقبل بعين امل وتفائل. من هنا تبرز ضرورة تقويم الخطاب الثقافي والسياسي لليسار العراقي بما يحفظ ماء الوجه اليساري ويرفع من شأنه ويؤهله لأستعادة موقعه وتأثيره الايجابي في الاحداث .



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا ينوي بوش والمالكي؟ وماذا ينتظر الشعب العراقي؟
- تتجاذب التصريحات وتتنافرحول الاتفاقية
- اتفاقات خارجية تعويض فاشل عن انقسامات داخلية
- أنسو اعتذر اليك
- في سبيل المراجعة والنقد واعادة البناء
- تداعيات العمر ام تداعيات العقل؟
- من يوافق الرأي بالاشتراك في العملية السياسية عليه ان يبرر
- متى نكف عن ادعاء القبيح واخفاء الجميل في ثورة 14تموز الخالدة ...
- تحية الى كل نادية(شيوعية) في بلادنا..تحية الى ابراهيم علاء ا ...
- سمة اليساريين استباق الاحداث لا انتظارها والتعثر بها
- ابحث عن وطني .. مرتين
- احزاب الاسلام السياسي تستغل الدين والناس البسطاء
- حماية بعبع من بعبع
- تحية للاخ ناصر السماوي وهو ينتفض
- كان المسيح لاجئا...فأرحموا اللاجئين اليكم ايها الاوربيون
- المستقل والمنتمي
- شتان ما بينه وبين الزعيم
- رفض الاتفاقية اساسه التجربة والواقع وليس الايديولوجية
- هل يحصل الانسان العراقي على حقوقه بالاستجداء؟؟
- بيلماز جاويد وسؤال مالعمل؟


المزيد.....




- شاهد.. ضابط -يفقد صوابه- ويمسك مراهقًا من رقبته بقوة ويدفعه ...
- السعودية.. الكشف عن آثار تعود إلى 50 ألف سنة في منطقة الرياض ...
- ردًّا على -تحرّك- محمود عباس.. بن غفير يدعو لتفكيك السلطة ال ...
- غزة: مقتل 27 فلسطينيا بنيران إسرائيلية وإصابة العشرات قرب مر ...
- -الصواريخ الصامتة- سلاح بعيد المدى غيّر موازين القتال الجوي ...
- استطلاع: أغلبية الألمان يؤيدون الاعتراف فورا بدولة فلسطين
- أوكرانيا تعلن استعادة قرية في سومي وتقصف مصفاة روسية
- 8 دول أوروبية تدين خطة احتلال غزة وترفض أي تغيير ديموغرافي
- صالة مكيفة ومسبح.. جامعة تركية توفّر رفاهية استثنائية لقطط و ...
- تفشي مرض السحايا يقتل أطفال غزة في ظل الحصار الخانق


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العالي الحراك - ضرورة تقويم الخطاب السياسي اليساري