أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود العراقي - هل ما حصل للعراق يستحق كل هذه التضحيات؟















المزيد.....

هل ما حصل للعراق يستحق كل هذه التضحيات؟


محمود العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2351 - 2008 / 7 / 23 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد مرور اكثر من خمس سنوات من زمن الاحتلالل الامريكي للعراق او لنقل التجربة الديمقراطية والتغيير الذي حصل..الا يحق ان نسأل؟هل ما حصل وما تحقق يستحق كل هذه التضحيات؟وهل ما حصلنا عليه من المكاسب مقابل اسقاط النظام السابق تساوي او تفوق ما خسرناه من تضحيات؟لا شك ان الاجابات ستختلف بأختلاف الجهات المستفيدة او المتضررة.ولكن سنناقش الموضوع بشكل عام ونستثني من ذلك الاكراد الذين لا شك انهم سيجيبون بنعم.فالمكاسب التي تحققت تفوق ما خسره العراق.على اعتبار ان ما يعنيهم هو اقليم كردستان ذات السيادة شبه الكاملة وان ما يجري في باقي ارجاء العراق لا يعنيهم بأي شكل من الاشكال بغض النظر عن المواقف المعلنة والتي تصل الى حد النفاق والكذب.فما تحقق للاكراد يقترب من مستوى تحقيق الاحلام التي كانت صعبة التحقيق ان لم تكن مستحيلة.والامر لا يحتاج الى ذكاء او شطارة لفهم وادراك هذه الحقائق.
اما اذا تحدثنا عن بقية العراقيين فمن الصعب ان نناقش هذه الموضوع ببساطة.لان ما حصل في العراق اشبه بزلزال عنيف غير الوجه المألوف للعراق كدولة وكمجتمع .فبعد ان كان المجتمع العراقي يعيش حالة من التوحد والانسجام على مر التاريخ حصل ما يشبه الغربلة والاصطفاف الجديد بفعل ما دخل عليه من انقسامات طائفية سواء كانت مجتمعية او مناطقية.فبعد ان كان المجتمع العراقي يعيش كوحدة اجتماعية وجغرافية واحدة تفككت هذه الوحدة حتى وصل هذا التفكك الى العشيرة والعائلة..وبعد ان كان العراقيون(ستة وشيعة) يعيشون جنبا الى جنب في نفس الحي ونفس المحافظة ويرتبطون مع بعضهم باوثق صلات الجيرة والاخوة والمصاهرة.حصل الافتراق المخيف الذي نتج عنه التهجير القسري لكلا الجانبين فخسر كثير من الناس بيوتهم ومصادر رزقهم التي امضوا سني حياتهم في بناءها وتنميتها.والادهى من ذلك خسارتهم لابنائهم الذين قضوا بتيجة عمليات القتل والانتقام الطائفي التي سادت في العراق..ففقد الكثير من الشباب حياتهم واصبحت اعداد القتلى تفوق ما خسره العراق في اشد سنوات الحروب والصراعات التي عاشها العراق في تاريخه القديم والحديث.وارقام الاحصائيات التي نشرت تتحدث عن ارقام مخيفة ومفزعة..وليس هذا وحده فتداعيات عمليات القتل افضع واكبر من خلال ازدياد عدد الارامل والاطفال اليتامى وما تتركه تلك الحوادث من انكسار نفسي وحزن عميق لعوائل هذه الضحايا.ذان فالحسارة الاجتماعسة بكل ابعادها تصبح بمستوى الكارثة الوطنية التي لا يمكن تحديد حجمها وضخامتها.بمعنى ان الذي حصل يمثل انهيار كامل للبنية الاجتماعية سيكون من الصعب اصلاحه..

اما اذا تحدثنا عن الخسائرالمادية فحدث ولا حرج..فلم يسلم قطاع من قطاعات الدولة من التدمير والانهيار..ابتداءا من الصناعة وانتهاءا بالرياضة..فالقطاع الصناعي الذي كان مثار فخر العراقين اصبح خرابا فتعطلت المصانع وفكتت اجزائها وبيعت كفطع خردة لدول الجوار التي اصبحنا نستورد منتجاتها الرديئة .ولم يسلم القطاع الحاص من هذا الانهيار فبعد ان كان يساهم مساهمة كبيرة في الانتاج والاقتصاد الوطني تم الغاءه بالكامل نتيجة انهيار المنظومة االكهربائية وارتفاع اسعار الوقود وفتح الحدود امام البضائع القادمة من دول الجوار دون ضوابط استيرادية,,ونتج عن ذلك فقدان الاف من الشخاص لعملهم في هذا القطاع الحيوي وكذلك هجرة رؤس الاموال الى الخارج بعد اناغلقت الابواب بوحه الصناعيين والذين اصبحوا عرضة لعصابات الخطف والابتزاز..اما اذا تحدثنا عن القطاع الصحي .فبعد ان كان العراق يتمتع بأحسن وضع صحي في المنطقة..انقلب هذا الوضع رأسا على عقب..شمل على هجرة الاطباء الى حارج العراق نتيجة لعمليات القتل والتهديد التي تعرضوا لهافخسر العراق بذلك كفاءات طبية وطنية لا يمكن تعويضها.اما المستشفيات فقد تحولت بنايات تفتقر الى ابسط مقومات المراكز الصحية .ففقدان الادوية والمستلزمات الطبية وانتشار الفساد الاداري والاهمال المتعمد ونقص الخبرة وسيطرة اشخاص ميين وطائفيين على مرركز القرار حول المؤسسات الحية الى مواقع موبوءة بالموت والدمار ..حتى الوزراة نفسها تحولت بفعل التخريب الى قاعدة لعمليات القتل والاحتطاف .وما فضيحة وزيرها المطلوب للعدالة علي الشمري والهارب الى امريكا..وكذلك فضيحة وكيلها الطائفي المدعو حاكم الزاملي الا ادلة واضحة لحالة الانهيار التي عانى منها هذا القطاع الحيوي..

اما اذا استعرضنا قطاع الزراعة فيكفي ان نقول اننا اصبحنا نستورد اغلب المنتجات الزراعية بعد ان كنا نعيش حالة من الاكتفاء الذاتي..اما القطاع النفطي ففيه من الفضائح ما يزكم الانوف فعمليات سرفة النفط وتهريبه جارية على قدم وساق وبشكل يثير الحزن في بلد كانت صناعته النفطية ورغم حالة الحصار القاسي وتدني اسعار النفط الا انها كانت تدعو الى الفخر والاعتزاز كونها تتم بايدي عراقية وطنية خالصة اما اليوم وبعد الغاء قرار تأميم النفط فقد تم تسليم القطاع النفطي الى الشركات الاحتكارية التي عادت مع الاحتلال بعد ان طردها العراق في قرار التاميم التاريخي..يضاف الى ذلك حالة التسييب التي يعيشها هذا القطاع ليصبخ نفط العراق مشاعاو يسرق في وضح النهار من قبل ايران والكويت..

وزارة التجارة هي الاخرى اصبحت ماخور من مواخير الفساد والرشوة وتحولت الى وزارة الصفقات المشبوه والعقود المريبة التي تمنح كبراء اللصوص المزيد من اموال السحت والحرام .واصبحت الوزارة المسؤولة عن التصدير والاستيراد مجرد مكتب لعقد الصفقات التي يستفاد منها اللصوص ودول الجوار التي تصدر الينا نفاياتها من البضائع التافهة بعد ان انتهى عصر الصناعة العراقية.اما الحصة التموينية التي كانت حبل الانقاذ الذي يتعلق به المواطن العراقي فقد انتهت الى مفردات قليلة بنوعيات رديئة من مصادر مشبوهة..واصبح المواطن يتحسر على ايام الحصة الحقيقة..فهذه هي وزارة التجارة التي فتحت ابواب العراق على مصراعيها امام القاذورات التي تدخل بدون رقابة او كمارك او تمحيص..

الكهرباااااااااء وما ادراك ما الكهرباء..اذا كنت تعيش في العراق فلا يحتاج الامر الى شرح,,اما اذا كنت تعبش في خارج العراق فأنني ساجد صعوبة في شرح معاناة العراق من جراء تدهور المنظومة الكهربائية..ففي بلد يمتلك ثروة ضخمة وضخمة جدا وفي بلد يعيش تحت ظل جناح اكبر دولة في العالم بكل القيااسات..الا وهي الولايات المتحدة الامريكية ..لا يجد العراقي وهو في اشهر الصيف اللاهبة شربة ماء باردة او نسمة هواء باردة..وهو يشتري الكهرباء من اصحاب المولدات الخاصة بعدد ساعات قليل وباسعار تثقل كاهله..في عهد النظام السابق الذي ينعتونه باقذر الصفات..كان المواطن وبرغم الحصار الظالم الذي فرضته امريكا يتمتع بكهرباء شبه مستقرة..واستطاع ذلك النظام ان يعيد المنظومة الكهربائية الى العمل رغم تدميرها في حرب عام 1991 بعد شهرين من انتهاء العمليات العسكرية رغم ضعف الامكانات والحصار القاسي..فأين ذالك من هذا...

ماذا بعد؟؟؟الرياضة؟التي تدهورت الى احط المستويات والغيت الفعاليات الرياضية..فلم يعد هناك دوري كرة حقيقي وليس هناك فعاليات اخرى..عمليات الاغتيال طالت الرياضيين ايضا..اللجنة الاولمبية العراقية اختطف اعضائها من احد المؤتمرات ولم يعرف مصيرهم لحد هذه اللحظة..الاتحادات الرياضية تمارس عملها في الخارج..وما تحقق في مجال كرة القدم من نتائج هو ثمرة جهود اللاعبين المتبقين من الحقبة الماضية .واذا ما انتهوا قان الرياضة وكرة القدم بالذات ستختفي نهائيا...

مااذ اقول بعد؟؟في اي جانب اتحدث؟ليس هناك جانب او قطاع في العراق لم تدعسه وتدمره كذبة الديمقراطية التي جائتنا بها امريكا..لا يوجد في العراق ..ما يمكن ان نقول انه تحسن او سيتحسن..كل ما قيل او يقال هي مجرد اكاذيب واوهام..العراق سائر نحو الهاوية ولا امل في اصلاحه..

فهل ما حصل يستحق التضحية..هل جنى العراقييون حقا ما يستحق كل ما حصل لبلدهم ؟؟؟..سؤال بحاجة الى اجابة منصفة ومتجردة..

بقي ان اقول ما يقوله احد العارفين بالامور..

_امريكا احرقت غابة كامله بكل ما فيها من اجل ان تخرج فأر صغير..وياليتها استطاعت

_امريكا اقتلعت السن السليم وابقت السن المتسوس..السن السليم كان هو العراق والسن المتسوس هي ايران ونظامها العفن...








#محمود_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسالة الكردية..والازدواجية الامريكية الفاضحة
- دموع في بلاد الغربة
- حب في زمن الغبار
- جمهورية العراق الكونكريتية
- المهدي المنتظر ومثلث برمودا
- فلسطينيو العراق..هل من مجير؟نداء عاجل
- الدكتاتورية الدينية..رأس البلاء
- هل تحول العراق الى عراقستان؟
- التاريخ..هل اصبح عبئا على مستقبلنا؟
- الاحزاب العلمانية..والفرصة الاخيرة.


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود العراقي - هل ما حصل للعراق يستحق كل هذه التضحيات؟