أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود العراقي - المسالة الكردية..والازدواجية الامريكية الفاضحة















المزيد.....

المسالة الكردية..والازدواجية الامريكية الفاضحة


محمود العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاستقلال والتحرر حق طبيعي لكل شعوب الارض.. وقد ينال بالكفاح المسلح او بالنضال السلمي اوبالاستعانة بطرف قوي او قد تسنح فرصة تاريخية تتيح لشعب ما ان ينال استقلاله وحريته..ومن حق الشعوب ان ترى وتستخدم ما يتوفر لها من ظروف وامكانات لتحقق هذا الحلم الذي يراود كل الشعوب الطامحة نحو الحرية والحياة الحرة الكريمة..وقد تتوفر لشعب او فئة معينة من الظروف ما يحعل هذه الفرصة نادرة وقليلة الحدوث..لتقتنصها وتحقق امالها..
الشعب الكردي في كردستان العراق لا احد ينكر نضاله الطويل من اجل تحقيق حلمه في تقرير المصير ونيل حقه كشعب له خصوصيته وآماله القومية..وبالرغم من صعوبة تحقيق هذا الحلم لاسباب ساسية وديموغرافية وجغرافية ايضا..بسبب وقوع الاقليم في منطقة جبلية مغلقة تحيط به دول قومية متشددة وغير منفتحة اتجاه الشعوب والاقليات المتواجدة على اراضيها..لذلك كان تحقيق هذا الهدف اشبه بالمستحيل بالرغم من ضراوة الكفاح والنضال الذي تبناه الكثير من الفصائل الكردية المسلحة,وبالرغم من كثرة التحالفات التي عقدها الاكراد مع دول وجهات كانت تعمل ضد العراق..فالتحلف مع شاه ايران والتنسيق المعلن احيانا والسري احيانا اخرى مع اسرائيل لم تجدي نفعا في نجاح التجربة الاستقلالية للاكراد..فكثيرا ما انفصمت هذه التحالفات لاسباب ترتبط بمصالح الجهات المتحالفة وبقي الاكراد وحدهم في الساحة يواجهون الحكومات العراقية المتعاقية..
الا ان الاوضاع التي اعقبت حرب الخليج الثانية غيرت مسار الاحداث ومنحت الاكراد فرصة للتحرك والمناورة.فبعد غزو العراق للكويت وقيام امريكا بتحشيد جيوشها والمتحالفين معهاوشن ما يسمي بعاصفة الصحراء لتحرير الكويت من الاحتلال العرقي وما نتج عنها من هزيمة الجيش العراقي ثم ما تلاها من تمرد الشيعة في الجنوب والاكراد في شمال العراق..وبعدها استطاعت الحكومة العراقية لملمة جيشها لتستعيد السيطرة على اجزاء البلاد التي اصبحت بايدي المتمردين.ثم قيام الاكراد بعقد اتفاق مع الحكومة العراقية كان على وشك التوقيع كونه يضمن المزيد من مظاهر الحكم الذاتي الذي كان يبدو صوريا وغير مكتمل منذ ان تم التوقيع عليه وتطبيقه في الحادي عشر من آذار من عام 1970و كانت تلك هي احسن ما كان الاكراد يضنون انهم سيحصلون عليه..الا ان اصرار الولايات المتحدة على معاقبة العراق نسف هذا الاتفاق حين اوعزت امريكا للزعماء الاكراد بالغاء الاتفاق والعودة الى كردستان لتبدأ مرحلة جديدة.اسفرت عن جعل المنطقة الشمالية منطقة حضر جوي وعسكري للجيش العراقي وبذلك اصبحت كردستان العراق منطقة ملاذ امن بفعل الطلعات الجوية والغطاء الذي كانت تقدمه الطائرات الامريكية في ما عرف بمناطق الحظر الجوي والذي تطور لاحقا ليشمل مناطق جنوب العراق ايضا..وبدأ سقف الطموحات الكردية يعلو ويتصاعد..
وهكذا بدأت حقبة جديدة في حياة المنطقة الكردية اسفرت عن سيطرة الحزبيين الرئيسيين فيها على مقاليد الامور وانسحاب الجيش العراق منها .وبالرغم من حالة الاحتقان الذي وصل الى مرحلة الاحتراب والاقتتال بين الحزبيين الا ان الولايات المتحدة كانت دائما تدخل على الخط لتصلح ذات البين بين الطرفين وتقدم المساندة والمشورة والدعم لهم..هذا الموقف ليس موقفا وديا ولا حبا بالاكراد..فقد كانت الولايات المتحدة مصممة على معاقبة العراق وربما فكرت في غزوه وتدميره منذ تلك الفترة..كما انه ليس حبا وعطفا على اكراد العراق.ففي الجانب الثاني من الحدودالعراقية التركية يعيش اكثر من عشرين مليون كردي ضمن حدود الجمهمرية التركية.
ففي حين يعيش في العراق زهاء خمس ملايين كردي كانو يتمتعون بأفضل مما يتمتع به اكراد تركي...اوإستنادا إلى تقديرات عام 2006 فإن مايقارب 30-40% من مجموع 70،413،958 من الساكنين في تركيا هم من الأكراد . ويقدر عددهم بحوالي 20.5 مليون نسمة مما يجعل تركيا من الدول التي يستوطنها معظم الأكراد. يعيش معظم الأكراد في الجنوب الشرقي لتركيا وهناك بعض المصادر الأخرى التي تقدر نسبة الأكراد في تركيا بحوالي 3،1% وهم مع ذلك محرومون من حقوقهم القومية التي يتمتع بها اكراد العراق بالرغم من كل ما قيل ويقال..فاكراد تركيا ممنوعون من استخدام لغتهم بل وحتى تسمية اطفالهم بأسماء كردية..وهنا لا اريد ان اقارن بين وضع الاكراد في تركيا والعراق..او في ايران وسوريا وسائر البلدان التي يتواجدون فيها فوضعهم ليس افضل من وضع اكراد تركيا..فالمسألة تتعلق بالسياسة الامريكية والاسرائيلية في المنطقة..فالعراق غير تركيا بالتأكيدوبذلك يكون اكراد العراق غير اكراد تركيا..ففي الوقت الذي اعتبرت فيه الولايات المتحدة الحركات المسلحة الكردية في تركيا منظمات ارهابية وعلى رأسها حزب العمال الكردستاني(PKK)ب بل وساهمت في الجهد العسكري والاستخباري التركي للقضاء على نشاط هذا الحزب بل وصل الامر الى ان المخابرات المركزية الامريكية هي من القت القبض على زعيمه عبد الله اوجلان وسلمته الى تركيا ليحاكم ويرمى في السجن. في حين اعتبرت الحركات الكردية في العراق حركات تحررية مشروعة ويجب مساندتها..تركيا العلمانية النصف اوربية والربع اسلامية هي غير العراق العربي المسلم.وتركيا التي تقيم اوثق العلاقات مع اسرائيل هي غير العراق الراديكالي الذي كان شوكة في حلق الصهيونية والذي ضرب عمق اسرائيل بالصواريخ..العراق الذي طالما كان البلد المشاغب والمتعب للكيان الصهيوني لا يمكن ان يكون كتركيا الصديقة للغرب وامريكا واسرائيل..لذلك لابد من ان تزرع في خاصرته قنبلة اسمها الاكراد..وهكذا استكمل السيناريو الذي بدأته امريكا بهدف تدمير العراق واسقاط حكوماته الوطنية المتعاقبه بارغم من تقاطعاتنا مع كثير من توجهاتها .اليوم نرى جلال الطلباني ومسعود البرزاني يعاملون كرجال دولة وزعماء تفرش لهم السجاجيد الحمراء وتطلق المدفعية لهم طلفات التحية.في حين يقبع عبد الله اوجلان في السجون التركية غير مأسوف عليه..انها المفارقة السياسية الامريكية التي ترى انها برغماتية او ذرائعية في حين انها قمة النفاق والميكافيلية والعهر السياسي..وهوالاسلوب نفسه الذي استخدمته في اسقاط الاتحاد السوفيتي السابق وحاربت به كل من وقف بوجه الهيمنة والطغيان الامريكي القائم على الخسة والقوة الغاشمة..اذن انها السياسة التي لا تعرف القيم والمبادئ وحقا اذا قيل ان السياسة مومس قذرة رغم كل المكياج والشعارات التي تغلفها.و امريكا بالحقيقة تلك المومس الجميلة التي تخفي تحت ملابسها السلاح والتي انبهرنا بها وتمنينا وصالها.



#محمود_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع في بلاد الغربة
- حب في زمن الغبار
- جمهورية العراق الكونكريتية
- المهدي المنتظر ومثلث برمودا
- فلسطينيو العراق..هل من مجير؟نداء عاجل
- الدكتاتورية الدينية..رأس البلاء
- هل تحول العراق الى عراقستان؟
- التاريخ..هل اصبح عبئا على مستقبلنا؟
- الاحزاب العلمانية..والفرصة الاخيرة.


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود العراقي - المسالة الكردية..والازدواجية الامريكية الفاضحة