نواب: ثورة 14 تموز حزمة من المنجزات والمشاريع الكبرى

يوسف المحمداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 10:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

شكلت ثورة 14 تموز 1958 مع زعيمها الراحل عبد الكريم قاسم تحولا كبيرا في تاريخ العراق الحديث لما لها من تأثير واضح في واقع المواطن والوطن ابان ذلك العهد وبمناسبة الذكرى الخمسين لقيامها كان لنا هذا الاستطلاع مع آراء البرلمانيين الذين اكد بعضهم ضرورة النظر الى ثورة 14 تموز وزعيمها من خلال منجزاتها الكبيرة وطالب السياسيين الذين يقودون البلد الان بضرورة الاقتداء بالراحل عبد الكريم قاسم كونه وطني مخلص لوطنه وشعبه واعتماد التواضع الذي خطه نهجا ليستطيعوا ان يخدموا الشعب كما خدمه الزعيم الامين، فيما يرى احد البرلمانيين ان ثورة 14 تموز هي انقلاب وليست ثورة وعزا ذلك بانها قامت على اسقاط نظام شرعي الا وهو النظام الملكي، مبينا ان الانقلابات التي حصلت بعدها ما هي الا نتاج لذلك الانقلاب.
تضحية وإخلاص للوطن والشعب
النائب عزت الشابندر عن القائمة العراقية قال: الحديث عن ثورة 14 تموز هو بالحقيقة حديث عن الزعيم عبد الكريم قاسم لانه كان يمثل الرمز الوطني لهذه الثورة والعقود المتعاقبة من بعد انتهاء عقده رحمه الله هي شاخص على معرفة مدى تضحية واخلاص هذا الرجل لشعبه ووطنه، واوضح الشابندر ان مدة حكم عبد السلام عارف واخيه عبد الرحمن عارف والبكر وما تلاها تبين لنا بمنتهى الوضوح والامانة حقيقة هذا الرمز الوطني الذي انتهج الامانة التاريخية والوطنية طريقا وامتلك الشارع العراقي من خلال سلوكه وتواضعه الكبير.
وبين النائب عزت ان عبد الكريم قاسم حزمة من المنجزات والمشاريع التي تصب في بناء مرتكزات دولة حديثة ولا يمكن تجاهل موقفه من القضية الاساسية فلسطين ودعمه للثورة الجزائرية، وأضاف الشابندر لا يمكن ان نغفل ان الزعيم رحمه الله قد استغل من قبل اطراف سياسية من داخل العراق وحورب من جهات خارجية ايضا لكنه مع ذلك ظل عالقا في اذهان العراقيين كرمز وطني لا يمكن الا ان يفرض وجوده في ذاكرة التاريخ. ويتمنى الشابندر على الساسة الحاليين ان يشخصوا هذا الرمز كتقليد لعملهم ومواقفهم حتى يستطيعوا ان يخدموا مثلما خدم ويضحوا مثلما ضحى ويسلكوا الطريق ذاته الذي خطه بتواضعه لكي يخدموا وطنهم وشعبهم الذي انتخبهم بتواضع ومواقف عبد الكريم قاسم.
مبينا ان الزعيم رحمه الله رغم عدم رفعه لشعارات الدين او عدم انتمائه لاية جهة حزبية او دينية لكنه كان يريد وسعى لهذه الارادة من اجل خدمة شعبه ووطنه وضحى من اجل ذلك بحياته لكنه ظل في قلوب وعقول الناس عنوانا بارزا للوطنية الحقة.
منجزات كبرى
يرى النائب سعدي البرزنجي عن قائمة التحالف الكردستاني ان ثورة 14 تموز هي الوحيدة من بين كل الثورات التي حدثت في العراق حملت كلمة ثورة بصدق لانها غيرت نظام الحكم من ملكي الى جمهوري اولا وجاءت معبرة عن تطلعات جميع مكونات الشعب العراقي عربا واكرادا.
واكد البرزنجي ان ثورة 14 تموز حققت الكثير من المنجزات الكبرى التي لا يمكن ان يتجاهلها أحد وعلى جميع الصعد فقانون الاصلاح الزراعي الذي كان مطلبا عراقيا للفلاحين تحقق في ظل تلك الثورة، ضمان حقوق العمال من خلال قانون شرعته تلك الثورة، فضلا عن قانون النفط المرقم 80 الذي حرر العراق من هيمنة الشركات الاحتكارية، مبينا ان هذا القرار كان من اصعب القرارات التي اتخذتها تلك الثورة الفتية ولكنه جاء معبرا عن آمال وطموحات شعب وقد دفع هذا القرار البلد نحو الامان لكون الاموال التي كانت تسلب من تلك الشركات عادت لخزينة الدولة لذا نجد ان الكثير من المشاريع والانجازات قد تحققت بفعل هذا القرار.
ويرى النائب البرزنجي ان الزعيم عبد الكريم قاسم كان عراقيا وطنيا يحمل في قلبه حب الوطن والشعب وكان يعمل بكل جد واخلاص لتغيير صورة البلد ورفاهية الشعب ولكن شاءت الظروف ان تجعل من هذا الوطني ان يتصور نفسه بانه لا يخطئ ونتيجة لهذا التصور غير المنطقي ادار ظهره للقوى الديمقراطية التي كانت الساند والداعم للثورة فضلا عن ذلك استهان بقوى الردة تحت شعار عفا الله عما سلف وهذه هي احد اسباب نجاح انقلاب شباط الاسود عام 1963.
ويرى البرزنجي ان الراحل عبد الكريم رحمه الله كـان وطنيا بكل ما تحمـله الكلمة من معان وكان بالامكان ان تبقى هذه الثورة ولن تنتهي لو وفى الزعيم بوعده باجراء الانتخابات والتخلص من حالة الطـوارئ التي حكم بها البلد وللاسف ما كل ما يتمنى المرء يدركه مع ذلك نقول ان ثـورة 14 تموز انطلاقة هامـة ورحم الله الشهيد عبد الكريم قاسم ولنجعل من ذكراه استذكارا لجميع شـهدائنا الذين سقطوا على درب الحرية.
زعيم الفقراء
واوضح النائب مفيد الجزائري عن الحزب الشيوعي العراقي ان عبد الكريم قاسم رجل مخلص ونزيه ومحب لوطنه وشعبه واذا تحدثنا عن الشخوص البارزة في قيادة البلد ستجده في اول القائمة ومن الوجوه المخلصة في الوطنية الحقة.
واضاف الجزائري ان منجزات تلك الثورة رغم قصر عمرها الزمني هي دليل على انها ثورة حقيقية هدفها وغايتها النهوض بواقع بلد نحو التقدم والازدهار.
فمن الجانب السياسي حققت ثورة 14 تموز الكثير على سبيل المثال لا الحصر اخراج العراق من حلف بغداد والغاء الاتفاقيات غير المتكافئة مع بعض الدول الاجنبية، الغاء القواعد العسكرية الاجنبية الموجودة في قاعدتي الشعيبة والحبانية، تحرير الدينار العراقي من التبعية الاسترلينية، تشريع قانون الاصلاح الزراعي الذي كان حلم الفلاحين، اصدار قانون الاحوال الشخصية، تشريع قوانين للعمال لضمان حقوقهم، ابرام اتفاقيات مهمة في الجانب الاقتصادي مع الدول الاشتراكية لاقامة عدة صناعات ومشاريع ما يزال بعضها قائما الى الان.
وبين الجزائري ان بغداد لم تحظ في تأريخها الطويل بزعيم عشق الفقراء بهذه الصورة واخرجهم من الاكواخ ليسكنهم داخل مدن عصرية.
ويرى النائب الجزائري ان الثورة لم تستمر تحت مبررات عدة اهمها هو اعتماد الزعيم الراحل على ذهنية عسكرية ولم يكن ذا خبرة سياسية نعم كان مخلصا ووطنيا ولكنه اعتمد على الجانب العاطفي في قيادته للامور فضلا عن انه كان يواجه وضعا معقدا جدا وقوى سياسية ضخمة لا يمكن ان يجابها وحده وكان من المفترض على الزعيم والكلام للنائب الجزائري ان يحشد القوى الديمقراطية الساندة للثورة ويجعلها داعما للثورة لكنه ادار ظهره واعتمد على حب الشعب وهذا لا يمكن في عالم السياسة لا سيما ان الكثير من اعداء الثورة كانوا يتحينون الفرص للاجهاض عليها سواء في الداخل او الخارج.
إنه انقلاب وليست ثورة
النائب قاسم داود فوصف ثورة 14تموز بالقول: لا يمكن ان اطلق اسم ثورة على 14 تموز لانه انقلاب عسكري على وضع شرعي قائم آنذاك واقصد النظام الملكي مبينا ان ذلك النظام رغم قصر عمره الا انه قدم تجربة نموذجية في المنطقة.
ويرى النائب قاسم داود ان انقلاب العام 1958 فتح الابواب الى سلسلة من الانقلابات ومن الظواهر السلبية موضحا ما معنى ان يصعد ضابط عسكري على ظهر دبابة ويدخل الاذاعة ليتلو بيان رقم واحد واضاف داود ان الراحل عبد الكريم قاسم بدأ بزرع بذرة لانظمة غير ديمقراطية اعتمدت الشمولية في حكمها ليجيء عبد السلام عارف ومن ثم عبد الرحمن عارف والبكر ثم قادنا ذلك الى نظام دكتاتوري وعزا داود ذلك الى قيام انقلاب 58 الذي نحصد الان ثماره وما هذه التداعيات والسلبيات الكبيرة التي يعيشها البلد الا نتاج ذلك الانقلاب.
وعن منجزات ثورة 1958 بين النائب داود ان تلك الانجازات هي نتاج لذهنية فردية وليست آتية من نظام ديمقراطي يعمل وفق قانون واضح ومعروف مضيفا ان المشاريع الكبيرة التي تحققت هي موجودة اصلا ومعدة من قبل النظام الملكي، ولو لم يحدث انقلاب 1958 لكانت تلك المشاريع والمنجزات دافعا لان يكون العراق بوضع افضل لاهمية تلك المشاريع وعلى الصعد كافة.
امتلك حب العراقيين
قال النائب فوزي اكرم ترزي: ان الزعيم عبد الكريم قاسم من ابرز الزعماء العراقيين الوطنيين الذين اسهموا في بناء عراق واحد وفق مرتكزات وطنية ثابتة مشيرا الى ان خطة ارواء المناطق الشمالية والوسطى التي شرعها الزعيم لم تستطع جميع السلطات المتعاقبة على تنفيذها وذلك لعدم جديتها في تنفيذ وخدمة المصالح الوطنية. واضاف ترزي ان الزعيم الراحل كان بسلوكه الوطني وتواضعه الكبير امتلك حب العراقيين وعاش في ذاكرة التاريخ الوطني الخالص.
وتمنى النائب ترزي على السياسيين العراقيين الذين يقودون المرحلة الحالية ان يسيروا على خطى عبد الكريم قاسم بالتواضع والموقف الوطني الهادف الى خدمة الشعب والوطن.
موضحا ان الزعيم قاسم على الرغم من محاولات التشويه التي قادتها ضده قوى اقليمية وداخلية الا انه ما يزال يعيش في ضمائر العراقيين كعلامة بارزة ومضيئة في الموقف الوطني ولا يمكن اغفال وتجاهل منجزات تلك الثورة العظيمة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر قانون رقم 80 وقانون الاصلاح الزراعي وقانون تحسين اوضاع العمال وتوزيع الدور على سكنة الاكواخ، لكن اعداء الشعب والوطن سارعوا بالتآمر على الثورة وعلى زعيمها الوطني الراحل عبد الكريم قاسم رحمه الله.

#يوسف_المحمداوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات