أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - السر في الدفع بكوبونات النفط الخام















المزيد.....

السر في الدفع بكوبونات النفط الخام


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 726 - 2004 / 1 / 27 - 03:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ليس سراً ماتنشره الصحافة العراقية هذه الأيام من وثائق أستلام كوبونات النفط لشخصيات أجنبية وعربية وصحف ومؤسسات وأحزاب .
ليس سراً فقد كان أهل العراق الرازح تحت نير الطغيان والدكتاتورية يعرفون حق اليقين أن لكل شيء ثمن وأن هذه النماذج التي جائت للعراق تدعم سلطة الدكتاتور العراقي بالقول والأعلام والمواقف السسياسية تبيع له ضميرها وشرفها وماتبقى لها من كرامة مقابل كوبونات من النفط ، براميل أحياناً وأحياناً أطنان من النفط الخام .
ولو تمعن السادة باعة الضمير والشرف العربي من الأسماء التي ستتوضح أكثر في الصحافة العراقية الصريحة والواضحة والمدعومة بالوثائق والبراهين والحجج ما السر في أن يكون ثمن بيعهم للضمير والشرف براميل من النفط ؟
ألم يكن بمقدور الطاغية العراقي أن يسلمهم مبالغ نقدية بالعملة الصعبة والتي تتوفر في خزائنه وأرصدته مثل توفر الماء والهواء في العراق ؟ أما كان بأمكان الطاغية العراقي أن يسلمهم صكوك على مصارف دولية يتم تصريفها أو تحويلها الى أرصدتهم ؟
الم يكن بمقدور الطاغية أن يوعز الى وكلائه وسفاراته أن تقوم بتسليمهم حقائب دبلوماسية ممتلئة بالورق الأخضر ثمناً لبيعهم الشرف والضمير في زمن عاد لكل شيء ثمن ولكل موقف سعر ، وهاهم يبيعون ماتبقى لهم أمام امتهم وأنظار شعبهم غير عابئين بأولادهم وأ حفادهم وماسيكتبه التاريخ عن اجيالهم وماسيلصقه من تلطيخ لسمعتهم دون أن يستوعبوا أن اكتناز هذه الأ/وال لن يستطيع أن يمحو عارهم ولاتبديل صفة بيعهم الشرف والضمير في أرخص أسواق النخاسة حين عرضوا بيع الضمير تحدياً لشعب العراق ؟
الم يكن هناك سبب معقول لتسليمهم كوبونات النفط الخام ؟
هل سأل سياسي عربي أو فنان أو فنانة عربية هذا السؤال لنفسه ؟ لماذا كوبونات براميل النفط الخام ؟
لم يكن دون قصد أن يتم تسليم كل هذه الأسماء كميات من النفط العراقي الخام على شكل كوبونات براميل أو اطنان ، ومن ثم لم يكن دون قصد أن يتعمد الطاغية أن يأمر بتسجيلها ليس في أضابير الأجهزة الأمنية ، بل يتعداها الى الدوائر الرسمية من النفط والتخطيط أمعاناً في تثبيت أستلامهم هذه الكميات .
ولكن لماذا النفط الخام ؟
الحقيقة أن الطاغية عرف من مستشاريه أن النفط الخام هو أثقل السوائل وأكثرها قذاره قبل أن تتم تصفيته وتنقيته وفصله ، لذا فقد تعمد أن يقوم بتسليمهم مايتناسب مع مواقفهم الرديئة والقذرة في الوقوف الى جانب الطاغية ضد شعب العراق ، ومناصرة الظلم ضد المظلوم والأنتصار للباطل ضد الحق ، مقابل استلام كوبونات النفط الخام التي تدل على القذارة والعفونة والسوائل الثخينة القوام والممتلئة بالروائح الكريهة .
وأنطلت اللعبة على باعة الشرف والضمير والوجدان في أستلام صكوك وكوبونات النفط دون أن يستطيع أحداً منهم أن يرفض العرض أو أن يطلب تغيير الطريقة التي يستلم بها أو ان يقترح تغيير طريقة التعامل معه بما يتناسب مع خدمته لسلطة الطاغية .
كان جميع من حضر من باعة الوجدان العربي والشرف الرخيص مرعوبا من شعب العراق خائفاً من الألتقاء به ، مثلما كان مرعوباً من الطاغية نفسه ، فقد كان جميع من حضر يقاد مثل الخروف الى المسلخ لاحول له ولاقوة ، فالنوم في الفنادق بأمر السلطة واللقاء بالمسؤول العراقي بأمر السلطة وحضور الحفلات الليلية بأمر السلطة ومن ثم  أستلام الثمن بأمر السلطة ومغادرة العراق دون أن يلتقوا بمواطن عراقي واحد بأمر السلطة .
ثمن رخيص لمواقف رخيصة ، ورمزية النفط الخام تلاحقهم وتنشر رائحتها العفنة عليهم فتصبح اسماؤهم هجينة وموبوءة لدى العراقيين أبداً فقد باعوا شعب العراق وقاطعوه ابداً في مواقف لن ينساها العراقيين ولن يتخلصوا هم من عارها وشنارها .
لم يكن سوى النفط الخام رمزاً لرائحة عملهم العفنة ووقوفهم مع الطاغية ضد شعب العراق .
استطاعوا تصريف هذه الكوبونات بسرعة ، ووجدوا السماسرة الذين مهدوا لهم عمليات البيع ، وهم انفسهم كانوا قبلها سماسرة لبيع المواقف لمن يشاء بشرط الدفع في الزمن العربي الرديء .
والغريب لم تتساوى الأسماء في الثمن ، فلكل رأس كمية محددة من النفط الخام ، تبعاً لمواقفة وأستعداده و تبعاً لرخص نفسه وكرامته ومدى تقبل الشخص الخنوع وبيع النفس والأرادة والدفاع عن الطاغية ومحاربة الحقيقة .
الغرابة تكمن في أن لكل من هذه الأٍماء مهمة لاتشابه المهمة التي تقع على عاتق الآخر ، لكنهم يرتبطون في قاسم مشترك ، النفط الخام وعلى شكل كوبونات .
ولم يسأل احدهم نفسه ، ولماذا النفط الخام ؟ وكيف سيبيع هذه الكميات من النفط وهو لايملك بئراً ولاحنفية ولايعرف أسعار النفوط العالمي ولانسبة كثافتها في السوق ، وجميعهم وضع الكوبونات في جيبه فوق صدره ثمناً رخيصاً وأثباتاً أن لكل رجل وأمراءة ثمن غالياً أو رخيصاً تبعاً لخدماته التي يكلف بها والتي أداها ، ومن يستمر فله ثمن مستمر .
ولكن الأستمرار تم ايقافه فلاكوبونات النفط تعود ولابغداد ستستقبلهم مرة أخرى ، فمن يأتي بصدام آخر ولو على حساب جوع العراقيين ومحنتهم ولو على حساب دماء العراقيين وزمانهم ولو على حساب مستقبل العراقيين وأطفالهم ، من سيعيد زمانهم ويعيد قائد الكوبونات الذي اختفى في حفرة ممتلئة بالقاذورات لكنها لم تكن بكثافة النفط الخام الذي لم تتلطخ اياديهم به ولالامسته لكنها لطخت الضمير والشرف الى الأبد .
الأجنبي لايعتبر بيعه الضمير والموقف عاراً ولن يعيره أحد ، المحنة أن العربي الذي يقبع تحت سيل من الأعراف والقيم مازال يتمسك بقيم اسمها الضمير والشرف ، وقد تنشر أسماء عفنة اكثر من عفونة النفط الخام ، اسماء عربية سيتعرف المرء على ترديها وانحدارها وانحطاطها حين تعرض نفسها وقيمها وتاريخ عائلتها وعشيرتها الى الحضيض في سوق النخاسة السياسي ولمن ؟ لصدام الذي كرهته حتى أضعف حشرات الأرض التي ماعادت تتقبله في جحورها فلفظته الى العراء متلبساً بشكل يليق به ويدل على خوفة ورعبه من شعب العراق وماجنته يداه من آثام بحق الشعب .
هذه الأسماء العربية ستمتليء بالعار والشنار وستدافع عن نفسها بأنها كانت مع الشعب وضد ال؛تلال ، ولكن دفاعها خائب فأن رائحة النفط نفاذة ، كما أن قوام النفط ثخينا يلوث الضمائر قبل الشرف فيصبح أسود في الدنيا والآخرة .
الأيام القادمة ستكشف لنا أسماء من السياسيين والمثقفين والفنانيين الذين باعوا دينهم لطاغية العصر بثمن بخس دراهم معدودة تمتعوا بها بطعام وجلسات وسهرات ولكن لن يتمعهم الله ولاشعب العراق الى حين فأن ساعة الحساب أتية لاريب فيها ، ستكشف لنا الأيام أسماء نعرفها ونعرف انها تبيع نفسها وأنها رخيصة ولكن ستقترن الوثائق والكتب الدامغة الى جانبها فتزيدها أتهاماً وقرباً من أدانتها الدامغة .
النفط الخام أكبر احتقار لهذه الأٍماء تعمد الطاغية أن يكون ثمناً لمواقفهم دون سواه .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يستفيد من تفجير مقر الحزب الشيوعي ؟
- الحق والحقوق وقضية اكراد العراق
- عقلية الحرس القومي لم تزل بيننا
- من يمنح أكراد العراق الفيدرالية
- تهريب النقد العراقي
- القانون لايلغى بقرار يامجلس الحكم
- حتى لاننسى تضحيات العراقيين
- ألغاء قانون الأحوال الشخصية العراقي تكريس للمذهبية
- جرائم صدام لاتسقط بالتقادم وأعتباره أسير حرب لايمنع محاكمته
- صدام ومؤسسة غينز
- صدام أسير حرب أم مجرم حرب ؟
- الحاجة اليومية للعراقي ضرورة ينبغي الأهتمام بها
- الفيدرالية من قضايا العراق الأولى
- رسالة الى بنات الشهيد طالب علي السهيل
- احتراق غابة العقارب
- قناة ابو ظبي متى تستعيد حياديتها وتعكس موقف قيادتها العقلاني ...
- مرحلة مابعد صدام
- كل عام والعراق بخير
- الطلقاء يعودون من جديد
- انهم يقتلون الطيبين


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - السر في الدفع بكوبونات النفط الخام