أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - جرائم صدام لاتسقط بالتقادم وأعتباره أسير حرب لايمنع محاكمته















المزيد.....

جرائم صدام لاتسقط بالتقادم وأعتباره أسير حرب لايمنع محاكمته


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 714 - 2004 / 1 / 15 - 02:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


          من المعروف في القانون العراقي أن الجريمة الجنائية لاتسقط بالتقادم ، بعكس القضايا المدنية التي يسري عليها التقادم ، والتقادم لمن ليس له علاقة بالقوانين والتعابير القانونية  تعني سقوط الحق بمضي مدة زمنية معينة يقررها القانون ، ومع أن التقادم حقاً لايسقط الحق انما يمنع من متابعة الدعوى حيث تقرر المحكمة رد الدعوى لكونها مشمولة بالتقادم الذي يمنع سماعها .
وعليه فأن الجرائم الجنائية غير مشمولة بالتقادم مع أن هروب المتهم وأختباءه وتشرده  مدة  طويلة يمكن اعتبارها من الظروف المخففة للحكم عند صدوره .
بالنسبة لقضية المتهم صدام حسين فأن أعتباره أسير حرب من قبل الأدارة الأمريكية وهي القوة التي تحتل العراق في الوقت الحاضر وترسم القرارات بمفردها دون أستشارة أحد أو الرجوع اليه أو التنسيق معه ، لايدفعها سوى مصالحها ونواياها في أصدار القرارات ، فأن هذا التوصيف القانوني لأعتبار المتهم أسير حرب وأن يوفر له بعض الحقوق التي كان نفس المتهم يمنعها على الناس ويستنكر منح جزء منها ، فلم يكن الصليب الأحمر ولاكل مؤسسات العالم تستطيع أن تعرف مكان التحقيق أو الأعدام مع مواطن عراقي معارض ، مثلما لاتستطيع أية جهة أنسانية أو مهتمة بحقوق الأنسان أن تستعلم عن مصير أي انسان مختفي في العراق ، كما لاتستطيع لانقابة المحامين الأردنيين ولاتجمعات الحقوقيين في العالم أن تقرأ أضبارة متهم في مديرية الأمن العامة ، اما أهل المتهمين فيصيروا في الزمن الصدامي متهمين بالتبعية ، وقد تم القبض على العديد من ذوي المتهمين ممن ذهب بسذاجة للسؤال عن مصير أو تهمة ولده في دوائر الأمن والمخابرات وربما يكون قد قضى نحبه .
لم يكن القضاء العراقي طرفاً في كل ما أقدم عليه صدام من جرائم بحق الشعب العراقي لأنه كان يشك في أخلاص وتبعية القضاء العراقي اليه ، وكان يعرف حقاً أن القضاء لن يسعفه في تمرير جرائمة وأساليبة المنافية لحقوق الأنسان والدستور والقوانين ، ولهذا عمد الى تشكيلات كوكتيلية خاصة أسماها محاكم تتكون من ضباط في الجيش أو في الأجهزة القمعية وربما من أشخاص يحملون شهادة الحقوق لكنهم يفتقدون الى معرفة مهنة القضاء الحقيقية ، معرفة مهنة أستلال الحق وتطبيقات العدالة ، ولهذا كان صدام في العديد من الحالات يقوم بتطبيق النتيجة قبل أجراء التحقيق وألأعدام بالرصاص وبيده في العديد من الحالات قبل أن تتمكن الهيئة التحقيقية المكلفة من أنجاز التحقيق وثبوت الأتهام ، وكان يعتمد في العديد من الأحكام والأعدامات على نظرته ورؤيته وحدسه الذي لايخطيء فهو يعرف المجرم من البريء من عينيه على حد زعمه وتلك ليس فاجعة ومصيبة أنما كارثة وطنية لم يكن يمارسها أعتى زناة وطغاة الأرض .
وكدليل على العقلية التي كان يحكم بها صدام خارج سياق الزمن البشري وبالضد من كل المفاهيم القانونية والقضائية فقد صدرت قوانين ملزمة التطبيق تقضي بمعاقبة العراقي على النية ، النية الكامنة في نفس الأنسان لايعرفها الا الله عز وجل حيث أشار الى أعتبار التقرير المرفوع من الفرقة الحزبية أو الجهة الحزبية حول وجود نية لدى شخص معين بتهريب أموال من داخل العراق الى منطقة كردستان ( وهي داخل العراق ايضاً ) يعاقب دون لزوم حضور كاتب التقرير وتحليفة اليمين لأنجاز أصدار الحكم في الدعوى .
أن التكييف القانوني الذي أصدرته الجهة الأمريكية بحق المتهم صدام حسين لم يكن موفقاً ومصيباً ومع أن لها حساباتها الخاصة ، فأن صدام حسين ومن المفارقات التي يعرفها الجميع لم يكن عسكرياً محترفاً ولامتخرجاً من أدنى معهد للعلوم العسكرية ولاجندياً مكلفاً أدى الخدمة العسكرية التي يؤديها أي عراقي أكمل الثامنة عشر من عمره ، فقد كان المذكور متخلفاً عن أداء الخدمة العسكرية والأحتياط ، وأن منح نفسه رتبة عسكرية ومعها شهادة الأركان لم يكن له سند قانوني ولاممنطق مقبول ، وقد فات عليه أن يشمل نفسه بالأعفاء لدفعه البدل النقدي .
هذا من جانب ومن جانب آخر فأن صدام حسين أثناء وقوع المعارك بين القوات الأمريكية والقوات العراقية التي بقيت على قلتها تقاوم دخول المحتل الى الأرض العراقية دون أمداد أو سند أو ظهير يسندها فقد فر الرجل من أرض المعركة مما يجعله خائناً بحق جيشه ووطنه وشعبه ، ومع أن فر قبل قيام القوات بأحتلال بغداد فانه بقي مختبئاً في الجحور التي أسترطبها وتقبل الحياة بها حتى أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنتهاء العمليات العسكرية .
وبعد هذا الأنتهاء وصدور قرارات دولية ترسم قانونية الأحتلال تم القبض على العديد من القادة العسكريين والمتهمين بأخطر الجرائم بأنتهاكات أنسانية وجرائم بحق البشرية وجرائم الأبادة الجماعية ومن بين أخطر المذكورين علي حسن مجيد ( الملقب علي الكيمياوي ) وهو يشغل الحاكم العسكري للمنطقة الجنوبية بالأضافة الى كونه عسكري محترف حيث كان يشغل منصب وزير الدفاع وعضو القيادة العامة للقوات المسلحة في حين انه في الحقيقة كان ( برتبة رقيب في القوات المسلحة العراقية ) ويالفرحة العراق ..
أما الثاني فهو المتهم سلطان هاشم الطائي وهو  وزير الدفاع لغاية سقوط السلطة ومتهم هو الآخر بقضايا وجرائم والمساهمة في الخيانة الوطنية في خيمة صفوان .
ولم يتم اعتبار النموذجين المذكورين أسرى حرب وبقوا تحت حماية قوات الأحتلال بصفة متهمين لحين تقديمهم للمحكمة العراقية حسبما اعلنت الأدارة الأمريكية ، وحسب قناعة الامريكان بعد المؤتمرات القانونية والقضائية التي تم عقدها بالأشتراك مع مجموعة القضاة والحقوقيين العراقيين .
وبعد أعتبار المتهم صدام أسير حرب سيترتب على هذا التكييف الخاطيء حقوق للأسير المذكور ولكن في كل الأحوال لن يؤثر هذا في جميع الأحوال على الأتهامات والجرائم التي يتهم بها المتهم صدام أمام القانون الجنائي العراقي .
أن على الأدارة الأمريكية أن تبت في مصير المتهم المذكور بأعتبار أن أيقاف العمليات العسكرية قد توقفت فعلا وبأن يتم أما تسليمه الى بلده أو أطلاق سراحه من جانبهم وتسليمه الى القضاء العراقي ، ولكن حذارى أن يتم تسليمه للشعب العراقي ، وهو شخصياً يخاف من هذا التسليم ولايخشى الا أنتقام شعبه من أهل الضحايا والشهداء الذين أمتلأت  بهم أرض العراق .
وسواء بقي المتهم صدام أسير حرب أو مجرم حرب ، وسواء كان عسكرياً بالخيال أو قائداً من قادة العرب ، وسواء كان بيدقاً من بيادق اللعبة السياسية ، او حجراً من أحجار الشطرنج التي تتحرك بأوامر أمريكية ، وسواء كان أستطاع أن يؤثر في بعض العقول والقلوب العربية التي عزز الوهم بحاجة الأمة الى قائد ينقذها من التردي والضياع والهزائم التي ابتليت بها ، فانه يبقى متهماً بجرائم الأبادة الجماعية وأنتهاكات حقوق الأنسان وضياع العراق شعباً وأرضاً وثروة وأقتصاداً ومجتمعاً ومستقبلاً  وهذا كافياً لوحده للقبض عليه وتقديمه الى المحاكم العراقية المختصة التي شكلت للتحقيق معه ومن ثم محاكمته أذا أثبت التحقيق علاقته بالجرائم وعلى القضاء العراقي أن يصدر مذكرة القبض بحق المذكور بناء على مطالعة من الأدعاء العام ممثل الحق العام في القانون ، حيث أن اعتبار المتهم المذكور أسير حرب لدى القوات الأمريكية لن يمنع محاكمته عراقياً وأمام القضاء العراقي وأصدار الحكم القضائي العراقي في القضايا المعروضة  .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام ومؤسسة غينز
- صدام أسير حرب أم مجرم حرب ؟
- الحاجة اليومية للعراقي ضرورة ينبغي الأهتمام بها
- الفيدرالية من قضايا العراق الأولى
- رسالة الى بنات الشهيد طالب علي السهيل
- احتراق غابة العقارب
- قناة ابو ظبي متى تستعيد حياديتها وتعكس موقف قيادتها العقلاني ...
- مرحلة مابعد صدام
- كل عام والعراق بخير
- الطلقاء يعودون من جديد
- انهم يقتلون الطيبين
- وداعاً يايوسف
- موقف السيد نقيب المحامين الأردنيين
- التبريرات
- مجاهدي خلق في الميزان العراقي
- الحقيقة
- صفحة الحوار المتمدن
- الفقراء ينتظرون قبل أن تخلص أرواحهم
- من يقتل العصافير في بغداد الجميلة
- التمذهب القومي والطائفي في زمن البائد صدام


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - جرائم صدام لاتسقط بالتقادم وأعتباره أسير حرب لايمنع محاكمته