|
المراجع الدينية والثوابت الوطنية
كريم التميمي
الحوار المتمدن-العدد: 2344 - 2008 / 7 / 16 - 09:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يبدو ان بعض المفكرين من الكتاب والمثقفين لا يعيرون اهتماما كبيرا ومهما بالواقع العراقي وما يتمخض عنه من كوارث ومأسي كبيرة دفعت اثمانها الكثيرمن العوائل العراقية على مختلف اطيافها ،ولا زالت افكار بعض الكتاب ترفض النقد الموجه الى بعض الرموز والمراجع الدينية ولا يسمحون المساس بهذه المراجع او حتى النقد البسيط او الغير مباشر لها ،لكونها معصومة ولا يجب التقرب منها ، ونحن في الحقيقة ليس لدينا عقدة معينة مع هذه المراجع الدينية او الشخصيات السياسية او حتى الطقوس الدينية التي تمارس بشكل طبيعي ،ولكن الذي يهمنا هو الاهتمام بهذه المراجع الدينية( على اختلاف فروعها وتشعباتها) ، على حساب الثوابت الوطنية وبناء الدولة على اسس علمية ومهنية بعيدة عن المسميات والرموز الدينية ، وعندما نقوم بتوجيه النقد لهذه الرموز الدينية او المرجعية ،ليس بقصد النيل من هذه المرجعية او تلك ،ولكن فقط للاشارة بأن الاعتماد على هذه الرموز الدينية والسير خلفها دون ان يكون هناك لدينا فسحة للتفكير وبناء الذات والشخصية المستقلة سيجعلنا ندور في حلقة من الأوهام والافكار البعيدة عن الواقع العملي والموضوعي اثارني بعض ما كتبه الاخ كريم النوري في مقاله الاخير (ما علاقة غلاء البصل بأخلاص العمل)
على الرغم من كوني احترم جميع وجهات النظر والافكار والاراء التي يعبر عنها الكتاب والمثقفين، فالأختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية كما يقول المثل الشائع... ولكون السيد النوري اثار هذا الموضوع ،فأني اقول له وبكل صراحة نعم توجد علاقة وثيقة بين( الاخلاص في العمل وغلاء البصل ) ليس من باب العلاقة المباشرة بينهما ،ولكن لو كان هناك اخلاص في العمل والتفاني من اجل تقديم ما هو افضل ، لانعكس ذلك على مستوى الخدمات التي يعاني منها المواطن، والتي هي مقياس لتقدم وتأخر أي مجتمع ولكني اجدك في الكثير من كتاباتك لا تهمك هذه المعانات التي يعاني منها المواطن العراقي والتي لم يشهد لها تاريخ العراق خلال فترة زمنية طويلة ، ومع ذلك تعتبرها سلبيات قد تحدث هنا او هناك !! يا أخي ما هذه الاستهانة بمشاعرالمواطن العراقي !! هل ان ذهاب اكثر من مليون ضحية منذ الاحتلال الى يومنا هذا واكثر من اربعة ملايين مهجر في الداخل والخارج وتدمير البنى التحتية للدولة والاقتتال الطائفي والمذهبي وسوء الخدمات وما الى ذلك الكثير من الظواهر السلبية التي ظهرت مؤخرا في طبيعة المجتمع العراقي، توجزها بأنها سلبيات صغيرة تظهر هنا وهناك في رأيك!! والاكثر من ذلك والذي يثير السخرية اذا سمحت لي ، ادعائك ان المباديء والمقدسات والقيم الوطنية والاخلاقية لا صلة لها بالاوضاع والخدمات !! وهل من المباديء والقيم الوطنية ان يبقى هذا الشعب متفرغ للطم والبكاء خلف المرجعيات والرموز الدينية وممارسة الطقوس الدينية المختلفة على مدار السنة وحضور الخطب الدينية والتي معظمها تدعو الى التخندق الطائفي ، دون يركز على توفير حاجياته الاساسية من خدمات صحية وتعليمية وثقافية وتوفير ابسط سبل العيش لابناء جلدته والقضاء على البطالة وتوفير فرص العمل ،هل هذا في رأيك ليس له علاقة بالمباديء والمقدسات والقيم الوطنية؟ ، اليس جزء من الواجب الشرعي لهذه الرموزوالمراجع الدينية ان تطلب من مقلديها التفرغ للعمل وبناء دولة القانون ومؤوسساته وتوفير الخدمات الى ابناء الشعب؟ وما فائدة هذه المراجع والرموز الدينية اذا لم تكن قادرة على ترجمة من يؤمن بها وبمقدساتها وأفكارها ومبادئها الى واقع عملي وموضوعي يبعث الامن والاستقرار في نفوس المجتمع وتوفير افضل الخدمات لهذ المجتمع الجريح وهل ترضى مراجعك الدينية ورموزك الوطنية ان يبقى المجتمع العراقي بهذه الصورة من التخلف والجهل والحرمان من ابسط الحقوق الانسانية . والغريب في الامر انك تتهم كل من يحاول ان ينتقد هذه المظاهر بأنه يريد ان يرجع عقارب الساعة الى الوراء !! وكأن الحياة لا يوجد فيها الا من يمثل افكارك او افكار النظام السابق ؟؟ وعندما تدعي ان هذه المراجع الدينية لديها قاعدة جماهيرية كبيرة وهي تستند اليها في تمثيلها وتأييدها ، ،اليس رئيس النظام السابق كان يستند الى نفس القاعدة من الجهلة والمتخلفين اليسوا هؤلاء هم انفسهم من كان يصفق ويهتف خلف القائد الضرورة ؟؟ انا يا عزيزي لا اريد ان ادخل معك في سجالات وجدل متعب لي ولك ، ارجو منك ان تعيد النظر في افكارك وقناعاتك فأنا على يقين بأنك تمتلك مشاعر وطنية ولا اشكك في ذلك، ولكن علينا ان لا نقدم هذه الرموز الدينية والمراجع على حساب ثوابتنا الوطنية وخدمة مجتمعنا وكما يقول الامام علي (ع) عمل يوم لصالح المجتمع خير من عبادة سنة فأين هؤلاء من ذاك
#كريم_التميمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثقافة الطائفية والعنف وتأثيره على المرأة وبناء الاسرة
-
الازدواجية والتناقض في مدح وذم المراجع الدينية
-
الطيور على اشكالها تقع
-
العراقيون اكثر شعوب العالم تقلبا في الرأي
-
مواقف واراء العراقيون بعد غزو العراق
-
عودة العوائل المهجرة ..حلم طال انتظاره
-
دور القطاع الخاص في بناء التنمية الاقتصادية
-
الدستور العراقي وضياع هوية العراق
-
المالكي في ايران..بدل ان يحصل على الاعتذارمن تدخلهم ..جائنا
...
-
هل تخلى العراقيين عن وطنيتهم؟
-
هل يصلح الاسلام السياسي لبناء الدولة المدنية الحديثة؟
المزيد.....
-
مستشار قائد الثورة الإسلامية علي لاريجاني: ايران تمارس دورا
...
-
مستشار قائد الثورة الإسلامية علي لاريجاني: ايران تمارس دورا
...
-
مستشار قائد الثورة الإسلامية علي لاريجاني: لو لم تتوقف الحرب
...
-
مستشار قائد الثورة الإسلامية علي لاريجاني: الولايات المتحدة
...
-
الهيئة الصحية الإسلامية في لبنان تزف 11 مسعفا ارتقوا جراء ال
...
-
غني مع البيبات الصغار.. تردد قناة طيور الجنة بيبي على قمر ال
...
-
طالب أردني يقتل أستاذه طعنا عقب خروجه من المسجد
-
ترامب يحمل اليهود مسؤولية فشله في الانتخابات الرئاسية
-
لبنان.. -الهيئة الصحية الإسلامية- تنعى 7 مسعفين قتلوا في قصف
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان: قصفنا موقع البغدادي بصلية صاروخ
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|