|
الازدواجية والتناقض في مدح وذم المراجع الدينية
كريم التميمي
الحوار المتمدن-العدد: 2330 - 2008 / 7 / 2 - 10:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يبدو ان البعض من القراء والكتاب لا يروق له توجيه النقد او اللوم للمراجع الدينية او بعض الشخصيات السياسية او من هم على هرم السلطة لاسباب نجهلها ، او لكون هذا الكاتب او ذاك يتعاطف مع هذه المراجع الدينية بغض النظر عن موقف هذه المراجع من مسئل كثيرة ،وهذه مشكلة نعاني منها جميعا في التقييم العام لهذه المرجعية او الشخصية السياسية ،انما وصل اليه الوضع المأساوي في العراق من الناحية الفكرية والثقافية وتدمير البنى التحتية للمجتمع والدولة ، يدعو الكثير من الكتاب والمفكرين الى اتهام من هم على رأس السلطة واعتباره المسؤول الاول والاخير عن ما حصل ويحصل حاليا ، حتى وان كان سبب هذا الخراب هو مسؤولية الاحتلال بالدرجة الاولى ، فهذا لا يعفي الحكومة ومن يدعمها من مراجع دينية وكيانات سياسية في تحمل المسؤولية ،والا ماذا يعني وجدود حكومة وبرلمان ؟ ولكن بعض الكتاب والقراء لا يعزون سبب هذا الخراب الى المراجع الدينية او الحكومة والبرلمان ( ربما لان هؤلاء أي الساسة ورجال الدين يعملون في دولة اخرى غير العراق ) ،ولكنهم في نفس الوقت يحملون النظام السابق كل السلبيا ت وما وصل اليه العراق من كوارث ،اذن ما هذه الازدواجية في المعايير؟
اليس هؤلاء من يتولى المسؤولية الان بدلا من النظام السابق؟ اليس النظام الحالي ومن ورائه المرجعيات الدينية التي شرعت هذه الحكومة عبر دعمها لاحزاب دينية وطائفية اوصلت العراق الى هذا المأزق والتخبط ، هوالذي يتحمل كل ما وصل اليه العراق من كوارث ، مثل ما هو الحال مع النظام السابق ومسؤليته عن ما مضى ،لماذا هذا الكيل بمكيالين والنظر بعين واحدة الى ما يدور ...
لماذا يمتعض بعض كتابنا من النقد الموجه الى هؤلاء من ساسة ورجال دين ،ويدعي في نفس الوقت انهم غير معصومين من الخطاء،نعم ربما اتفق معه في طريقة النقد الموجه اليهم قد يكون فيه بعض التجريح او الاهانة او خارج حدود الادب واللياقة في بعض الاحيان( بالرغم من ان الكتاب الذين يمارسون هذا الاسلوب في النقد والتجريح ربما يكونوا معذورين امام ما يحصل من كوارث وجرائم سببها هذه المرجعية او تلك بغض النظر عن هوية هذه المرجعية سواء كانت سنية او شيعية او هندية او صينية) ، ولكن هل مارس هذا الكاتب( المعترض على النقد ) المنهج الصحيح في النقد واحترام ادبيات الحوار والرأي الاخرمع من يختلفون معه في الرأي والفكر؟ وهل استخدم هذا الكاتب المعترض على هذه السلوكيات ، الاسلوب الصحيح في نقد الاخر دون ان يتهجم وينتقد بشكل جارح وسفيه مع من يختلف معه في الرأي ؟
انا شخصيا لست مع هذا المرجع الديني اورجل دين معين او شخصية سياسية معينة ، ولكني مع السلوك الصحيح لهذا المرجع اوتلك الشخصية السياسية وبالتالي فأن هذا السلوك او التصرف لا بد ان يترجم الى فعل واقعي وموضوعي على الارض ، فأذا كان ايجابيا يراعي مصالح المجتمع علينا تقيمه ودعمه ،واذا كان العكس علينا نقده وتحميله المسؤولية ،مهما يكن مصدر هذا العمل او السلوك سواء كان من هذه الطائفة او تلك او من هذا المكون السياسي او غيره .هذا هو المقياس العام والصحيح لتقييم هذا المرجع الديني او الشخصية السياسية ، لا ان نعتمد على مكانة هذا المرجع الديني او الشخصية السياسية عند مكون معين وعليه نصدر حكمنا ، لذلك علينا ان نتحدث عن الحقيقة لنكون صادقين امام الله وامام الوطن والمواطن وليكن قول الامام علي (ع) .. لا يقاس الحق بالرجال ... طريقنا ومنهجنا في معرفة الصواب من، الخطاء حيث لا يوجد على وجه الارض من هو منزه او معصوم فالجميع معرضون للخطاء ،وعلينا ان لا نضع رؤوسنا في الرمال مثل النعامة عنما يكون الخطاء صادر من عندنا اومن يمثلنا من مرجعيات دينية او كتل سياسية او الحكومة او البرلمان ،واذا ما كان هذا السلوك او الخطاء صادر من جهة اخرى او مرجعية اخرى تختلف معنا في طرحها اوفكرها حتى ولو كان بسيطا او غير مقصود ،نتهمها بالمؤامرات والخيانة والعمالة الى اخره ،علينا ان نترفع عن هذه المهاترت والسجالات الغير مجدية وان نقول الحقيقة حتى ولو كانت تمس اقرب الناس الينا ،وحين اذ نستطيع ان نكون يد واحدة في بناء الدولة والمجتمع ونبتعد عن القيل والقال والاتهامات الجاهزة
#كريم_التميمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطيور على اشكالها تقع
-
العراقيون اكثر شعوب العالم تقلبا في الرأي
-
مواقف واراء العراقيون بعد غزو العراق
-
عودة العوائل المهجرة ..حلم طال انتظاره
-
دور القطاع الخاص في بناء التنمية الاقتصادية
-
الدستور العراقي وضياع هوية العراق
-
المالكي في ايران..بدل ان يحصل على الاعتذارمن تدخلهم ..جائنا
...
-
هل تخلى العراقيين عن وطنيتهم؟
-
هل يصلح الاسلام السياسي لبناء الدولة المدنية الحديثة؟
المزيد.....
-
مسئولان فلسطينيان: إسرائيل تسعى لتغيير الوضع القائم بالمسجد
...
-
الحكومة العراقية تؤكد رفضها لاي مساس بمكانة المرجعية الدينية
...
-
الاعلام الحربي للمقاومة الاسلامية في لبنان: ترقبوا... جديد ا
...
-
جمعة النصر في طهران .. صفعة كبيرة لأعداء الجمهورية الاسلامية
...
-
المجتمعات اليهودية والمسلمة في ألمانيا والسعي نحو التضامن
-
عسكريون روس يهاجمون الإسلاميين في منطقة الساحل ويستعيدون جثث
...
-
حملها لاطفلك.. اليك تردد قناة طيور الجنة على نايل سات وعرب س
...
-
دولة إسلامية للطائفة البكتاشية في ألبانيا تسمح بالخمر وتساند
...
-
رئيس الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان: مسجد الظاهر بيبرس وجا
...
-
مستشار قائد حرس الثورة الإسلامية العميد ابراهيم جباري: سيمنح
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|