|
مَخَاضٌ قَبْلَ الفَجْرِ
علم الدين بدرية
الحوار المتمدن-العدد: 2342 - 2008 / 7 / 14 - 06:18
المحور:
الادب والفن
هي حَضَارَةُ القَلَمِ والْحَجَرْ وَدِمَاءٌ تَنْهَمِرُ ... كَالرَّذَاذِ كَحَبَّاتِ الْمَطَرْ !! عَصْرٌ يَحْتَضِرُ يَلْفُظُ أنْفَاسَهُ الأَخِيرَة .. بَيْنَ أصْدَاء كَلِمَةٍ خَرْسَاءَ ... وَأرْوَاحٍ تُسَافِرُ عَبْرَ الصُّوَرْ هَذا زَمَنٌ ، يُغْتَصَبُ فِيهِ الْفِكْرُ عُنْوَةً وَيُصْبِحُ قَوْلُ الْحَقِّ رَذيلَةً ... والكَرَامةِ بِسَاطَ مَهَانَةٍ لأَقْدَامِ الفَاتِحينَ.. لِجُذُورِ شَعْبٍ قَدْ تَنَكَّرْ !! دَنَّسَ الغُزَاةُ أمْجَادَ أُمَّتي وَلَوَّثُوا خُضُوْبَ الثَّرى فَوْقَ مَرْقَدِي واقْتَحَموا مَعَاقِلَ ثَقَافَتي واقْتَلَعُوا آخرَ دَمْعَةٍ تَنْزِفُ من آبارِ نَفْطي !! وَسَطَّروا مَهَانَتي تَارِيخاً مُفْتَخرْ !! وأعْلَنُوا عَوْلَمَةَ حُريَّتي بالْمُخْتَصَرْ ... ونُباحُ قَادتي .."وَنُبَاحُ قَادَتي ..أَيُّها السَّادةُ".. أصْبَحَ تَعْوِيذَةً في وَجْهِ القَدَرْ .. وَأضَاحيَّ تَسْقُطُ على مَدِّ النَظَرْ !! * * * * هَلْ يَعْرِفُ أَحَدٌ ..كَيْفَ يَكُونُ طَعْمُ الْحَسْرَةِ .. طَعْمُ العَلقمْ !! كَيْفَ يَمُوتُ الإنْسَانُ مُتَأَرْجِحَاً على أَكُفِّ الْبَشَرْ تَتَقَاذَفُهُ رِيَاحُ الْجَنَّةِ ... تُكَفِّنُهُ جَوازَاتُ السَّفَرْ هَلْ يَعْرِفُ أحَدٌ .. كَيْفَ يَتَقَيْأُ التَّارِيخُ آخرَ أوْرَقِهِ الصَّفْرَاءِ وَيَذْوي وَيَمْشي عَاريَاً ... في أَزِقَّةِ نيويورك ... مُتَنَكِّراً ، مُتَقَمِّصَاً تِمْثَالَ الحُريِّةِ ؟! كَيْفَ يَتَجَسَّدُ إعْرَابِياً يَلهَثُ حَافِياً ... فَوْقَ رِمَالِ الصَّحْرَاءْ ؟! أو يَنْتَحِلُ صُورَةَ امرَأَةٍ تُوراتِيةٍ تَخْبزُ الرُّقَاقَ فوقَ أرْصِفَةِ "تَل أبيب" ..؟! هَلْ يَعْرفُ أحَدٌ ... كَيْفَ يَسْتَحْوِذُ الوجُودُ على الوجُودِ .. وَيَلْهُو الشَّيْطَانُ بِعقُولٍ وَفِكَرْ ؟! عُرُوبَةٌ تَهْذِي تَسْقُطُ ، تََتَخَثَّرُ ، تَتَعَثَرُ .. في عُروقِ الدَّمِ الأبديَّةِ .. مِنَ المُحِيطِ إلى الخَليجِ ... في مَسَاراتٍ مُتَعَرِّجَةٍ .. بَيْنَ صَنْعَاءَ وبَغْدَادَ وبَيْرُوتْ * * * * أنا مازِلْتُ صَامِداً شَامِخاً فَوقَ كَرْمِلي .. أحْلُمُ .. وأَنْظُمُ آخرَ الأشْعَار .. حَوْلَ زَهْرِ اللوزِ .. وَحَبيبَتي التي تَعْبَقُ بِرَائِحَةِ الوَرْدِ .. وأَهْمِسُ بِصَوْتٍ ، لَيس صَوْتيَ.. أهِيَ أرْضي ؟! أم أنَّني مازلتُ لاجئاً في قَبْرِي ؟! سَقَطُتُ فُجْأَةً مِنْ مَجَرَّةٍ أُخرى .. على هذا الكَوْكَبِ ..؟! مُبَاحٌ ياعُنْقُودَ الكَرْمَةِ ..مُبَاحْ زَهْرُكَ والثَّمّرُ ، خَمْرَةٌ معتَّقَةٌ .. دونَ لُقاحْ يا وَطَنِي لَمْ تَعُدْ .. غَيْرَ ثَوْبٍ مُهَجَّنٍ .. وَرِقَاعْ .. وَأُغْنِيَةٍ، للقَهْر لاتُزَاحْ .. وَهَويَّةٍ مُحَنَّطَةٍ بِيَدِ فَلاَّحْ !! فارْحَلْ يا وَجهَ البُؤسِ ، اِرْحَلْ حَتَّى أرْفُوَ ثَوْبي .. وَأَغْسِلَ نَعْلي .. وَأُطَهِّرَ وَحْلي .. وَأُعَلِّقَ الأجْرَاسَ في مَهَبِّ الرِّيَاحْ !! * * *
#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هروب نحو الجذور
-
سُرَى فِي هَجِيعِ الليل
-
اعتراف
-
مَوْعِدٌ
-
تراكض خلف التساؤلات
-
مُنَاجَاةٌ
-
عُنْفُوان
-
نزيف
-
هروب نحو المغيب
-
مُفَارَقَة
-
صَيْرُورَة
-
آيَةٌ لا تُقْرَأ
-
مُطْلَق
-
الوجه الآخر للصمت
-
عِنَاقٌ
-
عودةٌ إلى المحور
-
صلاة في محراب العاشقين
-
رجوع
-
سرابيّة إعرابي
-
اللاّزَوَرْد وعَرُوسُ الْبَحْر
المزيد.....
-
ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس
...
-
متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28 مترجمة عبر قناة Tr
...
-
تطوير -النبي دانيال-.. قبلة حياة لمجمع الأديان ومحراب الثقاف
...
-
مشهد خطف الأنظار.. قطة تتبختر على المسرح خلال عرض أوركسترا ف
...
-
موشحة بالخراب.. بؤرة الموصل الثقافية تحتضر
-
ليست للقطط فقط.. لقطات طريفة ومضحكة من مسابقة التصوير الكومي
...
-
تَابع مسلسل قيامة عثمان الحلقة 163 مترجمة المؤسس عثمان الجزء
...
-
مصر.. إحالة 5 من مطربي المهرجانات الشعبية للمحاكمة
-
بوتين: روسيا تحمل الثقافة الأوروبية التقليدية
-
مصادر تفنّد للجزيرة الرواية الإسرائيلية لتبرير مجزرة النصيرا
...
المزيد.....
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
-
غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا
...
/ مروة محمد أبواليزيد
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
المزيد.....
|