أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - المعارضة والمنعطف الجديد















المزيد.....

المعارضة والمنعطف الجديد


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتوالى خطوات المنعطف الجديد .. مترابطة الأسباب والأهداف ، على المستويين الداخلي والخارجي . حيث يمضي النظام قدماً ، لمصلحة الطبقة الحاكمة ، في تصفية مرحلة الاقتصاد الموجه ، والإمعان في تطبيق اقتصاد السوق والخصخصة السافرة والمموهة بالاستئجار والاستثمار لمؤسسات الدولة الانتاجية والخدمية ، على مستوى الداخل . والعمل حثيثاً على إنجاز اتفاقيات الشراكة الأوربية السورية ، والانخراط في منظمة التجارة العالمية ، وفتح الاقتصاد والكيان الوطني برمته أمام اقتصاد السوق الاحتكاري العالمي ، وممارسة سياسة الصفقات في المحيط الإقليمي ، والدخول في مفاوضات " غير مباشرة " شكلاً ومباشرة موضوعاً حول الجولان المحتل ، على مستوى الخارج .

واللافت هنا ، أنه في الوقت الذي كان يجري ترحيب إقليمي ودولي غير نزيه بهذه الخطوات ، بل والمطالبة بالمزيد منها ، لم تبرز اعتراضات أو احتجاجات كبيرة متكاملة في الداخل ، بل كان هناك من ينتظر من النظام خطوات سياسية " منفتحة " أي ا ستكمال " ليبراليته " الاقتصادية وسياسته الإقليمية بليبرالية سياسية تجاه المعارضة داخلياً . سيما وأن أ وساطاً معارضة لديها هوى اقتصادي اجتماعي مقارب لهذه الخطوات ، وتحبذ التوجهات السياسية " المعتدلة " الخارجية الإقليمية والدولية ، وهي كانت السباقة في طرح مقاربتها هذه بوثائق وبرامج مقررة وبتصريحات لالبس فيها .

بيد أن النظام تصرف على خلفية الاستئثار بالحكم ، وليس وفق تلازم الليبراليات ، مؤكداً على أن منعطفه الجديد ، هو لتعزيز مصالحه هو .. ولضمان ا ستدامته ، وليس فتحاً في المجال للآخر المطالب بالتعددية وتداول السلطة . بمعنى ا ستبداله .. ا سقاطه .. ذات يوم قريب أو بعيد . وهذا ما تؤكده حملات الاعتقال التي رافقت المنعطف الجديد .

إزاء ذلك ، ليس بعيداً عن الصواب القول ، أن خطوات منعطف النظام الجديدة الاقتصادية والاجتماعية في الداخل ، وسياسة " الاعتدال " الصفقات الإقليمية والدولية والمفاوضات مع إسرائيل في الخارج ، التي تتلاقى ، بسبب الخلفيات " الليبرالية " مع هوى أ وساط أ ساسية في المعارضة ، تدفع موضوعياً إلى أن تقتصر المعارضة على السياسة وحسب .. على الصراع على السلطة .. مشاركة أو ا ستيلاء .. لأن المسائل الأخرى ’رحلت من مجال المعارضة . وهنا ، رغم تفاؤل المتفائلين ، يكمن المنعكس السلبي لمنعطف النظام الجديد على المعارضة . ولذا بالذات باتت المعارضة تواجه حالة تناقض مستعصية جديدة . فهي لاتستطيع التعاطي بثقة مع سياسات هذا المنعطف بالصمت ، أو بالدعم العلني المصحوب بوعد ، أن مفاعيل سياساته الاقتصادية سوف تفضي إلى التنمية المشتهاة ، وأن مفاعيل السلام مع إ سرائيل سوف تنقل السلام إلى الداخل ، ولاتستطيع أن تبرر الجري وراء القشرة السياسية وحسب ، حاملة " حلم هوامش حريات " ليبرالية " سياسية ، على أنه سوف يتيح تداول السلطة نسبياً أوكلياً ، لأن ذلك يكرس عزلتها عن الشعب ، الذي يرى أن أحوال مصر السباقة إلى هكذا منعطف تكذب هذه الأحلام ، كما أن الاعتراض الاستهلاكي على هذه السياسات ، وخاصة في المجال الإقليمي والدولي والمفاوضات مع إ سرائيل المرحب بها دولياً ، يد شن عهد عزلتها عن الخارج ، الذي طالما راهنت على تأثيره في عملية التغيير في البلاد .

المواقف والتصريحات ( ردود فعل ) التي صدرت عن رموز في المعارضة ، على تجليات منعطف النظام الداخلية والخارجية ، تؤكد على حالة التناقض هذه . إذ لم تتعد لدى جهة ، التعبير عن الخيبة من الخارج " الصديق " المنقلب لصالح النظام والرجاء بعودته إلى لعب دوره المساند للمعارضة . ولم تذهب جهة أخرى ، أبعد من إبداء النصيحة .. للتقية .. بتجنب المواجهة مع النظام ، حرصاً على ما تبقى لدى المعارضة من إمكانيات وقدرات متواضعة . ولم تتجاوز جهة ثالثة ، أكثر من تقبل خسارة الرهان على الخارج ، وتخليها عن سياسة العمل على عزل النظام ومعاقبته دولياً ، والعمل على ممارسة حراك ديمقراطي تراكمي وصولاً إلى التغيير .
حتى الآن لم يظهر أي موقف تحليلي مسؤول يدين .. أو يستنكر أو يخطيء تجليات المنعطف الجديد الاقتصادية والاجتماعية وامتداداتها الخارجية المتعلقة باقتصاد السوق العولمي ومنظمة التجارة العالمية وسياسة الصفقات في المنطقة أو المفاوضات مع إ سرائيل حول الجولان المحتل ، بمعنى أن يدافع عن الاقتصاد الوطني والمصالح الوطنية الأساسية وعن حق الطبقات الشعبية في مستوى عيش كريم .

الإمر الجدير بالبناء عليه في هذا السياق ، هو أن منعطف النظام الجديد ، الذي لعب دوراً كبيراً في تحييد الخارج في معادلة التغيير في الداخل ، وكشف ظهر أوساط المعارضة التي اعتمدت هذه المعادلة ، قد اضاء أخطاءها ، التي من أهمها على الإطلاق ، تجاهل البعد الاجتماعي ودور الطبقات الشعبية ، في النضال من أجل التغيير الديمقراطي ، ووضعها أمام ظروف ومستحقات جديدة تستدعي أن تقوم هي ، أي المعارضة ، بإجراء منعطف جديد أيضاً ، في بنائها وفي خطابها السياسي وفي آليات حراكها .

ومن البديهي أن تكون أولى الخطوات هي توفر القناعات ، بأن المعارضة في سوريا ، الخاضعة لحكم فريد في ا ستبداده الد ستوري والعرفي والاقتصادي ، هي ليست معارضة أحزاب وتحالفات وحسب ، تستمر باستمرار معارضة هذه الأحزاب والتحالفات ، وتنتهي بمصالحة أو بصفقة بينها وبين النظام ، وإنما هي أكبر من ذلك بكثير .. إنها معارضة عضوية شاملة نابعة من احتياجات الضرورة الوطنية والاجتماعية والإنسانية .. معارضة تشمل كل من هم خارج النظام ، بل وتشمل حتى النسق الأخير الفقير داخل النظام .
وعلى ذلك فإن الطيف المعارض الراهن ، الذي يضم ألواناً متعددة من الانتماءات والآراء والآفاق ، يتعين عليه أن يجتمع على قواسم مشتركة سياسية واقتصادية واجتماعية تعبر بصدق عن المصالح المشروعة الأساسية للأكثرية الساحقة من الشعب .

ولتأكيد مصداقية هذه القناعة ، يتعين إجراء تقييم نقدي على مستوى الأحزاب والتحالفات للحراك المعارض .. بداياته وتطوره .. برامجه ومواقفه وسياساته .. نجاحاته واخفاقاته .. على كافة الصعد الفكرية والسياسية والحركية .. تقييم يؤمن التوصل إلى رؤى وآليات جديدة ، تضع في مركز اهتمامها التوجه إلى القوى والطبقات الشعبية ، من أجل معارضة جديدة ، تستوعب منعطف النظام الجديد وتداعياته ، وتستطيع أن تواجه المستحقات الجديدة المترتبة على هذا المنعطف ، وتجنيب سوريا دروبه ، الخطيرة وطنياً ، والمدمرة اقتصادياً ، والمؤلمة اجتماعياً .
المطلوب بإيجاز .. تجديد المعارضة ..

ربما أثار ويثير منعطف النظام الجديد مخاوف مشروعة من اهتزاز القناعات وتبدل الاصطفافات .. لكن المعارضة في سوريا تحمل من الأصالة العضوية ، ومن الصفات والهموم النوعية ، التي يفرزها الواقع المستبد النوعي ، ما يجعلها قادرة على أن تتحول من معارضة مواقف وشعارات .. من لعبة التشهير بأخطاء وممارسات النظام ، إلى معارضة بديلة .. معارضة برنامج علمي يتضمن الأجوبة المطابقة لأسئلة الراهن والمستقبل ضد برنامج فشل في الماضي والحاضر وهويستعد الآن لينتقل بالبلاد نحو برنامج أكثر فشلاً .. معارضة نهج د ستوري ديمقراطي اجتماعي ضد نهج غير مطابق للمصالح الوطنية والشعبية .

إن المقاربة النقدية للشأن المعارض ، وخاصة في هذه المرحلة الصعبة ، هي مسؤولية كل الحريصين على أن تثمر التضحيات ، التي يقدمها آلاف المناضلين في أنشطة المعارضة ، في كل المجالات المتاحة ، وأخصها بالتقدير والاحترام التضحيات خلف قضبان الاعتقال ..



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدي إفني أكثر من قضية وطنية
- الاستبداد والتحولات الاقتصادية الاجتماعية
- شيء لايصدق .. حدث .. وقد يحدث بصورة أخرى
- سوريا أمام منعطف جديد ..
- لن تجلب روما الربيع لتصحر الغذاء العالمي
- المشهد اللبناني الجديد .. أكثر من تسوية وأقل من حل
- بديل نقابي مستقل .. مرة ثانية - إلى النقابي المعتقل مروان ال ...
- مجزرة معيشية جديدة
- الطبقة العاملة والجماهير الشعبية في مصر تنتزع المبادرة
- بديل نقابي مطلبي ممكن
- قمة تحت خط العجز
- حتى تنهض المعارضة وتحقق التغيير
- يوم المرأة العالمي وسمات المرحلة الراهنة
- انتصاراً لشعب غزة البطل
- وتبقى المعارضة عصية على القمع وعلى الانتهاء
- حول وحدة الطبقة العاملة والحركة النقابية
- المواطنة و- هيبة الدولة - والرعب
- ليس من طريق آخر للفوز بالحرية
- الأعزة في غزة لستم وحدكم
- الحرية والحياة لعارف دليلة


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - المعارضة والمنعطف الجديد