أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - بدر الدين شنن - بديل نقابي مطلبي ممكن















المزيد.....

بديل نقابي مطلبي ممكن


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 2242 - 2008 / 4 / 5 - 12:25
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


القيادات النقابية العمالية السورية ، أ سيرة " النقابية السياسية بديلاً للنضال المطلبي " ، تكابد الآن آلام ساعة الحقيقة . فهي لاتستطيع ، بعد أن صار الفساد والغلاء المتصاعد والفقر المتزايد وتوجهات الخصخصة وآلام اقتصاد السوق حقائق ثابتة في الوضع الاقتصادي الاجتماعي ، وبعد أن بلغ الجوع أفواه أسرها وأطفالها ، لاتستطيع أن تستمر بالاستقالة من النضال المطلبي ، ولاتستطيع أن تستمر بالالتزام بمخططات القيادة السياسية والسلطة المسؤولة عما جرى ويجري ، من انحدارات على الصعد المعيشية والخدماتية كافة ، ومن ضياع آفاق المستقبل الكريم للأجيال القادمة .

وهذا ما انعكس بشكل جلي في معظم مداخلات النسق الثاني فما دون من القيادات النقابية ، في المؤتمرات السنوية الدورية في المحافظات ذات الكثافة العمالية المتميزة ، وكذلك في طروحات " اليسار الرسمي " إن جاز التعبير ، التي ركزت على مجال الخصخصة لمؤسسات الدولة الانتاجية والخدمية ، وعلى مجال تردي الوضع المعاشي ، والتدابير الجارية قدماً لتكريس الليبرالية الاقتصادية واقتصاد السوق .

على أن الأصوات النقابية المرتفعة الآن ، والأقلام اليسارية الرسمية التي تجتهد ، لم تحسم جدياً القطيعة مع النقابية السياسية والعودة إلى النضال المطلبي ، إذ أنها ، إذا تجاوزنا مسألة الحريات النقابية مؤقتاً ، تطرح تقييمات ومطالب عمالية مطابقة لمعظم الحاجات العمالية ، لكنها تقدمها ، على الورق فقط ، إلى الجهات التي قررت ونفذت وخلقت الحالات التي يشكو منها العمال ، ويعولون عليها في تحقيق تلك المطالب ، وتحاول حصر النقد والهجوم بالفريق الاقتصادي في الحكومة وعلى رأ سه النائب الاقتصادي عبد الله الدردري ، وتلبيسه مسؤولية الإثم الاقتصادي ، متناسية ، أن الحكومة كلها ، والنظام بكامله ، من ارتكب هذا الإثم الفظيع .. والمسؤولية يتقاسمها الجميع .

ولعل المداخلة النزقة ، التي ألقاها رئيس الاتحاد العام ، النقابي الأقرب إلى مركز قرار السياسة والسلطة ، في مؤتمر اتحاد عمال اللاذقية مؤخراً ، خير دليل على ذلك . فقد رد بتعابير لافتة على الأصوات والطروحات ، التي صرخت أمامه " رواتبنا لاتكفينا لنصف شهر .. يجب العودة عن التدابير الاقتصادية ذات الطابع الليبرالي .. نرفض بيع حق الانتفاع بالقطاع العام لمدة 99 سنة " بقوله " إن اللهجة النقابية السائدة متناقضة مع الذات العمالية .. !! .. ما أ سمعه انقلاب على الثوابت .. !! .. " وقال " إن الفريق الاقتصادي لايقرر لوحده السياسة الاقتصادية " وجاء بمثال على ذلك " لقد وافقنا في الاتحاد العام على الخطة الخمسية العاشرة ( المتضمنة تطبيق اقتصاد السوق ) قبل أن توافق الحكومة عليها " .

وإذا كان رئيس الاتحاد العام قد عبر بمثال الخطة الخمسية العاشرة ، عن اندماج وتكامل الاتحاد العام مع السلطة ، فإنه قد أخفق ببناء مفهم " للذات العمالية " على خلفية تمرير التطورات الاجتماعية اللاعقلانية والانحرافات الاقتصادية على حساب الطبقة العاملة ، بل وبقبول " واع " منها لأهمية هذه التطورات ، التي سمى انتقادها انقلاباً على الثوابت . وهذا ما يثير السؤال ، مع حفظ المصداقية للنقابيين المتضررين حقاً من المظالم المعيشية ، حول جدية وجدوى الطروحات المطلبية تحت سقف النقابية السياسية ، وما يثير الأسف الشديد لعدم إدراك واعتراض الأوضاع والتطورات ، التي جاءت في كنفها وبذريعتها النقابية السياسية الغريبة في منتصف السبعينات من القرن الماضي ، التي ألغت منذئذ النضال المطلبي ، والأوضاع والتطورات الجارية الآن ، التي قد تودي بالحركة النقابية إلى أ شكال من الممارسات النقابية الأكثر غرابة .

السؤال الآن .. هل إيجاد بديل نقابي مغاير ممكن ؟

قبل الإجابة على السؤال ، من الجدير التأكيد عليه هو أن " النقابية السياسية بديلاً للنضال المطلبي ، كانت انحرافاً نقابياً خطيراً ، بل كانت في حينه ، تواطؤاً بين التنظيم النقابي مع البورجوازية الحاكمة ، التي حزمت أمرها على تحقيق أكبر قدر من التراكم المالي لولوج حقل الاقتصاد وانتزاع الهيمنة على السوق المحلية بعد أن هيمنت على السلطة ، وذلك عبر آليات متعددة ، كان من أهمها تجميد النضال النقابي المطلبي وتجميد الرواتب والأجور . الآن .. وبعد تجربة مداها ثلاثون عاماً ونيف ، لاأحد قادر على إنكار هذه الخلفية لتجميد النضال المطلبي وا ستبداله بالولاء السياسي للحزب الحاكم وللسلطة . ولا أحد قادر على إنكار أن الثراء الذي استحوذت عليه البورجوازية الحاكمة قد تم مقابله إفقار منخفض إلى ما دون خط الفقر لمستوى معيشة الطبقة العاملة وكافة المنتجين وقطاع وا سع من المواطنين ، هذا الثراء اللامشروع والإفقار الإرادوي المتعمد يشكلان قطبي التمايز الطبقي الحاد الجديد ، الذي ا ستهلك شعارات الانقلاب " وحدة حرية ا شتراكية " وا ستهلك أيضاً المسوغات الشكلية النابعة من هذه الشعارات لطرح النقابية السياسية ، وا ستهلك أيضاً وأيضاً حقوق ومستقبل جيل كامل ، وقبض على مصير أجيال أخرى قادمة .
نكتفي بدلالة مثال بسيط واحد . كان متوسط أجر العامل الشهري في منتصف السبعينات من القرن الماضي 400 ل.س ( ليرة سورية ) ، أي نحو 13 ل.س في اليوم ، وكان هذا المبلغ يغطي نفقات أ سرة من خمسة أ شخاص مع إيجار السكن لشهر كامل . أما الآن مع بدايات القرن الواحد والعشرين ، فإن متوسط الأجر الصافي شهرياً حسب جريدة الاتحاد العام ( كفاح العمال الاشتراكي ) هو 6815 ل.س ، أي 240 ل.س في اليوم ، وهذا المبلغ الشهري لايغطي نفقات الأسرة المذكورة بأ سعار هذه الأيام سوى لأسبوع واحد مع التقشف الشديد ، والجزء اليومي منه لايشتري نصف كيلو من اللحم . بمعنى ، أن ما يطلق عليه إعلامياً " تسونامي " الأسعار ، تعبيراً عن وحشية الغلاء القاتل ، لم يترك للطبقة العاملة ومعها الطبقات الشعبية سوى أ سوأ وأضعف مقومات الحياة ، وبالمقابل ، تحول بورجوازيو العهد إلى أثرياء دولة وأمراء اقتصاد بكل ماتعنيه كلمة أمير من معنى طبقي اجتماعي سيادي .

ومن خلال عملية حسابية بسيطة ، نجد أن مئات وآلاف المليارات من الليرات السورية ، التي حرمت منها الطبقة العاملة وكافة العاملين براتب وأجر ، هي بالضبط ، القسم الأعظم ، من الثروة التي يتمتع بها أهل الحكم ، الذين ا ستحوذوا بالقوة على القرار السياسي والقرار الاقتصادي ، وباتوا أغنى أغنياء البلد .

إزاء هذه المفارقة الاجتماعية السياسية بات المطلوب اختراق النقابية الراهنة ، وذلك بعزل السياسي ( سواء كان الولاء طوعاً أو كرهاً ) عن النقابي ، لإنطلاق النضال النقابي المستقل ، والتمسك به للوصول إلى الحد الأدنى من مقومات البقاء الإنساني الكريم لكل الكادحين ، ورهن السياسي للمطلبي وليس العكس .

يعود السؤال يكرر نفسه .. هل هذا ممكن ؟ .. أعتقد أنه ممكن . لأنه وحده الذي يجب أن يكون . إن مواجهة الخصخصة واللبلرة في الاقتصاد ، التي ستطلق العنان للمنافسة الجشعة وارتفاع الأسعار والإفقار والبؤس الاجتماعي السيء والأسوأ ، تستدعي المبادرات والنضالات العمالية الشجاعة المتعددة ، وهذا يتعارض مع ا ستمرار حالة الاستنقاع النقابي المزمنة .

الذات العمالية المكافحة ضد القهر الاجتماعي الاقتصادي السياسي سوف تغتني من خلال النضال النقابي المطلبي ، الذي هو مرشح للارتقاء بحكم الظروف التي تمر بها البلاد إلى مستويات أعلى فأعلى ، ليشمل السياسي .. الوطني .. الديمقراطي .

نعم .. بديل نقابي مطلبي ممكن .. وهذا متروك لمبادرات وكفاءات الكادرات النقابية .. التي تتطلع إلى آفاق نقابية جديدة .. تتسم بالاستقلالية والمصداقية والإلتزام بمصالح الطبقة العاملة الاجتماعية والوطنية والديمقراطية .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة تحت خط العجز
- حتى تنهض المعارضة وتحقق التغيير
- يوم المرأة العالمي وسمات المرحلة الراهنة
- انتصاراً لشعب غزة البطل
- وتبقى المعارضة عصية على القمع وعلى الانتهاء
- حول وحدة الطبقة العاملة والحركة النقابية
- المواطنة و- هيبة الدولة - والرعب
- ليس من طريق آخر للفوز بالحرية
- الأعزة في غزة لستم وحدكم
- الحرية والحياة لعارف دليلة
- السؤال الجدي في المشهد المعارض
- دفاعاً عن الوطن والديمقراطية
- غزة تحت حصار النار والموت
- التحدي الديمقراطي وإرهاب السلطة
- في التحالف ضد الاستبداد
- مع - الحوار المتمدن - .. مع اليسار والديمقراطية والعلمانية
- - أنابوليس - .. ورد الشعوب الثوري
- نحو حركة نقابية مستقلة
- سوريا على دروب الآلام
- ستبقى منارة ثورة أوكتوبر .. شامخة .. متوهجة


المزيد.....




- “توزيع 25 مليون دينار عاجلة هُنــا”.. “مصرف الرافدين” يُعلنه ...
- طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأميركا يعتصمون دعما لغزة
- أداة ذكاء اصطناعي تتنبأ بـ-موعد استقالة الموظفين- من عملهم
- مبروك يا موظفين.. النواب يتدخلون لحل أزمة رواتب الموظفين.. ز ...
- “موقع الوكالة الوطنية للتشغيل anem.dz“ تجديد منحة البطالة 20 ...
- فيديو: مظاهرات غاضبة في الأرجنتين ضد سياسات الرئيس التقشفية ...
- تِلك هي خطوات تسجيل في منحة البطالة 2024 للحصول على مبلغ 15 ...
- رابط التقديم على منحة البطالة للسيدات المتزوجات في دولة الجز ...
- “صندوق التقاعد الوطني بالجزائر عبـــــر mtess.gov.dz“ موعد ت ...
- الآن من خلال منصة الإمارات uaeplatform.net يمكنك الاستعلام ع ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - بدر الدين شنن - بديل نقابي مطلبي ممكن