أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - بدر الدين شنن - يوم المرأة العالمي وسمات المرحلة الراهنة















المزيد.....

يوم المرأة العالمي وسمات المرحلة الراهنة


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 2214 - 2008 / 3 / 8 - 11:26
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    


السياسات والحروب العدوانية ، الأكثر تفرداً وشرا سة ، التي أنتجتها الإدارة الأميركية ، بعد أن ا ستحوذت على مركز القطب الدولي الأوحد ، بحكم أنها الدولة الأعظم عالمياً من حيث القدرات المالية والاقتصادية والعسكرية ، قد خلقت أوضاعاً وشروطاً جديدة ، هي أكثر قسوة وصعوبة أمام القوى التحررية والوطنية والديمقراطية والاجتماعية ، في مواجهة العدوانية الاستعمارية على مصائر ومقدرات الشعوب وعلى الصيرورات الاجتماعية ، إن في بلدان المركز الرأ سمالي ، حيث تحتدم الصراعات حول المكتسبات التي انتزعها الكادحون عبر كفاحهم التاريخي المتواصل ، أو في بلدان القارات المفوتة ، التي تمثل أربعة أخماس سكان العالم ، حيث يدفع بأربعة مليار إنسان نحو التهميش والموت البطيء فقراً وبؤساً ، وأضاءت من طرف آخر مسائل جديدة ، ا ستدعت إعادة صياغة نظريات ومفاهيم سياسية اجتماعية ، وذلك باتجاه ا ستيعاب تشكل الانقسام الطبقي الكوني الجديد وترتيب وحدة الصراعات على مختلف مستوياتها ، من أجل التحرر الإنساني الكامل ، المتمثل بالتحرر الوطني من الاحتلالات الاستعمارية القديمة والجديدة ، وبإ سقاط الأنظمة الاستبدادية ، وانتصار الديمقراطية بأبعادها الاجتماعية المعاصرة ، وصولاً إلى انتفاء كل أ شكال اضطهاد الأقليات الاثنية والقومية والتمييز الذكوري المتخلف المزمن ضد المرأة ، وإلغاء الاحتكار التكنولوجي وآليات التقدم الحضاري .

ومن قراءة الانقسام الكوني الراهن ، تبرز مسألتان أ ساسيتان ، هما ، الهجمة الاستعمارية لإعادة التقاسم الجيو - سياسي - الاقتصادي ( البترولي ) للعالم بين طغاة الاميريالية الدولية وفي مقدمتهم سادة البيت الأبيض ، وا ستمرار تكبيل المرأة بقيود الميز اللاإنساني واللاحضاري . وكلاهما يظهران أكثر مايكون الوضوح والبشاعة على مسرح " القارة العربية " وامتداداً بصورة أكثر جشعاً ولؤماً إلى مساحات من أفريقيا بشكل خاص ، وعلى مسرح القارات الأخرى المفوتة بشكل عام .

ولأن البلدان العربية تتمتع بمزايا الموقع الجيو - سياسي - البترولي كانت في مركز اهتمام وا ستهداف تلك السياسات والحروب العدوانية ، وتعرضت لأكثر آلام الحروب دموية ولأبشع أ شكال الاستلاب لثرواتها ومصائرها ، وخاصة العراق وفلسطين ولبنان والصومال ، وتتهدد بلدان عربية أخرى بمصائر تدميرية مأساوية مشابهة ، الأمر الذي أدى إلى اندماج مهام نضالية متعددة في وقت واحد ، وإلى مطالبة مختلف القوى المعنية بالتحرر الوطني والديمقراطي والاجتماعي والإنساني بأخذ تلك المهام بصورة جدلية متكاملة في صراعها مع القوى العدوانية وحلفائها من الحكام وقادة الأنظمة العربية الرجعية والاستبدادية . كما أدى إلى أن تكون مهمة تحرر المرأة من الميز الذكوري جزء أ ساس من مهام التحرر على اختلاف مستوياتها ـ بل وفي مقدمتها .. باعتبار أن المرأة .. الأم .. الأخت .. الزوجة .. الابنة .. تتحمل العبء الأشد مرارة في الصراعات المصيرية الجارية حتى انتزاع التحرر الكامل في مجتمعاتها من تعبيرات وآليات الاستعمار والاستبداد والاستغلال . وهذا ما يطبع التعاطي مع يوم المرأة العامي هذا العام أيضاً ، كما في السنوات السابقة ، بطابعه ويشحنه بهموم وسمات المرحلة الراهنة .

ومن خلال المشهد اليومي ، الذي تفرض مفاعيل القوى المتصارعة شروطه ، تندفع المرأة في العراق وفلسطين ولبنان والصومال ، وفي بقية البلدان العربية ، لتؤدي دورها بصبر وجلد في الحروب والمظالم الدائرة على مدار اليوم منذ خمس سنوات ، ليس بدافع الغريزة وحب البقاء لها ولأحبتها فحسب ، وإنما بدافع الوعي المتنامي لدورها العظيم في احتضان بذرو الحياة وبراعم الأمل ، المتمثلة بالطفولة الممزقة جسدياً ونفسياً .. وبالشباب الغض ، الذي يقاتل شبه أعزل ، في مواجهة آليات دمار المعتدين ، من أجل حق الحياة وحق الحرية والكرامة . وتقوم بدفع الكوارث بالحنو والمثابرة وابداع آفاق البقاء والأمل .

في العراق العظيم ، الذي يكابد الاحتلال الأميركي منذ خمس سنوات ، تواجه المرأة العراقية حالة إنسانية هي أهم وأعمق وأوسع من حقوق الإنسان ، التي شرعتها الأمم المتحدة بعيد الحرب الكونية العظمى الثانية . فالنساء العراقيات هن الأكثر معاناة من الاحتلال ، الذي قتل أزواجهن أو أبنائهن أو أ سرهن ، إضافة إلى تعرض البعض منهن للاغتصاب من قبل المحتلين ، ومن انخفاض الرعاية الصحية لهن ، ويكابدن مشاعر ومآسي الترمل ( مليون أرملة ) ، ويتحملن عبء احتضان نحو أربعة ملايين طفل يتيم ، وفوق ذلك معاناة الاضطرار إلى الهجرة في الداخل حيث الحد الأدنى من الأمان أو إلى الخارج ، لتأمين فرص البقاء في ظروف إنسانية غاية في التعقيد والمهانة من طرف ، ومن طرف آخر ، معاناتهن من الضغوط الطائفية والعقد المتخلفة وفرض الحجاب على رؤوسهن وعقولهن وإنسانيتهن ، التي تأخذ أحياناً أشكالاً عنفية وارهابية .

وفي فلسطين ، تحولت المرأة إلى صمام الأمان الإنساني الأساس ، في مواجهة الإبادة العنصرية الصهيونية والمساومات الانتهازية ، ومواجهة الانقسامات الوطنية المؤسفة . فهي الحاضنة لشروط البقاء والحفاظ على الأرض .. وهي الرحم الخصب لتواصل وتجدد النضال والمقاومة .. وهي اليد النقية الطاهرة ، التي تشرع النوافذ على آفاق الانتصار .. وتنشد ، وسط الدمار والموت ، نشيد الإنشاد لـكفـكفـة دموع اليتامى وتضميد جراحات الأجساد والأنفس .. حتى باتت بجدارة تمثل فلسطين .. شعباً وأرضاً وقضية .

وفي لبنان ، تكابد المرأة فشل ديمقراطية التوافق وتخلف ولاءات الطوائف الدينية والسياسية .. وتكابد الصراع بين الاستقلال والوطنية المشرقة ثقافة وفناً وحرية وبين الارتباطات الخارجية الناقلة لفيروس المصالح الإقليمية والدولية .. وتبحث لاهثة عن الأمان والاستقرار الأمني وسط الانفجارات الإرهابية وانحدارات مستويات المعيشة نحو الأسوأ .

وفي الصومال ، ليست الحرب بين أمراء الحرب والطوائف ، التي تسببت بقتل ملايين الصوماليين ومزقت البلاد إلى صومالات متحاربة ، هي التي تقف خلف معاناة المرأة الصومالية فحسب ، وإنما هو أيضاً الفوات الاجتماعي ذي الطبعة الأفريقية البائسة ، الذي أوصل كتلاً بشرية وا سعة إلى الموت جوعاً .. وأجبر المرأة في بعض المناطق ، إلى إطعام أطفالها خبزاً من التراب المعجون بدموعها والمشوي على نار مشاعرها المشتعلة بؤساً وألماً وإحباطاً .

وفي سوريا ، تتحمل المرأة اضطهادات لاتحصى ، أهمها ، الميز السياسي المعمول به حسب الد ستور الراهن ، الذي جعل منها ، مع بقية المجتمع ، مواطنة من الدرجة الثانية ، مقارنة بأهل الحكم ، ومعرضة للاعتقال السياسي في أي وقت إذا صدرت منها نأمة احتجاج أو نقد لبنية النظام القمعية الفاسدة ، ولكونها إمرأة هي خاضعة لذل تعدد الزوجات وحرمانها من حقها في الميراث وإلى انخفاض قيمتها الاعتبارية إلى النصف أمام الشهادة الشرعية ، ومحاصرة بالضغوط الرجعية لتطبيعها مع الحجاب ومنعكساته النفسية والاجتماعية . وفوق ذلك ، هي كأم وأخت وزوجة وابنة المعتقل السياسي تتحمل أحزان فقدان الأعزاء المشحون بالقلق المضني الناجم عن الخوف من مخاطر الاعتقال على مصير الأحبة خلف القضبان . وتعيش الآن مخاوف المخاطر الخارجية على الوطن ، لأنها بخاصة ، لاترى المقومات الوطنية متوفرة ، وأولها الحرية ووحدة البلاد الوطنية ، لمواجهة هذه المخاطر .

وأكثر ما تعانيه المرأة العربية من اضطهاد ذكوري قروسطي هي المرأة في المملكة العربية السعودية ، الذي عبرت عنه المناضلة وجيهة الحويدر عبر سلسلة من مقالاتها الرائعة الشجاعة في الحوار المتمدن ، فإضافة إلى كل الاستلابات لحقوقها ذات الصلة بتعدد الزوجات وحقها الناقص في الميراث والشهادة ، هناك النظرة الدونية لرشدها ولكائنيتها في المجتع السعودي ، فهي مهما بلغت من العمر ، تبقى أ سيرة شكل من أ شكال العبودية السافرة ، يإلزامها بمرافقة الرجل لها " المحرم " في تنقلاتها خارج المنزل ..

في ضوء ما تقدم يتبين ، أن القاسم المشترك للمرأة العربية في البلدان العربية ، عدا ا ستثناءات قليلة جداً ، هو معاناة الميز الذكوري ضدها ، ونقص اعتبارها ككائن إنساني كامل الأهلية والحقوق الإنسانية ، ومكابدتها الفقر والغلاء والحروب الأهلية والعدوانية الاستعمارية ، ما يودي بها إلى حصار العنوسة النسبية العالية والترمل ، وحرمانها من حق الأمومة ودفء الحياة الأسرية الطبيعية .

ولهذا ، فإن تحرر المرأة من الميز الذكوري واكتسابها الحقوق المساوية لحقوق الرجل ، مشروط بتحقيق جملة من المهام الوطنية والديمقراطية والاجتماعية . وهذا ما يكسب تحرر المرأة مكانة هامة في بنية الخطاب السياسي للقوى الوطنية الديمقراطية ، ويتطلب من نشطاء تحرر المرأة الانخراط الجاد في النضالات الراهنة ، وإغناء حركة تحرر المرأة بمضامين التحرر الوطني والديمقراطي والاجتماعي عامة .

إن الموقف من تحرر المرأة من العسف المتمثل بانتقاص أهليتها بالمساواة مع الرجل في الحقوق والواجبات ، كان وما يزال المعيار الأساس لمصداقية وحضارية ولإنسانية الأفراد والجماعات والمنظمات في مجتمعاتنا العربية .. بل وفي الظروف الراهنة يرتقي هذا المعيار إلى المستوى الوطني الشامل .. إذ أن مساهمة المرأة الفعلية في المشاركة في المسؤوليات الوطنية الكبرى , وتحملها عبء انعكاسات الحروب والصدامات الدموية ، واحتضانها مقومات الحياة .. وانتزاع القدرة على البقاء ضد الاحتلالات العدوانية الأميركية والصهيونية ، وخاصة في العراق وفلسطين ولبنان ، وإسنادها بالحنو والصبر والدعم المعنوي نشطاء الرأي المعتقلين لمعارضتهم أنظمة التخلف والاستبداد ، في أ سرتها وفي مجالات شعبية عريضة ، تسهم بطاقات غير محدودة بتقرير مصير البلاد .

مطلوب من كل المتدنين .. نشطاء الرأي والنضال الوطني الديمقراطي العادل ، أن يدعموا ويتبنوا بقوة تحرر المرأة .. ليتحقق التحرر الإنساني في أهم وأعز وأحب مايشكل القسم الأساس في المجتمع .. الذي بدونه ينقص العدل والتمدن والجمال في الكون كله .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصاراً لشعب غزة البطل
- وتبقى المعارضة عصية على القمع وعلى الانتهاء
- حول وحدة الطبقة العاملة والحركة النقابية
- المواطنة و- هيبة الدولة - والرعب
- ليس من طريق آخر للفوز بالحرية
- الأعزة في غزة لستم وحدكم
- الحرية والحياة لعارف دليلة
- السؤال الجدي في المشهد المعارض
- دفاعاً عن الوطن والديمقراطية
- غزة تحت حصار النار والموت
- التحدي الديمقراطي وإرهاب السلطة
- في التحالف ضد الاستبداد
- مع - الحوار المتمدن - .. مع اليسار والديمقراطية والعلمانية
- - أنابوليس - .. ورد الشعوب الثوري
- نحو حركة نقابية مستقلة
- سوريا على دروب الآلام
- ستبقى منارة ثورة أوكتوبر .. شامخة .. متوهجة
- من أجل سوريا الحبيبة
- ارتدادات زيارة الأسد لتركيا
- دور النضال المطلبي السياسي في التغيير


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- المرأة النمودج : الشهيدتان جانان وزهره قولاق سيز تركيا / غسان المغربي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - بدر الدين شنن - يوم المرأة العالمي وسمات المرحلة الراهنة