أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - السؤال الجدي في المشهد المعارض















المزيد.....

السؤال الجدي في المشهد المعارض


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 2161 - 2008 / 1 / 15 - 11:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قبل بضع سنوات ، عندما أتيح هامش نسبي للحراك السياسي المستقل عن السلطة أو المعارض لها ، تحت ضغط تفاقم الأزمة البنيوية العامة المزمنة وامتناعها عن الحل بالوسائل القمعية المعتادة ، انتقلت الديمقراطية من مجال " الحلم " إلى مجال الممكن ، ووضعت بحماس في جدول أعمال الحراك الثقافي والسياسي المعارض اليومي . وساد الاعتقاد المبسط المتداول آنئذ ، على خلفية صورة الظروف والشروط السياسية - الاجتماعية الفوتوغرافية ، بما يشبه الاجماع ، أي بتجاهل كلي لميزان القوى وللمصالح الاجتماعية الطبقية القائمة ، أن شعار الديمقراطية وحده يكفي لتفعيل طاقات وقوى و" تحالفات " تتجاوز الطبقات والأيديولوجيات ، لانتصارها وتجسيدها نظاماً بديلاً للاستبداد المزمن ، وأن الديمقراطية بذاتها هي الحل السحري لكل العقد السياسية والأزمات الاجتماعية . وكان البناء على أن النخب الثقافية - السياسية من " الطبقة الوسطى " ودعم الخارج السياسي - الحقوقي ، كفيلان بتحقيق الإصلاح في البلاد ، الذي تمثل في حينه بدعوات المعارضة المشروطة للنظام ، برفع حالة الطوارئ والأحكام العرفية من الحقل السياسي " لفتح الحوار بين الطرفين وتحقيق المصالحة الوطنية والمشاركة في السلطة " .

مابعد الاحتلال الأميركي للعراق ، ووضع مشروع الشرق الأوسط الصهيو - أميركي قيد التطبيق ، وانسحاب الجيش السوري من لبنان واغتيال " الحريري " ، ودخول جوكر لجنة التحقيق الدولية في قضية الحريري في لعبة المتغيرات الاقليمية ، التي تشمل الوجود السوري ضمن إطار ا ستهدافاتها ، وما بعد تفاقم الوضع المعاشي للطبقات الشعبية وانحداره المريع إلى مادون خط الفقر ، وتوسع قاعدة البطالة ، وانفلات موجات ارتفاع الأسعار الجنونية ، والمتابعة الحثيثة لتطبيق اقتصاد السوق والخصخصة لمؤسسات الدولة الإنتاجية والخدمية ، ورفع الدعم الحكومي عن عدد من المواد المعيشية والمحروقات ، الأمر الذي عدل إلى حد كبير الظروف والشروط السياسية والاجتماعية ، حيث تقدمت المسألة الوطنية والمسألة الاجتماعية لتصطفا إلى جانب الديمقراطية أو لتندمجا فيها ، وتطلب من المعارضة أن تدخل تعديلاً جاداً في بنيتها وخطابها يتناسب وما حدث من تداعيات مركبة محلية وإقليمية ، لتعزيز ا ستقطاباتها الشعبية وتوسيعها ، اي الانتقال من البناء السياسي - النخبوي إلى البناء السياسي الاجتماعي ، من التمحور الأحادي حول الديمقراطية ، الذي منح الخارج دوراً أكبر من دور الداخل في التغيير ، إلى المحور الوطني الديمقراطي الاجتماعي ، الذي يعيد الاعتبار لدور الداخل ، ويعيد مهام التغيير لحاملها الاجتماعي الداخلي ، ويرفع ويقوي دور المعارضة ..

لكن هذا لم يحصل . بل حصل إمعان في الاعتماد على الخارج ومنه المعادي ، وتجاوز غير عادل وغير عقلاني لخطاياه وجرائمه المستديمة بحق شعوب المنطقة ، وإمعان ظالم في تجاهل الجانب الاجتماعي الطبقي الأكثر بؤساً في تاريخ الشعب السوري ، الذي يشكل لوحده عند شعوب أخرى حافزاً لقيام معارضات وانتفاضات تصل أحياناً إلى مستوى إ سقاط أنظمة وعهود . ما يطرح جدياً السؤال ، هل مازالت المعارضة في صيغتها القديمة الراهنة ، المستعصية على الانتقال إلى ا ستحقاقات الظروف والشروط المستجدة ، قادرة على تحقيق برنامجها الديمقراطي المحدد بخطابها النخبوي السابق ؟ . ما جرى في اجتماع المجلس الوطني لإعلان دمشق في أول العام الجاري ونتائجه وتداعياته المؤسفة ، يشترك بنصيب كبير في صياغة الإجابة على هذا السؤال ، كما يقدم الدليل على أن التعديل المطابق ليس بوارد ، في الحاضر على الأقل ، لدى المعارضة الراهنة ، التي تراهن أكثريتها المؤثرة على فعل تناقضات الخارج مع النظام أكثر من الرهان على تفعيل الداخل لإحداث التغيير المزمع في البلاد . وبذا غدت وحدة المعارضة وهماً .. وفي أحسن الأحوال مؤجلة إلى أن تأتي ظروف تتوفر فيها شروط سياسية واجتماعية مساعدة على التوحد . وغدا حضور اليسار في حقل المعارضة فكراً وسياسة وتنظيماً أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى ، للتعبير عن مصالح القوى الشعبية المطلبية الملحة وعن رؤاها وفهمها للتغيير الوطني الديمقراطي الاجتماعي ، والمشاركة الفعالة في بناء خطاب سياسي علمي معارض جديد ، يشمل كافة الأقواس الوطنية والديمقراطية والاجتماعية الطبقية .

بعبارة موجزة .. لم تعد الديمقراطية ( حاف ) وحدها شعاراً جاذباً للأكثرية الشعبية الساحقة الغارقة في بؤسها وفي الخوف على وطنها ومصيره ، وبين ظهرانيها أكثر من مليون شاهد عراقي على جدية هذا الخوف .. إن لم تتحول الديمقراطية إلى مفهوم عريض يستوعب همومها المعاشية وحرصها على تراب الوطن .

لقد أحدث تخلف المعارضة القديمة الراهنة عن اللحاق بمستوى ا ستحقاقات المرحلة الجديدة ، ما بعد الاحتلال الأميركي للعراق وتفاقم البؤس الاجتماعي بدواعي أولوية الديمقراطية على ما عداها ، وا ستمرار النظام با ستخدام القمع والاعتقالات التعسفية لنشطاء الرأي بدعاوى الحرص على هيبة الدولة وعلى الوطن من أبنائه ، أحدث فراغاً خطيراً لافتاً في المشهد السياسي السوري ، هو ليس في مصلحة الوطن أو الديمقراطية أو الوضع الاجتماعي الطبقي ، إذ أنه يشمل بمخاطره سوريا كلها أرضاً وشعباً . وإذا كان من البديهي أن النظام يتحمل المسؤولية الأساسية في وصول البلاد إلى ما هي عليه من انقسام وضعف ، فإن من البديهي أيضاً أن المعارضة ببنيتها السياسية - النخبوي المصرة عليها ، عبر سيرورتها بإيجابياتها وسلبياتها تتحمل قسطها من المسؤولية أيضاً ، وذلك لعدم الارتقاء بطروحها إلى مستوى الفكر والخطاب السياسي وفقاً لاستحقاقات المراحل السياسية - الاجتماعية المتلاحقة ، ومن ثم الابداع في تطوير آلياتها العملية . ما معناه أن الحراك المعارض المبني على إمكانيات ورؤى الليبرالية - النخبوية فقط بات غير قادر على تحقيق التغيير الديمقراطي ...

المطلوب أن يعاد بناء الحراك المعارض على إمكانيات ورؤى قوى سياسية - اجتماعية لها آفاق ومصالح أوسع وذات مصلحة عضوية بهذا التغيير . وهي حسب الخريطة الاجتماعية السورية الطبقات الشعبية ، التي تضم الطبقة العاملة وفقراء المدن والريف والقوى الصناعية المنتجة ، وكل المثقفين المؤمنين بالحرية والكرامة والعدالة الإنسانية .. وهي القادرة على ملء الفراغ الحاصل في المشهد السياسي الخطير عبر قيادة معارضة تضع الوطن والديمقراطية والاجتماعي الطبقي بصورة جدلية في مركز اهتمامها في جدول أعمالها اليومي .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعاً عن الوطن والديمقراطية
- غزة تحت حصار النار والموت
- التحدي الديمقراطي وإرهاب السلطة
- في التحالف ضد الاستبداد
- مع - الحوار المتمدن - .. مع اليسار والديمقراطية والعلمانية
- - أنابوليس - .. ورد الشعوب الثوري
- نحو حركة نقابية مستقلة
- سوريا على دروب الآلام
- ستبقى منارة ثورة أوكتوبر .. شامخة .. متوهجة
- من أجل سوريا الحبيبة
- ارتدادات زيارة الأسد لتركيا
- دور النضال المطلبي السياسي في التغيير
- حصاد زمن القحط
- - العولمة - الأميركية قيد التطبيق .. العراق مثلاً
- جريمة حرب معلنة في غزة
- إشكالية الدستور واقتصاد السوق والتغيير الديمقراطي
- الرد الأقوى على الاختراقات والتحديات
- الحركة النقابية بين قيود السلطة ومطالب الطبقة العاملة
- إنها لحظة انتزاع المبادرة ..
- الجديد في - انتخابات - اللاتجديد


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - السؤال الجدي في المشهد المعارض