أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فاتن نور - العملية التربوية..مقدمة فلسفية جادة ونهاية ساخرة..















المزيد.....

العملية التربوية..مقدمة فلسفية جادة ونهاية ساخرة..


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 2332 - 2008 / 7 / 4 - 10:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


* بين الفلسفة والتربية علاقة وطيدة فقد اهتم فلاسفة العالم عبرالتاريخ بنظرية المعرفة،وخاضوا في رحاب العملية التربوية واشكالاتها،أغلب الفلاسفة هم معلمون مربون،بحثوا في اسس التربية واصولها وتمحصوا في غاياتها واهدافها ووظيفتها في بناء الفرد والمجتمع،اتفقوا هنا وتباينوا هناك فظهرت مدارس فلسفية عديدة تبنت نظريات مختلفة،إلا ان المحور كان الانسان بالنتيجة،فالنظريات التي استهدفت الانسان كغاية مطلقة للعملية التربوية،لا تبتعد كثيرا بتصوري،عن تلك التي رجحت المجتمع كغاية واضعة اياه في المقدمة،اذ ان اللبنة الأساس في المجتمع هو الانسان،صلاح المجتمع وتنميته من صلاح الفرد وتنميته،ولولا وجود الأفراد داخل كيانات اجتماعية لما وجدت الحاجة اساسا الى عملية تربوية او فلسفة،فالانسان بمعزل عن الجماعة والتواصل الجماعي ليس بحاجة الى معرفة او تربية او اخلاق او فلسفة،وهو بالتالي غير معني بالإنتاج المعرفي ولا يقوى على انتاجه بفردية مطلقة،كما أن المجتمع لا يقوى على التنمية والتطور وانتاج المعرفة بعملية تربوية تسحق ذاتية الانسان وفرديته، تصهره وتسخره كآلة مبرمجة للإنتاج او الإستهلاك..

تباين تلك النظريات حول الغاية التربوية بترجيح الفرد على المجتمع او العكس،يبدو لي توازنا طبيعيا بين الوعي بقيمتين اساسيتين،قيمة الفرد ككيان مستقل يؤثر بالمجتمع،وقيمة المجتمع كبناء انساني يؤثر بالفرد..
العملية التربوية عملية زرع وحصاد،زرع للمعرفة وحصاد للتغيير،فهي ليست اداة لاستعراض المعارف والعلوم وحشدها بشكل كمي في رؤوس البشر،او اداة لنقل التاريخ واجترار التراث بخط مستقيم ممل لا يصل بين نقطتي الغاية والهدف،ولا يربط دفتي الماضي والحاضر ويمتد بهما نحو المستقبل ومتطلباته،ولا غرابة ان تكون العملية التربوية اداة هدم او تجميد لا اداة بناء وتسخين اذا كانت تستهدف استعراض المعرفة وتخزينها ولا تستهدف انتاجها وتحريرها بالمقابل..

ادارة العملية التربوية وتبني الطرائق الناجعة لتطويرها واقامة صلة حميمية وتفاعلية منتجة بين الفرد ومجتمعه ليست مهمة سهلة، لذا فالقائمون عليها والمحركون لدفتها لا يكفي ان يكونوا من ذوي الكفاءة والخبرة الأكاديمية،بل من العلماء والمفكرين المهرة المتبصرين في الحقل التربوي بعلومه وفلسفاته ونظمه وكل آفاقه المعرفية، ،المقتدرين على انتاج عملية تربوية بناءة توجه العمل التعليمي وتؤمن احتياجاته الخلاقة ،وقادرة على احياء الفرد والمجتمع والنهوض بهما فكريا وحضاريا..
وقد اختصر افلاطون الطريق نحو العملية التربوية الرشيدة بمقولته: لن تنجو المدن من الفساد والشرور إلاّ اذا اصبح الملوك فلاسفة أو الفلاسفة ملوكا..واظنه شرح كيفية وصول الفيلسوف الى السلطة..

* في العراق وصل الفلاسفة الى السلطة!...
فقبل التحرير/الإحتلال كان رئيس الدولة هو القائد المعلم،العالم والفيلسوف المربي،وقد اثرى العملية التربوية فشحذت الوعي العام، ونهضت بالمجتمع الى الهاوية،حتى ظهر الانسان الجديد الذي حدثنا عنه نيتشه مع فارق بسيط!..السوبرمان المحنط.. وبهذا فهو الرئيس الأول المؤسس لنظرية التحنيط وفلسفتها،في الدولة العراقية..

بعده،تربع على عرش السلطة التربوية (فلاسفة جدد)،نخبة جميلة ومحنكة تم انتقاءهم بعناية الهية ملفتة للنظر،وقد اثبتوا بحنكتهم فشل نظرية التحنيط وافلاس مؤسسها في بناء مجتمع متحضر،وجاءوا بنظرية بديلة ..نظرية التحنيط الأمثل..وهي نظرية اسقطت كل ما سبقها من علوم ونظريات في ميدان الحقل التربوي مثلما اسقط اينشتاين الأثير الذي افترضه العلماء من قبله كمادة تملأ الفضاء،وقد اختصروا بنظريتهم الجديدة الطريق الى العملية التربوية الرشيدة مثلما اختصره افلاطون،بمقولة: لن تنجو المدن من الفساد والشرور الاّ اذا اصبح ائمة المساجد ملوكا او الملوك ائمة للمساجد..وشرحوا كيفية وصول السادن الى السلطة،كما بسطّوا العملية التربوية بمقولة شهيرة: لا تنجز هذه العملية مهماتها الأجتماعية وتحقق غاياتها إلآ اذا مرت بأثيرين ..اثير جامع واثير حسينية....

قد يتفاجأ الطلبة في الإمتحان ببعض الأسئلة التي تبدو شاذة او غريبة نوعا ما،وهذه الأسئلة من افرازات النظرية الجديدة وتطبيقاتها العملية..فكل جديد يبدو شاذا لوهلة!..
وعلى سبيل المثال فقط :
في التربية الدينية قد ترد اسئلة مثل...
فسر بإيجاز معنى اللطمية الكريمة التالية واشرح دورها في تعزيز الحب والألفة بين الناس: يا آل سفيان كفى،يا أمة الطغيان هذا شبيه المصطفى..
من هو شهيد المحراب،اذكرنبذة مختصرة عن حياته
اكمل اللطمية الكريمة التالية وحدد اهدافها التنموية: كل قطرة دم بشرياني تهتف باسمك (...........)...

في التاريخ...
اذكر اهم الفتوحات العراقية-العراقية بعد التحرير..
لماذا سميت غزوة تحرير العمارة بعد تحرير العراق،ببشائر السلام
اذكر اهم الجيوش الاسلامية التي ساهمت بإرساء قاعدة عسكرية متينة في العراق الجديد

في التربية الوطنية..
اشرح بإيجازمهمة التحاصص الطائفي ودوره في اشاعة روح التسامح والإخاء بين الطوائف واهميته في ترسيخ الحس الوطني
كيف ساهمت المصالحة الوطنية في تحسين الواقع الخدمي والأمني والعمراني والسياسي والثقافي وغيره ..
اختر اجابتين صحيحتين..مقومات الدولة الحديثة هي:
تسييس العشيرة وترسيخ مفهوم الراعي والرعية
تسييس الدين وتكريس مفهوم ولاية الفقيه
التربية الديمقراطية وإحياء مؤسسات المجتمع المدني

وقد تبرز مثل هذه الاسئلة المحيرة في مادة الرياضيات والجغرافية والفيزياء والمواد الاخرى..مثلا..ما مساحة المثلث السني!
او..عرف ريح الذاريات وريح الجاريات وحدد الفرق بينهما..او..عبوة ناسفة بكتلة 500غم،وحجم 25 سم مكعب،استخرج الكثافة الدموية المتوقعة....الخ...


رغم كل ما مر به العراق من محن وتجهيل..مازال ينعم بعقول رشيدة،بفلاسفة وعلماء،بخبراء مهرة اكفاء،امناء قادرون على اخراج العراق الى ناصية النور، وإحياء شعبه المظلوم المنكفىء بهمومه،السوبرمان بأوجاعه،العالق بين مطرقة الواقع المرير وسندان رجالاته المحنطون..ولكن..مَن يَنتقي مثل هؤلاء.. والرشيد لا يُنتقى إلا برشيد مثله..

فاتن نور
08/07/03



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشيد الطفل العراقي...
- يسرقون النفط هناك وانا اسرقه هنا!...
- تصوف بفضيلة العشق...
- عتباتنا المقدسة بين الصرف الصحي والصرف المالي...
- الرب الأخير..وصيحات النبوغ
- حول جلجلة الاتفاقية الأمنية بين امريكا والعراق وزمنية الفوضى ...
- جحا وأزمة المكان في العراق..
- وقفة بين..بول المسيح وثقوب القرآن الكريم..
- مثل العراق..
- ختان.. بريشة طاووس..
- بطولاتنا الوطنية في.. كأس بطولة..
- تقمّص وتجسيد..في الزمن الأصلع
- عزف على نهد منفرد..
- ابداعات اسلامية: رضاعة الكبير والزواج من القرآن الكريم...
- البرلمان العراقي.. وحوار الصفعات الوطني والثأر الديمقراطي
- اليه فقط...
- صور مشظاة...
- نشيد طفولي على طريق الذاكرة...
- تشكيلات.. جسد الطعنة..
- المرأة..مومياء مكانتها الفطرية المقدسة ..


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فاتن نور - العملية التربوية..مقدمة فلسفية جادة ونهاية ساخرة..