أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - يسرقون النفط هناك وانا اسرقه هنا!...














المزيد.....

يسرقون النفط هناك وانا اسرقه هنا!...


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 2318 - 2008 / 6 / 20 - 11:08
المحور: كتابات ساخرة
    


نعم سرقت النفط ،ما الغريب وسرقته باتت وباءا تفشى وكثرت ضحاياه!، وما انا إلاّ ضحية على درب التفشي..
ولكن صدقوني لم اعبث قط بالبنية التحتية لهذا البلد الذي سرقت منه،فلم اجحفل جيوشي برا وبحرا وجوا،ولم امطر ارضهم بوابل من القنابل الثقيلة والصواريخ الصادمة، ولم ازلزل الأرض تحت اقدامهم باي شكل،فأنا ممن يتقون شرور تفليش البنى،تحتية كانت ام فوقية،لأني وببساطة اريد أن ادخل الجنة،فقط لإجراء حوار هادىء مع مالكها الشرعي فقد كثرت إدعاءات الملكية والتابوات المزورة، ولأني ادرك تماما استحالة الفرصة في الطرف الآخر/الجحيم..لأنه من العسر تدوين الحوار على ورق فهو سريع الإشتعال..

كما أني لست من سماسرة النفط ومهربيه،ولا انتمي الى مافيات الأرض والسماء،بحرية كانت ام صحراوية،ولا اتذكر اني عضو في جمعية جرذان الأنابيب او حزب فئران الحقول،ولم استخرج بعد رخصة عالمية او وطنية معممة للإستيراد والتصدير،اذ لم ادرس استراتيجية السرقات النفطية والجدوى الإقتصادية منها، في جامعة هارفرد او اصفهان او كشك الحاج متولي الفقيه..فأنا درست حضارة كاملة على يد شحرورة الجميلة،وهي من معدان الأهوار..

ولا اعتقد أني أومن بتجحيش الثروات الوطنية بفحولة اجنبية لأني لست من الفحول(ياحرام)،ولأن فحولة التجحيش الوطني كانت كافية والحمد لله، وما زالت تحقق مستوى رفيع من الفقر والحرمان وما دونهما،وتلك خبرة اكتسبتها من بلدي الأم وبلدان تجحيش الثروات في المنطقة، ومعرفة استخلصتها بعد عناء من بطون كتب التجحيش وبكافة صنوفه التراثية..
(والتجحيش لمن لا يعرفه هو باختصار:أن تنكح المرأة التي طلقها زوجها لثلاث مرات، من قبل رجل آخر اذا ود الزوج ارجاعها،والنكاح هنا هو نكاح تأديبي للزوج!، وتكريم مميز للمرأة! فهي بتجحيش كهذا جسد مزدوج الإستعمال،وعاء جنسي للمستطرقين وعصا للزوج في آن واحد،وهذا من مكارم جهابذة الفقه الإسلامي ومن مناجم فكرهم المستنير)...
ولا أظن والله اعلم..ان ابناء بلدي الأم (او بلدان التجحيش عموما) طلقوا ثرواتهم الطبيعية مرة ولا حتى نصف مرة،اذ لم يتسن لهم بعد الدخول بها او حتى التعرف عليها من قريب، كي تجحش هكذا وبفحولة مشتركة احيانا...أين فقهاء التجحيش عن كل هذا!!


وغير هذا وذاك،لا انوي اضعاف الحكومة الأمريكية بسرقة مواردها الطبيعية(حرام)،أو الإطاحة بها وتمويل حكومة بديلة موالية لشهواتي الجامحة،ومن جيوبهم المسروقة، هذا لأن جيبوهم محصنة ولا تفتق او تشق بشفرة مستوردة بسهولة.. مثل جيوب ثرواتنا المخرومة اساسا..

ولا أراني من هواة شم النفط وتبخيره فأنا من هواة شم النسيم، كما اني شممت النفط وتعرفت على رائحته ساعة نزولي من رحم أمي، وعلمت فوائده ومضاره وانا احبو،قالت لي امي (وكنت غليظة الصراخ وأجيد توقيته)..لا تخافي،هذا المستنقع النفطي الذي نلهو فوقه او نعيش،مستنقع حميد ونظيف لا تدنو منه الحشرات او الديناصورات.. والغريب أني صدقتها.. رغم اني ما كنت قد وعيت بعد على ما تعنيه مفردة ديناصور،إلا اني تخيلت حجمه بفطرة طفولية وتصورته بعشرة اضعاف حجم البعوضة.. وهذا ما يملكه الطفل.. تصديق كذب الكبار وتخيل مفرداتهم ..

كما أني لست معدمة تماما وأعول كثيرا على ثراء قادم ،نعم انه ثراء مؤجل ابدا،ولكنه قادم لا محالة!!،اذ لم احظ بنصيبي بعد من ذلك المستنقع وقد سكنته كل حشرات الأرض وديناصوراتها..ولا اريد ان اصرخ من فرط الإنتظار والملل، فقد تخطيت سن الطفولة وانا في الخامسة وعشية اليوم الذي رأيت فيه أول ديناصور يتبختر بخفة حشرة ويعب من بطن المستنقع بشراهة،فأرعبني المشهد...
هكذا تشيخ الطفولة بمشاهدات صعبة لا يسعها الوعي الترف..ولهذا فاني اطالب ايضا بتعويض جيد عن شيخوخة مبكرة ادركتني..


ومن باب الحق،النصيب،الشيخوخة،اجدني على إستعداد لعقد صفقة مع الحكومة العراقية كتلك الصفقات التي تعقدها مع دول الجوار..صفقة شراء بأسعار مخفضة
..ولكني لست كدول الجوار، سأشتري نصيبي فقط لا غير،فقد تعبت من التأجيل (حرام ان نهمل حق بعد ان نمهل بإفراط ،ولو انهم افتوا بإستحباب الإهمال لضرورته الوطنية)..واجدني مقتدرة على تسويقه بسعره الطبيعي وحصد الأرباح المتراكمة من الفارق بين السعرين..ولو فعل مثل هذا كل ذي نصيب،سنبني ونعمر من عائد الفروقات السعرية واستثماراتها،وسيعم الثراء والرخاء بجهود اصحاب النصيب وحرصهم..ومن لا يحرص على نصيب بيده إلا اولئك الذين شفطوا نصيبهم ونصيب جدودهم واحفادهم وموتاهم سلفا، وراحوا يبددون نصيب الآخرين العالق بين أرجل العمالقة والأقزام..
..بلى انه لمن الغباء ان نشتري ما نملك، ولكن للضرورة احكام،واخف الضررين كرم غبي لا بد منه!
لربما شطحت وانعطفت عن سرد حكاية سرقتي للنفط ...
وهي حكاية حقيقية وطريفة حصلت لي فعلا هنا في الامبراطورية المتغطرسة،سأقصها لاحقا..ودونما شطحات..أملي الاّ يفاجأني ديناصور فيقطع السبيل..



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصوف بفضيلة العشق...
- عتباتنا المقدسة بين الصرف الصحي والصرف المالي...
- الرب الأخير..وصيحات النبوغ
- حول جلجلة الاتفاقية الأمنية بين امريكا والعراق وزمنية الفوضى ...
- جحا وأزمة المكان في العراق..
- وقفة بين..بول المسيح وثقوب القرآن الكريم..
- مثل العراق..
- ختان.. بريشة طاووس..
- بطولاتنا الوطنية في.. كأس بطولة..
- تقمّص وتجسيد..في الزمن الأصلع
- عزف على نهد منفرد..
- ابداعات اسلامية: رضاعة الكبير والزواج من القرآن الكريم...
- البرلمان العراقي.. وحوار الصفعات الوطني والثأر الديمقراطي
- اليه فقط...
- صور مشظاة...
- نشيد طفولي على طريق الذاكرة...
- تشكيلات.. جسد الطعنة..
- المرأة..مومياء مكانتها الفطرية المقدسة ..
- المرأة.. مومياء العروبة والإسلام المقدسة!..
- طفرة نوعية على سلم التفخيخ...


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - يسرقون النفط هناك وانا اسرقه هنا!...