أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تاج السر عثمان - سياسات الذاكرة في النزاعات السودانية: تعقيب علي محاضرة بروفيسور ساندرا هيل














المزيد.....

سياسات الذاكرة في النزاعات السودانية: تعقيب علي محاضرة بروفيسور ساندرا هيل


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2332 - 2008 / 7 / 4 - 10:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قدمت بروفيسور ساندرا هيل محاضرة بعنوان: سياسات الذاكرة في النزاعات السودانية: النوع والهوّية والوطن، في منتدي المائدة المستديرة لصحيفة(أجراس الحرية)، ونشرتها صحيفة(اجراس الحرية) في اربع حلقات بتاريخ:30/6، 1/7، 2/7، 3/7/2008م، الاعداد رقم:74، 75، 76، 77.
أشارت المحاضرة الي استراتيجيات العنف والصراعات التي صممت لاغتيال الذاكرة وفرض النسيان مثل: (تغيير اسماء الاشخاص والاماكن قسرا، ازالة المعالم التاريخية أو طمس المدافن، حجب التعليم، منع التحدث باللغات واللهجات المحلية، فرض التعاليم والتفاسير الدينية، فرض عادات مجموعة محددة أخري مثل عادة ختان الاناث ، ابادة المثقفين، اعادة توطين الناس بعيدا عن مواطنهم الاصلية واجبارهم علي العيش وسط اثنيات مختلفة عنهم) .
ورغم أن المحاضرة حسب اطلاعي عليها، كانت ممتعة وشيّقة الا أنها حلقت بنا بجناح واحد في الجانب الثقافي، رغم اهميته، لسياسات الغاء الذاكرة، ولكن بلا الجناح الآخر الذي يساعد علي الطيران وسبر غور تلك السياسات، من خلال الاجابة علي السؤال المحدد ماهو الاساس الواقعي والاجتماعي والطبقي لسياسات الغاء الذاكرة في السودان، وفي النزاع الاسرائيلي العربي، والهولوكست في المانيا النازية؟.
مؤكد أن خلف تلك السياسات مصالح طبقية عبرت عنها ايديولوجيات عنصرية وفاشية ونازية، هدفت الي الغاء الآخرين وثقافاتهم، بهدف تكريس تلك المصالح والاهداف وهذا ما تجاهلته المحاضرة.
علي سبيل ما احدثه نظام الجبهة الاسلامية(الانقاذ) من سياسات الغاء الذاكرة مثل محاولة: الغاء تاريخ السودان وتراثه الحضاري والاثاري وتصوير ذلك التاريخ وكانه بدأ بسلطنة سنار، ومحاولته لللاغراق الخامس لمنطقة النوبة الغنية بتراثها وآثارها من خلال اقامة سدي كجبار ودال، اضافة لمحو تاريخ مدينة عطبرة لكسر مقاومتها(الغاء السوق وميدان المولد، والغاء السكة الحديد بتشريد 5 ألف من العاملين فيها والغاء تاريخ نقابة عمال السكة الحديد)، هذا اضافة لحرق القري الدمار والاغتصاب والابادة التي تمت في دارفور، وتدمير المجتمع المدني ومؤسساته من احزاب ونقابات وخدمة مدنية، والغاء المعالم التاريخية البارزة مثل المدارس الثانوية العريقة، وتدمير نظام التعليم، وتشريد الاف من اعمالهم واقتلاعهم من ارض الوطن، وتدمير ونهب القطاع العام.. الخ.
كل هذه السياسات، اضافة الي هدفها في محو الذاكرة، الا انها ايضا تعبر عن مصالح طبقية، هدفت الي تكريس مصالح الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية، بتكريس السلطة والثروة أو التمكين لها في الارض.
وقد حاول بعض الحضور في مداخلاتهم استعادة ذلك التوازن في المحاضرة ، علي سبيل المثال د. عطا البطحاني الذي اشار الي الاساس الواقعي والمادي لفكرة الحنين للماضي (النوستالجيا) والذي يتلخص في تدهور الخدمات، والخدمة المدنية، وغياب التنمية، والتدهور في العديد من مجالات الحياة.
كما اشار د. بابكر محمد الحسن الي الآثار السالبة مثل الاستعمار والحكام الفاسدين وما فعلوه.
كما أشارت المحاضرة الي أن الاسلامويين لم يحكموا بفضل القوة فقط ، ولكن لأنهم ايضا اشتغلوا في المجال الايديولوجي الثقافي، ولكن لم تشر الي القمع والعنف وتدمير المجتمع المدني والنقابات وتعذيب وتشريد الالاف من اعمالهم، اضافة الي ضعف المعارضة كعامل هام في بقائهم في السلطة.
كما أشارت في ردها علي د.عطا البطحاني الي أن( الشيوعية والاسلاموية كلاهما يعتبران ضربا من ضروب اللاهوت ذات الطابع العلماني).
لااتفق مع حشر الكاتبة للشيوعية في اللاهوت ذي الطابع العلماني، فهذا يضع الاسلامويين والشيوعيين، رغم اختلاف المشارب والرؤي الفكرية والمصالح الطبقية التي يعبر كل منهم عنها، في سلة واحدة، وهذا غير صحيح في نظري.
فالماركسية ليست عقيدة جامدة، بل هي مرشد للعمل،اضافة الي انها علم قام علي الواقعية، ويتجدد مع المستجدات في الواقع ، فلا علاقة للشيوعية باللاهوت سواء كان علمانيا أو غيره.
وخلاصة القول أن المحاضرة، رغم اهميتها في طرح البعد الثقافي في ميدان محاولة الانظمة القهرية لالغاء ذاكرة الشعوب، الا أن المحاضرة لم تتناول الجانب المكمل في جوهر واهداف تلك السياسات التي تعبر عن مصالح طبقية تهدف الي تكريسها تلك الفئات الحاكمة التي تمارس تلك السياسات، وغياب هذا الجانب كان نقطة الضعف في تلك المحاضرة، وجعلها وكانها حاولت أن تغبش الوعي الطبقي بتصوير الصراع وكانه صراع ذاكرة أو هوّية، لاعلاقة له بالاساس الواقعي أو علي الارض، اضافة الي حشر الشيوعيين والاسلاميين في سلة واحدة.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تبشر الماركسية بالجبرية الاقتصادية؟
- سوق عطبرة(اتبرا)
- تعقيب علي محاضرة د.فاروق محمد ابراهيم:رسالة الي المؤتمر الخا ...
- حوار حول اسم الحزب
- بمناسبة الذكري ال 37:دروس انقلاب 19/يوليو/ 1971م
- نشأة وتطور المنظمات المدنية السودانية
- المسألة القومية في السودان
- حول تجربة العمل الثقافي في الحزب الشيوعي السوداني
- اثار الثورة العلمية التقنية علي تطور الفكر الانساني: اعادة ا ...
- الماركسية والحل التلقائي لقضية المرأة
- نشأة وتطور الطبقة العاملة السودانية:الفترة:1900- 1956
- الفكر السوداني: الماركسية احد حلقات تطور الفكر السوداني
- في الذكري الثانية لرحيل البروفيسور محمد ابراهيم ابوسليم
- حول مستقبل الحزب الشيوعي السوداني
- ماهي طبيعة وحقيقة اتفاق التراضي الوطني؟
- الستالينية وتجربة الحزب الشيوعي السوداني (3)( الحلقة الثالثة ...
- الشمال والجنوب واحتمالات تجدد الحرب ومستقبل الاوضاع في دارفو ...
- ابيي ولعنة النفط: هل سيجد الاتفاق الاخير حول ابيي طريقه للتن ...
- نقاط حول تجديد برنامج الحزب الشيوعي السوداني
- جذور الفكر الماركسي والاشتراكي في السودان


المزيد.....




- كوريا الشمالية تُعلّق على ضربات أمريكا لمنشآت نووية إيرانية ...
- شاهد.. طاقم CNN يضطر للإخلاء أثناء البث المباشر تزامنًا مع إ ...
- رحلة اللقالق تحت المجهر: رومانيا تطلق مشروعًا علميًا فريدًا ...
- أهداف الناتو الجديدة أعباء وتحديات جديدة للجيش الألماني
- خبراء يحذرون من -سلبيات- العمل قبل السابعة صباحاً!
- 7 بدائل طبيعية للسكر تقلل استهلاكك دون التخلي عن حلاوة المذا ...
- قائد الجيش الإيراني: نقاتل اليوم من أجل النصر
- شمخاني يؤكد: اليورانيوم الإيراني المخصب لا يزال موجودا
- عراقجي يجري في موسكو محادثات -جادة ومهمة- مع بوتين
- واشنطن تحذر رعاياها بالداخل والخارج وتقلص بعثتيها في لبنان و ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تاج السر عثمان - سياسات الذاكرة في النزاعات السودانية: تعقيب علي محاضرة بروفيسور ساندرا هيل