أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم علاء الدين - ليس كل انسان .... انسان .. احدهما عنده عقل واحد والاخر اثنان















المزيد.....

ليس كل انسان .... انسان .. احدهما عنده عقل واحد والاخر اثنان


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2326 - 2008 / 6 / 28 - 07:59
المحور: كتابات ساخرة
    


في مقال للاستاذ بسام الهلسه اجرى مقارنة بين الانسان والحيوان تضمن اسقاطات سياسية واضحة ومباشرة ، وقد لفت نظري الى ضرورة المقارنة بين الانسان والانسان ، لانه كما يبدو ان ليس كل انسان انسان كما ليس كل حيوان حيوان.
وايضا مثل الاستاذ هلسه لم اجري بحثا او دراسة عميقة للكشف عن الفروقات بين الانسان والانسان ، وانما مجرد مشاهدات واحداث عايشتها بعين الصحفي يعني (شاهد عيان) وليس بعين الباحث المتخصص الذي يستطيع بسهولة ان يجد الاف الصور للمقارنة بين الانسان المبدع المخترع المتحضر الذي ساهم ببناء هذه الحضارة العالمية التي قامت على الاكتشافات والاختراعات في المجالات الفيزياء والكيمياء والاحياء والطب والفضاء والغذاء والتقنية والصناعة وكافة المجالات الاخرى ، وبين التخلف الذي يعيد انتاجه انسان كل همه ان يحافظ على النوع وينتظر يوم القيامه ليذهب الى الجنة.
ومشاهداتي في هذه العجالة حدثت في عدد من الدول منها تنزانيا ومصر وسلطنةعمان والكويت والاردن.
ففي نتزانيا وهي واحدة من دول شرق افريقيا قمت بزيارة مدينة مواننزا الواقعة في شمال البلاد وتقع على شواطيء بحيرة فكتوريا التي تعتبر مبعا لنهر النيل ، واصطحبتني في اليوم التالي لوصولي محافظ المنطقة السيدة فاطمة الخطيب فركبنا مركبا متوسط الحجم لعبور احد اطراف بحيرة فكتوريا واستغرق ذلك حوالي الساعة.
وعند وصولنا الضفة الاخرى ركبنا سيارتنا التي اصطحبناها معنا من المدينة وبعد اقل من ميل شاهدت ارضا منبسطة على مد النظر لونها كلون الذهب الخام اصفر مائل الى البني فقلت للسيدة الخطيب لماذا هذه الارض غير مزروعة فلو زرعتموها بالارز لاطعمتم العالم؟
فنظرت لي نظرة عاتبه وقالت لا يوجد ماء فالزراعة تحتاج الى ماء.
قلت : ان الامر سهل كل ما هو مطلوب ان تضعوا مضخات على حوافي البحيرة لسحب الماء فيمكنكم ري الاف الهكتارات.
قالت : لا اعرف ولكن ربما ماء البحيرة لا يصلح لري المزروعات
استغربت ردودها لكني توقفت عن الاسئلة خشية الاحراج.
وبعد حوالي مائة ميل من شواطيء البحيرة واذ باشجار وارفة تصطف على يمبن الطريق الترابي بانتظام هندسي جميل فسالتها كيف ان الغابة هنا منظمة ومنسقة ؟
فاجابت انها مزرعة للقطن.
فاعربت عن رغبتي برؤيتها لانني لم اشاهد مزرعة للقطن من قبل وفعلا دخلنا المزرعة من باب عريض عليه عدد من الحراس واستقبلنا صاحب المزرعة وزوجته وكان مشهدا رائعا حين ترى على مد النظر نبتة القطن براسها الابيض تتراقص مع الهواء منسقة منتظمة على شكل خطوط طويلة تفصل بينها طرقات ترابية تتسع لمرور السيارات.
فسالت المحافظ السيدة الخطيب كيف امكن زراعة القطن في هذه المنطقة التي تبعد حوالي 100 ميل عن شواطيء البحيرة وانتي تقولين انه لا يوجد ماء على حوافي البحيرة؟
فنظرت بعيني نظرة حادة ولكن فيها نوع من الحسرة وقالت: انه (مازنجو) أي ابيض.
قلت لها ايوا الان فهمت الان فهمت
وعندما عدت للعاصمة (دار السلام) ذكرت القصة امام دكتور مصري استاذ بجامعة دار السلام فقال : لعلمك فان الامطار تهطل في شمال تنزانيا بغزارة شديدة وهي من اعلى المعدلات في شرق افريقيا ، واضاف ان المسالة ليست عدم وجود ماء بل عدم وجود الانسان.
ويتردد في في اوساط المثقفين التنزانيين انه بعد سقوط الاتحاد السوفييتي رغب النظام الذي كان مواليا للسوفييت التحول نحو المعسكر الغربي فاستقبلت وفدا امريكيا رفيع المستوى وتقدمت له بطلبات معونة فوعدها الوفد خيرا.
وبعد ثلاثة اشهر حضر وفدا مكونا من 11 خبيرا امريكيا للبلاد واستقبل بحفاوة بالغة وبعد انتهاء مراسم الضيافة حسب البروتوكول سأل مسؤول حكومي رئيس الوفد عن المعونة التي طلبتها بلاده، فرد رئيس الوفد بقوله ان حكومتنا وفت بوعدها وارسلتنا لتقديم المساعدة فنحن مجموعة من الخبراء في عدة ميادين جئنا لمساعدتكم.
فقال المسؤول الحكومي انا اسال عن المعونة المالية ؟، رد عليه الخبير الامريكي انتم لستم بحاجة الى معونات مالية انتم بحاجة الى معونة علمية فبلادكم فيها ثروة هائلة نحن جئنا لمساعدتكم على استثمارها.
فتبرم المسؤول الحكومي ويبدو ان الحكومة ندمت على كرم ضيافتها وحسن استقبالها لوفد الخبراء الذي غادر البلاد بعد شهرين لعدم تعاون الحكومة معه.
اما في مصر فقد دعانا محافظ شرم الشيخ لتناول طعام العشاء على مركب يتجول على شواطيء البحر الاحمر، وكنت في اليومين السابقين قد نما الى علمي ان الوجود الهائل للسياح الايطاليين هو ضمن برامج لغسيل الاموال تقف ورائه منظمات المافيا الايطالية (وربما اكتب تفاصيل عملية غسيل الاموال في شرم الشيخ لاحقا) ، فسألت المحافظ عن حقيقة ما سمعته وما اذا كان الايطاليون فعلا يقومون بغسيل الاموال في شرم الشيخ وان هذا ما يفسر ان نحو 70 بالمائة من السياح هم ايطاليون؟
فقال المحافظ : "يا سيدي غسيل اموال غسيل اموال خليهم يغسلوا اقول لهم لأ دول يا استاذ بيجيبوا ملايين الدولارات و"اليورهات" للمنطقة ويبنوا فنادق ومنتجعات اقول لهم لأ ، طب دول لولاهم لبقت المنطقة صحراء قاحلة" (طبعا أكد المحافظ مرات عدة قبل وبعد واثناء الاجابة على ان الكلام ده مش للنشر).
اما في سلطنة عمان فقد توسع سائق التكسي وهو يشرح لي عن عظمة مسقط والتطور العمراني والتعليمي والصناعي والتجاري فيها واقنعني بالقيام بجولة للاطلاع على معالم المدينة.
واثناء الجولة ازفت صلاة الظهر فقال يجب ان نتوقف للصلاة فلم امانع فتوقف امام مسجد في احد الاحياء البعيدة نسبيا عن وسط العاصمة ثم دعاني للدخول الى المسجد فقلت سانتظرك هنا لانني لست على وضوء.
قال يوجد في الداخل مكان مخصص للوضوء حاولت الاعتذار قائلا انني ساجمع الصلاتين الظهر والعصر فاستشاط غضبا وقال : كيف يا رجل هذا حرام الست مسلما ؟
قلت : بلا يا اخي انني مسلم والحمد لله .
قال : اذن لماذا لا تريد الصلاة؟.
شعرت بالتوتر وقلت : انا حر يا اخي اصلي وقتما اشاء.
قال "لا يجوز مو على كيفك" عندما تقام الصلاة عليك ان تصلي اينما كنت.
قلت : "لن اصلي خلصنا اذهب انت وصلي وتعال بسرعة لانني مستعجل".
واذ به ينادي على الناس قائلا تعالوا تعالوا هذا الرجل يزدري الله والرسول يرفض الصلاة انه كافر ويدعي انه مسلم، واذ بجمهرة من الرجال هذا يدفعني وذاك ينظر لي بعدوانية ، وثالث يقول حرام عليك يا رجل ورابع يقول الله هداك.
فاضطررت للخروج من الموقف الصعب الذي وجدت نفسي فيه ان دخلت واديت الصلاة. وتحملت درسا قاسيا من السائق خلال العودة الى الفندق باصول الدين.
في الكويت زاملتني سيدة كويتية شيعية مطلقة ملتزمة بالحجاب والسلوك الحسن، وفي يوم من الايام سالتني ما رايك بزواج المتعة؟
قلت : بصراحه انه عبارة عن دعارة رسمية.
فانتفضت وغضبت وزمجرت وقالت لا انه حلال مائة بالمائة انتم السنة دائما تشوهون المذهب الشيعي وتسيئون اليه، وتدعون ان مذهبكم هو الصحيح وانتم ابعد عن الدين الصحيح من الكفار والملاحده، وسوف يظهر المهدي قريبا ان شاء الله ليفنيكم ويخلص الدنيا منكم.
قلت لها مهلا مهلا يا اختي فانا لست سنيا ولا شيعيا انا مسلما (سيشيعي) وقد بالغت بردة فعلك.
ادارت ظهرها وغادرت المكان ومنذ ذاك التاريخ حتى الان لا ترد حتى السلام.
اما في عمان فقد التقيت بصاحب احد المصانع واستمعت اليه مطولا حول الهموم والصعاب التي تواجهها الصناعة الاردنية محملا الحكومة مسؤولية انهيار الصناعة على حد قوله.
ولما سالته ماذا تريد من الحكومة؟؟
قال : يجب عليها ان توقف استيراد البضائع الصينية لانها (قتلتنا).
قلت : الحكومة لا تستطيع ايقاف الواردات الصينية لان السوق الاردني سوقا مفتوحا والمنافسة هي التي تتحكم بدخول او خروج البضائع.
قال : يجب الغاء المنافسة فنحن لا نقوى على منافسة المنتجات الاجنبية يجب حماية الصناعة الاردنية وتوفير الدعم لها.
قلت : ان الحكومة توفر العديد من اشكال الدعم للمنتجات الاردنية منها الرسوم والتسهيلات الجمركية للمعدات وتوفير الاراضي باسعار رخيصة.
قال : هذا لا يكفي يجب ان تفرض على مؤسساتها ان تشتري المنتجات الاردنية وان تضع جمارك مرتفعة على المنتجات الاجنبية
قلت : لكن الحكومة ملتزمة باتفاقيات وشروط دولية ففي عصر العولمة لا تستطيع الدول ان تفرض اجراءات حمائية
قال : "ايوا ايوا جبتها هادول العولمة الكفرة هم السبب انهم يريدون القضاء على الدين ويجيبوا لنا امريكا تسيطر على المنطقة ويخلوا اسرائيل تلعب وترتع في بلادنا ، لكن الله كبير فهو القائل عز وجل "انا نزلنا الذكر وانا له لحافظون".
قال لي تنزاني من اصول يمنية (هناك عدد كبير من اليمنيين المهاجرين الى تنزانيا وخصوصا في جزيرة زنجبار) في تفسيره لحالة الكسل والتخلف السائدة في اوساط السود سكان البلاد الاصليين قال : ان الله عز وجل عندما خلق البشر اعطاهم عقل التدبير للمحافظة على اليقاء، ولكن بعد الاف السنين شفق على خلقه فاعطاعهم عقل التدبير لكنه نسي العبيد فظلوا بعقل واحد فقط.
وفي احدى خطب الجمعة باحد مساجد العاصمة الاردنية قال الخطيب ان عقربا ركبت ظهر ضفدع وقطعت النهر لتقتل ثعبانا كان ينوي قتل طفل.
كل النماذج التي ذكرتها تنتمي لنوع الانسان ولكن أي انسان ؟؟



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام السياسي : بالايمان نقضي على الادمان
- في اجتماع خاص بالكويت .. الهدوء بالعراق يحتاج عشر سنوات
- ما هي المواصفات والمهام المطلوبة من القيادة الفلسطينية
- ام انس : من يجلس على المقاعد او الكراسي سيذهب الى جهنم
- شكرا ابو مازن .. نعم نريدها دولة ديمقراطية ليبرالية..
- سميره وجدت حلا للصراع الابدي
- سيدة مصرية : ديار الكفر احسن من ديار المسلمين
- الفلسطيني طرد الجن (شرلوك) من البدوية ام فهد
- هكذا يتخذ خلفاء المسلمين قرارتهم وهكذا يلغونها
- المستقبل المفقود .. امة تفتقد الى القادة رغم اعدادهم الغفيرة
- الرسول امر بقطع راس الاعلامي
- الاخلاق الاسلامية لا تختلف عما جاء في الديانات الاخرى السماو ...
- معلمة المدرسة تهدد بالاستقالة
- المحاربة هيلاري كلينتون الى اللقاء .. ولنساء المسلمين العزاء
- على حماس ان تعلن استسلامها لفتح افضل من استسلامها لاسرائيل
- عارية في ناد ليلي .. وسعيدة لانها قريبة من الله
- تركيا لماذا هذا الضجيج ؟؟ الحجاب مسالة سياسية وليست دينية
- شيوخ التزييف -الكيمياء- و-الزغل- يرتعون بيننا
- الجن خطفوا الاولاد
- في ذكرى نكسة 67.. يا ريت تتحقق نبوءة موشي ديان


المزيد.....




- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم علاء الدين - ليس كل انسان .... انسان .. احدهما عنده عقل واحد والاخر اثنان