أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم علاء الدين - المستقبل المفقود .. امة تفتقد الى القادة رغم اعدادهم الغفيرة














المزيد.....

المستقبل المفقود .. امة تفتقد الى القادة رغم اعدادهم الغفيرة


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 03:49
المحور: كتابات ساخرة
    


أمامك خياران فقط للكتابة ..إما أن تكتب عن الواقع الحالي فتقول ان اسعار البنزين ترهق كاهل المواطن واسعار البندورة والبصل لم تعد تطاق والفقر يزداد والبطالة في ارتفاع والجوع ادي الى ظهور مصطلح شهداء الخبر (او العيش)، او تغرق في ترهات الثقافة البائدة وهي تتحدث عن انجازات انتهى عمرها الافتراضي قبل الف عام على الاقل، او تحاول ان ترشد بعض العوام من السقوط في براثن الاحزاب الماضوية والخرافة والتضليل، او تعمل مرشدا مصلحا تهدي قيادات فتح وحماس الى اهمية الوحدة الوطنية والمصالحة، و إما أن تكتب عن المستقبل. و في الحالة الثانية هناك خياران أيضا إما أن يجد الكاتب نفسه و قد انغمس في رسم صورة المستقبل على ضوء الاستنتاجات المنطقية للواقع الحالي، فتزداد الصورة قتامة و يزداد التشاؤم لأن النتائج المنطقية للواقع اسوأ بكثير مما يتوقع أكثر المتشائمين و أشدهم احباطا، او يكتفي باستعراض الطموحات دون اي اقتراحات عملية.
فالمعالم الرئيسية للصورة المستقبلية لواقعنا العربي تشير الى المزيد من الديكتاكتورية و المزيد من الفساد و المزيد من هيمنة القبيله و المزيد المزيد من الضياع و التردد و فقدان الاتجاه.
و نتيجة لذلك سوف تزداد الهيمنة الأجنبية على بلادنا ويتحقق المزيد من توثيق الروابط بين مصالح القلة القليلة المتحكمة برقاب البلاد و العباد وبين القوى الأجنبية بكل مسمياتها وألوانها.
اذا ما فائدة الكتابة عن الواقع و هو الذي يمكن تلخيصه بجملة واحدة . . . "الأمة بأكملها في حالة انهيار تام و شامل سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و فكريا و ثقافيا"....
و مع ذلك تجد معظم الكتاب و المؤلفين و المؤرخين و السياسيين و حتى الفنانين و الفنانات ومن لف لفهم يكتبون ويتحدثون في المقابلات الصحفية و التلفزيونية عن أوضاع الأمة و حالها السيئة.
لكننا منذ أربعة عقود لم نقرأ أي موضوع يتحدث عن كيفية صناعة المستقبل الذي يلبي حاجة الأمة ويخرجها من حالها الراهنة. فالأمة بأكملها تفتقد الى برنامج المستقبل. الحكومات مرهقة بالتفاصيل. و معظم الكتاب و الصحفيين منخرطون في حفلة المديح للأنظمة و"انجازاتها العملاقة". و القوى السياسية تائهة ضائعة لا فكرا يوجهها و لا بوصلة تهديها الى الطريق القويم، و الجهود مشتتة مبعثرة و ضغوطات الأعداء لا تترك مجالا لالتقاط الأنفاس والتدهور يتواصل و يتعمق الاحساس بالهزيمة و العجز و الاحباط.
وسط هذه الحالة المزرية يظهر رئيس الولايات المتحدة ليعطي المواعظ والدروس و يتولي نيابة عن أولي الأمر فينا ويحدد كيف يجب أن يكون عليه مستقبلنا. و يظهر وكانة أكثر رحمة بشعوبنا المسحوقة المقهورة من اولي الامر فينا على تعدد اسمائهم وصفاتهم.
باختصار فإن كل ما يكتب في هذا الشأن يدفع المواطن العربي الى المزيد من الانكفاء والشعور بالهزيمة و الخضوع لشروطها القاسية، دون التشكيك بنوايا بعض أصحاب هذه الكتابات، ولكن طريق جهنم غالبا ما تكون مفروشة بالنوايا الحسنة.
فماذا تريد الامة ... ؟ انها تريد فقط اللحاق بالامم الاخرى، وهذا يحتاج الى اسقلال حقيقي سياسي و اقتصادي، و هذا بدوره يحتاج الى قوى سياسية لديها برامج شاملة قادرة على أن تقنع به الملايين. و أن يكون لديها أدوات لتنفيذه.
الأمة تحتاج الى ثورة ثقافية شاملة جوهرها الحديث عن المستقبل الذي تريد، و برنامجه وشروطه . . عندها يمكن بلورة قوى سياسية عريضة تستطيع أن تنتظم على برنامج وتدافع عنه.
الحديث عن الواقع لم يعد مجد الا من باب شحن الهمم و التحريض على الانتماء للمستقبل والحديث عن المستقبل المظلم الذي ينتظر الأمة اذا ما سارت التطورات مستندة الى القوى السياسية الراهنة ليس له من وظيفة سوى التحريض أيضا . . و لكن في كلا الحالتين ستكون النتائج عكسية و ستزيد الأمور تدهورا اذا لم يكن ذلك مقرونا مع وجود قوى سياسية حية لديها برامج واضحة و أدوات ووسائل تنفيذ حقيقية.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسول امر بقطع راس الاعلامي
- الاخلاق الاسلامية لا تختلف عما جاء في الديانات الاخرى السماو ...
- معلمة المدرسة تهدد بالاستقالة
- المحاربة هيلاري كلينتون الى اللقاء .. ولنساء المسلمين العزاء
- على حماس ان تعلن استسلامها لفتح افضل من استسلامها لاسرائيل
- عارية في ناد ليلي .. وسعيدة لانها قريبة من الله
- تركيا لماذا هذا الضجيج ؟؟ الحجاب مسالة سياسية وليست دينية
- شيوخ التزييف -الكيمياء- و-الزغل- يرتعون بيننا
- الجن خطفوا الاولاد
- في ذكرى نكسة 67.. يا ريت تتحقق نبوءة موشي ديان
- انت دائما معي
- سيدة الزهور : شابة يمنية في نيويورك
- احتفالات زائفة في بيروت تؤجل الصراع ولا تلغيه
- الطفل خالد النيويوركي يريد العودة الى اللد
- الفلسطينيون مستاؤون .. نعم لضم الضفة للاردن وغزة لمصر
- احتفالات زائفة في بيروت احتفاء بتاجيل الصراع لا الغائه
- هل يستطيع التميمي من لندن اقصاء فتح
- سمعت الآف الآهات
- رد على كلالده – مطلوب حكومة وطنية لانقاذ الاحزاب الاردنية
- الرئيس الامريكي يضع برنامجا واقعيا شاملا لنهضة الامة العربية ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم علاء الدين - المستقبل المفقود .. امة تفتقد الى القادة رغم اعدادهم الغفيرة